كدت الابحاث العلمية ان كل شقاوة للطفل ليست علامة على حدة الذكاء او دليلا على حيويته ونشاطه، لأن هناك العديد من الشقاوة المزعجة المرضية غير المطلوبة، بل تحتاج للملاحظة والعلاج.
لهذا قام فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث باعداد مشروع لدراسة مشكلة الاطفال المصابين بمرض النشاط الزائد الذي يصل في احيان كثيرة الى حد ايذاء الطفل نفسه ومَن حوله.
يعرّف الدكتور خالد المنياوي استاذ طب الاطفال المساعد والتغذية بالمركز ورئيس فريق البحث، الطفل صاحب النشاط الزائد عن الحد بأنه الطفل الذي يعاني اهله من زيادة شقاوته وحركته بصورة غير طبيعية مما يجعلهم في حالة من الاضطراب، حيث انه قد يؤذي نفسه او مَن حوله، او يكسر او يدمر اشياء حوله ويصبح مصدر ازعاج وتوتر داخل المنزل والمدرسة والنادي. ومن اهم انواع هذا العنف الطفل العدواني الزائد النشاط الانفعالي وهو الذي يقوم بأعمال عديدة ونشاط غير عادي عديم الفائدة ولا يشعر الطفل بالتعب. ويقوم بهذه الاعمال دون ان يكون هناك اي سبب للقيام بها.

وقد أكدت اغلب الدراسات الاحصائية لهذا المرض ان نسبة حدوثه تتراوح من 3 الى %10 بين الاطفال. وهناك بعض الدراسات الاحصائية لهذا المرض بين طلبة المدارس كان احدثها التقرير الذي اصدرته الجمعية الاميركية للطب النفسي، وقد حدد حدوث هذا المرض في ما بين 3 الى %5 من الاطفال في سن المدرسة، وهذا المرض اكثر انتشارا في الذكور عن الاناث بنسبة 4 إلى 1، وانه غالبا ما يكون مصاحبا لواحد او اكثر من الامراض النفسية.
ويشير د. المنياوي الى ان وراء حدوث المرض اسبابا وراثية وجينية وهو مرض سلوكي شائع في اقارب الدرجة الاولى، كما ان للجينات دورا كبيرا في انتقاله من شخص لآخر في نفس العائلة.
احذري الدهون
اثبتت دراسة ان الدهون الكثيرة، سواء من اصل حيواني، كالسمن والزيوت او السمن النباتي، تعتبر من اكثر الاغذية التي قد يكون لها دور في اصابة الطفل بهذا الاضطراب السلوكي، كما ان المواد الكربوهيدراتية، كالسكريات والنشويات والبطاطس والبطاطا والمعجنات بكثرة لها تأثير في زيادة الطاقة، كما ان نقص بعض العناصر الغذائية، مثل النحاس والماغنسيوم في وجبة الطفل الغذائية تؤدي الى نفس الحالة.
أسباب مرضية
ويقول د. خالد المنياوي ان تشخيص هذه الحالة من الاضطرابات السلوكية يعتمد على ما اقرته الجمعية الاميركية للطب النفسي من وجوب وجود 6 من الشواهد والاعراض النفسية والسلوكية على الطفل والتي تنقسم الى مجموعتين كل مجموعة تضم 9 اعراض، الاولى هي اعراض عدم الانتباه وهو ما يطلق عليه (الطفل الغافل المهمل) وفيها يلاحظ على الطفل عدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة للاشياء واهمال تأدية واجباته المدرسية او اي عمل يسند اليه، كما انه من الصعب جذب انتباهه لكي يقوم بعمل معين ويبدو كأنه لاه وغير منتبه عندما نحدثه بصورة مباشرة ولا يسمع اي توجيهات.
لا تخافي
إلا ان الدكتور خالد، يطمئن الامهات اللائي يعانين من هذه المشكلة مع اطفالهن بأن هذا المرض اذا كان غير مقترن بأي اضطرابات نفسية او عصبية او سلوكية او عضوية مزمنة اخرى، فإنه غالبا ما يندثر ويختفي عندما يصل الطفل المصاب الى مرحلة البلوغ، خاصة اذا تم التعامل معه بحرص ودي اسري واجتماعي.


منقووول