القضاء وحماية المرأة والطفل
من المؤلم أن بعض الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء من أقرب الناس لهم، كان يمكن للقضاء أن يحميهم. وخاصة في قضايا الفصل بحضانة الأطفال بعد طلاق الأبوين، وزواج كل منهما وضياع الأطفال بينهما خاصة عندما يتم توزيعهم كغنيمة حرب ! والمصيبة أن الأب يأخذ نصيب الأسد حتى وإن كان غير مؤهل للرعاية الأبوية الآمنة مع زوجة قاسية، وتكون الأم مشاركة بلا شك في ذلك لبحثها عن الاستقرار الزواجي مع زوجها الثاني، وتتلاشى حيلتها في البحث عن مخارج عديدة لإنقاذ أطفالها مما هم فيه خاصة إذا كانوا يشتكون مرارا وتكرارا لها ولغيرها من المقربين بداخل الأسرة، لدرجة أن كثيرا من الأمهات يستسلمن لواقع أطفالهن المرير عندما لا يتم إنصاف شكواهن من قبل القضاء الذي يعتبر كل أم متزوجة برجل آخر لا تملك الحق في حضانة أطفالها!
وفي هذه القضية الخطيرة تضيع أيضا حيلة الجدات ما بين تأكدهن من حقهن الشرعي في حضانة أطفال بناتهن، وما بين جهات لا تخاف الله في الشكاوى التي تردها باستمرار عن حالات الأطفال المعذبين، وما بين بعض القضاة الذين لا ينظرون لمصلحة الطفل بقدر تصميمهم على تثبيت ولاية الأب مهما كانت الظروف المحيطة بحياة ذلك الأب ! فولاية الأب لأطفاله لم تكن ولن تكون قرآنا مقدسا لابد من اتباعه والإيمان به وتصديقه، والقضاء ليس منزها من تلك الأخطاء التي تذهب بمقابلها أرواح بريئة لا حول لها ولا قوة،
تعليق