[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]أقلّ ما يوصف به الحليب ومشتقاته هو أنها غذاء كامل، فهذه المادة البيضاء السائلة التي تفرزها كل أم لدى الإنسان والحيوان، يمكن الإعتماد عليها كلياً في فترة النمو المكثّف لدى الأطفال، وهي أساسية لنموّ المراهقين أيضاً وضرورية في العشرينات والثلاثينات لتجنّب أمراض الشيخوخة خصوصاً في العظام، وهي أيضاً حاجة ملحّة لدى كبار السن لمقاومة التعب والهزال ونقص الكالسيوم.
فالحليب ومشتقاته تحتوي على الأنواع المختلفة من اليتامينات والدهنيّات والسكريّات بشكل متكامل يساعد في بناء الخلايا والأنسجة، ولهذا تبقى حاجة ضروريّة للجسم في مختلف مراحل الحياة، ولكن بكميات متفاوتة حسب العمر[/grade]
[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]فالرضيع يعتمد على الحليب كلياً والطفل يحتاجه بشكل أساسي وهو ضروري لدى المراهقين، أما الكبار فهم يحتاجونه أيضاً لكن مع الإنتباه إلى المواد الدهنيّة فيه وعدم زيادتها عن المعدلات المقبولة، مع الإحتفاظ بها كمصدر رئيسي للكالسيوم والأحماض التي تساعد في عملية إستقلاب الغذاء أي هضمه وتحويله إلى أعضاء الجسم.[/grade]
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]وأخيّراً أعلن بعض العلماء عن إكتشاف الدور الحيوي للحمّض اللينولي الموجود في الحليب ومشتقاته في مكافحة الأمراض السرطانية، رغم أن بعض الأطباء ينصحون بالإعتدال في تناول الحليب لتجنّب الدهنيّات العالية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض السرطانية.
ورغم أن الإكتشاف هذا لم يتخطَ بعد مرحلة التجارب، إلاّ أن ما وصلت إليه الأبحاث يدلّ على أنّ هذا الحمّض يمنع تطوّر الخلايا الخبيثة واصطناع البروتينات والأحماض النووية.
وتنصح مؤسسة الغذاء البريطانية الأمهات الشابات بتناول كميّات كافية من المواد الغنيّة بالكالسيوم مثل الجبن والحليب لأن عظام النساء تضعف مع التقدّم في العمر ويصعب مع الوقت تعويض ما فقد من المعادن.
وتأتي هذه النصيحة بعد ظهور نتائج دراستين أميركيتين ربطت بين نقص الكالسيوم في الجسم وازدياد نسبة الرصاص السامة.
واكتشف العلماء أخيراً أدّلة جديدة حول أهمية تناول الحوامل كميّات كافية من الكالسيوم لتجنّب أمراض وهن العظام ومضاعفاتها. ووجد فريق من العلماء في جامعة كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية أن الحوامل اللواتي يحصلن على كميات قليلة من الكالسيوم ترتفع في دمهنّ نسبة الرصاص. وهذا دليل على أن العظام بدأت بالتفتّت وإطلاق مادة الرصاص الضارة. وأكّد هؤلاء أن الرصاص قد يتسبّب بالأضرار للأم والجنين معاً. وقال كبير الباحثين في الفريق الأميركي إرفا هيرتس إن الأبحاث السابقة أشارت إلى ارتباط الرصاص بحالات مرضية خطيرة بما في ذلك مشاكل الجهاز العصبي والأزمات القلبية.
وأظهرت دراسة أجريت في مستشفى ماغي النسائي في أوهايو بإشراف البروفيسور بيتشيتو أن هناك تناسباً عكسياً بين مستويات الرصاص والكالسيوم. فكلّما ازداد مستوى الكالسيوم انخفض مستوى الرصاص وبالعكس. ويقول بيتشيتو إن وجود الكميات التي ينصح بها الأطباء من الكالسيوم من شأنه أن يحمي الجسم من تأثيرات الرصاص الضارة.[/grade]
[grade="DEB887 D2691E A0522D"]ورغم أنه سائل، إلا أن الحليب يعتبر غذاء كاملاً. فهو يحتوي على السكريات والدهون والبروتين، كما يحتوي على 13 في المئة من المواد الصلبة والبقية من الماء.
ويحتوي كوب واحد من الحليب على سبع غرامات من البروتين. وتحتوي بروتينات الحليب على الأحماض الأمينية بصورة مثالية مما يؤمن للجسم حاجته الكافية منها.
وتتكوّن معظم الدهون الموجودة في الحليب من الدهون المشبّعة (60 في المئة)، و30 في المئة من الدهون الأحادية غير المشبّعة والباقي دهون مختلفة غير مشبّعة أيضاً. ولهذا ينصح الأطباء بتناول الحليب الخالي من الدسم في حالات السمنة عند الأطفال والكبار، لكن الحليب الكامل الدسم ضروري جداً للأطفال والمراهقين لأنهم يستفيدون من الدهن الطبيعي الموجود فيه لنموّهم السليم.
ويقتصر محتوى الحليب من الكاربوهيدرات والسكريات على سكر اللاكتوز، وهو أقلّ حلاوة من سكر السكّروز الأبيض. واللاكتوز يعطي الحليب نكهته المميّزة وينشّط البكتيريا المفيدة في المعدة والأمعاء. وهو يساعد حمض اللاكتيك في تأخير نمو بكتيريا التعفن في المعدة، كما يسهل إمتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفور وكذلك توليد بعض مكوّنات اليتامين .
وإذا كان الحليب من أهم مصادر الكالسيوم للجسم الذي يساعد في بناء أنسجة العظام، إلاّ أنه يحتوي أيضاً على كميات - ولو ضئيلة - من البوتاسيوم والصوديوم والمغنيزيوم، لكنّه يخلو من الحديد.
يتحوّل الحليب بعد اختماره إلى اللبن (الزبادي) بفضل جرثومتين يصل تعدادهما إلى نحو 10 ملايين جرثومة في كل غرام، وهو يحتوي على مواد حمّضية غير موجودة في الحليب تعمل على تطهير المعدة من الجراثيم الضارة دون المساس بالمفيدة منها. كما أنه غذاء بديل للحليب لدى المصابين بالحساسية حيال اللاكتوز، ويدخل أيضاً في استخدامات مختلفة في الطعام إضافة إلى أن طعمه أطيب وألذّ. ومنه تؤخذ اللبنة بعد تصفيته من الماء بوضعه في أكياس خاصة.
ويأمل باحثون في مستشفى هامير سميث في لندن في إجراء تجارب علمية تتيح لهم معرفة مدى إمكانية إستخدام اللبن (الزبادي) في معالجة أمراض الجهاز المعوي، خصوصاً لدى الكبار في السن، بعدما تبيّن لهم أن اللبن يساعد هؤلاء في مقاومة بكتيريا تسبّب أمراضاً معويّة تطيل فترة بقائهم في المستشفيات.
ويقول البروفسور كريس بولبيت الإختصاصي في أمراض الشيخوخة في جامعة أمبريال كولدج البريطانية إن استخدام المضادات الحيوية لعلاج بعض أمراض المعدة يمكن أن يضرّ بمستوى البكتيريا المفيدة الموجودة في الغشاء المبطن للمعدة والأمعاء، ممّا يعرّض المرضى إلى المزيد من الأمراض، وهذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لدى كبار السن الذين تجد أجسامهم الضعيفة صعوبة في المقاومة. ويأمل بولبيت أن يساعد اللبن في المحافظة على نسبة عالية من البكتيريا لمساعدة المرضى على المقاومة.
وستركّز الأبحاث في مستشفى هامبر سميث على أنواع أخرى، غير الإسهال الذي تسبّبه بكتيريا يطلق عليها إسم كلوستريديوم ديفيسيلا، وهذا الإسهال هو من النتائج الجانبية للعلاج بالمضادات الحيوية. وتبيّن للباحثين في المستشفى أن للّبن فوائد إيجابية في مكافحته.
الجبن
وتشكّل الأجبان بديلاً جيداً لأولئك الذين يعانون من الحساسية ضدّ الحليب ويصابون بالإنتفاخ أو الإسهال، ذلك أن الجبن العادي يحتوي على القليل من اللاكتوز وتختفي هذه المادة في أصناف الأجبان القاسية.
ويتألّف الجبن كالحليب من المواد الدهنية والبروتينات والكالسيوم وإن بنسب مختلفة. وتضمّ المادة الدهنيّة في الأجبان يتامينات يءي و يي التي تذوب في الدسم ومهماتها تعزيز المناعة الطبيعية للجسم ومحاربة الإرهاق. ويقوّي اليتامين يءي المناعة في الجلد. وتحتوي الأجبان أيضاً على اليتامين يي الذي لا يذوب في الدسم ويساهم عبر أنواعه المختلفة في نقل الغذاء إلى الدماغ والجهاز العصبي خصوصاً لدى الذين يقومون بمجهود فكري.
وتحتوي الأجبان القاسية على مقدار أكبر من الكالسيوم من الذي تحتويه الأجبان الطريّة أو شبه القاسية، والأجبان كافة تحتوي على اليتامين يي الذي يساعد على امتصاص الجسم للكالسيوم بطريقة أفضل.
ويسهّل الدسم الموجود في الجبن الهضم بطريقة أفضل مما هو في الحليب لأنه موزّع بشكل متجانس، وهو يضمّ الأحماض الدهنيّة الضرورية واليتامينات الذائبة في الدسم، وهي تمنح الشعور بالشبع.
وينصح المختصون بعدم تناول الأجبان الخالية من الدسم إلا في حالات السمنة، ويفضّلون تناولها بطريقة معتدلة لجهة الكميات، ذلك أن الأجبان الخالية من الدسم تخسر اليتامينات التي تذوب في الدسم بالإضافة إلى الحوامض الدهنيّة.
وينصح المختصون بحفظ الجبن في البراد في علبة مقفلة أو لفه في ورقة من البلاستيك الشفاف[/grade]
تعليق