إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*^ جراح أمراة في عيادة نفسية ^*

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *^ جراح أمراة في عيادة نفسية ^*

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ( جراح أمراة )

    تـنويـة :
    دون عمر ..
    دون زمن ..
    دون مكان ، وإنتماء ...
    جراح امرأة من العيادة .. تقتات من ألمها في ظلال الخوف ، والتوجس !! تنتـظرُ الآتـي الذي قـد لا ياتـي !!. قد تكون تحلم أن يقودها القدر إلى مدائنها الأولى ,,,


    ( 1 )

    يا معالجـي :
    شيء في نهاية داخلي في طفولتي أشعر به ، ولا أقدر على تحديد معالمه وحركته ، ما يؤلمني أنه يعلو ويهوي بي . ويصيبني بالدوار الذي يجعلني أتمنى الغفوة أو الانتهاء ! ولشدة الوخز واستمراره أقاوم العجز ولا أملُّ من قسر الذات على أن تبادي في اختراق المواقف والتفاعل معها أياً كانت نوعياتها ، وفي معظم الأحيان تعوزني الجرأة ويقتلني الخوف مع ذاتي فأسايرها وأنا مكبلٌة مكبوتـة لا أحيد عن اجترار أفكار مبتورة ومشوهةً ، تقذف بأحاسيسي الوجلة في منتصف حلقي فتوقفها خشية من افتضاحها للآخرين أو التساؤل عنها . . وكم هي مهارتي الساذجة تلك التي أمارسها بالهروب من داخلي إلى داخلي .؟! فأحس بأنني ألج عالماً مختلفاً ، وكأني لأول وهلة أشاهده وأتعايش معها . . فأقتلع أقدامِ المتثاقلة بالحيرة والمتعبة من التوتر فأغرسها في أوردتي لأريح الدوار المزمن في رأسي ، ومراجعتي إلى الإسعاف نهاية كل شهـر يذكّـرنـي بأنوثتي التي لا تهدا إلا بغرس الإبر في عضـدي لتعودَ أنفاسي برهة إلى رئتـيَّ ، وأنا كالواقفة على بركان أهرب منه إلى أشـدَّ منـه فأعيدُ المحاولـة فأجـد خوفاً يتشكل مع تفاقم الألم ، وإلحاح الجرح على التدفق فانحصر زاوية تضطلع بي إلى محاولة تذكر خبرات طفولتي الصارخة التي تزيدُ من حيرتي .. فأبقى أتسائل بلغة الصغار وأنا اكثر حــاجة إلى من يتفهم أشياء استهجنها لو بحتُ بها مع ذاتي فكيف لو تجاسرت ونثرتها عليك " يا مـعالجـي : " ؟!!
    مثل هذا الشعور يحاصرني ، ويكبلني .. لأني اقرر البــوح عـنه ، ومتى مـا احتوتني الجلسة تعاق في فمي المفردات ؟! فاشعـر بالارتيـاح ، ولخـوفي أن تتشوه صورتي لذاتي أحجم عن التعبير ، كـي لا أفتقـد اهتـمامك ، واحــتوائك لي...


    ( 2 )

    * سياط تلسعني ، وتتقاذفني بين زوج ، وأب ، على مدى عمرِ جاوز الآن خمسـة عشر عاما .. ما ذقـتُ فيها إلا الشدُّ ، وذرف الدموع ، وكأني خلقتُ لأمارس فنون الهم .. أما تعبت مني يا هم ؟! . راحتي وخزُ ، وخوف ، وتوجس هدّني ، ويداي متدليتان أتعكزُ عليهما كمنسأة تشدُّ ظهري من العجز !! بداية في مراهقة كنت أرنو لها ، وعلى ساعده أغفو ، وارسم ألف حلم .. ما أزعجه من حلم ؟!! كنت أود أن أصحو على وردة فأفقتُ وأنا في غابة شوك أعوم فأغطس ألـم ، وأشرب الكأس مترعة هماً يسكر الهم !!
    آه يا فجري الباسـم : يا مسـاري الذي تنثرين فيه الورود .. لكن كيف أراه ، وأشمه ؟!! وطفلتي الصغيرة يفصلني عنها نوازع توقع الأذى ، وسياج الهواجس تدمي مدامعي ، وأطرافي يقطرُ منها تحسري ، وتوجع يهدُّ ظهور الإبل !! أتعرفي ما هو المدى ، وعمق الزفرات حين أتخيلها على حجري فأبتسم برهة ، وابكي لحظة ، واشهق ثالثة ، أتمنى أن يدنو بسرعة البرق اجلي .. ويا أخيتي أين ما وعدتني أو انك نسيت هديتك كفنا مطرزا بكفن !!
    يا أنامل صغيرة كالبلسم كانت ترتمي على شفتيَّ ، وتقول : ماما !! احبكِ ..أحبكِ .. فتصف حجم شعورهـا بعد أن تفرد ذراعيهـا بقدر الدنيا .. بقدر السماء ، والأرض !! وأنت يا أمي أحلى من الحلوى ، ومن كل أنواع اللعب !!
    كيف أنسى ذاك الصباح حين انتزعوها مني ، والروح بعدها مسلوبة ، وأنا اهذي ، وهلاوسي تطاردني كيف تأكل ، وتشرب ، وتغفو ، وتصحو ، ومن إذا سقط اللحاف من عليها يسترها ، ويعيده برقة كي لا تنزعج ، وعلى جبينها يطبع قبلة ، والمعوذات على مخدعها تسقطُ لتحرسها من شر المس ، ومن شر عابث متمرد !! إذا بكت وعبرتها في الحلقوم تحشرجت أين لها بالصدر الحنون يضمها ؟!! ويحكي لها حكاية ، وأنشودتها المفضلة توشوش في أذنها كأي طفلة بين والديها مرفهة ومنعمة دون خوف ، وضجر !!
    فيك يا فجري الباسم : ِسـري ، وضوء الغد الذي على عتبة داري أرقبه لعلها تأتي فجأة أو أرى في وجوه المارة أو عبر أثير التلفاز من يشبهها .. فقد يخف شيء من لوا عجي وولهي .
    رحماك يا خالقي فاض جلدي ، وتهاوت قواي ما ُعدت أميزُ بين مسار عشقي لها والـجفاء احرقني ، وأجهدني فتهت لا ادري أي الطرقات تخطو فيها قدمي


    (3)

    اتكئ على جراحي الرطبة .. ولا اعرف أنى إلى القاع اهوي ..
    نمرة ولي من الخصال تسع وتسعين ، ولكن شعوري نابضُ منذُ عشر سنين يأسرني !! وقد أجهدني ، وحملته على أسنة الرماح ، وداريته كي لا يخدشه الآخرين ، وتلمست له العذر ، وابتلعتُ جفاه ، وعجزه .. وتعللت بالغد فقد يحمل في طياته ، وأريجه شيء من الحنين ، وآه من طفلة تعيقني بعد أن تبلورة بيولوجيا .. فجاءت وظننت أنها ستجذرُ نبضي فيورق الزهر في الصيف ، والخريف !!
    طفلة ما زالت غظه كلما حدقت في عينيها زاد بكائي .. تضاعف وجعِ ، وعاودني سهدي يسامرني .. فأرى وانتم لا ترون كيف تتناثر أوردتي ؟! وأبقى في الهواء معلقة بشريانِ ، وعشر وريد !!
    في عروق العين قبيل طفولتي بِذرةٍ حلم ، وثغر باسم خبأته ، وجئتُ مهرولة حافية الأقدام أمد بيدي اليمنى حلمي ، وثغري في يساري .. فانكسرتُ ، وتعثرت خطاي فعدت للوراء .. لكن لكهولتي !! وبقيت كأني إلى شفى لحدي أسبرُ تآكل جسدي !! والدود يقتاتُ عظامي فرح بمن جـاء !!
    آه من همس أتتحسسه بأصابعي ، وبودي أن اجمعه ما عدت احتاج نبضا أطارده كطفل عابث جاهل يريد أن يمسك بيديه الصغيرتين خيط الضوء ، ويتقافز ظاناً انه قادرا على التعلق بقوس قزح إذا التلف حول الغمام ..
    " يا معالجي " آهاتي لو نطّقتها لطوقت الكون ، ولرأيت ضوء الشمس سواد في سواد !! فدعني لا منوم سيريحني ، ولا نصائح جدتي تعيد لي حلمي ، وثغري الجميل ... هواجسي ، واجترارُ أفكاري هي ردائي الذي أرتديه .


    ( 4 )

    يا عيد ميلاد في الخامسة والعشرين من عمري جاء في يوم كآبتي
    ، وكنت أتتمنى أن يكون برفقته الكفنَ !! كل الورود التي أهديت لي كانت غريبة .. فيها السواد طاغيا ، وحين لا مست أصابعي زاد ألمي ، وعاد الجرح نازفا يتبختر زاهيا ، ومتمردا !! يا ذاكرت السنين كيف أعيدك ؟! وكيف تعيدين لي نبضي الذي نضبَ ؟! لا مالا ، ولا جاها ، ولا ولدً يخفف من رصيد ليال تجرعت فيها الهم كاس مترعة سهدا ، وتحسرا .. منذ ارتبطت به اجترُ غبائي ، والوك مع الذات سرابا اصبح بن الضلوع جمرا ، ولظى !!.
    أسامر الليل ، والسهد رفيقي الوافي ، وارقب أفول القمر ، وكيف تشرق الشمس .. ليست كمثلي حزينة ، وإن كنت ، وهي مبتهجة نلتقي في حمرة الوجه ، ومنح الضوء ، والعطاء الذي لا ينتهي ، ولا يطلب مقايضة من أحدا !!
    إذا التفت فكل من حولي يوجعني .. يسلبني ، واقراء في عيونهم أنانية ، والسر مزقني فأين أجد من يحفظ في داخله السرَ ؟! لأني أعيش على هامش الهمس ، ونبض الحياة ، وليال تعيسـة تزاحمني في الفراش ، ونبض مفزع أحس بارتعاشـه في الوتين .. لكن جسدا لا عين ، ولا آذان ، وإنما روح تهيم بلفح الهجير ، وحيــدة من كل شيء إلا توقع ما لا يقال : مسار متعبُ وصلتُ في نهايتـه إلى ظهور العيس ، وأجنحـة الصقور فأثقلتهـا ببقايا ذاتي ، وشيء خافت من ذاكرتي يشدني إلى الحياة .. بكائي عزائي ، ويا خوفي أن تبيضَ ، وتضمر عينيَّ من كثرة البكـاء !!.


    ( 5 )

    * آه " يا معالجي " لو طوقوك بألف أب ، وأم ، وأينما ُكنت يحرسوك في حلك ، وترحالك ما عوّضك من لمست من في رحمها تقلّبت ، وشربت من حبل مشيمتا دمها ، وروحها .. وخوف كنت أحس به إذا تغيّرت دقات قلبها ، ويدا على ظهر بطنها كانت تتحسسني ، وتحكي لي متى اخرج ، لتقول : كل الحياة .. كل العمر انتظر صرختك لتكسر صمت الحياة رغم ما بلغته من عمر !!
    قفي الآن ، وامسحي دمعتك ، وأرسلي بصرك إلى السماء موقنـة أن اليتم يتم العلم ، والأدب .. وكوني طوال الحياة ملتفة بقيم الرجاء ، والخوف .. لعل الفردوس تكون أجرا لصبرك ، ولحرمان لو سكب أذاب جبل تهامة ، وفتت الحديد غبارا احمرا تتطاير شظايا من الألم ... لو شرع ربي يبيح الذهاب لقبرهما لرأيتموني كل مساء ، كل صبح .. احتضن ترابهما ، وبدموع العين اسقي ورودا اغرسها من عروق العين ومن المهج !!
    أما سألت لِـمَ نبينا قرر في كل شعرت تلامس اكفّنا ليتيم حسنة وقد تضاعف من الأجر !! هنيئا لمن حولك إذا مرروا أصابعهم بين ضفائرك محتسبين طاعة للمولى ، ورجاء في ثواب ينتهي بهم إلى مقاعد معدة لهم في جنة لمن كفل يتيم ، واستشعر حرارة دمعته وافتقاده لشيء ، وأي شيء يعوّض افتقاد أب ، وأم !!
    في رسولنا يتيم الأب ، والأم قدوة لنا .. ففاخري به آلا يكفيك انك شبيهة له في اليتم ,,,


    *** تم نشرهـا إعلاميــا عبر مجلــة إقــراء ***

    تحياااااااتي مع اطيب واعذب امنياتي

    كتكوت
    http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

  • #2
    مشكور كتكوت على الموضوع

    تعليق


    • #3
      العفوو خيتو عطر الندى

      والشكر موصول لك ولمرورك المتميز للموضوع ,,,

      تحيااتي لك - كتكوت
      http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

      تعليق


      • #4
        مشكور على موضوعك
        الله يوفقك
        http://king3ziz.jeeran.com/atiaaaaf.jpg
        أحبك نورس

        تعليق


        • #5
          ويوفقك ان شاء الله خيتو اطياف ,,,

          ومرسي الك على المرور الجميل والرائع للموضوع ,,,

          دمتي باطيب المنى ولكي تحياااااتي

          كتكوت
          http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

          تعليق


          • #6
            تشكرات أخينا على الموضوع الجميل
            Nasser

            تعليق


            • #7
              مشكور أخي كتكوت على هذه المشاركة الجميلة


              تعليق


              • #8
                هلا وغلا Nasser ,,,

                ويسلمو والله على المرور الجميل منك للموضوع ,,,

                تحياتي الطيبة لك

                كتكوت
                http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

                تعليق


                • #9
                  العفو عزيزي ابن قابوس والشكر موصول لك على

                  مرورك الجميل للموضوع والف الف شكر لك

                  تحياااااتي

                  كتكوت
                  http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

                  تعليق


                  • #10
                    كتكوت تشكر على الموضوع

                    بالتوفيق دوما

                    تعليق


                    • #11
                      ويوفقك شروووقة ,,,

                      ومرسي الك على المرور الجميل للموضوع

                      دمتي باسعد الاوقات

                      وتحياااتي

                      كتكوت
                      http://www.omanlover.org/vb/uploaded/Moon_Light.jpg

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اخي كتكوت حياك الله وبارك فيك
                        الف شكر على هذا الموضوع وهذه القصة المؤلمة
                        سلمت يداك وبانتظار جديدك
                        تقبل تحيتي
                        http://www.tawqe3.com/images/norah_1.gif
                        دمعة الم العراقية

                        تعليق


                        • #13
                          مشكور
                          كل عاذل ردني عنك يالطرف الكحيل** ياعسى الله يقلعه يا عسى الله يقلعه
                          يامعرض قلب الاحباب للدرب الطويل** السعه لا بارك الله بالضيق السعه

                          تعليق

                          يعمل...
                          X