[color=4169E1][align=center]
لما كنت في سنة الامتياز، وكنت في قسم النساء والولادة، جاءت امرأة في حالة إسعافية وقد أصابها النزيف، فدعاني الطبيب الاستشاري لحضور الكشف عليها، فلما أتينا. قالت المريضة: لا أريد أن يكشف علي إلا امرأة. فانزعج الاستشاري مما قالت فطردها من القسم أمامنا.
ويقول أحد أطباء الامتياز: "دخلت ذات مرة على غرفة عمليات فوجدت بها امرأة مكشوفة تماماً وفي حالة مزرية وحولها الطاقم الطبي من الرجال والنساء، وذلك قبل بدء العملية".ويقول أحد الأطباء: يأتينا بعض النساء وهن في غاية الستر والحشمة، وتطلب إحداهن وتلح في أن يتولى إجراء عمليتها امرأة فنوافقها على ما تطلب، وبعد التخدير نتولى نحن الرجال العملية الجراحية، وهي لا تعلم. وحالها يكون مكشوفاً أمام الجميع من ممرضين، وفنيين، وطبيب التخدير، بل حتى عاملِ النظافة إذا دخل الغرفة للتنظيف.
وبعد ذلك يتم التوقيع في التقرير باسم إحدى الطبيبات. فانظر إلى أخلاقيات المهنة.
وهذه استشارية في قسم النساء والولادة، تقول لمن معها من طلاب الامتياز إذا جاءت حالة إسعافية وطلبت طبيبة، فقولوا لها: لا يوجد طبيبة. يحدثني أحدهم فيقول: كنا نكذب على المريضات، فنقول: لا يوجد طبيبة، فبعضهن ترضخ للواقع وهي تبكي، وبعضهن يذهبن إلى مستشفى آخر.
وحدثني أحد المشايخ فذكر أنه ذهب بزوجته إلى مستشفى الولادة، ورأت القابلات الحاجة إلى مجيء الطبيب، فأبت زوجته أن يأتيها رجل. فقالوا: لا توجد طبيبات، فاتصلت بزوجها فجاء فأصر على مجيء طبيبة وإلا خرج بها إلى مستشفى آخر، فلما أراد إخراجها من المستشفى، أتوا له بورقة إخراج المريض، وأنه بناءً على طلب المريض. يقول وقعت عليها، وكتبت أخرجتها بناءً على قولهم: لا يوجد في المناوبة طبيبات يقول الشيخ: فجاءت في الحال طبيبتان.
إحدى الطبيبات الصالحات تقول: ".. أما في غرفة العمليات فحدث ولا حرج؛ فالمرأة توضع على طاولة العملية بدون ملابس، ويكون في غرفة العمليات اختصاصي التخدير، وطلاب، وأطباء. وعند قولنا: قوموا بتغطيتها، يرد الاستشاري بقوله: إننا جميعاً أطباء. وأنا متأكدة أنها لو كانت زوجته لما سمح لأحد بأن يراها.
أخبرني عدد من الاستشاريين أنهم في سنوات الدراسة يكلف الطالب بحضور عدد من عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية، "فنجتمع نحن الطلاب مع أستاذنا لمشاهدة الحالة إلى تمام الولادة" وأخبروني أن المرأة تكون في حال كرب عظيم فندخل عليها من غير استئذان، ونعتبر عدم رفضها الصريح لمجيئنا إذناً منها، فإذا انتهت من كربها وعادت إلى طبيعتها كثير منهن يشتكين، ولكن دون جدوى.
وتقول إحدى النساء: دخل علي الرجال في عملية الولادة، فأردت منعهم، فانعقد لساني ولم أستطع الكلام، ومثيلاتي كثيرات، تقول: والقهر والألم يتردد إلى الآن في صدري لا يفارقني. انتهى كلامها.
وبعض النساء مع أنها في هذه الكرب إلا أنها ترفض وبشدة وترفع صوتها، فيكون موقف الطبيب الاستشاري هو إظهار التذمر الشديد منها، ومعاودة المحاولة، والضغط عليها لتوليدها. وأقوى وسيلة للضغط عليها قولهم لها: إنك قد وقعت قبل الدخول بعدم الاعتراض على العملية التعليمية.
وأقول: إن كان الأمر كما قالوا ؛ أي أنها وقعت، فهو امتهان مقنن، ومع ذلك كله فإن زوج هذه المريضة ممنوع من الدخول في غرفة عملية الولادة، فقلت لهم: هل يجوز لكم الدخولُ على المرأة من غير إذنها، والكشفُ عليها والنظرُ إلى عورتها من غير إذنها ؟!
فقالوا: لا ندري. وسألتهم هل ترضون هذا لنسائكم ؟ فأجابوا جميعاً بأنهم لا يرضونه. فانظر كيف يتربى طلاب الطب من أساتذتهم على امتهانِ حق المريض، وأنهم يرضون للمريض ما لا يرضون لأنفسهم ونسائهم. ومع ذلك فإنهم لا يرون للزوج الحق في أن يدخل مع زوجته في غرفة الولادة أو غرفة العمليات. مع أن دخوله مع وجود الطبيب الرجل واجب شرعاً.
ولاحظ في الأمثلة السابقة كلها أن الطبيب ومن معه يدخلون من غير استئذان.
سمعت أحد الأطباء يقول: عند الفحص على المرأة نحرص على عدم وجود الزوج، بل أحياناً نمنعه حتى لا تثورَ غيرته.
وسمعت آخر يقول: نحن الأطباء لا ننظر إلى العورات بشهوة، فقد تبلد الحس بسبب كثرة المساس. فانظر كيف اعترف، واتهم نفسه وهو لا يشعر. ويقول أحدهم: لا نفرق بين المسلمة وغير المسلمة في تعاملنا. وأخطر مما تقدم كلِّه قولُ بعضهم: لا فرق في الطب بين المرأة والرجل.
منقول للافادة [/align][/color]
لما كنت في سنة الامتياز، وكنت في قسم النساء والولادة، جاءت امرأة في حالة إسعافية وقد أصابها النزيف، فدعاني الطبيب الاستشاري لحضور الكشف عليها، فلما أتينا. قالت المريضة: لا أريد أن يكشف علي إلا امرأة. فانزعج الاستشاري مما قالت فطردها من القسم أمامنا.
ويقول أحد أطباء الامتياز: "دخلت ذات مرة على غرفة عمليات فوجدت بها امرأة مكشوفة تماماً وفي حالة مزرية وحولها الطاقم الطبي من الرجال والنساء، وذلك قبل بدء العملية".ويقول أحد الأطباء: يأتينا بعض النساء وهن في غاية الستر والحشمة، وتطلب إحداهن وتلح في أن يتولى إجراء عمليتها امرأة فنوافقها على ما تطلب، وبعد التخدير نتولى نحن الرجال العملية الجراحية، وهي لا تعلم. وحالها يكون مكشوفاً أمام الجميع من ممرضين، وفنيين، وطبيب التخدير، بل حتى عاملِ النظافة إذا دخل الغرفة للتنظيف.
وبعد ذلك يتم التوقيع في التقرير باسم إحدى الطبيبات. فانظر إلى أخلاقيات المهنة.
وهذه استشارية في قسم النساء والولادة، تقول لمن معها من طلاب الامتياز إذا جاءت حالة إسعافية وطلبت طبيبة، فقولوا لها: لا يوجد طبيبة. يحدثني أحدهم فيقول: كنا نكذب على المريضات، فنقول: لا يوجد طبيبة، فبعضهن ترضخ للواقع وهي تبكي، وبعضهن يذهبن إلى مستشفى آخر.
وحدثني أحد المشايخ فذكر أنه ذهب بزوجته إلى مستشفى الولادة، ورأت القابلات الحاجة إلى مجيء الطبيب، فأبت زوجته أن يأتيها رجل. فقالوا: لا توجد طبيبات، فاتصلت بزوجها فجاء فأصر على مجيء طبيبة وإلا خرج بها إلى مستشفى آخر، فلما أراد إخراجها من المستشفى، أتوا له بورقة إخراج المريض، وأنه بناءً على طلب المريض. يقول وقعت عليها، وكتبت أخرجتها بناءً على قولهم: لا يوجد في المناوبة طبيبات يقول الشيخ: فجاءت في الحال طبيبتان.
إحدى الطبيبات الصالحات تقول: ".. أما في غرفة العمليات فحدث ولا حرج؛ فالمرأة توضع على طاولة العملية بدون ملابس، ويكون في غرفة العمليات اختصاصي التخدير، وطلاب، وأطباء. وعند قولنا: قوموا بتغطيتها، يرد الاستشاري بقوله: إننا جميعاً أطباء. وأنا متأكدة أنها لو كانت زوجته لما سمح لأحد بأن يراها.
أخبرني عدد من الاستشاريين أنهم في سنوات الدراسة يكلف الطالب بحضور عدد من عمليات الولادة الطبيعية والقيصرية، "فنجتمع نحن الطلاب مع أستاذنا لمشاهدة الحالة إلى تمام الولادة" وأخبروني أن المرأة تكون في حال كرب عظيم فندخل عليها من غير استئذان، ونعتبر عدم رفضها الصريح لمجيئنا إذناً منها، فإذا انتهت من كربها وعادت إلى طبيعتها كثير منهن يشتكين، ولكن دون جدوى.
وتقول إحدى النساء: دخل علي الرجال في عملية الولادة، فأردت منعهم، فانعقد لساني ولم أستطع الكلام، ومثيلاتي كثيرات، تقول: والقهر والألم يتردد إلى الآن في صدري لا يفارقني. انتهى كلامها.
وبعض النساء مع أنها في هذه الكرب إلا أنها ترفض وبشدة وترفع صوتها، فيكون موقف الطبيب الاستشاري هو إظهار التذمر الشديد منها، ومعاودة المحاولة، والضغط عليها لتوليدها. وأقوى وسيلة للضغط عليها قولهم لها: إنك قد وقعت قبل الدخول بعدم الاعتراض على العملية التعليمية.
وأقول: إن كان الأمر كما قالوا ؛ أي أنها وقعت، فهو امتهان مقنن، ومع ذلك كله فإن زوج هذه المريضة ممنوع من الدخول في غرفة عملية الولادة، فقلت لهم: هل يجوز لكم الدخولُ على المرأة من غير إذنها، والكشفُ عليها والنظرُ إلى عورتها من غير إذنها ؟!
فقالوا: لا ندري. وسألتهم هل ترضون هذا لنسائكم ؟ فأجابوا جميعاً بأنهم لا يرضونه. فانظر كيف يتربى طلاب الطب من أساتذتهم على امتهانِ حق المريض، وأنهم يرضون للمريض ما لا يرضون لأنفسهم ونسائهم. ومع ذلك فإنهم لا يرون للزوج الحق في أن يدخل مع زوجته في غرفة الولادة أو غرفة العمليات. مع أن دخوله مع وجود الطبيب الرجل واجب شرعاً.
ولاحظ في الأمثلة السابقة كلها أن الطبيب ومن معه يدخلون من غير استئذان.
سمعت أحد الأطباء يقول: عند الفحص على المرأة نحرص على عدم وجود الزوج، بل أحياناً نمنعه حتى لا تثورَ غيرته.
وسمعت آخر يقول: نحن الأطباء لا ننظر إلى العورات بشهوة، فقد تبلد الحس بسبب كثرة المساس. فانظر كيف اعترف، واتهم نفسه وهو لا يشعر. ويقول أحدهم: لا نفرق بين المسلمة وغير المسلمة في تعاملنا. وأخطر مما تقدم كلِّه قولُ بعضهم: لا فرق في الطب بين المرأة والرجل.
منقول للافادة [/align][/color]
تعليق