قررت قبل أن أضع رأسي لنومة هذا الصباح أن أبوح إليكم بما يجول بخاطري عن ظاهرة النوم الغريبة في جامعتنا العظيمة..
لك أن تطيل النظر في قوله عفا الله عنه (لنومة هذا الصباح)..فعندنا في الجامعة..لكل صباح نومة لا بد منها..
النوم في الجامعة..وما أدراك ما النوم في الجامعة..نوم الصباح..وما أدراك ما نوم الصباح..وسحب المحاضرات الملاح..وديــإِنَّـــاتٌ كالرماح..تقصم الظهور..وتغيظ الصدور..ثم تحيل إلى القبور..
لله درك يا قارئي الكريم كم أنت صابر على قراءة رسالتي الطويلة..لكنك لن تعدم منها فائدة إن شاء الله..فأقل ما فيها أن بث الشكوى مما ينفس عن المكروب كربته فتكون بذلك قد نفَّست عني بعضاً من كربة وذلك بابٌ للأجر..هذا طبعاً إن لم تكن مكروباً..بنفس "الميكروب".
لقد عجزت..بمعنى الكلمة..أن أعيش في هذه الجامعة إنساناً عادياً كالناس..وأبت علي بيئة الجامعة إلا أن أعيش كالبومة أسهر الليل و(أسحب) الصباح..ولا شيء غير ذلك..
حاولت أن أجد حلاً..لكنني لم أجد..فبادرت إلى اختراع الحل..وحاولت بكل سذاجة وبراءة أن أطبق المثل القائل..الحاجة تفتق الحيلة..لكنني كنت مخدوعاً به ولم تفتق الحاجة لا حيلة ولا أي شيء ثاني..
فمثلاً (والأمثلة كثيرة)..حاولت أن أنام مبكراً ذات مرة..وذات مرتين..وذات ثلاث..وذات ستين!..ولم أنجح..أظل على فراشي (الوثير) لا ينعس لي جفن الساعات الطوال..والتي لو أنني استفدت منها في مذاكرة أو نحوها (سواليف مثلاً) لكان أفضل..و(سحب الكلاسات) الصبح مافي منه مخرج أصلاً......هكذا سولت لي نفسي..
إلا أنني ذات مرة نمت بعد صلاة العشاء مباشرة..لا أدري كيف، لكنني نمت ولم أستيقظ إلا الفجر. حمدت الله تعالى وصليت الفجر وأثرُ طول النوم بادٍ في تفكيري وتمايلي ذات اليمين وذات الشمال.
وبعد الصلاة..رجعت الغرفة ولم أستطع والله التركيز في أي شيء، ولم أستطع أن أفعل شيئاً. بالعربي، لم أستطع إلا النـــوم..والنوم العميــــق..إلى أذان الظهر. صليت ظهر ذلك اليوم بكل حيوية وتركيز.
طرأت إلي ذات مرة فكرة غريبة لمعت لها عيناي وأصغى لها قلبي..مفادها كالتالي:
بما أن في اليوم أربع وعشرون ساعة، وبما أن الشخص الطبيعي يحتاج من النوم حوالي ست ساعات يومياً، فقد فكرت في أن أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة، ثم أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة...وهكذا.
الميزة في هذا البرنامج أن استيقاظ ثلاث ساعات فقط لن يكون مرهقاً للبدن كما لو استيقظ الإنسان عشر ساعات مثلاً..وتعَب الثلاث ساعات هذه يزيله بإذن الله نوم ساعة..وفي النهاية ستنام (الست ساعات حقك)..فكرة غريبة لكن تبدو ناجحة..بدأت في التطبيق..نمت بعد صلاة العشاء مباشرة لأستيقظ بعد ساعة..لكن، لم أستيقظ إلا عند الفجر..وقُتِلَت الفكرة في مهدها..
أنا الآن محبَط..وأرى أن المستقبل غامض....ولا زلنا في نصف الفصل الدراسي..القضية لا تبدو طبيعية..فالمشكلة ليست مشكلتي لوحدي، فكثيرون يعانون من نفس المشكلة..كما أنني أبدو طبيعياً في قومتي ونومتي عندما أعود إلى أهلي..هناك..بعيداً عن الجامعة..أنا أظن أن هناك إنزيماً خاصاً في الجسم يسبب إفرازه وجود مثل هذه الحالة..هذا الإنزيم يتوقف إفرازه تماماً عند الخروج من الحرم الجامعي..كما أنه يعود للعمل عند العودة إلى حرم الجامعة الموقر..بل إنه يبدأ العمل و(الإفراز) من أول نظرة لبرج الجامعة العتيد الشامخ..وأنت هناك بعيد لم تصل الجامعه أو مشارفها بعد..فما تكاد تراه حتى تحس بحالة (ليست غريبة عليك!) تعتريك..فيطير النوم إن كان الوقت ليلاً..ويكبس النوم إن كان الوقت نهاراً..والباقي بعد ذلك معروف..والله المستعان..
أطلتُ عليك..أليس كذلك؟..معذرة على الإطالة..لكن أحببت أن يشاركني إخوتي مشكلتي لعلي أجد نفعاً من تعليق أحدهم على الموضوع..فالحالة مأساوية..
تصبحون أقصد تمسون على خير وبخير..وليس للموضوع بقية..وصلى الله على محمد.
أخوكم: امير صحار
سلملم
لك أن تطيل النظر في قوله عفا الله عنه (لنومة هذا الصباح)..فعندنا في الجامعة..لكل صباح نومة لا بد منها..
النوم في الجامعة..وما أدراك ما النوم في الجامعة..نوم الصباح..وما أدراك ما نوم الصباح..وسحب المحاضرات الملاح..وديــإِنَّـــاتٌ كالرماح..تقصم الظهور..وتغيظ الصدور..ثم تحيل إلى القبور..
لله درك يا قارئي الكريم كم أنت صابر على قراءة رسالتي الطويلة..لكنك لن تعدم منها فائدة إن شاء الله..فأقل ما فيها أن بث الشكوى مما ينفس عن المكروب كربته فتكون بذلك قد نفَّست عني بعضاً من كربة وذلك بابٌ للأجر..هذا طبعاً إن لم تكن مكروباً..بنفس "الميكروب".
لقد عجزت..بمعنى الكلمة..أن أعيش في هذه الجامعة إنساناً عادياً كالناس..وأبت علي بيئة الجامعة إلا أن أعيش كالبومة أسهر الليل و(أسحب) الصباح..ولا شيء غير ذلك..
حاولت أن أجد حلاً..لكنني لم أجد..فبادرت إلى اختراع الحل..وحاولت بكل سذاجة وبراءة أن أطبق المثل القائل..الحاجة تفتق الحيلة..لكنني كنت مخدوعاً به ولم تفتق الحاجة لا حيلة ولا أي شيء ثاني..
فمثلاً (والأمثلة كثيرة)..حاولت أن أنام مبكراً ذات مرة..وذات مرتين..وذات ثلاث..وذات ستين!..ولم أنجح..أظل على فراشي (الوثير) لا ينعس لي جفن الساعات الطوال..والتي لو أنني استفدت منها في مذاكرة أو نحوها (سواليف مثلاً) لكان أفضل..و(سحب الكلاسات) الصبح مافي منه مخرج أصلاً......هكذا سولت لي نفسي..
إلا أنني ذات مرة نمت بعد صلاة العشاء مباشرة..لا أدري كيف، لكنني نمت ولم أستيقظ إلا الفجر. حمدت الله تعالى وصليت الفجر وأثرُ طول النوم بادٍ في تفكيري وتمايلي ذات اليمين وذات الشمال.
وبعد الصلاة..رجعت الغرفة ولم أستطع والله التركيز في أي شيء، ولم أستطع أن أفعل شيئاً. بالعربي، لم أستطع إلا النـــوم..والنوم العميــــق..إلى أذان الظهر. صليت ظهر ذلك اليوم بكل حيوية وتركيز.
طرأت إلي ذات مرة فكرة غريبة لمعت لها عيناي وأصغى لها قلبي..مفادها كالتالي:
بما أن في اليوم أربع وعشرون ساعة، وبما أن الشخص الطبيعي يحتاج من النوم حوالي ست ساعات يومياً، فقد فكرت في أن أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة، ثم أستيقظ ثلاث ساعات ثم أنام ساعة...وهكذا.
الميزة في هذا البرنامج أن استيقاظ ثلاث ساعات فقط لن يكون مرهقاً للبدن كما لو استيقظ الإنسان عشر ساعات مثلاً..وتعَب الثلاث ساعات هذه يزيله بإذن الله نوم ساعة..وفي النهاية ستنام (الست ساعات حقك)..فكرة غريبة لكن تبدو ناجحة..بدأت في التطبيق..نمت بعد صلاة العشاء مباشرة لأستيقظ بعد ساعة..لكن، لم أستيقظ إلا عند الفجر..وقُتِلَت الفكرة في مهدها..
أنا الآن محبَط..وأرى أن المستقبل غامض....ولا زلنا في نصف الفصل الدراسي..القضية لا تبدو طبيعية..فالمشكلة ليست مشكلتي لوحدي، فكثيرون يعانون من نفس المشكلة..كما أنني أبدو طبيعياً في قومتي ونومتي عندما أعود إلى أهلي..هناك..بعيداً عن الجامعة..أنا أظن أن هناك إنزيماً خاصاً في الجسم يسبب إفرازه وجود مثل هذه الحالة..هذا الإنزيم يتوقف إفرازه تماماً عند الخروج من الحرم الجامعي..كما أنه يعود للعمل عند العودة إلى حرم الجامعة الموقر..بل إنه يبدأ العمل و(الإفراز) من أول نظرة لبرج الجامعة العتيد الشامخ..وأنت هناك بعيد لم تصل الجامعه أو مشارفها بعد..فما تكاد تراه حتى تحس بحالة (ليست غريبة عليك!) تعتريك..فيطير النوم إن كان الوقت ليلاً..ويكبس النوم إن كان الوقت نهاراً..والباقي بعد ذلك معروف..والله المستعان..
أطلتُ عليك..أليس كذلك؟..معذرة على الإطالة..لكن أحببت أن يشاركني إخوتي مشكلتي لعلي أجد نفعاً من تعليق أحدهم على الموضوع..فالحالة مأساوية..
تصبحون أقصد تمسون على خير وبخير..وليس للموضوع بقية..وصلى الله على محمد.
أخوكم: امير صحار
سلملم
تعليق