الشرق الأوسط / يطرح النوم نفسه مرة أخرى، وبقوة، للباحثين الطبيين، ليقول لهم: «ثمة جدوى عالية من الاهتمام بي وبدراسة جوانبي الصحية المتشعبة، كي تُفلحوا في وقاية الناس من الأمراض وكي تنجحوا في معالجتهم منها أو من انتكاساتها». وحُق للنوم أن يقول لنا «كفى إهمالاً لي من قِبل الأطباء والناس». وهذا الحديث العلمي عن دور النوم في حياة الإنسان لا مجال مطلقاً فيه للمبالغة أو الادعاء بلا علم. ومَن يتتبع الدراسات الطبية في العقود الماضية ويُمعن بتأن في استقرائها، يجد أن ثمة تطوراً جاداً في اهتمام الطب بالنوم. والنظرة العلمية المتوازنة للنوم هو أنه حاجة حيوية لجسم وعقل الإنسان، وليس مجرد متعة من الراحة، للمرء أن يلجأ إليه متى ما أراد الاستمتاع، وله أن يتخلى عن توفيره للجسم متى ما كانت لديه أمور «أهم» تشغله. ولم تعد الأمور لدى الطب اليوم سطحية وخجولة في النظرة إلى عملية النوم اليومي للإنسان، باقتصارها على الأرق أو مدى الحاجة إلى تناول الحبوب المنومة أو غيرها من أنواع إبداء الاهتمام الطبي «الخفيف» بمشاكل الناس مع النوم.
ومع تنامي الاهتمام الطبي بتحسين نوعية نوم الإنسان، فإن اللهجة الطبية تتجاوز بمراحل مجرد نبرة «استهجان» ذلك الإعجاب الذي أبداه بعض الشعراء في السابق بتلك المرأة السمينة المدللة التي تنام إلى «ما بعد الضحى»، ثم تقوم لتتهادى في مشيتها كسلاً وترهلاً، بل تصل إلى مستوى أكثر جدية في التحدث عن علاقة «عالية الحساسية»، تربط ما بين النوم الصحي، وسلامة حياة الإنسان وإصابته بأمراض من فصيلة السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض شرايين القلب.
وما يُحاول الباحثون الطبيون فعله هو فهم آليات نشوء تلك الأمراض نتيجة لممارسة مستوى رديء من النوم، وأن يُوظفوا تلك العلاقات المرضية المرتبطة بالنوم، في وضع وسائل علاجية أو وقائية للتغلب على التفشي الوبائي لتلك النوعية من الأمراض الموصوفة عادة بـ «أمراض العصر». وهو في ذلك سيكون، عما قريب، ضمن النصائح الطبية الأساسية، أسوة بممارسة الرياضة البدنية والامتناع عن التدخين وتناول الكحول وتجنب الدهون المشبعة والمتحولة وغيرها من عناصر سلوكيات النمط الصحي في عيش الحياة.
وخلاصة نتائج ما سيتم عرضه من دراسات طب النوم، الصادرة في الأسابيع الماضية، أن علينا أن ننام ساعات كافية من الليل كي لا يرتفع وزن جسم أحدنا، ولا نُصاب بمرض السكري، ولنحمي أنفسنا من ارتفاع ضغط الدم، ولتتدنى لدينا الإصابات بأمراض شرايين القلب ومعدلات الوفيات بسببها.
* النوم لحياة أطول وما يقوله الباحثون من جامعة يونيفيرستي كولدج، في لندن، يُوضح ثمرة نشوء علاقة طبيعية بين الإنسان ونومه، وهي العيش لحياة أطول وأفضل. وفي دراستهم المنشورة في عدد ديسمبر (كانون الأول) من مجلة «النوم» الأميركية، الصادرة عن الرابطة الأميركية لطب النوم ومجمع أبحاث النوم، قال الباحثون البريطانيون إن مَن تعودوا على نوم ما بين 6 إلى 8 ساعات، ثم مع الوقت غيّروا من ذلك، إما بتقليل أو بزيادة ساعاته، فإن احتمالات وفاتهم ترتفع بالمقارنة مع مَن حافظوا منهم على «مدة» معتادة لنومهم.
وقالت الدكتورة جين فرّي، الباحثة الرئيسة في الدراسة: «في ما يختص بالوقاية، فإن نتائج دراستنا تشير بشكل واضح إلى أن نوم 7 أو 8 ساعات يومياً، وبالليل تحديداً، شيء مثالي للصحة». وهو مع يتفق ما إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب النوم حول عدد ساعات نوم البالغين. وكانت الباحثة في دراستها قد تابعت، لمدة عشرين سنة، مجموعة شملت حوالي 8000 شخص ممن تراوحت أعمارهم ما بين 35 و 55 سنة.
وعلى وجه الخصوص تابعت الباحثة، ما يحصل في المستقبل لمنْ كانوا منهم عند بدء الدراسة ينامون إما 6 أو 7 أو 8 ساعات في كل ليلة. وتبين أن مَن قللوا مع مرور السنوات عدد ساعات النوم تلك، ارتفعت في ما بينهم الوفيات، نتيجة لأمراض القلب، بنسبة 110%، وذلك بالمقارنة مع منْ حافظوا على عدد ساعات نومهم ليلياً. كما ارتفعت نسبة الوفيات بمقدار 110% في ما بين من زادوا عدد ساعات نومهم، عما كانوا عليه، أي ما بين 6 إلى 8 ساعات. لكن أسباب الوفيات هنا عند طول النوم، كانت مما لا علاقة له بأمراض القلب.
وقال الباحثون إن من المنطقي ان يتسبب تقليل عدد ساعات النوم بمضاعفة معدلات الوفيات بأمراض القلب، لأن النوم القليل يُؤدي إلى السمنة، وإلى نشوء حالة من زيادة ممانعة الجسم لتقبل مفعول هورمون الأنسولين Insulin Resistance، وإلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري. هذا بالإضافة إلى أن تقليل عدد ساعات النوم يرفع من معدل وجود هورمون التوتر، كورتيسول Cortisol، في الجسم، ويزيد من اضطراب إفراز هورمون النمو، ويتسبب في ارتفاع ضغط الدم. ومعلوم أن كل هذه أمور ترفع من معدلات الإصابة بأمراض شرايين القلب، وبالتالي من الوفيات بسببها حال إهمالها. إلا أن الباحثين اعترفوا بأنهم لا يستطيعون حتى اليوم، تبرير تسبب النوم الليلي الطويل في زيادة معدلات الوفيات بأمور لا علاقة لها بالقلب.
* النوم والسكري أما باحثو جامعة كولومبيا، في نيويورك، فيقولون إن الأشخاص الذين ينامون 5 ساعات أو أقل، أو الأشخاص الذين ينامون 9 ساعات أو أكثر، عُرضة بشكل أكبر للإصابة بمرض السكري، مقارنة بمن ينامون 7 ساعات. وأن تسبب قلة عدد ساعات النوم بمرض السكري مرتبطة بتسببها أيضاً في ارتفاع الإصابة بارتفاع ضغط الدم وبالسمنة.
وأوضح الباحثون أن ظهور الإصابة بمرض السكري مرتبطة في الغالب بتقليل المرء من نشاطه البدني وبالإكثار من تناول الأطعمة السريعة، إلا أن ثمة أدلة علمية متنامية الحجم تطرح عاملاً آخر في حياتنا المعاصرة، وهو قصر عدد ساعات النوم الليلي، ما قد يكون سبباً في حالة التفشي الوبائي لمرض السكري اليوم.
وتابع الباحثون في دراستهم حوالي 9000 شخص، لمدة حوالي عشرة أعوام، لمعرفة تأثير عدد ساعات النوم على احتمالات الإصابة بمرض السكري. وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة ما بين 32 إلى 86 سنة.
وأعاد الباحثون التأكيد على تلك العلاقة الوثيقة بين قلة عدد ساعات النوم، وزيادة وزن الجسم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين وارتفاع نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي وتقليل استهلاك الدماغ لسكر الغلوكوز. وأوضحوا أن كل هذه العناصر تضع عبئاً أكبر على البنكرياس في ضرورة إفراز المزيد من هورمون الأنسولين، ما ينتج عنه بالمحصلة ومع مرور الوقت، حالة ضعف وكسل البنكرياس عن إفراز الكميات اللازمة من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم. وهي الخطوة التي يتبعها ظهور ارتفاع نسبة سكر الدم وتشخيص الإصابة بمرض السكري.
وقال الدكتور جيمس غانغويش، الباحث الرئيس في الدراسة، إذا كان نوم عدد قليل من الساعات يرفع من معدلات مقاومة الجسم للأنسولين ومن نسبة سكر الدم، فإن التدخل بطرق ما، لتحسين عدد ساعات نوم الإنسان، من المحتمل أن يخدم إما كوسيلة علاجية، لضبط نسبة سكر الدم، أو كإحدى وسائل الوقاية من الإصابات بمرض السكري. لكن لم يتمكن الباحثون من تعليل علاقة طول النوم بالتسبب بمرض السكري.
* سمنة الأطفال وقلة النوم واتجه الباحثون من أستراليا إلى الأطفال، في محاولة لاستكمال نتائج الدراسات السابقة التي توصلت إلى أن قلة نوم البالغين سبب في إصابتهم بالسمنة وبارتفاع احتمالات الوفاة. ووفق ما تم نشره في عدد 15 ديسمبر، من المجلة الأميركية لعلم الأوبئة، وجد، الباحث البنغالي الأصل، الدكتور عبد الله المؤمن، وزملاؤه الباحثون من جامعة كوينزلاند الأسترالية، أن معاناة الأطفال في سن ما بين 2 إلى 4 سنوات من «مشاكل في النوم» Sleeping problems، سبب في رفع معدلات الإصابة بالسمنة أو بزيادة الوزن في مرحلة العشرينات من العمر.
وشمل الباحثون الأستراليون في دراستهم حوالي 2500 طفل ممن وُلدوا في ما بين عام 1981 و1983. وقاموا بمتابعة طويلة لنوعية نوم هؤلاء الأطفال منذ مراحل مبكرة من عمرهم وحتى بلوغهم العشرينات من العمر. وتوصلوا إلى أن فرص احتمالات إصابة الطفل بالسمنة مع بلوغ العشرينات من العمر ترتفع إلى 90% حينما يُواجه «مشاكل في النوم» عند عمر ما بين 2 إلى 4 سنوات. وقال الباحثون إن تأثير عنصر «مشاكل النوم» بحد ذاته في السمنة، لم يكن ذا علاقة بعدد ساعات مشاهدة التلفزيون أو نوعية مكونات الوجبات الغذائية. وهما أمران من المعلوم أنهما يُؤثران أيضاً في ارتفاع احتمالات الإصابة بالسمنة.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تُضيف المزيد من الأدلة على أن قلة النوم خلال مرحلة الطفولة ربما تكون سبباً في زيادة احتمالات السمنة عند بدايات الشباب، إلا أنه من غير الواضح هل العلاقة، التي تم التوصل إليها، هي بين مدة النوم أو نوعية أخرى من اضطرابات النوم.
وقال البروفيسور ستيفن شيلدن، مدير مركز طب النوم بالمستشفى التذكاري للأطفال في شيكاغو، إن على أطباء الأطفال وعلى الآباء والأمهات حقيقة أن يبدأوا بالاهتمام عن كثب لعادات النوم والاستيقاظ لأبنائهم. وأضاف «في هذا المجتمع نضع أولوية لكون المرء مستيقظاً، لكن هذه الأولوية قد تكون ضارة على المدى البعيد». وعلق بجملة مهمة للغاية في توضيح النظرة الطبية المتقدمة اليوم نحو النوم، حيث قال: «إن النوم ربما لا يقل أهمية عن تناول الطعام بالنسبة لصحتنا وعافيتنا».
وإذا كانت النصائح الطبية تتحدث عن ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم الليلي للبالغين، فإن الأمر مختلف تماماً لدى الأطفال. وحتى بين الأطفال تختلف المدة التي على الطفل نومها يومياً، وذلك بحسب عمره. وبشكل عام وتقريبي، تقل تلك المدة كلما زاد عمر الطفل. والطفل حديث الولادة يحتاج إلى نوم حوالي 18 ساعة يومياً. وبعد عمر شهر، حوالي 16 ساعة. وبين 3 إلى 6 أشهر، حوالي 15 ساعة. وبين 6 إلى 12 شهرا، حوالي 14 ساعة. وحتى بلوغ عمر سنتين، حوالي 13 ساعة. وبين الثالثة والخامسة من العمر، حوالي 12 ساعة. وفي السادسة والسابعة، حوالي 11 ساعة. وحتى سن التاسعة، حوالي 10 ساعات. وما بين العاشرة و17 سنة، حوالي 9 ساعات.
* الجوع والشحوم والنوم لكن دراسة سابقة للباحثين من متشغن، نُشرت في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) من مجلة طب الأطفال الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، قد أكدت صراحة تلك العلاقة بين قلة عدد ساعات نوم الطفل، وسمنته. كما أكدت أن نتائج قلة عدد ساعات نوم الطفل لا تظهر على وزن الطفل إلا في مراحل تالية من العمر.
وقالت الدكتورة جولي لامنغ، الباحثة الرئيسة في دراسة مركز التطور والنمو البشري التابع لجامعة متشغن، إننا وجدنا بالمقارنة أن الأطفال الذين ينامون عدداً أقل من الساعات، هم أكثر عُرضة للإصابة بالسمنة.
ولدى حوالي 800 طفل من طلاب السنة الثالثة ابتدائي، نصفهم ذكور، تابع الباحثون معدل عدد ساعات نومهم حتى بلوغهم المرحلة السادسة. ولاحظ الباحثون أن منْ ينامون أقل من 8.5 ساعة بالليل فإن احتمالات إصابتهم بالسمنة هي 23%. أما مَن ينامون أكثر من 9.25 ساعة، فإن نسبة احتمالات إصابتهم بالسمنة لا تتجاوز 12%. بمعنى أن حرمان نوم حوالي 45 دقيقة تسبب بارتفاع واضح في نسبة احتمالات الإصابة بالسمنة. وأكد الباحثون أن العلاقة التي لاحظوها كانت حقيقية بغض النظر عن العوامل البيئية المنزلية والأسرية، أي مما له علاقة بمشاهدة التلفزيون أو المشاكل الأسرية أو غيرها. كما أن تسبب قلة النوم بزيادة الوزن حدث بغض النظر عن مقدار وزن الطفل في بداية دراسة المتابعة، أي في المرحلة الثالثة ابتدائي.
وحاولت الدكتورة لامنغ تعليل سبب تلك العلاقة بقولها إن ثمة عدة أسباب محتملة وراء تأثير النوم في وزن جسم الطفل. منها أن الأطفال الذين لا ينامون كفاية بالليل، سيكونون أقل نشاطاً بالنهار لممارسة الرياضة والحركة البدنية. ومنها أيضاً أن الأطفال حينما يكونون منهكين بالنهار، جراء قلة النوم بالليل، فإنهم سيكونون أكثر توتراً نفسياً وسيلجأون بسرعة إلى تناول «أطعمة خردة النفايات» Junk Food لتعديل مزاجهم. إلا أنها قالت ربما ستكون الإجابة في ما يُمكن وصفه بـ «مجال ساخن للأبحاث في المستقبل» Hot Area For Future Research حول الصلة المحتملة بين النوم وعمليات التحول الغذائي للشحوم Fat Metabolism. وأضافت ان الدراسات السابقة على البالغين أشارت إلى أن قلة النوم تُحدث اضطرابات في إفراز الجسم للهورمونات المُستخدمة في عمليات شهية الأكل والتمثيل الغذائي للسكريات والبروتينات والدهون، مثل هورمون ليبتن وهورمون غرلين وهورمون الأنسولين. ومعلوم أن هورمون ليبتن يكبح الرغبة في تناول الطعام، في حين أن هورمون غرلين يرفع من الإحساس بالجوع.
وما توصلت إليه الدراسات البريطانية السابقة من جامعة بريستول، أن أخذ قسط كاف من النوم، إحدى استراتيجيات مكافحة السمنة، لأن مَن ينامون خمس ساعات أو أقل يُحسون بجوع أكبر لارتفاع نسبة هورمون غرلين في أجسامهم وانخفاض نسبة هورمون ليبتن آنذاك، وذلك بالمقارنة مع مَن ينامون 8 ساعات.
* علاقة مترابطة بين طب القلب والنوم > عودة على بدء، كانت حتى سنوات قليلة مضت، علاقة أطباء القلب بالنوم لدى مرضاهم مقتصرة على مدى حصول نوبات من ضيق التنفس أثناء الاستلقاء على الظهر للنوم، أو الاستيقاظ من النوم فجأة بحثاً عن «هواء» لملء الرئة، أو مدى حصول نوبات من ألم الذبحة الصدرية حال أوضاع النوم المختلفة. ثم تطور الأمر نحو دخول علاقة اضطرابات التنفس أثناء النوم، ونوبات انخفاض مستوى أوكسجين الدم آنذاك، بظهور حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط الدم الرئوي والصداع والنعاس وضعف الأداء الجنسي وغيره.
إلا أن وتيرة البحث الطبي تسارعت وكمية الدراسات تكاثرت بشكل قد يصعب اللحاق بها أو غربلتها، وطُرحت من خلالها ملاحظات حول علاقات متشابكة في ما بين النوم والقلب، وعلى وجه الخصوص جوانب مثل: عدد ساعات النوم، ومدى الاستغراق في واحدة من الدورات المتعاقبة لمراحل النوم Sleep Cycles، وتأثير نوعية الأحلام والكوابيس في شرايين القلب وضغط الدم، والآثار الصحية الإيجابية لأخذ قسط من نوم «الغفوة» أو القيلولة، وغيرها من جوانب النوم.
وبلا دخول متعمق، فإن ما يجمع القلب بالنوم واضطراباته هو علاقة القلب والأوعية الدموية من جهة، واختلال جوانب في انتظام وكفاءة عمل جهاز هورمونات الجسم والجهاز العصبي اللاإرادي Autonomic من جهة أخرى. والمرجو أنه من خلال محاولة الباحثين فهم ما هو تأثير مرور المرء بأي مرحلة من مراحل دورة النوم في الأنظمة الهورمونية والعصبية اللاإرادية، فإن الصورة ربما ستتضح لنا أكثر وأكثر.
والواقع أن ثمة أفقاً واسعاً للبحث في علاقة النوم بصحة القلب، إلا أنه مهما طال البحث على الأطباء، فإن من الحكمة عدم انتظار النتائج قبل البدء بأي تحرك إيجابي نحو ضبط نومنا بالشكل الصحي وعدم إهمال ذلك. لأنه، وكما يُقال في الأمثال «ثمة شيء ما وراء الأكمّة»، وما وراء أكمّة «قلة النوم»، أضرار حقيقية على صحة القلب. ولا أدل على وجودها من نتائج تلك الدراسات التي قالت إن قلة النوم سبب في السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والوفيات بأمراض القلب.
ومع تنامي الاهتمام الطبي بتحسين نوعية نوم الإنسان، فإن اللهجة الطبية تتجاوز بمراحل مجرد نبرة «استهجان» ذلك الإعجاب الذي أبداه بعض الشعراء في السابق بتلك المرأة السمينة المدللة التي تنام إلى «ما بعد الضحى»، ثم تقوم لتتهادى في مشيتها كسلاً وترهلاً، بل تصل إلى مستوى أكثر جدية في التحدث عن علاقة «عالية الحساسية»، تربط ما بين النوم الصحي، وسلامة حياة الإنسان وإصابته بأمراض من فصيلة السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض شرايين القلب.
وما يُحاول الباحثون الطبيون فعله هو فهم آليات نشوء تلك الأمراض نتيجة لممارسة مستوى رديء من النوم، وأن يُوظفوا تلك العلاقات المرضية المرتبطة بالنوم، في وضع وسائل علاجية أو وقائية للتغلب على التفشي الوبائي لتلك النوعية من الأمراض الموصوفة عادة بـ «أمراض العصر». وهو في ذلك سيكون، عما قريب، ضمن النصائح الطبية الأساسية، أسوة بممارسة الرياضة البدنية والامتناع عن التدخين وتناول الكحول وتجنب الدهون المشبعة والمتحولة وغيرها من عناصر سلوكيات النمط الصحي في عيش الحياة.
وخلاصة نتائج ما سيتم عرضه من دراسات طب النوم، الصادرة في الأسابيع الماضية، أن علينا أن ننام ساعات كافية من الليل كي لا يرتفع وزن جسم أحدنا، ولا نُصاب بمرض السكري، ولنحمي أنفسنا من ارتفاع ضغط الدم، ولتتدنى لدينا الإصابات بأمراض شرايين القلب ومعدلات الوفيات بسببها.
* النوم لحياة أطول وما يقوله الباحثون من جامعة يونيفيرستي كولدج، في لندن، يُوضح ثمرة نشوء علاقة طبيعية بين الإنسان ونومه، وهي العيش لحياة أطول وأفضل. وفي دراستهم المنشورة في عدد ديسمبر (كانون الأول) من مجلة «النوم» الأميركية، الصادرة عن الرابطة الأميركية لطب النوم ومجمع أبحاث النوم، قال الباحثون البريطانيون إن مَن تعودوا على نوم ما بين 6 إلى 8 ساعات، ثم مع الوقت غيّروا من ذلك، إما بتقليل أو بزيادة ساعاته، فإن احتمالات وفاتهم ترتفع بالمقارنة مع مَن حافظوا منهم على «مدة» معتادة لنومهم.
وقالت الدكتورة جين فرّي، الباحثة الرئيسة في الدراسة: «في ما يختص بالوقاية، فإن نتائج دراستنا تشير بشكل واضح إلى أن نوم 7 أو 8 ساعات يومياً، وبالليل تحديداً، شيء مثالي للصحة». وهو مع يتفق ما إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب النوم حول عدد ساعات نوم البالغين. وكانت الباحثة في دراستها قد تابعت، لمدة عشرين سنة، مجموعة شملت حوالي 8000 شخص ممن تراوحت أعمارهم ما بين 35 و 55 سنة.
وعلى وجه الخصوص تابعت الباحثة، ما يحصل في المستقبل لمنْ كانوا منهم عند بدء الدراسة ينامون إما 6 أو 7 أو 8 ساعات في كل ليلة. وتبين أن مَن قللوا مع مرور السنوات عدد ساعات النوم تلك، ارتفعت في ما بينهم الوفيات، نتيجة لأمراض القلب، بنسبة 110%، وذلك بالمقارنة مع منْ حافظوا على عدد ساعات نومهم ليلياً. كما ارتفعت نسبة الوفيات بمقدار 110% في ما بين من زادوا عدد ساعات نومهم، عما كانوا عليه، أي ما بين 6 إلى 8 ساعات. لكن أسباب الوفيات هنا عند طول النوم، كانت مما لا علاقة له بأمراض القلب.
وقال الباحثون إن من المنطقي ان يتسبب تقليل عدد ساعات النوم بمضاعفة معدلات الوفيات بأمراض القلب، لأن النوم القليل يُؤدي إلى السمنة، وإلى نشوء حالة من زيادة ممانعة الجسم لتقبل مفعول هورمون الأنسولين Insulin Resistance، وإلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري. هذا بالإضافة إلى أن تقليل عدد ساعات النوم يرفع من معدل وجود هورمون التوتر، كورتيسول Cortisol، في الجسم، ويزيد من اضطراب إفراز هورمون النمو، ويتسبب في ارتفاع ضغط الدم. ومعلوم أن كل هذه أمور ترفع من معدلات الإصابة بأمراض شرايين القلب، وبالتالي من الوفيات بسببها حال إهمالها. إلا أن الباحثين اعترفوا بأنهم لا يستطيعون حتى اليوم، تبرير تسبب النوم الليلي الطويل في زيادة معدلات الوفيات بأمور لا علاقة لها بالقلب.
* النوم والسكري أما باحثو جامعة كولومبيا، في نيويورك، فيقولون إن الأشخاص الذين ينامون 5 ساعات أو أقل، أو الأشخاص الذين ينامون 9 ساعات أو أكثر، عُرضة بشكل أكبر للإصابة بمرض السكري، مقارنة بمن ينامون 7 ساعات. وأن تسبب قلة عدد ساعات النوم بمرض السكري مرتبطة بتسببها أيضاً في ارتفاع الإصابة بارتفاع ضغط الدم وبالسمنة.
وأوضح الباحثون أن ظهور الإصابة بمرض السكري مرتبطة في الغالب بتقليل المرء من نشاطه البدني وبالإكثار من تناول الأطعمة السريعة، إلا أن ثمة أدلة علمية متنامية الحجم تطرح عاملاً آخر في حياتنا المعاصرة، وهو قصر عدد ساعات النوم الليلي، ما قد يكون سبباً في حالة التفشي الوبائي لمرض السكري اليوم.
وتابع الباحثون في دراستهم حوالي 9000 شخص، لمدة حوالي عشرة أعوام، لمعرفة تأثير عدد ساعات النوم على احتمالات الإصابة بمرض السكري. وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة ما بين 32 إلى 86 سنة.
وأعاد الباحثون التأكيد على تلك العلاقة الوثيقة بين قلة عدد ساعات النوم، وزيادة وزن الجسم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مقاومة الجسم لمفعول الأنسولين وارتفاع نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي وتقليل استهلاك الدماغ لسكر الغلوكوز. وأوضحوا أن كل هذه العناصر تضع عبئاً أكبر على البنكرياس في ضرورة إفراز المزيد من هورمون الأنسولين، ما ينتج عنه بالمحصلة ومع مرور الوقت، حالة ضعف وكسل البنكرياس عن إفراز الكميات اللازمة من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم. وهي الخطوة التي يتبعها ظهور ارتفاع نسبة سكر الدم وتشخيص الإصابة بمرض السكري.
وقال الدكتور جيمس غانغويش، الباحث الرئيس في الدراسة، إذا كان نوم عدد قليل من الساعات يرفع من معدلات مقاومة الجسم للأنسولين ومن نسبة سكر الدم، فإن التدخل بطرق ما، لتحسين عدد ساعات نوم الإنسان، من المحتمل أن يخدم إما كوسيلة علاجية، لضبط نسبة سكر الدم، أو كإحدى وسائل الوقاية من الإصابات بمرض السكري. لكن لم يتمكن الباحثون من تعليل علاقة طول النوم بالتسبب بمرض السكري.
* سمنة الأطفال وقلة النوم واتجه الباحثون من أستراليا إلى الأطفال، في محاولة لاستكمال نتائج الدراسات السابقة التي توصلت إلى أن قلة نوم البالغين سبب في إصابتهم بالسمنة وبارتفاع احتمالات الوفاة. ووفق ما تم نشره في عدد 15 ديسمبر، من المجلة الأميركية لعلم الأوبئة، وجد، الباحث البنغالي الأصل، الدكتور عبد الله المؤمن، وزملاؤه الباحثون من جامعة كوينزلاند الأسترالية، أن معاناة الأطفال في سن ما بين 2 إلى 4 سنوات من «مشاكل في النوم» Sleeping problems، سبب في رفع معدلات الإصابة بالسمنة أو بزيادة الوزن في مرحلة العشرينات من العمر.
وشمل الباحثون الأستراليون في دراستهم حوالي 2500 طفل ممن وُلدوا في ما بين عام 1981 و1983. وقاموا بمتابعة طويلة لنوعية نوم هؤلاء الأطفال منذ مراحل مبكرة من عمرهم وحتى بلوغهم العشرينات من العمر. وتوصلوا إلى أن فرص احتمالات إصابة الطفل بالسمنة مع بلوغ العشرينات من العمر ترتفع إلى 90% حينما يُواجه «مشاكل في النوم» عند عمر ما بين 2 إلى 4 سنوات. وقال الباحثون إن تأثير عنصر «مشاكل النوم» بحد ذاته في السمنة، لم يكن ذا علاقة بعدد ساعات مشاهدة التلفزيون أو نوعية مكونات الوجبات الغذائية. وهما أمران من المعلوم أنهما يُؤثران أيضاً في ارتفاع احتمالات الإصابة بالسمنة.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تُضيف المزيد من الأدلة على أن قلة النوم خلال مرحلة الطفولة ربما تكون سبباً في زيادة احتمالات السمنة عند بدايات الشباب، إلا أنه من غير الواضح هل العلاقة، التي تم التوصل إليها، هي بين مدة النوم أو نوعية أخرى من اضطرابات النوم.
وقال البروفيسور ستيفن شيلدن، مدير مركز طب النوم بالمستشفى التذكاري للأطفال في شيكاغو، إن على أطباء الأطفال وعلى الآباء والأمهات حقيقة أن يبدأوا بالاهتمام عن كثب لعادات النوم والاستيقاظ لأبنائهم. وأضاف «في هذا المجتمع نضع أولوية لكون المرء مستيقظاً، لكن هذه الأولوية قد تكون ضارة على المدى البعيد». وعلق بجملة مهمة للغاية في توضيح النظرة الطبية المتقدمة اليوم نحو النوم، حيث قال: «إن النوم ربما لا يقل أهمية عن تناول الطعام بالنسبة لصحتنا وعافيتنا».
وإذا كانت النصائح الطبية تتحدث عن ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم الليلي للبالغين، فإن الأمر مختلف تماماً لدى الأطفال. وحتى بين الأطفال تختلف المدة التي على الطفل نومها يومياً، وذلك بحسب عمره. وبشكل عام وتقريبي، تقل تلك المدة كلما زاد عمر الطفل. والطفل حديث الولادة يحتاج إلى نوم حوالي 18 ساعة يومياً. وبعد عمر شهر، حوالي 16 ساعة. وبين 3 إلى 6 أشهر، حوالي 15 ساعة. وبين 6 إلى 12 شهرا، حوالي 14 ساعة. وحتى بلوغ عمر سنتين، حوالي 13 ساعة. وبين الثالثة والخامسة من العمر، حوالي 12 ساعة. وفي السادسة والسابعة، حوالي 11 ساعة. وحتى سن التاسعة، حوالي 10 ساعات. وما بين العاشرة و17 سنة، حوالي 9 ساعات.
* الجوع والشحوم والنوم لكن دراسة سابقة للباحثين من متشغن، نُشرت في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) من مجلة طب الأطفال الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، قد أكدت صراحة تلك العلاقة بين قلة عدد ساعات نوم الطفل، وسمنته. كما أكدت أن نتائج قلة عدد ساعات نوم الطفل لا تظهر على وزن الطفل إلا في مراحل تالية من العمر.
وقالت الدكتورة جولي لامنغ، الباحثة الرئيسة في دراسة مركز التطور والنمو البشري التابع لجامعة متشغن، إننا وجدنا بالمقارنة أن الأطفال الذين ينامون عدداً أقل من الساعات، هم أكثر عُرضة للإصابة بالسمنة.
ولدى حوالي 800 طفل من طلاب السنة الثالثة ابتدائي، نصفهم ذكور، تابع الباحثون معدل عدد ساعات نومهم حتى بلوغهم المرحلة السادسة. ولاحظ الباحثون أن منْ ينامون أقل من 8.5 ساعة بالليل فإن احتمالات إصابتهم بالسمنة هي 23%. أما مَن ينامون أكثر من 9.25 ساعة، فإن نسبة احتمالات إصابتهم بالسمنة لا تتجاوز 12%. بمعنى أن حرمان نوم حوالي 45 دقيقة تسبب بارتفاع واضح في نسبة احتمالات الإصابة بالسمنة. وأكد الباحثون أن العلاقة التي لاحظوها كانت حقيقية بغض النظر عن العوامل البيئية المنزلية والأسرية، أي مما له علاقة بمشاهدة التلفزيون أو المشاكل الأسرية أو غيرها. كما أن تسبب قلة النوم بزيادة الوزن حدث بغض النظر عن مقدار وزن الطفل في بداية دراسة المتابعة، أي في المرحلة الثالثة ابتدائي.
وحاولت الدكتورة لامنغ تعليل سبب تلك العلاقة بقولها إن ثمة عدة أسباب محتملة وراء تأثير النوم في وزن جسم الطفل. منها أن الأطفال الذين لا ينامون كفاية بالليل، سيكونون أقل نشاطاً بالنهار لممارسة الرياضة والحركة البدنية. ومنها أيضاً أن الأطفال حينما يكونون منهكين بالنهار، جراء قلة النوم بالليل، فإنهم سيكونون أكثر توتراً نفسياً وسيلجأون بسرعة إلى تناول «أطعمة خردة النفايات» Junk Food لتعديل مزاجهم. إلا أنها قالت ربما ستكون الإجابة في ما يُمكن وصفه بـ «مجال ساخن للأبحاث في المستقبل» Hot Area For Future Research حول الصلة المحتملة بين النوم وعمليات التحول الغذائي للشحوم Fat Metabolism. وأضافت ان الدراسات السابقة على البالغين أشارت إلى أن قلة النوم تُحدث اضطرابات في إفراز الجسم للهورمونات المُستخدمة في عمليات شهية الأكل والتمثيل الغذائي للسكريات والبروتينات والدهون، مثل هورمون ليبتن وهورمون غرلين وهورمون الأنسولين. ومعلوم أن هورمون ليبتن يكبح الرغبة في تناول الطعام، في حين أن هورمون غرلين يرفع من الإحساس بالجوع.
وما توصلت إليه الدراسات البريطانية السابقة من جامعة بريستول، أن أخذ قسط كاف من النوم، إحدى استراتيجيات مكافحة السمنة، لأن مَن ينامون خمس ساعات أو أقل يُحسون بجوع أكبر لارتفاع نسبة هورمون غرلين في أجسامهم وانخفاض نسبة هورمون ليبتن آنذاك، وذلك بالمقارنة مع مَن ينامون 8 ساعات.
* علاقة مترابطة بين طب القلب والنوم > عودة على بدء، كانت حتى سنوات قليلة مضت، علاقة أطباء القلب بالنوم لدى مرضاهم مقتصرة على مدى حصول نوبات من ضيق التنفس أثناء الاستلقاء على الظهر للنوم، أو الاستيقاظ من النوم فجأة بحثاً عن «هواء» لملء الرئة، أو مدى حصول نوبات من ألم الذبحة الصدرية حال أوضاع النوم المختلفة. ثم تطور الأمر نحو دخول علاقة اضطرابات التنفس أثناء النوم، ونوبات انخفاض مستوى أوكسجين الدم آنذاك، بظهور حالات ارتفاع ضغط الدم وارتفاع ضغط الدم الرئوي والصداع والنعاس وضعف الأداء الجنسي وغيره.
إلا أن وتيرة البحث الطبي تسارعت وكمية الدراسات تكاثرت بشكل قد يصعب اللحاق بها أو غربلتها، وطُرحت من خلالها ملاحظات حول علاقات متشابكة في ما بين النوم والقلب، وعلى وجه الخصوص جوانب مثل: عدد ساعات النوم، ومدى الاستغراق في واحدة من الدورات المتعاقبة لمراحل النوم Sleep Cycles، وتأثير نوعية الأحلام والكوابيس في شرايين القلب وضغط الدم، والآثار الصحية الإيجابية لأخذ قسط من نوم «الغفوة» أو القيلولة، وغيرها من جوانب النوم.
وبلا دخول متعمق، فإن ما يجمع القلب بالنوم واضطراباته هو علاقة القلب والأوعية الدموية من جهة، واختلال جوانب في انتظام وكفاءة عمل جهاز هورمونات الجسم والجهاز العصبي اللاإرادي Autonomic من جهة أخرى. والمرجو أنه من خلال محاولة الباحثين فهم ما هو تأثير مرور المرء بأي مرحلة من مراحل دورة النوم في الأنظمة الهورمونية والعصبية اللاإرادية، فإن الصورة ربما ستتضح لنا أكثر وأكثر.
والواقع أن ثمة أفقاً واسعاً للبحث في علاقة النوم بصحة القلب، إلا أنه مهما طال البحث على الأطباء، فإن من الحكمة عدم انتظار النتائج قبل البدء بأي تحرك إيجابي نحو ضبط نومنا بالشكل الصحي وعدم إهمال ذلك. لأنه، وكما يُقال في الأمثال «ثمة شيء ما وراء الأكمّة»، وما وراء أكمّة «قلة النوم»، أضرار حقيقية على صحة القلب. ولا أدل على وجودها من نتائج تلك الدراسات التي قالت إن قلة النوم سبب في السمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم والوفيات بأمراض القلب.