إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بثينة اليعقوبي رحلة مليئة بالعاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بثينة اليعقوبي رحلة مليئة بالعاء

    سلسلة فتيات رياضيات.
    بثينة اليعقوبي رحلة مليئة بالعطاء.
    مجلة النجم عدد فبراير


    هي المرأة تصارع المستحيل، فتصرعهُ حيناً، ويصرعها أحياناً، فتجد في قاموس بعضها (مستحيل) وفي قاموس البعض الآخر (لا مستحيل) ولهذا تجد ثلةً منهن يعانقن السماء والأنجم، وترتضي البعض السير في الأرض والإستكانة للواقع، بينما الشامخات يواصلن طريقهن نحو تحطيم القيود وكسر الحواجز، لذا سنظل نكتبُ في كل عددٍ عن نجمةً برزت في أفق عمان، ورفعت علم السلطنة في أي محفل، فهذه الأرض الطيبة ولادةٌ معطاءة، تطالعنا كل يومٍ بمفخرةٍ جديدة، نرفع لها الهامة والعقيرة.
    بثينة بنت عيد بن حمود اليعقوبي، هي فتاةٌ عمانية، كان لها شرف المشاركة في ألمبياد بكين، حيث التجمع الرياضي الضخم، اقتربنا منها أكثر، لنعرف كل جوانب حياتها، ونوضح للقارىء الكريم ما لا يعرفه عن شخصيتها، التاريخ المميّز في حياتها يوم ولادتها، فقبل أيامٍ بسيطة احتفلت بعيد ميلادها، فقد رأت نور الحياة في 1991/1/31م، احتضنتها الحيل الجنوبية كأمها، نشأت وترعرت فيها، حتى قويَ عودها، واشتد ساعدها، لتمارس الرياضة وهي بعمر الست سنين، طفولةٌ عاشتها وهي تنظر للحياة بإشراقٍ وتحدٍ، والبداية مع تنس الطاولة، لتضاف إليها السباحة، وفي مرحلةٍ متقدمة جاءت رياضة ركوب الخيل التي شغفتها حيناً، لتجد نفسها بعد فترةٍ من الزمن لا تميلُ إليها وتعفها النفس، فهي لم تجد بثينة الفارسة التي تحلم، ولم يكن الخيل صديقاً رقيقاً، لترجع إلى ما يلائم فطرتها ويملأ قلبها حباً (ألعاب القوى) التي لا مجال فيها إلا للأقوى.

    ولتفصيلٍ بسيط، نجد أن لعبة التنس دخلت عالم اليعقوبية في الصف الرابع الإبتدائي، تلتها هواية السباحة بعامٍ واحد، وفي الأول الإعدادي شاركت في الخيالة السلطانية العمانية، لتنسى كل هذه الهوايات، أو لنقل أنها ابتعدت عن هواياتها الثلاث، ولا ترجع لها إلا للذكرى والإستئناس بألعاب الطفولة، وبقت ألعاب القوى هي القرين الملازم والصاحب المرافق في الحلم واليقظة.
    تهوى ابنة عيد عزف الموسيقى، فالبيانو لا يفارقها إلا فيما ندر، كما أن المشاركة في المنتديات الإلكترونية يأخذ بعضاً من اهتمامها، أما القراءة فهي أمرٌ لا بد منه، خصوصاً ما يتعلق بالرياضة، كونها تعدُّ نفسها لتصبح مثقفةً رياضية، لتستعين بفكرها الرياضي وتسخّره لتطوير مهاراتها في أرض المضمار، فهي تؤمن بأن العقل الرياضي ينتج جسداً رياضياً، وبذاك تجمع الحسنيين.

    أول مسابقةٍ تشترك فيها، كانت لا تزال تدرس بالصف السادس الإبتدائي، في بطولة مدارس محافظة مسقط، مثلت فيها مدرسة حيل العوامر، في مسابقة 100 متر جري،وقد نالت المركز الثالث، شاركت أيضاً في بطولة المناطق في صحار، وقد أحرزت المركز الثالث في تنس الطاولة، وفي أول إنجازٍ لها على مستوى الميدالية الذهبية كان في عام 2006م يوم أن أحرزت المركز الأول في بطولة مدارس محافظة مسقط في 100 متر عدو.
    بعد تلك البطولة تم استدعاؤها للمنتخب الوطني لألعاب القوى، هذا الخبر بقدر ما أفرحها أقلقها، مما جعلها تطيل التفكير فيه، فخلصت في البداية إلى رفض الفكرة والإعتذار عن المشاركة مع المنتخب، فالأمر يحتاج إلى تفرغٍ وتوفير الوقت الكافي للتمرين، هذا يعني أنها ستهمل دراستها كثيراً، ولا تود أن تضيع مستقبلها، خصوصاً وأنها كانت من المتفوقين في الدراسة، إلا أن للمدربة التونسية (نعيمة بنت عمارة) رأيٌ آخر، فمع صرارها الكبير وتعلقها ببثينة، حدا بها إلى إعادة النظر والأخذ بمشورة الأهل، ليأتي الدعم والمساندة من العائلة الكريمة، والتي كان لها بالغ الأثر في نجاح ابنتهم الرائعة (بثون)، لتشهد الساعة الخامسة عصراً بتاريخ 2006/2/27م أول تدريبٍ مع المنتخب، الذي أدارته المدربة القديرة (نعيمة) فاتحةً المجال أمام بثينة لبداية كسب البطولات والمراكز، وحصد الميداليات وتحقيق الأرقام الجديدة.

    عيد وموزة، هما أروع أبوين كما تراهما بثينة، فقد منحاها الحافز والتشجيع، لا تنقطع نصائحهما عنها، كذلك الأشقاء الذين ظلوا يأخذون بيدها، نحو صنع ذاتها وإبراز شخصها، لتطير خارج حدود الوطن في 2006م إلى البطولة الخليجية الأولى الناشئة بالبحرين، حيث الموعد الأول مع التتويج الدولي، الميدالية البرونزية في الوثب الطويل هي بداية رائعة، خصوصاً وأنها لا تزال في الخامسة عشر من العمر، في هذه البطولة أحست بالكثير من الخوف والرهبة، إلا أن المدربة نعيمة، والإدارية الجميلة خولة الرواحي، أزالا القلق والتوتر من نفسها، لتضيف ميداليةً جديدة في خزينتها، لحظت التتويج ظلت عالقةً في ذاكرتها، ورنين الهاتف وعبارات (ألف ألف مبروك، رفعتي راسنا) من أمها الغالية منحتها دافعاً أكبر وعزماً أقوى لمواصلة الطريق.
    الغرور لا يجدُ طريقاً أبداً إلى قلبها، وهي الهادئة جداً في طباعها، المرحة اللطيفة في تعاملها، علاقتها بصديقاتها حميمةٌ جداً، لذا وجدت الجميع يساندها في بطولة سوريا للناشئين والناشئات تحت سن 18، وقد حققت في هذه البطولة رقماً جديداً للسلطنة في الوثب الطويل (9 أمتار و48سم) لتشارك بعدها في معسكرٍ تدريبي في ماليزيا يوم 2008/2/1م.
    مثلتِ السلطنةُ أيضاً في بطولة الكويت الأولى لناشئات الخليج في 2008/3/1م لتحقق جائزة المركز الثالث في الوثب الطويل على المستوى الشخصي، وتحصد ذهبية (تتابع متنوع) مع رفيقاتها (أمل آل سعيد وشنونة الحبسي ونهى) على المستوى الجماعي.
    حققت أيضاً رقماً جديداً للسلطنة في سباق 100متر عدو وإحراز الميدالية الفضية في اللقاء الأسيوي للفتيات بالمملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى الميدالية الفضية في الوثب الثلاثي وهو رقم جديد للسلطنة كذلك، كما أنها حازت على الميدالية الفضية مع صويحباتها في التتابع 100x4 (عبير الجابري، أمل آل سعيد، نجاح العاصمي)، ليحققن أيضاً برونزية التابع 400 متر، لتضيف بثينة برونزية 200 متر، وبذلك عادت إلى السلطنة وهي تحمل 5 ميدالية ثلاث فضيات وبرونزيتين.

    أما الحدث الأكبر في حياة بثينة هو المشاركة في أولمبياد بكين، والذي كان له دورٌ بالغ في تعميق الثقة بالنفس، فليس سهلاً المشاركة أمام أكثر من 100 ألف متفرج، في حدثٍ عالمي، تنقله أغلب محطات التلفزة، ويتابعه الملايين، اكتسبت من مشاركتها تلك خبرةً واسعة، ناهيك عن الإحتكاك المباشر مع لاعبين عالميين، بكين منحت اليعقوبية عزيمةً في النفس لمواصلة المزيد من العطاءات وتطوير قدراتها، صادقت من خلال مشاركتها اللاعبة المعروفة (ماريا) لاعبة 100 متر عدو، بالإضافة إلى لاعبات من باكستان وفرنسا وجمايكا والأرجنتين، فالتواصل قائمٌ بينهم حتى اللحظة.
    انزعجت كثيراً من سفرها إلى بكين بدون استعدادتٍ جيدة، فقد تم استدعاؤها للمنتخب قبل أسبوعين فقط، ولم تُهيأ الظروف المناسبة لها، خصوصاً وأنها سافرت إلى بكين بدون مدرب، إضافة إلى ضغط الدراسة وقرب الإمتحانات النهائية للثانوية العامة، وهي المرحلة الحساسة والمهمة في طريق مواصلة الدراسات الجامعية، فهي لم تكن تتمتع بلياقةٍ جيدة إثر الإستعداد الهزيل، الذي لا يكون لبطولةٍ صغيرة، فمن الأولى أن لا يكون لبطولةٍ كبير بحجم الأولمبياد، لذا فإن اللياقة خانتها كثيراً في مشاركتها، فتراها تنطلق بقوة في بداياتها، ولا تستطيع المواصلة للإنهاك وانتهاء المخزون اللياقي لديها، فهل يعقل أن تكتسب لياقةً عالية من خلال أسبوعين فقط؟!
    وعليه فإنها تعتذر من جمهورها، فلم يساعدها الوضع على تحقيق إنجازٍ يُرضي الشارع الرياضي العماني، ولم يكن بالإمكان أكثر مما كان (العين بصيرة ويد الإعداد قصيرة)، ولأن المرحلة الختامية من الدراسة تزامنت مع مشاركتها في الصين، أثّرت كثيراً على نتيجتها الدراسية، ومع هذا كله حصلت على نسبةٍ جيدة أهلتها لدخول كليةٍ حكومية في إحدى المناطق البعيدة عن مسقط، موطن العائلة ومقر الإقامة، مقدمةً شكرها لمواقف الأهل النبيلة، ولتعاون المدرسة في تأجيل الإختبارات، كما أنها تشكر وزارة الشؤون الرياضية على منحها بعثة دراسية في مجال الهندسة الإلكترونية.
    تمتلك ابنة الثامنة عشر، عشرين ميدالية، أربعاً منها ذهبية، وسبع فضيات، وتسع برونزيات، وهي الفتاة الرياضية الوحيدة في عائلتها المكونة من أبٍ وأم وأربعاً من الإناث وثلاثةً من الذكور، يمارس أخوها أحمد التيكواندو في أحد الأندية، بينما تعزف شيخة الكمان، ومها تجيد كتابة الشعر برصانة.
    تعجبها اللاعبة البحرينية رقية، فهي أثبتت وجودها كلاعبة خليجية وعربية وعالمية، كما أن الروسية مارينا تعدُّ أفضل رياضيةٍ لديها، بينما الفريق الجمايكي للتتابع يمثل لها الفريق المتكامل والقدوة، تطمع بثينة لتحقيق إنجازات عالمية للسلطنة، وتسعى لمواصلة دراساتها الجامعية حتى تنال شهادة الدكتوراة بإذن الله، تتوقع أن يصل المنتخب العماني إلى نهائي كأس أسيا،والظفر بكاس البطولة، كما أنها تتألم لمصائب الإسلام، خصوصاً الحرب الأخيرة على المعذبين في غزة، داعية الله أن يرحم الشهداء ويرزقهم الجنة، وأن يكون في عون كل من فقد حبياً أو صديقاً أو قريباً، وأن يلطف الله بالأمهات والأطفال والمجاهدين.
    منهيةً حديثها بتقديم الشكر الجزيل والحب الكبير للمدربة المخلصة والرائعة (نعيمة بنت عمارة) وللأهل والأصدقاء، ولجميع فريق العمل في وزارة الشؤون الرياضية، ويبقى الشكر الأعظم والأكبر للقائد الحكيم الملهم، صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، على منحه الفرصة الكاملة للفتاة في إبراز مواهبها وقدراتها، والمرأة العمانية قادرة على وضع بصمتها الخاصة.
    عاش الجمالُ مشرداً في الأرض ينشدُ مسكنا.
    قال كاتب مغرور لبرناردشو الشهير أنا أفضل منك، لأنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف.
    فرد برناردشو قائلا': صدقت!، فكلٌ منا يبحث عما ينقصه.
    سَأَلَ ثقيل بشار بن برد قائلا': ما أعمى الله رجلاً إلا عوضه، فماذا عوضك؟ رد عليه: بأن لا أرى أمثالك.
    قالت نجمة انجليزية للأديب الفرنسي هنري جانسون: أنه لأمرٌ مزعج فأنا لا أتمكن من إبقاء أظافري نظيفة في باريس.

    قال الأديب على الفور: لأنك تحكين نفسك كثيراً.
    تزوج أعمى أمرأة فقالت: لو رأيت بياضي وحسني لأعجبت بي.
    فقال: لو كنت كما تقولين لما تركك المبصرين لي.

  • #2
    حلوو وايد ,,,, الف شكر خيو ع هالموضوع
    http://www14.0zz0.com/2009/11/18/21/989911770.gif

    تعليق

    يعمل...
    X