عماني يهيم بالتنس الأرضي
كتب: أحمد بن سيف الهنائي
مجلة النجم
عدد إبريل
كتب: أحمد بن سيف الهنائي
مجلة النجم
عدد إبريل
شابٌ عماني، نشأ وترعرع في ولاية سمائل الجميلة بالمنطقة الداخلية، هذه الولاية التي تنأى عن مسقط قليلاً، تلفها الجبال وتحيط بها الأودية في لوحةٍ جذابة، لا يستطيع رسمها بدقة، إلا من يملك خيالاً خصباً ونفساً شاعرية، والمألوف لدى العامة أن تأثير البيئة يطغى كثيراً على شخصية الفرد، فالإنسان ابن بيئته، إلا أن أحمد بن خميس بن محمد الصقري، خالف المتوقع، وشغف بهوايةٍ نادراً ما تخطر على بال الكثيرين من أبناء منطقته، فحياته أشبه بفلمٍ سينمائي، قد نسعى لاحقاً في كتابته، وإخراجه للناس بما يليق مع طموحات الصقري وعشقه لتلك الرياضة.
إذا عَلِمنا أن أحمداً وُلِد في عام 1978م، فإن الطبيعي أن يكون عمره الحادية عشر في 1989م، يقلب صفحات الجرائد اليومية، ليجد الألمانية اشتفي جراف تتصدر الأخبار، يوماً بعد يوم، بدأت لعبة التنس الأرضي تأخذ لبه، وتملأ عليه قلبه، ليدمن متابعة الصحف باستمرار، لم يكن يعرف عن اللعبة شيئاً، فقط يتأمل صور اللاعبين في أخبار الوطن الرياضي، حتى أرقام الفوز والنتائج تشوقه لمعرفة التفاصيل، فحيناً يقرأ انتهت المباراة بمجموعتين مقابل لا شيء، وبنتيجة 4/6 و 6/7 وحيناً فاز بنتيجة مجموعتين متتاليتين وبنتيجة 0/6 و 3/6 وهكذا دواليك، وهو لا يعلم طبيعة الفوز وطريقة احتساب النقاط، كل ما يعلمه أنه قد عشق هذه اللعبة حدَّ الجنون.
ينتظر يعقوب الزدجالي ويعقوب السعدي في أخبار العاشرة، في المساء الرياضي انتظار العاشق لرؤية محبوبته، نعم فأخبار مجنونته لا يمكن أن يشاهدها إلا في نشرة الأخبار الرياضية، ففي ذلك الوقت لم يكن يمتلك أقماراً فضائية، والقناة الوحيدة الموجودة هي القناة المحلية العمانية، طال انتظاره قرابة الثلاث سنوات، حتى تمكن من مشاهدة مباراة مسجلة تم بثّها عصراً في إحدى أيام 1991م، ليجد نفسه متسمراً مكانه، لا تسمع له همساً، حتى الأنفاس كاد أن يقطعها، كي لا تشغاله عن مشاهدة معشوقته وغرامه الأزلي.
يستمر شغفه بهذه الرياضة، ليتدرج مع الزمن، فيتعلم قوانينها تدريجياً، بمشاهدتها وتتبع أخبارها، فغدا اليوم خبيراً فيها، يدرك كل ما يتعلق بها، ويعلم أدقَّ التفاصيل عنها، شاكراً الإعلام الذي كان له الدور الأكبر في جذب انتباهه نحو جماله الضّال، الذي وجده بعد أحد عشر عاماً من السير في ركب الحياة.
ضرب الكرة بالمضرب وإرسالها بسرعةٍ عالية نحو الخصم، وارتدادها بقوةٍ مماثلةٍ، من ضمن الأشياء التي أثارت إنتباهه بعد مشاهدته لأول مباراة، كما أن سرعة التوجه صوب الكرة، واللياقة العالية أشغلت تفكيره، والعجيب أن هذا الهيام لم يكتب له تواصلٌ حقيقي، فالعاشق المجنون لم يمسك مضرباً في حياته، والآن وبعد مضي تسعة عشر عاماً من المتابعة والترصد لكل حيثيات هذه اللعبة، لا يزال يمني النفس ويدعو الله أن يكتب لها لقاءً مع فاتنته (كرة المضرب الساحرة) فلقد شاهدته في يوم ختام البطولة الدولية المقامة في مسقط، والتي ظفرت بلقبها لاعبتنا الرائعة فاطمة النبهاني، يقترب من أرضية ملعب التنس كالمجنون حقاً، وظهرت عليه علامات الحب والشغف، فهذا المتيم عضَّ على أصابعه كثيراً، يوم أن فازت فاطمة باللقب، حزناً على حاله، وهو لم يتمكن من إحتواء هذه اللعبة وممارستها، كان سعيداً للغاية، وهو يرى مواطنته تحقق بطولةٍ دولية.
ساهمت قناة الجزيرة الرياضية، في إشعال حب هذه الرياضة في قلب الصقري، فبعد أن رُزق بإرسالٍ وشبكةٍ تتيح له مشاهدة القنوات الأخرى، وجد أمامه قناة الجزيرة الرياضية العملاقة، تعرض له مبارياتٍ كثيرة، لم يفوت واحدةٍ منهن أبداً، شعر بسعادةٍ غامرة وهو يشاهد المباريات، لم يكن يصدق ذلك، يا لهذه الرغبة الجامحة، والهمة الوقادة في متابعة سجال التنس، فقد قال: حينما كنتُ أشاهد لاعبي التنس المفضلين لدي على شاشة الجزيرة وهم يلعبون، ينتابني شعور بأنني أعيش في مدن الأحلام.
يتابع على شاشة التلفاز أشهر أربع بطولات على مدار العام، حيث يبدأ عامه ببطولة ملبورن في استراليا، فهي تقام في شهر يناير، في ملاعب صلبة، ومن خلال هذه البطولة بدا انجذابه للألمانية (جراف) لتصبح بعد ذلك لاعبته المفضلة، فيخلص في تشجيعه لها، كما أن الأمريكي بيت سامبراس تعرف عليه هو الآخر من خلال هذه البطولة، وهو أيضاّ يتابع بإدمان بطولة ويمبلدون في لندن في شهر يونيو، التي تتميز بملاعبها العشبية، وهي البطولة الأقدم والأشهر عالمياً، وبدأ يتعرف تدريجياً على التشيكية الأصل الأمريكية الجنسية (مارتينا نفرتنوفا)، لتلفته كذلك اللاعبة اليوغسلافية (منوكا شلش) التي حصلت على الجنسية الأمريكية لاحقاً، ولا ينسَ حينما قام مشجع مغمور عاشقٌ لجراف بطعن شلش بسكين، أثناء الإستراحة في المباراة، لتنقطع سنتين عن ملاعب التنس، لترجع بعدها، وقد سَعُدَ الصقري بعودتها كثيراً، كما بقي شغوفاً أيضاً بالألماني بوريس بيكر، والأمريكي أندريه أجاسي، ويترقب بشغف منتصف شهر مايو، لمتابعة المنافسة المثيرة في بطولة رولان جاروس الفرنسية، التي تعرف من خلالها على حسناء التنس الأرجنتينية (جابريلا سباتيني) تقام هذه البطولة على ملاعب رملية، يبدع فيها عملاق التنس الرملي (نادال)، أما شهر سبتمر فهو الموعد المنتظر مع بطولة فلاشنج ميدوز الأمريكية، لندرك أخيراً أن الصقري ينقطعُ عن العالم كله في أربعة مواسمٍ في السنة، والأشهر الحرم لديه هي يناير ومايو ويوليو وسبتمبر.
بطولة استراليا تأتي قبيل الفجر بسبب فارق التوقيت المحلي، وهذا لم يثنِ عزم أحمد على متابعتها، لم ولن يفرط في أي مباراة، يصحو من نومه قبل المباراة، ليترك راحة الجسد، ويتجه لراحة الروح، يمنح شاشة الجزيرة كل حواسه، يدون ويسجل ملاحظاته، فهو لا يكتفي بالمشاهدة فقط، بل يؤرشف المعلومات ويجمع الأخبار والمقالات، فاللعبة بالنسبة له أكثر من هواية، بل تجاوزت مشاعر الأخ والصديق، فبات اليوم لا يستغني عنها أبداً، كما أنه يدين بالكثير للقناة الإذاعية المعروفة bbc التي كانت تبث النتائج أولاً بأول، أخبار البطولات تأتي مباشرة، وما أعذبها بصوت الإعلامي الكبير أفطيم قريطم، وفي نهاية التسعينات، بدأت دول الخليج تنظم بطولات التنس الأرضي المفتوحة، وأصبح أحمد يشاهدها على قنوات قطر والإمارات، كون أن أشهر بطولتين خليجيتين هما بطولتي دبي والدوحة، متفاجأً من استقطاب لاعبين عالميين، وما أجمل أن يأتي الأحبة إلى دول الجوار.
يرى ابن الفيحاء أن معوقات انتشار اللعبة في السلطنة، تعود لندرة الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة اللعبة فيها، إضافة إلى افتقار الدعم المادي بل وانعدامه، ناهيك عن غياب المروج الإعلامي الجيد المشجع لممارسة هذه الرياضة، وغرس حبها في نفوس الأطفال والناشئة، وإلى اليوم تظلُّ هذه اللعبة تعاني من الإهتمام والعناية، والنظرة لها بأنها لعبة لا يمارسها إلا المرفهون الأثرياء، للتسلية وقتل الفراغ لا أكثر.
لم يقتصر على البطولات الدولية فقط، بل حتى أخبار التنس الأرضي المحلية كان لها حيزاً خاصاً من الإهتمام والمتابعة، فقد كان يقرأ في الصحف عن قيس العصفور، ومجيد العصفور، ومدرك الرواحي، وطفيل الرواحي، ويتابع حالياً أخبار البطلة الصاعدة فاطمة النبهاني وإخوانها خالد ومحمد، والناشىء أيضاً أحمد البرواني، كما أنه قرأ يوماً أن صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- يمارس اللعبة متى ما وجد لديه وقتاً، ويتابع أخبارها باستمرار.
يحتفظ بمعزةٍ خاصة للحسناء الروسية ماريا شربوفا، يحتفل معها في خيالها بعيد ميلادها، فهو يتذكر تاريخ ولادتها جيداً، ويشعر أن1978/8م كان مميزاً بحق، يحييها على علوَّ همتها ومثابرتها في هذه اللعبة، فقد أمسكتِ المضرب وهي لا تزال ابنة أربع سنواتٍ فقط، سافرت إلى أمريكا بصحبة أبيها يوري شربوفا، وقد تركت أمها في روسيا بسبب عدم مقدرتهم على الحصول على تأشيرةٍ لها، وضع عائلتها المادية كان متأزماً، يملكون ثلاثة ألاف دولارٍ فقط، وهم في طريقهم إلى أكاديمية التنس الأمريكية، وفي الأكاديمية شعرت بأنها الوحيدة المعدمة من المادة، ومع هذا كله واصلت طريقها، وهي اليوم من ألمع النجوم، أما نجمته المفضلة الصبية السويسرية مارتينا هينجز، المولودة في عام 1980م، فازت ببطولة ملبورن الإسترالية، وقد حطمتِ الرقم القياسي، كأصغر لاعبة تفوز بهذه البطولة، بدأ ظهورها العالمي من عام 1995م، مارتينا سرقت قلب أحمد من جراف، وأصبحتِ الآن هي المسيطرة على القلب والوجدان، خصوصاً وأنها ظهرت في أواخر تألق جراف قبل اعتزالها، لفتت انتباهه أول مرة حينما تمكنت من التغلب على أسطورته الألمانية اشتفي جراف.
يتابع أحمد كل الرياضات، الفردية منها والجماعية، إضافة إلى أنه يشجع ألمانيا حد التعّصب، يتذوق الشعر، ويعشق القراءة، يمتلك روحاً لطيفة ومرحة، يلعب كرة القدم، ومتميز في المسابقات الثقافية على مستوى الولاية، يتمنى لفريقه المازن التابع لنادي سمائل التوفيق والإزدهار، راجياً أن تمنح لعبة التنس في السلطنة اهتماماً أكبر، ويبقى الحلم الأول والأخير، أن يتمكن من ضرب الكرة الخضراء الصغيرة، بمضرب التنس، فهذه الأمنية تسيطر عليه، آملاً أن يأتي اليوم الذي يرى فيه أبنائه لاعبين لا يُشق لهم غبار، في ملاعب التنس العالمية، وأن تنتشر اللعبة في كل بقعة في السلطنة.
إذا عَلِمنا أن أحمداً وُلِد في عام 1978م، فإن الطبيعي أن يكون عمره الحادية عشر في 1989م، يقلب صفحات الجرائد اليومية، ليجد الألمانية اشتفي جراف تتصدر الأخبار، يوماً بعد يوم، بدأت لعبة التنس الأرضي تأخذ لبه، وتملأ عليه قلبه، ليدمن متابعة الصحف باستمرار، لم يكن يعرف عن اللعبة شيئاً، فقط يتأمل صور اللاعبين في أخبار الوطن الرياضي، حتى أرقام الفوز والنتائج تشوقه لمعرفة التفاصيل، فحيناً يقرأ انتهت المباراة بمجموعتين مقابل لا شيء، وبنتيجة 4/6 و 6/7 وحيناً فاز بنتيجة مجموعتين متتاليتين وبنتيجة 0/6 و 3/6 وهكذا دواليك، وهو لا يعلم طبيعة الفوز وطريقة احتساب النقاط، كل ما يعلمه أنه قد عشق هذه اللعبة حدَّ الجنون.
ينتظر يعقوب الزدجالي ويعقوب السعدي في أخبار العاشرة، في المساء الرياضي انتظار العاشق لرؤية محبوبته، نعم فأخبار مجنونته لا يمكن أن يشاهدها إلا في نشرة الأخبار الرياضية، ففي ذلك الوقت لم يكن يمتلك أقماراً فضائية، والقناة الوحيدة الموجودة هي القناة المحلية العمانية، طال انتظاره قرابة الثلاث سنوات، حتى تمكن من مشاهدة مباراة مسجلة تم بثّها عصراً في إحدى أيام 1991م، ليجد نفسه متسمراً مكانه، لا تسمع له همساً، حتى الأنفاس كاد أن يقطعها، كي لا تشغاله عن مشاهدة معشوقته وغرامه الأزلي.
يستمر شغفه بهذه الرياضة، ليتدرج مع الزمن، فيتعلم قوانينها تدريجياً، بمشاهدتها وتتبع أخبارها، فغدا اليوم خبيراً فيها، يدرك كل ما يتعلق بها، ويعلم أدقَّ التفاصيل عنها، شاكراً الإعلام الذي كان له الدور الأكبر في جذب انتباهه نحو جماله الضّال، الذي وجده بعد أحد عشر عاماً من السير في ركب الحياة.
ضرب الكرة بالمضرب وإرسالها بسرعةٍ عالية نحو الخصم، وارتدادها بقوةٍ مماثلةٍ، من ضمن الأشياء التي أثارت إنتباهه بعد مشاهدته لأول مباراة، كما أن سرعة التوجه صوب الكرة، واللياقة العالية أشغلت تفكيره، والعجيب أن هذا الهيام لم يكتب له تواصلٌ حقيقي، فالعاشق المجنون لم يمسك مضرباً في حياته، والآن وبعد مضي تسعة عشر عاماً من المتابعة والترصد لكل حيثيات هذه اللعبة، لا يزال يمني النفس ويدعو الله أن يكتب لها لقاءً مع فاتنته (كرة المضرب الساحرة) فلقد شاهدته في يوم ختام البطولة الدولية المقامة في مسقط، والتي ظفرت بلقبها لاعبتنا الرائعة فاطمة النبهاني، يقترب من أرضية ملعب التنس كالمجنون حقاً، وظهرت عليه علامات الحب والشغف، فهذا المتيم عضَّ على أصابعه كثيراً، يوم أن فازت فاطمة باللقب، حزناً على حاله، وهو لم يتمكن من إحتواء هذه اللعبة وممارستها، كان سعيداً للغاية، وهو يرى مواطنته تحقق بطولةٍ دولية.
ساهمت قناة الجزيرة الرياضية، في إشعال حب هذه الرياضة في قلب الصقري، فبعد أن رُزق بإرسالٍ وشبكةٍ تتيح له مشاهدة القنوات الأخرى، وجد أمامه قناة الجزيرة الرياضية العملاقة، تعرض له مبارياتٍ كثيرة، لم يفوت واحدةٍ منهن أبداً، شعر بسعادةٍ غامرة وهو يشاهد المباريات، لم يكن يصدق ذلك، يا لهذه الرغبة الجامحة، والهمة الوقادة في متابعة سجال التنس، فقد قال: حينما كنتُ أشاهد لاعبي التنس المفضلين لدي على شاشة الجزيرة وهم يلعبون، ينتابني شعور بأنني أعيش في مدن الأحلام.
يتابع على شاشة التلفاز أشهر أربع بطولات على مدار العام، حيث يبدأ عامه ببطولة ملبورن في استراليا، فهي تقام في شهر يناير، في ملاعب صلبة، ومن خلال هذه البطولة بدا انجذابه للألمانية (جراف) لتصبح بعد ذلك لاعبته المفضلة، فيخلص في تشجيعه لها، كما أن الأمريكي بيت سامبراس تعرف عليه هو الآخر من خلال هذه البطولة، وهو أيضاّ يتابع بإدمان بطولة ويمبلدون في لندن في شهر يونيو، التي تتميز بملاعبها العشبية، وهي البطولة الأقدم والأشهر عالمياً، وبدأ يتعرف تدريجياً على التشيكية الأصل الأمريكية الجنسية (مارتينا نفرتنوفا)، لتلفته كذلك اللاعبة اليوغسلافية (منوكا شلش) التي حصلت على الجنسية الأمريكية لاحقاً، ولا ينسَ حينما قام مشجع مغمور عاشقٌ لجراف بطعن شلش بسكين، أثناء الإستراحة في المباراة، لتنقطع سنتين عن ملاعب التنس، لترجع بعدها، وقد سَعُدَ الصقري بعودتها كثيراً، كما بقي شغوفاً أيضاً بالألماني بوريس بيكر، والأمريكي أندريه أجاسي، ويترقب بشغف منتصف شهر مايو، لمتابعة المنافسة المثيرة في بطولة رولان جاروس الفرنسية، التي تعرف من خلالها على حسناء التنس الأرجنتينية (جابريلا سباتيني) تقام هذه البطولة على ملاعب رملية، يبدع فيها عملاق التنس الرملي (نادال)، أما شهر سبتمر فهو الموعد المنتظر مع بطولة فلاشنج ميدوز الأمريكية، لندرك أخيراً أن الصقري ينقطعُ عن العالم كله في أربعة مواسمٍ في السنة، والأشهر الحرم لديه هي يناير ومايو ويوليو وسبتمبر.
بطولة استراليا تأتي قبيل الفجر بسبب فارق التوقيت المحلي، وهذا لم يثنِ عزم أحمد على متابعتها، لم ولن يفرط في أي مباراة، يصحو من نومه قبل المباراة، ليترك راحة الجسد، ويتجه لراحة الروح، يمنح شاشة الجزيرة كل حواسه، يدون ويسجل ملاحظاته، فهو لا يكتفي بالمشاهدة فقط، بل يؤرشف المعلومات ويجمع الأخبار والمقالات، فاللعبة بالنسبة له أكثر من هواية، بل تجاوزت مشاعر الأخ والصديق، فبات اليوم لا يستغني عنها أبداً، كما أنه يدين بالكثير للقناة الإذاعية المعروفة bbc التي كانت تبث النتائج أولاً بأول، أخبار البطولات تأتي مباشرة، وما أعذبها بصوت الإعلامي الكبير أفطيم قريطم، وفي نهاية التسعينات، بدأت دول الخليج تنظم بطولات التنس الأرضي المفتوحة، وأصبح أحمد يشاهدها على قنوات قطر والإمارات، كون أن أشهر بطولتين خليجيتين هما بطولتي دبي والدوحة، متفاجأً من استقطاب لاعبين عالميين، وما أجمل أن يأتي الأحبة إلى دول الجوار.
يرى ابن الفيحاء أن معوقات انتشار اللعبة في السلطنة، تعود لندرة الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة اللعبة فيها، إضافة إلى افتقار الدعم المادي بل وانعدامه، ناهيك عن غياب المروج الإعلامي الجيد المشجع لممارسة هذه الرياضة، وغرس حبها في نفوس الأطفال والناشئة، وإلى اليوم تظلُّ هذه اللعبة تعاني من الإهتمام والعناية، والنظرة لها بأنها لعبة لا يمارسها إلا المرفهون الأثرياء، للتسلية وقتل الفراغ لا أكثر.
لم يقتصر على البطولات الدولية فقط، بل حتى أخبار التنس الأرضي المحلية كان لها حيزاً خاصاً من الإهتمام والمتابعة، فقد كان يقرأ في الصحف عن قيس العصفور، ومجيد العصفور، ومدرك الرواحي، وطفيل الرواحي، ويتابع حالياً أخبار البطلة الصاعدة فاطمة النبهاني وإخوانها خالد ومحمد، والناشىء أيضاً أحمد البرواني، كما أنه قرأ يوماً أن صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- يمارس اللعبة متى ما وجد لديه وقتاً، ويتابع أخبارها باستمرار.
يحتفظ بمعزةٍ خاصة للحسناء الروسية ماريا شربوفا، يحتفل معها في خيالها بعيد ميلادها، فهو يتذكر تاريخ ولادتها جيداً، ويشعر أن1978/8م كان مميزاً بحق، يحييها على علوَّ همتها ومثابرتها في هذه اللعبة، فقد أمسكتِ المضرب وهي لا تزال ابنة أربع سنواتٍ فقط، سافرت إلى أمريكا بصحبة أبيها يوري شربوفا، وقد تركت أمها في روسيا بسبب عدم مقدرتهم على الحصول على تأشيرةٍ لها، وضع عائلتها المادية كان متأزماً، يملكون ثلاثة ألاف دولارٍ فقط، وهم في طريقهم إلى أكاديمية التنس الأمريكية، وفي الأكاديمية شعرت بأنها الوحيدة المعدمة من المادة، ومع هذا كله واصلت طريقها، وهي اليوم من ألمع النجوم، أما نجمته المفضلة الصبية السويسرية مارتينا هينجز، المولودة في عام 1980م، فازت ببطولة ملبورن الإسترالية، وقد حطمتِ الرقم القياسي، كأصغر لاعبة تفوز بهذه البطولة، بدأ ظهورها العالمي من عام 1995م، مارتينا سرقت قلب أحمد من جراف، وأصبحتِ الآن هي المسيطرة على القلب والوجدان، خصوصاً وأنها ظهرت في أواخر تألق جراف قبل اعتزالها، لفتت انتباهه أول مرة حينما تمكنت من التغلب على أسطورته الألمانية اشتفي جراف.
يتابع أحمد كل الرياضات، الفردية منها والجماعية، إضافة إلى أنه يشجع ألمانيا حد التعّصب، يتذوق الشعر، ويعشق القراءة، يمتلك روحاً لطيفة ومرحة، يلعب كرة القدم، ومتميز في المسابقات الثقافية على مستوى الولاية، يتمنى لفريقه المازن التابع لنادي سمائل التوفيق والإزدهار، راجياً أن تمنح لعبة التنس في السلطنة اهتماماً أكبر، ويبقى الحلم الأول والأخير، أن يتمكن من ضرب الكرة الخضراء الصغيرة، بمضرب التنس، فهذه الأمنية تسيطر عليه، آملاً أن يأتي اليوم الذي يرى فيه أبنائه لاعبين لا يُشق لهم غبار، في ملاعب التنس العالمية، وأن تنتشر اللعبة في كل بقعة في السلطنة.
تعليق