المباراة جاءت غريبة عجيبة منذ بدايتها وحتى دقائقها الأخيرة، تقدم الآرسنال بهدف بواسطة تسديدة صاروخية للنجم الروسي أندري آرشافين قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق، ومع انتصاف الوقت ادرك مانشستر هدف التعديل بركلة جزاء لواين روني في الدقيقة 59، وما هي سوى دقائق قليلة ويضيف الشياطين هدفهم الثاني بمساعدة لاعب الوسط الفرنسي للآرسنال "ديابي" الذي قام بتحويل عرضية جيجيز في الدقيقة 64 برأسه داخل شباك زميله "ألمونيا".
ولم يظهر مانشستر يونايتد قوته التي ظهر بها يوم السبت الماضي أمام ويجان أثلتيك على العكس قدم الآرسنال مباراة رائعة في شوطها الأول بقيادة وسط ميدانه القوي جداً والذي أدى جميع الأدوار المطلوبة منه على اكمل وجه بقيادة (سونج ودينلسون وديابي) في تفكيك وسط اليونايتد وارغامهم على التراجع للخلف، ونجح هؤلاء في إبطال وإخماد كل الهجمات المانشستراوية لدرجة ان كاريك افضل ممرر لدى فيرجسون 90% من تمريراته خرجت خاطئة أما ريان جيجيز الخطأ الفادح لفيرجسون في منطقة وسط الميدان فلم يمرر سوى تمريرة او اثنين صحيحة من 20 تمريرة خاطئة ورغم ذلك واصل فيرجسون بنفس التشكيلة حتى نهاية الشوط الأول الذي شهد سيطرة بالطول والعرض للمدفعجية.
تعرض الآرسنال خلال سيطرته تلك على الشوط الأول للظلم بعدم إحتساب الحكم الإنجليزي "مايك دين" لركلة جزاء صحيحة لآرشافين عندما تعرض للعرقلة من لاعب الوسط الدفاعي "فليتشر" داخل منطقة الجزاء، هذا قبل ان يسدد آرشافين تسديدة رائعة للغاية حين استغل خروج الحارس الشاب "فوستر" بطريقة خاطئة وقت تنفيذ ركلة ركنية في الدقيقة 20.
ولكن آرشافين ورفاقه لم يفقدوا الأمل وواصلوا تقدمهم وشنهم لهجمات خطيرة للغاية فلا يوجد لديهم فرصة افضل من تلك حيث بدا واضحاً ان اليونايتد يُعاني الأمرين، فاستطاع آرشافين في الدقيقة 40 إستلام تمريرة أرضية قبل منطقة عمليات اليونايتد، تسلم الكرة ودار بسرعة ثم وجه قذيفة فاجأ بها بن فوستر كتلك التي فاجأ بها حارس ليفربول "رينا" اربع مرات الموسم الماضي على الأنفيلد روود.!!
انتهى الشوط الأول بتقدم الآرسنال وكانت كل امنيات فينجر ان يواصل فريقه ضغطه على حائز الكرة وان لا يظلمه التحكيم فيما تبقى من دقائق لكن لم يحدث ما تمناه فينجر وعشاق المدفعجية، فقد ظلمته الكرة وغدر به الحكم "مايك دين" عندما احتسب ركلة جزاء غير صحيحة بالمرة لمهاجم اليونايتد واين روني في الدقيقة 59.
وادعى المهاجم الإنجليزي العرقلة امام ألمونيا لينال ركلة جزاء قام بتنفيذها بنفسه، مُحرزاً الهدف الرابع له هذا الموسم، عادت الثقة تدب في انفس نجوم اليونايتد المتفككين لكن الثقة لم تنفع طالما العقول غير متصلة والتشكيل خاطئ شكلاً وموضوعاً، بإشراك فيرجسون خماسي وسط وامامهم واين روني الحائر الضائع الذي كان بحاجة ماسة إما لأوين أو بيرباتوف منذ البداية لخلخلة دفاع المدفعجية.
المهم.. بعد الخدمة الجليلة التي قدمها الحكم لفيرجسون قرر الحظ ان يلعب لعبته في الدقيقة63 عندما صدت العارضة تسديدة صاروخية ذكية جداً من روبين فان بيرسي من ركلة حرة مباشرة، وما اجمل الحظ حين يحب فريق، ارتدت الكرة هجمة عكسية لليونايتد نال على اثرها ركلة حرة غير مباشرة مرر جيجيز (أسوأ السيئين في مانشستر) تمريرة عرضية من هذه الكرة لم تجد سوى رأس لاعب وسط الآرسنال "ديابي" الذي حولها داخل شباك فريقه بالخطأ، لينضم لقائمة اللاعبين المخطئين في مباريات الكلاسيكو منذ إنطلاقة الدوري الإنجليزي في مسماه الجديد وعددهم 4 لاعبين، 3 من الآرسنال وواحد من مانشستر.!!
على أي حال تقدم اليونايتد وسط ذهول عشاقه انفسهم، فأداء الفريق بلغة كرة القدم (محبط، سيء، لا يُعبر أبداً عن بطل الدوري الإنجليزي في المواسم الثلاث الماضي)، ورغم محاولة فيرجسون لتجميل مظهره امام الحضور بدفعه ببارك جي سونج وبيرباتوف إلا ان شيئاً لم يتغير حتى عندما سنحت عدة هجمات مرتدة لبيرباتوف لم يفعل شيئاً يذكر وأكد -بيرباتوف- ان مبلغ 30 مليون جنيه إسترليني الذي دفع لإستقدامه من توتنهام دُفع (بالخطأ)!! فقد انفرد تماماً بألمونيا إلا انه أطاح بالكرة في المدرجات قبل نهاية اللقاء.
ولولا ان الحظ عرف مانشستر في هذه المباراة لما خرج فائزاً بأي حال من الأحول لاسيما بعد ان ألغى الحكم هدف التعادل بداعي التسلل، وهو كذلك تسلل صحيح لكن لو هناك ولو جزء من التركيز لما وقع جالاس في المصيدة.
بهذه النتيجة رفع مانشستر يونايتد رصيده لـ9 نقاط من ثلاثة إنتصارات وخساراة، بينما مني الآرسنال بأول خسائره لهذا الموسم بعد سلسلة نتائج رائعة للغاية امام إيفرتون وبورتسموث وسلتيك في بطولة دوري أبطال أوروبا.
تعليق