أكد اليوفنتوس سعيه الكبير والواضح نحو احراز لقب الاسكوديتو للموسم الحالي، وذلك بعدما عاد من ملعب الأولمبيكو في العاصمة الايطالية بفوز كبير ومستحق بنتيجة 3-1 على مستضيفه فريق روما، في مباراة شهدت أداءًا بارزًا للنجم البرازيلي دييجو ريباس والذي سجل الهدفين الأول والثاني للبيانكونيري قبل أن يسجل زميله في منتخب السامبا "فيليبي ميلو" الهدف الثالث، وسجل دي روسي هدف أصحاب الملعب الوحيد من تسديدة رائعة.
جاء الشوط الأول قويًا بين الفريقين وتميز بالكثير من الندية والحماس المتبادل والذي ظهر بشكل واضح على الالتحامات والتدخلات من اللاعبين، والتي تميزت بالقوة التي وصلت أحيانًا للعنف مما أدى لظهور الكرت الأصفر 6 مرات لكل من دييجو وتياجو وماركيزيو من اليوفنتوس ودي روسي وتادي وبيروتا من روما.
اليوفنتوس بدأ اللقاء بأفضلية واضحة حيث امتلك منطقة المناورات من خلال الانتشار الممتاز للاعبي الوسط وتحرك المثلث الهجومي بفعالية كبيرة وبقيادة البرازيلي دييجو، لكن تكتل مدافعي روما حول منطقة جزائهم حال دون وجود فرص خطيرة للبيانكونيري باستثناء رأسية تياجو من الكرة الثابتة، وفي المقابل اعتمد روما على الأسلوب الدفاعي مع الهجمات المرتدة السريعة عبر انطلاقات مينيز وتادي وتوتي ودعم الثنائي بيروتا ودي روسي والتمريرات الطويلة من بيتزارو، ولكن البطء في التحضير وغياب الدعم الهجومي المثالي وسوء مستوى النجم توتي منع وجود أي تهديد لمرمى الحارس بوفون.
مُنحنى الاثارة في اللقاء بدأ بالارتفاع في الدقيقة 24 بعدما استغل دييجو خطأ كارثي من الظهير الأيمن كاسيتي واستخلص منه الكرة على خط منتصف الملعب تمامًا، قبل أن ينطلق باتجاه المرمى مستغلًا فشل "البطيء" ريسا في مطاردته لينفرد بالحارس سيرجيو ويسدد الكرة بطريقة رائعة لداخل مرمى روما، ليتوج بذلك الأفضلية النسبية لفريقه طوال الـ24 دقيقة الماضية.
بعد الهدف، بدأ روما يتخلي عن حذره الدفاعي ويندفع أكثر للواجب الهجومي خاصة لاعبي وسط الملعب، وهو ما جعل للفريق شكل هجومي في نصف ملعب اليوفنتوس، ومن احدى الهجمات نجح الفريق في الحصول على كرة ثابتة نُفذت بسرعة لتصل لدانيلي دي روسي الذي سدد كرة صاورخية رائعة لم تجد ما يوقفها الا شباك الحارس بوفون، وكان ذلك في الدقيقة 34 من المباراة وهو التوقيت السليم تمامًا لادراك روما التعادل والا فربما كانت الأمور ستنتهي بشكل مختلف.
الدقائق الـ10 الأخيرة كانت الأجمل في الشوط، حيث شهدت تبادلًا للهجمات بين الفريقين مع مستوى عالي من الاثارة والندية الكبيرة، وقد تصدى القائم الأيسر لسيرجيو لتسديدة متقنة من أماوري وفي المقابل أضاع توتي فرصة سهلة بعد انفراد كامل مع الحارس بوفون والذي نجح بالتصدي للكرة ببراعة قبل أن يطلق الحكم صافرته معلنًا نهاية الشوط الأول بالتعادل 1-1.
بداية الشوط الثاني لم تختلف كثيرًا عن تلك الخاصة بالأول، فقد استعاد الضيوف سيطرتهم على الملعب وحاولوا شن العديد من الهجمات للوصول للهدف الثاني، وكاد أماوري بالفعل أن يفعل ذلك بعد استلامه كرة على بعد أمتار بسيطة من المرمى، لكن الحارس سيرجيو تصدى لتسديدة البرازيلي ببراعة، وبعدها بدقائق بسيطة انطلق ياكونيتا بهجمة مرتدة سريعة من الطرف الأيمن الى داخل منطقة الجزاء ولكن قدم الوافد الجديد "بورديسو" تدخلت في اللحظة الأخيرة لتخرج الكرة لخارج الملعب بشكل ممتاز يحسب للمدافع الأرجنتيني.
كاد اليوفنتوس أن يُسجل الهدف الثاني عبر رأسية قوية من أماوري في الدقيقة 65 من المباراة، لولا تصدي الحارس سيرجيو الممتاز للرأسية القوية، لكن نفس الحارس لم يتمكن من انقاذ فريقه من تسديدة دييجو التي اقتحمت مرماه وصولًا الى شباكه بعدها بدقيقة واحدة، وقد بدأت الهجمة بتمريرة ساحرة من ياكوينتا وضعت زميله البرازيلي داخل منطقة الجزاء والذي لم يجد صعوبة في مراوغة المدافع الأخير "مكسيس" والتسديد لداخل المرمى ليُعلن تقدم فريقه المستحق بالهدف الثاني.
من جديد بدأنا نرى الحارس بوفون في الشاشة التي تنقل المباراة، حيث اندفع أصحاب الملعب للهجوم في محاولة لتعويض الهدف والوضول للتعادل مجددًا، ودعم ذلك التغيير الذي أجراه سباليتي باشراك المهاجم فوجنتش بدلًا من الظهير الأيسر ريسا، وكاد الفريق بالفعل أن يصل لهدف التعادل عبر محاولة مينيز الفردية الممتازة ثم رأسية فوجنتش الجيدة، لكن كلا المحاولتين ضلتا الطريق نحو المرمى، وفي المقابل لم يقف فيرارا صامتًا وأجرى تغيير يؤكد مدى موهبة ذلك المدرب خاصة في قراءة أحداث الملعب، وكان التغيير باخراج الظهير الأيسر دي تشيلي واشراك قلب الدفاع ليجروتالي وتحويل كيليني لمركز الظهير الأيسر، وكل ذلك لايقاف الفرنسي الموهوب "مينيز" والذي بدأ يتحرك بايجابية أزعجت الجانب الأيسر في اليوفنتوس.
الدقيقة 78 شهدت اللقطة الوحيدة الايجابية للنجم فرانشيسكو توتي في المباراة وذلك عبر تسديدة رائعة ارتدت من القائم الأيمن لمرمى بوفون، والذي تصدى لكرة أخرى خطيرة كانت نتيجة الركنية التي نتجت عن نفس الهجمة، وقد كانت تلك الهجمة هي بداية سيطرة الجيالوروسي على المباراة ومحاولات الفريق العديدة للوصول لهدف التعادل، لكن قوة دفاع اليوفنتوس والحارس بوفون نجحوا في الصمود والحفاظ على فارق الهدف حتى أتت الدقيقة 93 والتي شهدت احراز الهدف الثالث للبيانكونيري بواسطة تسديدة قوية من الوافد الجديد "فيليبي ميلو" والذي كان أشبه برصاصة الرحمة على أصحاب الملعب وجماهيرهم الكبيرة.
بذلك الفوز ارتفع رصيد اليوفنتوس الى 6 نقاط كاملة وبنسبة نجاح 100% ليتصدر البطولة قبل انطلاق بقية مباريات الجولة الثانية، وفي المقابل يتلقى روما هزيمته الثانية على التوالي ليتذيل ترتيب الفرق بـ0 من النقاط وهو الأمر الذي قد يدعو روزيلا سينسي رئيسة النادي للتحرك بايجابية خلال الساعات القليلة المتبقية على اغلاق سوق الانتقالات الصيفية.
تعليق