حسم اليوفنتوس مباراة القمة في الجولة الثالثة للدوري الايطالي بالفوز على مستضيفه لاتسيو بنتيجة 2-0، وبهدفي مارتين كاسيراس وديفيد تريزيجيه، بعد مباراة جميلة تميزت بأداء قوي وممتع من جانب أصحاب الملعب لكن ذلك لم يمنع ضيوفهم من العودة بنقاط المباراة كاملة، مؤكدين أن اليوفنتوس لا يسقط في العاصمة الايطالية.
الفريقين دخلا المباراة بالكثير من الغيابات، سواء نتيجة الاصابة كغياب دلبيرو وسيسوكو من جانب اليوفنتوس وروكي وزاراتي وبروكي من جانب لاتسيو، أو نتيجة رغبة الجهاز الفني في اراحة لاعبيه بعد مشاركاتهم الدولية خلال الأسبوع الأخير ويتعلق الأمر هنا بثنائي اليوفنتوس القائد كانافارو والمهاجم ياكوينتا، ولكن هذا لم يمنع المجموعة المتواجدة في أرض الملعب من تقديم مباراة ممتعة تميزت بالسرعة والندية والأداء المميز خاصة من جانب أصحاب الملعب.
الشوط الأول انطلق بقوة بين الفريقين وحاول كل منهما تهديد مرمى الآخر لكن بحذر دفاعي، ومع مرور الوقت وبشكل تدريجي بدأت الأفضلية تميل بشكل واضح لفريق لاتسيو، والذي سيطر لاعبوه على وسط الملعب وشنوا العديد من الهجمات الخطيرة التي مرمى اليوفنتوس، لكن الحارس المتألق بوفون كان بالمرصاد لكل تلك الهجمات، والتي تميزت بالتسديد من خارج منطقة الجزاء عبر محطات صواريخ متحركة تُدعى كولاروف وبارونيو، وبدا كأن الشوط كان معركة طرفاها بوفون ولاعبو البيانكوشيلستي خاصة مع تألق مجموعة الوسط بقيادة دابو وماتوزاليم وبارونيو والازعاج الكبير من مهارات وسرعة فوجيا والأبرز انطلاقات وتسديدات كولاروف الايجابية الخطيرة، كل هذا وسط أداء دفاعي ضعيف من اليوفنتوس سواء في الوسط أو الخط الخلفي نتيجة عوامل كثيرة أبرزها الارهاق الواضح على اللاعبين الدوليين (كيليني وجروسو وميلو وكامورينيزي وماركيزيو)، مع غياب شبه كامل للأداء الهجومي المنظم خاصة مع الرقابة القوية التي فرضها بالارديني "مدرب لاتسيو" على نجم البيانكونيري وعقله المفكر "البرازيلي دييجو" وغياب التفاهم الكامل بين الثنائي الأمامي أماوري وتريزيجيه.
لاتسيو توج أدائه الرائع خلال الشوط الأول بهدف في الدقيقة الأخيرة منه، مستغلاً ركلة ركنية أنتجت دربكة داخل منطقة الجزاء استغلها ماوري وسدد في مرمى اليوفنتوس، لكن صافرة الحكم الشاب "جيرفاسوني" تدخلت وأوقفت فرحة النسور بالغاء الهدف نتيجة احتساب خطأ على المهاجم الأرجنتيني خوليو كروز، ومن المتوقع أن يُثير ذلك القرار الكثير من الجدل في الاعلام الايطالي خلال الأيام القادمة خاصة أن الكثير يرى أنه لم يكن أي داعي لالغاء الهدف.
اليوم السيء لليوفنتوس في الشوط الأول تُوج بخبر مزعج لجميع مشجعي البيانكونيري وهو مغادرة النجم دييجو أرض الملعب مصابًا واشراك الايطالي الشاب "سيباستيان جيوفينكو" بدلًا منه، وكان ذلك في الدقائق الأخيرة للشوط.
بداية الشوط الثاني لم تختلف كثيرًا عن نهاية الأول، فقد واصل لاتسيو سيطرته على المباراة لكن مع تراجع واضح في خدة خطورته الهجومية خاصة مع تحسن المردود الدفاعي من وسط اليوفنتوس وتألق المدافع الصلب جيورجيو كيليني، ومع مرور الوقت بدأ البيانكونيري يدخل في المباراة ويرتفع في مستواه رغم الارهاق الواضح على اللاعبين، ويبدو أن التعليمات الايجابية من فيرارا أتت ثمارها خاصة بشأن التغطية الايجابية على ظهيري الجنب خاصة الأيسر جروسو مما سمح له بتقديم اضافة هجومية كبيرة للفريق، وكاد اليوفنتوس بالفعل أن يخطف هدف التقدم الأول في الدقيقة 63 من المباراة بعد هجمة منظمة تبادل خلاها اللاعبون الكرة بشكل رائع وبقيادة الظهير الأيسر الجديد "فابيو جروسو"، لكن تريزيجيه فشل في تتويج تلك الهجمة الممتازة بلمسة أخيرة ايجابية ليهدي الكرة بسهولة للحارس الشاب موسليرا.
منحنى الاثارة بدأ بالارتفاع بقوة بعد تلك الهجمة البيانكونيرية، وقد وصل أعلى نقاطه في الدقيقة 67 بعدما اقترب كروز كثيرًا من احراز هدفه الشحصي العاشر في مرمى اليوفنتوس مستغلًا كرة عرضية متقنة، لكن كالعادة تدخل بوفون وحافظ على مرماه خاليًا من الأهداف، وفي نفس الدقيقة ارتدت الهجمة للطرف الآخر من الملعب وتحديدًا للبرازيلي أماوري الذي حاول تسديدة كرة ساقطة ليخدع بها موسليرا، لكن الحارس الأورجواياني كشف الخدعة والتقط الكرة بسهولة.
التحسن الواضح في أداء اليوفنتوس أتى بنتيجته سريعًا وبلا مقدمات طويلة، حيث سجل الوافد الجديد مارتين كاسيراس هدف الفريق الأول في الدقيقة 72 بتسديدة رائعة من حدود منطقة الجزاء مستغلًا كرة عرضية ارتدت من داخل منطقة جزاء نسور العاصمة.
الهدف قلب الأمور رأسًا على عقب في ملعب المباراة، فقد منح لاعبوا اليوفنتوس جرعة كبيرة من الثقة والدفعة المعنوية وفي المقابل حطم معنويات لاعبي لاتسيو وأكد لهم أن البيانكونيري لا يُهزم في العاصمة الايطالية حتى لو كان الطرف الأسوأ في المباراة، وقد ظهر ذلك على أرض الملعب من خلال سيطرة الضيوف على المباراة وتعدد محاولاتهم الهجومية لتعزيز الهدف وحسم اللقاء تمامًا، ولكن التسرع والرعونة حالا دون ذلك.
حاول لاتسيو استعادة زمام الأمور في الدقائق الأخيرة للقاء، وبالفعل عاد وامتلك منطقة الوسط خاصة مع تراجع اليوفنتوس لمناطقه الدفاعية، ولكن الحائط الدفاعي البيانكونيري كان أقوى من أن يسقط أمام هجمات مقاتلي البيانكوشيلستي خاصة بعد خروج المتألق باسكوال فوجيا، بل بالعكس شكلت الهجمات المرتدة للضيوف خطورة كبيرة على مرمى موسليرا، حتى نجح الهداف الفرنسي تريزيجول باحراز الهدف الثاني لفريقه من هجمة مرتدة جميلة في الدقيقة الأخيرة للمباراة، وقبل اطلاق الحكم المُثير للجدل أندريه جيرفاسوني صافرته مُعلنًا نهاية اللقاء بالفوز الثالث على التوالي لليوفنتوس والـ25 له على لاتسيو في الملعب الأولمبي في روما.
بذلك الانتصار المهم يُحافظ أبناء تشيرو فيرارا على صدارتهم للبطولة برصيد 9 نقاط جمعوها من 3 انتصارات كاملة وبنسبة نجاح 100%، فيما يتراجع لاتسيو للمركز الثاني برصيد 6 نقاط في انتظار باقي مباريات الجولة الثالثة.
وقد ضرب البيانكونيري بذلك الفوز أكثر من عصفور بحجر واحد، فقد حافظ على سجله الرائع في البطولة بعدم فقدان أي نقطة، وأراح مجموعة من لاعبيه المميزين خاصة القائد كانافارو، ومنح لاعبيه دفعه كبيرة من الثقة قبل بداية مشوار الفريق في دوري أبطال أوروبا، وأخيرًا وضع المزيد من الضغوطات على منافسه الأبرز "الإنتر" والذي سيواجه بارما في سان سيرو عصر الغد "الأحد".
تعليق