حيا الآلاف من جماهير الكرة التشيلية وهم يرتدون ثياب الحداد، الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي ترك تدريب المنتخب الوطني للبلاد، خلال فوز الفريق الأربعاء على أوروغواي 2- صفر وديا.
وانطلقت مظاهر تكريم المدرب قبل بداية اللقاء، الذي أنهاه أصحاب الأرض بهدفي أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال، بنفس الأداء الهجومي الذي قدمه الفريق التشيلي منذ تولى الأرجنتيني مهمة تدريبه في 2007 .
وقفز نحو عشرة مشجعين إلى أرض الملعب وساروا حتى مقاعد بدلاء الفريق التشيلي ، لتسليم لافتة تكريم للمدير الفني الذي غالبته دموعه، ونقل عنه مقربون شعوره بالألم للرحيل عن المنصب.
ورفعت الجماهير التي تدفقت من مختلف مقاطعات البلاد، في المدرجات لافتات أخرى كتبت عليها عبارات مثل "17 مليون تشيلي يشعرون بالحزن"، و"شكرا أيها المدرب".
وقال الشاب ميجل سيسترناس، الذي كان يقطع كل يوم 70 كيلومترا ذهابا وإيابا خلال مونديال جنوب أفريقيا لحضور تدريبات الفريق، للمدير الفني الأرجنتيني "أرجوك لا ترحل".
بدوره أكد القائد السابق للمنتخب الوطني إيفان زامورانو، الذي تابع المباراة من داخل الملعب، أن بييلسا كان يستحق كل مظاهر التكريم التي حصل عليها بالنظر إلى إسهاماته في الكرة التشيلية، حيث حقق الفريق تحت قيادته إنجازات عديدة مثل الفوز على الأرجنتين واستعادة الانتصارات في المونديال.
وقال الصحفي ألدو سكياباكاسي إن "تشيلي حققت في مناسبات نادرة كل هذه الانتصارات".
في المقابل لم تتوقف الجماهير ، التي نظمت مسيرات وحملات على شبكة الإنترنت من أجل مطالبة بييلسا بالاستمرار كمدير فني للفريق، عن سب القائمين على اتحاد الكرة المحلي طيلة أوقات اللقاء.
وتوجهت الجماهير بالشتائم لخورخي سيجوفيا، المنتخب مؤخرا رئيسا جديدا للاتحاد التشيلي لكرة القدم، وقال بييلسا قبل انتخابه إنه غير مستعد للعمل معه.
وشهدت المباراة، التي أقيمت أيضا على هامش الاحتفال بمئوية الكرة التشيلية، حضورا كثيفا لقوات الأمن في ظل المخاوف من حدوث أعمال شغب.
وقامت الشرطة، التي حذرت من اعتزامها اعتقال المشجعين الذين سيكشفون عن مؤخراتهم احتجاجا على رحيل المدرب، باعتقال شخص كان يحمل لافتة كتب عليها قصيدة للراعي اللوثري الألماني الراحل مارتن نيمولر.
وكتب الشخص المعتقل على اللافتة "عندما أتى النازيون لاعتقال الشيوعيين (التزمت الصمت) لأنني لم أكن شيوعيا. وعندما اعتقلوا الاشتراكيين الديمقراطيين (التزمت الصمت) لأنني لم أكن اشتراكيا ديمقراطيا. الآن أتوا من أجل بييلسا".
وقال الشخص المعتقل "في أي بلد نعيش كي يقوموا باعتقال شخص لأنه يحمل قصيدة. لا يمكن أن يفوز دوما القادرون"، في إشارة إلى انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد التشيلي بدعم الأندية الكبرى فضلا عن شبهة تدخل من جانب الحكومة.
وجاء تولي سيجوفيا ليعني رحيل الرئيس الحالي للاتحاد هارولد ماين¬نيكولز ، الرجل الذي أقنع بييلسا بتدريب تشيلي.
ولم يتخل بييلسا، الوفي لأسلوبه في التدريب، عن الصراخ قرب خط الملعب رغم أن السيطرة التشيلية كانت واضحة ولاسيما بعد هدف أليكسيس سانشيز الأول في الدقيقة 39 ثم طرد والتر جارجانو لاعب وسط أوروجواي بعدها بدقيقتين.
وجاء الهدف الثاني الذي أحرزه فيدال في الدقيقة 74 ، ليدفع 45 ألف متفرج حاضرين في الاستاد إلى بدء احتفالات صاخبة بأول انتصار على أوروجواي منذ 1996.
وحتى نهاية المباراة ظلت الجماهير تصرخ "بييلسا لا ترحل ، بييلسا لا ترحل".
تعليق