بصراحة لم أكن من المعجبين بشخصية الاسطورة الارجتينية و" السوبر ستار" العالمي دييجو مارادونا ، رغم أنه من وجهة نظري الخاصة ومعي الكثيرين واحد من أعظم نجوم كرة القدم طوال تاريخها ، إن لم يكن أعظمهم على الاطلاق ، وأعتبر نفسي من المحظوظين كرويا وصحفيا، لمعاصرتي حقبته الذهبية في الملاعب ومتابعتي الدقيقة له كصحفي وناقد منذ بداية الثمانينات وخاصة إبان تألقه في نابولي وإحرازه لقبي الدوري الايطالي وكأس الاتحاد الاوروبي وقيادته الارجنتين للفوز بكأس العالم عام 1986 وتسجيله أفضل هدف في تاريخ الكرة العالمية حينما راوغ نصف المنتخب الانجليزي وأودع الكرة في مرمى شيلتون .
** ورغم مهاراته الفذة ، وبراعته النادرة في المراوغة والتخلص من المدافعين وتسديداته الرائعة وتمريراته الذكية ، فإنه كان خلال مشواره الكروي بعيد تماما عن شخصية النجم القدوة وربما كان ضحية وفريسة لمافيا الفساد والإفساد في ايطاليا ، الذين هيأوا له المجون والإنفلات وحياة الملذات وإدمان المخدرات والكوكايين ثم الكحوليات بعد ذلك ، مما شوه مسيرته الكروية الجميلة التي لم تنته بمثل الروعة والإبهار الذي تضمنته في أغلب أوقاتها .ورغم أنه لاعب القرن في استفتاء الفيفا على موقعه على الانترنت وأفضل لاعب في كثير من الاستفتاءات العالمية ، فقد كنت شخصيا ، أفضل عليه الاسطورة البرازيلي بيليه ، لأن الرجل الذي كان نجماً كرويا من الطراز الرفيع ، كان أكثر التزاما وجدية وأقل في الفضائح و السقطات ، وإن كان لم ينج منها !
** انتقدت مارادونا كثيرا في كتاباتي ومقالاتي على حياة الانفلات والضياع عندما كان لاعباً ، وخاصة عندما غرر به بعض قيادات المافيا ومن ورائهم ،فزار اسرائيل أكثر من مرة والتقط الصهاينة صوراً له يزور حائط المبكى مرتديا الطاقية اليهودية واستنطقوه تصريحات يهدي فيها كأس العالم لاسرائيل، ولعل هذا كان يغضب منه الفلسطينين والعرب المعجبين بفنونه الكروية ، والذين كانوا يرجون أن يناصر عدالة قضيتهم، أو على الاقل أن يكون محايداً ولا ينحاز لمغتصب الارض والتاريخ وعدو الانسانية وقاتل الأطفال والنساء والشيوخ في مجازر تاريخية.
** ولكن سبحان الله العظيم مغير الاحوال ، فقد تقلبت حياة هذا النجم الاسطوري ونضجت شخصيته بعد سنوات من المعاناة مع المرض والإدمان ، وإشتهر بأرائه الجريئة ، وتصديه للظالمين وقوي الاستعمار وأشكال الامبريالية الحديثة، مثل الولايات المتحدة وخاصة جورج بوش الأب ، وصداقته وتأييده الكبير لشخصيات مستقلة ، أُشتهرت بإحترامها و كبريائها الوطني مثل الزعيم الكولومبي السابق فيديل كاسترو، والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، وكان لمارادونا في هذه المرحلة من حياته العديد من المواقف الشجاعة والجريئة في نصرة قضايا الحق والعدل والانسانية.
** وربما كان لانتقال الاسطورة مارادونا للعيش في بلد عربي مثل الامارات ومدينة عربية مثل دانة الدنيا دبي ، أثر كبير في تعرفه على أخلاق وحضارة وثقافة وتقاليد العرب وشخصيتهم المميزة وخاصة في احتفالهم بضيوفهم ، وهكذا عاش مارادونا في دبي منذ عام تقريبا مديرا فنيا لفريق نادي الوصل الاماراتي حقبة جديدة من تاريخه، وكم كان جميلا أن يلتقي فتي فلسطينيا يهديه الكوفية الفلسطينية الشهيرة ، فيقبلها منه معبرا عن تعاطفه مع شعب فلسطين ، وأن يستقبل مدرب المنتخب الفلسطيني الذي يدعوه لزيارة فلسطين فيرحب ويعبر عن موقفه المناصر للحق الفلسطيني وتأييده لحقوقه العادلة ، وربما كانت هواجس تراودني حول هذه التصريحات رغم أن الرجل بدأ يتعرض لهجوم إعلامي صحفي واليكتروني من ماكينة الاعلام الصهيوني ، حتى كان يوم أمس الاول الموافق الخامس من هذا الشهر!
** من مسافة لا تزيد على مترين بيني وبينه ، وعبر مترجمه المصري المتميز محمود جابر، تحدثت إلى مارادونا مساء أمس الاول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بإحدى قاعات ستاد مدينة خليفة الرياضية بالعاصمة البحرينية المنامة عقب نهاية مباراة الذهاب بين ناديي المحرق البحريني والوصل الاماراتي في الدور النهائي لبطولة الاندية أبطال الخليج والتي انتهت بفوز الوصل على مضيفه 3/1 . ومن ثم اقترابه كثيرا من التتويج باللقب الخليجي الذي سُيعلن رسميا بعد مباراة الاياب يوم الاحد القادم بإستاد الوصل بزعبيل بمدينة دبي.
** كان سؤالي بسيطا عن سر حظه وتوفيقه وسعادته عندما يأتي مع فريقه إلى البحرين ، فيعود منتصرا، فجاءني الرد وهو ينظر لي ويبتسم دون أن أفهم كلماته الاسبانية ، ولكن كلمات المترجم البارع ، تؤكد لي ما لحظته من كلامه بإحترام وحب عن شعب البحرين وشكره لجميع أهلها على حسن استقبالهم له ومشاعرهم الودية التي يبدونها له ، وكنت أنوي مفاتحته عن تصريحاته المؤيدة لفلسطين ، خاصة أن المؤتمر الصحفي حضره معنا الشاب الفلسطيني عبد السلام اسماعيل هنية عضو المجلس الأعلى للرياضة الفلسطيني وهو ابن القيادي الفلسطيني الشهير اسماعيل هنية زعيم حماس في غزة ورئيس وزراء فلسطين قبل "شق الصف"،وفاجأنا عبد السلام بطلب توجيه سؤال في المؤتمر الصحفي ، فإذا به يوجه دعوة صريحة إلى مارادونا لزيارة فلسطين ، وجاء رد مارادونا متحمساً : نعم أوافق وأتمنى تلبية ذلك وبأسرع وقت بعد وصول الدعوة الرسمية لي .. وليغضب من يغضب ويزعل من يزعل.
** وصفقت ومعي القاعة كلها بمن فيها من صحفيين وإداريين لمارادونا الذي لم يتردد لحظة في قبول الدعوة وإبداء الترحيب بزيارة فلسطين ، ليؤكد لي أنه أصبح إنسانا جديدا ، لا يتاجر بمواقفه ، ولا يسوقه أحد أو يستدرجه إغراء او شخصيات للاعلان عن رأي مساند او مؤيد .. ظهر واضحا تماماً أن موقف مارادونا من رأسه وأنه جاد تماماً في زيارة فلسطين .. وأقترح على الحكومة الفسلسطينية سرعة سفر مسؤول رفيع المستوى إلى دبي لتقديم الدعوة الرسمية إلى مارادونا واقترح أن يكون ذلك بعد يوم واحد من مباراة العودة المقررة يوم الاحد القادم والمرجح ان تنتهي بتتويج الوصل بالبطولة الخليجية ، وأرجو ألا يعوق سرعة تنفيذ هذه الزيارة التداعيات السابقة لخلافات حماس او فتح ، فقد كان" حماس" الشاب عبد السلام ابن زعيم حماس ، في تقديم الدعوة ، أبلغ الأثر في "فتح" الطريق لقبول مارادونا لها .. والمعني أوضح من أن يكون في بطن الشاعر او بين السطور !!
** ورغم مهاراته الفذة ، وبراعته النادرة في المراوغة والتخلص من المدافعين وتسديداته الرائعة وتمريراته الذكية ، فإنه كان خلال مشواره الكروي بعيد تماما عن شخصية النجم القدوة وربما كان ضحية وفريسة لمافيا الفساد والإفساد في ايطاليا ، الذين هيأوا له المجون والإنفلات وحياة الملذات وإدمان المخدرات والكوكايين ثم الكحوليات بعد ذلك ، مما شوه مسيرته الكروية الجميلة التي لم تنته بمثل الروعة والإبهار الذي تضمنته في أغلب أوقاتها .ورغم أنه لاعب القرن في استفتاء الفيفا على موقعه على الانترنت وأفضل لاعب في كثير من الاستفتاءات العالمية ، فقد كنت شخصيا ، أفضل عليه الاسطورة البرازيلي بيليه ، لأن الرجل الذي كان نجماً كرويا من الطراز الرفيع ، كان أكثر التزاما وجدية وأقل في الفضائح و السقطات ، وإن كان لم ينج منها !
** انتقدت مارادونا كثيرا في كتاباتي ومقالاتي على حياة الانفلات والضياع عندما كان لاعباً ، وخاصة عندما غرر به بعض قيادات المافيا ومن ورائهم ،فزار اسرائيل أكثر من مرة والتقط الصهاينة صوراً له يزور حائط المبكى مرتديا الطاقية اليهودية واستنطقوه تصريحات يهدي فيها كأس العالم لاسرائيل، ولعل هذا كان يغضب منه الفلسطينين والعرب المعجبين بفنونه الكروية ، والذين كانوا يرجون أن يناصر عدالة قضيتهم، أو على الاقل أن يكون محايداً ولا ينحاز لمغتصب الارض والتاريخ وعدو الانسانية وقاتل الأطفال والنساء والشيوخ في مجازر تاريخية.
** ولكن سبحان الله العظيم مغير الاحوال ، فقد تقلبت حياة هذا النجم الاسطوري ونضجت شخصيته بعد سنوات من المعاناة مع المرض والإدمان ، وإشتهر بأرائه الجريئة ، وتصديه للظالمين وقوي الاستعمار وأشكال الامبريالية الحديثة، مثل الولايات المتحدة وخاصة جورج بوش الأب ، وصداقته وتأييده الكبير لشخصيات مستقلة ، أُشتهرت بإحترامها و كبريائها الوطني مثل الزعيم الكولومبي السابق فيديل كاسترو، والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، وكان لمارادونا في هذه المرحلة من حياته العديد من المواقف الشجاعة والجريئة في نصرة قضايا الحق والعدل والانسانية.
** وربما كان لانتقال الاسطورة مارادونا للعيش في بلد عربي مثل الامارات ومدينة عربية مثل دانة الدنيا دبي ، أثر كبير في تعرفه على أخلاق وحضارة وثقافة وتقاليد العرب وشخصيتهم المميزة وخاصة في احتفالهم بضيوفهم ، وهكذا عاش مارادونا في دبي منذ عام تقريبا مديرا فنيا لفريق نادي الوصل الاماراتي حقبة جديدة من تاريخه، وكم كان جميلا أن يلتقي فتي فلسطينيا يهديه الكوفية الفلسطينية الشهيرة ، فيقبلها منه معبرا عن تعاطفه مع شعب فلسطين ، وأن يستقبل مدرب المنتخب الفلسطيني الذي يدعوه لزيارة فلسطين فيرحب ويعبر عن موقفه المناصر للحق الفلسطيني وتأييده لحقوقه العادلة ، وربما كانت هواجس تراودني حول هذه التصريحات رغم أن الرجل بدأ يتعرض لهجوم إعلامي صحفي واليكتروني من ماكينة الاعلام الصهيوني ، حتى كان يوم أمس الاول الموافق الخامس من هذا الشهر!
** من مسافة لا تزيد على مترين بيني وبينه ، وعبر مترجمه المصري المتميز محمود جابر، تحدثت إلى مارادونا مساء أمس الاول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بإحدى قاعات ستاد مدينة خليفة الرياضية بالعاصمة البحرينية المنامة عقب نهاية مباراة الذهاب بين ناديي المحرق البحريني والوصل الاماراتي في الدور النهائي لبطولة الاندية أبطال الخليج والتي انتهت بفوز الوصل على مضيفه 3/1 . ومن ثم اقترابه كثيرا من التتويج باللقب الخليجي الذي سُيعلن رسميا بعد مباراة الاياب يوم الاحد القادم بإستاد الوصل بزعبيل بمدينة دبي.
** كان سؤالي بسيطا عن سر حظه وتوفيقه وسعادته عندما يأتي مع فريقه إلى البحرين ، فيعود منتصرا، فجاءني الرد وهو ينظر لي ويبتسم دون أن أفهم كلماته الاسبانية ، ولكن كلمات المترجم البارع ، تؤكد لي ما لحظته من كلامه بإحترام وحب عن شعب البحرين وشكره لجميع أهلها على حسن استقبالهم له ومشاعرهم الودية التي يبدونها له ، وكنت أنوي مفاتحته عن تصريحاته المؤيدة لفلسطين ، خاصة أن المؤتمر الصحفي حضره معنا الشاب الفلسطيني عبد السلام اسماعيل هنية عضو المجلس الأعلى للرياضة الفلسطيني وهو ابن القيادي الفلسطيني الشهير اسماعيل هنية زعيم حماس في غزة ورئيس وزراء فلسطين قبل "شق الصف"،وفاجأنا عبد السلام بطلب توجيه سؤال في المؤتمر الصحفي ، فإذا به يوجه دعوة صريحة إلى مارادونا لزيارة فلسطين ، وجاء رد مارادونا متحمساً : نعم أوافق وأتمنى تلبية ذلك وبأسرع وقت بعد وصول الدعوة الرسمية لي .. وليغضب من يغضب ويزعل من يزعل.
** وصفقت ومعي القاعة كلها بمن فيها من صحفيين وإداريين لمارادونا الذي لم يتردد لحظة في قبول الدعوة وإبداء الترحيب بزيارة فلسطين ، ليؤكد لي أنه أصبح إنسانا جديدا ، لا يتاجر بمواقفه ، ولا يسوقه أحد أو يستدرجه إغراء او شخصيات للاعلان عن رأي مساند او مؤيد .. ظهر واضحا تماماً أن موقف مارادونا من رأسه وأنه جاد تماماً في زيارة فلسطين .. وأقترح على الحكومة الفسلسطينية سرعة سفر مسؤول رفيع المستوى إلى دبي لتقديم الدعوة الرسمية إلى مارادونا واقترح أن يكون ذلك بعد يوم واحد من مباراة العودة المقررة يوم الاحد القادم والمرجح ان تنتهي بتتويج الوصل بالبطولة الخليجية ، وأرجو ألا يعوق سرعة تنفيذ هذه الزيارة التداعيات السابقة لخلافات حماس او فتح ، فقد كان" حماس" الشاب عبد السلام ابن زعيم حماس ، في تقديم الدعوة ، أبلغ الأثر في "فتح" الطريق لقبول مارادونا لها .. والمعني أوضح من أن يكون في بطن الشاعر او بين السطور !!
تعليق