[align=center] سأرد الجميل
يعقوب سليم بعد شفائه: المرض علمني .. كم هي قصيرة حياتنا
2/ صفر في شباك النصر .. هدية شفائي من لاعبي صور
اتجاه بوصلة احترافي سيتحدد .. بعد أمم آسيا
تمنينا أن تكون لنا أجنحة لنطير، ونقول له: حمدا لله على سلامتك، تمنينا أن تطوى لنا الأرض، لنهنئ أسرته وجمهوره على عودته معافى .. لكن الأماني شيء، والواقع شيء آخر .. فكان علينا أن نقطع مئات الكيلومترات في عتمة الليل ، لنصل إلى حارة أبو الفوارس بولاية صور لنعانقه ونبارك له الشفاء ..
نتكلم عن لاعب منتخبنا الوطني ونادي صور يعقوب سليم، فقد عاد من ألمانيا بعد أن اطمأن على صحته .. انطلقنا في الحادية عشرة من مساء يوم الخميس الماضي ... وحينما دقت الساعة الثانية والنصف فجر الجمعة كانت (الملاعب) تحل ضيفا على ولاية صور وأبنائها الطيبين ... وقبل أن تشرق شمس يوم الجمعة كان الجميع قد أعد برنامجا خاصا للاستفادة من هذه الرحلة بأقصى مدى لأن الهدف هو النجم المحبوب والخلوق يعقوب بن سليم لاعب نادي صور ومنتخبنا الوطني لكرة القدم بعد أن عاد من رحلة علاج ناجحة إلى ألمانيا استغرقت عشرين يوما ...
ولأن (الملاعب) هي أول من كشفت النقاب عما عايشه هذا النجم نتيجة مرضه ... واستجابة جهة مسؤولة بالدولة، وتبنيها علاجه .. كان لا بد أن نلتقي يعقوب لنهنئه ونشكر من قدم له العون في مرضه، وعندما حاورناه يخرج الحوار عفويا دون أي تكلف ... وكانت حصيلتنا الآتي:
بارك له شفاءه ـ فيصل الحبسي ـ صالح البارحي:عندما تجلس إليها تشعر وكأنها جمعت طيبة أهل الأرض .. هكذا كان شعورنا ونحن نجالس والدة لاعبنا يعقوب سليم في منزلها .. سألناها عن شعورها وهي تتلقى نبأ علاج ابنها يعقوب على نفقة جهة مسؤولة بالدولة؟
رفعت كفيها إلى السماء، مبتهلة لله سبحانه وتعالى بالشكر، وأن يحفظ عماننا التي لا تنسى أبدا أبناءها، ثم قالت بصوت تقي: ولدي يعقوب فوجئنا بمرضه، فلم يحدث أن أصيب بهذا المرض أحد من أبنائي ولا من أسرتنا كلها، وعندما عرفت بمرضه، كانت ثقتنا في رحمة الله كبيرة، لذلك لم ارتجف خوفا على ولدي، فهذا المرض (الكبد الوبائي) نتعامل معه من زمان بشكل طبيعي، ونعالجه بالأعشاب، ولا يسبب لنا أي رعب، فالأمر عادي بالنسبة لنا، كون المرض منتشرا، ونعالجه ، وبعد سفر يعقوب للعلاج بألمانيا كان يتصل بي يوميا ليطمئنني على صحته.
سؤال رياضي
ـ نسألها بابتسامة: اسمحي لنا والدتنا أن نسألك سؤالا رياضيا، فبادلتنا ابتسامة بابتسامة خير منها، فتشجعنا لنسألها: هل تشاهدين يعقوب وهو يلعب مع ناديه صور أو منتخبنا؟
أولا أن احب الكرة، ودائما أشاهد أي مباراة يلعب فيها يعقوب، سواء مع ناديه صور، أو المنتخب الوطني، وأحيانا أذهب إلى نادي صور لأشاهده من المدرجات ، وآخر مرة شاهدته في التلفزيون وهو يلعب ..
ـ يتدخل يعقوب في الحوار : تقصد مباريات منتخبنا في خليجي 18، فقد كنت أتصل بها من أبو ظبي يوميا لتدعو لي ولزملائي بالمنتخب أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى.
طفل كروي
ـ نسألها ثانية عن الكرة، لكن هذه المرة عن علاقة يعقوب بها منذ صغره، هل كان طفلا كرويا؟
يتدخل ثانية يعقوب في الحوار ليشرح لوالدته مقصدنا من السؤال، فتضحك وتقول: يعقوب كان (واجد واجد) يحب الكرة منذ طفولته، وكان أحيانا يترك المدرسة ليلعبها في الحارة، وكنت أعنفه، خوفا على مستقبله، فيعقوب كان طفلا هادئا جدا .
حكاية المرض
ـ شكرنا والدة يعقوب، واتجهنا بدفة حوارنا إلى الابن .. سألنا يعقوب عما حدث بعدما نشرت (الملاعب) حكايته مع المرض وفشل احترافه بالوكرة القطري نتيجة لذلك؟
بعدما تم نشر الموضوع، انهالت عليّ المكالمات الهاتفية من كل ولايات السلطنة، كلها تسأل عني وعن صحتي، وتتمنى لي الشفاء، إلى أن فوجئت باتصال هاتفي من شخصية مرموقة بالديوان، يخبرني فيها أنهم يتابعون حالتي، وطلب مني أن أرسل أوراقي إليهم لأنه تقرر سفري لألمانيا للعلاج، وقد كان، فقد وافقوا على سفرى مع مرافق على أن يتحملوا النفقات.
رفيق
ـ من رافقك في رحلتك العلاجية إلى ألمانيا؟
كان من المفترض أن يسافر معي صديقي (وليد) والذي يعمل في مستشفى صور وكان متتبعا لحالتي الصحية أولا بأول، وبالفعل كنا أعددنا العدة على أنه يكون هو رفيق دربي ولكن لظروف والده الصحية ودخوله غرفة الإنعاش في تلك الفترة أصبح من الصعوبة أن يرافقني إلى ألمانيا، وقررت حينها أن أسافر وحدي متوكلا على المولى عز وجل، ولكنني فجأة وجدت صديقي (محمد السناني) واقفا في السوق قبل سفري بيومين وحكيت له الحكاية وأبى إلا أن يكون هو مرافقي في هذه الرحلة، ولكن لضيق الوقت لاستخراج التأشيرات بالنسبة لسفره اتفقنا بأن أسافر أولا ومن ثم يلحق بي هناك، وبالفعل سافرت أنا بمفردي ثم التحق بي محمد بعد ثلاثة أيام كاملة، وله مني كل الشكر والتقدير على هذه الوقفة الطيبة ولن أنساها له مدى الحياة .
رائع
ـ كيف كان الاستقبال هناك من قبل السفارة العمانية؟
أكثر من رائع بصراحة ، وفاق ما كنت أتوقعه، فقد وجدت أحد الأشخاص من السفارة ينتظرني بالمطار وأخذني إلى فندق الإقامة المخصص لي، وقد اختارت لي السفارة فندقا معظم نزلائه من العرب، والذين أصبحوا أصدقائي طول فترة تواجدي هناك، وكم كان اختيار السفارة موفقا، فوجود الأخوة العرب بجانبي لم يشعرني بالغربة، وطبعا قامت السفارة العمانية مشكورة بتوصيلي إلى المستشفى المخصص لعلاجي، واستمرت متابعتهم لي طول الفترة وكانت الاتصالات متواصلة منهم دون انقطاع وهذا الأمر ساعدني كثيرا على تجاوز تلك المرحلة العلاجية ولله الحمد، حيث كان لوقفتهم الطيبة معي أكبر وأعمق الأثر في نفسي .
هدية
ـ كيف كانت متابعة إدارة ولاعبي نادي صور لرحلتك العلاجية الأخيرة ؟
كانت أيضا متابعة أكثر من رائعة من الجميع سواء لاعبين أو إداريين أو جهاز فني طيلة فترة علاجي وحتى عودتي إلى أرض الوطن، وأذكر الموقف الذي قام به مدرب النادي (أبو عيسى) خلفان بن زايد عندما اتصل بي في ألمانيا وفتح (الميكرفون الخاص بهاتفه النقال) وأعطى اللاعبين المجال للتحدث معي لمدة نصف ساعة كاملة وكان ذلك قبل البدء في خطة المباراة أمام النصر بمحافظة ظفار في الجولة (19) من الدوري وعاهدوني بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الفوز في هذه المباراة ليقدموه هدية لي وبالفعل فاز الفريق 2/صفر، وأشكرهم جزيل الشكر على متابعتهم لي طيلة هذه الفترة .
موقف الاتحاد
ـ وماذا عن مسؤولي الاتحاد العماني لكرة القدم؟
كانوا قريبين مني كثيرا جدا لأبعد الحدود ودائما ما أتلقى منهم اتصالات متواصلة سواء من سعادة المكرم سيف المسكري رئيس مجلس الادارة أو الدكتور هلال المخيني أمين السر وجمعة الكعبي مدير المنتخب والاداري ناصر الحارثي الذين ظلوا متواصلين معي من بداية رحلة علاجي وحتى النهاية.
وبصرحة الاتحاد العماني وأعضاؤه كانوا لي خير السند والمعين في رحلة العلاج هذه، فقد تكفلوا بمصاريف إقامتي وتنقلاتي وتغذيتي في مسقط إبان مراجعاتي المستمرة للمستشفيات في الفترة الأولى لمرضي، ثم مساهمتهم الكبيرة والرائعة في رحلتي إلى ألمانيا من خلال توفير مصاريف الجيب الشخصية لي طيلة تلك الفترة ، وهذا في حد ذاته أدخل في نفسي البهجة والفرح وأعاد لي الأمل في مستقبل كروي أفضل .
جماهير
ـ وماذا عن جماهير ومحبي يعقوب سليم؟
بكل صراحة لم أتوقع كل هذا الحب من مختلف الفئات، وكنت أعتقد بأنني معروف فقط على مستوى ولاية صور ولكن محنتي هذه كشفت لي الكثير من الذي كنت أجهله حيث إنني شعرت بأنني صديق وأخ لكل عماني صغيرا كان أم كبيرا امرأة كانت أم رجلا لأن هاتفي النقال لم يتوقف عن الرنين بمجرد وصولي إلى عمان وحتى منتصف الليل وتلقيت ما يزيد عن (2000) مكالمة وعددا لا يحصى من الرسائل النصية، وللجميع أقول (الله يجازيكم خير ويبعد عنكم المرض ) وشكرا لكم إخواني واخواتي على هذه الوقفة الطيبة، وسأرد جميلكم على المستطيل الأخضر سواء في أمم آسيا أو خليجي 19 إن شاء الله.
صواب
ـ بعد هذا المرض الذي تم اكتشافه في مجموعة من لاعبينا ... ما هي ردة فعل الاتحاد العماني لكرة القدم تجاه الكشف الطبي على لاعبي الأندية أثناء فترة إعادة القيد؟
أثناء حديثي مع سعادة المكرم سيف بن هاشل المسكري رئيس مجلس ادارة الاتحاد العماني لكرة القدم مطمئنا على صحتي أشار في محور حديثه بأن الاستمارات التي يتم قيد اللاعبين بها في سجلات الاتحاد العماني لكرة القدم مستقبلا وبدءا من الموسم القادم لا بد وأن تكون مختومة من قبل مستشفى حكومي ودكتور متخصص يثبت صحة هذا اللاعب وخلوه من أي أمراض تعيق مشاركته في مباريات كرة القدم، ولن تقبل الاستمارات التي تخالف هذا الإجراء بأي حال من الأحوال، وهذا أعتقد عين الصواب من قبل رجالات الاتحاد الذين أدركوا خطورة مثل هذه الأمراض بالنسبة لنجوم الكرة العمانية.
ـ في المستطيل الأخضر .. يعقوب سليم قبل المرض وبعد الشفاء، كيف هو ؟
يضحك وهو يقول: زاد وزني 8 كيلوجرامات في العشرين يوما التي أمضيتها في ألمانيا، فقبل السفر كان وزني 72 كيلو جراما، أصبحت 80 كيلو، وفي أول تمرين لي بعد العودة، قمت بعمل تمرينات سويدي، وجري حول الملعب لأعود لوزني ورشاقتي .
احتراف
ـ ماذا عن عقدك مع نادي الوكرة القطري؟
بمجرد أن عدت إلى السلطنة بعد اكتشاف مرضي بالفيروس الوبائي، فسخت أنا العقد، واعتبرته لاغيا وفضلت المشاركة مع نادي صور في الفترة التي أعقبت فسخ العقد، حيث ان النادي كان بحاجة إلى خدماتي والذي شجعني بأن قيمة العقد لم تكن بتلك القيمة التي ترضي طموحاتي مقارنة بالعقود الأخرى.
ـ والآن ... أين أنت من متابعة رحلة الاحتراف؟
لا أخفيكم سرا بأنني تلقيت العديد من العروض وتحديدا من أندية كويتية وأخرى بحرينية وهناك أحاديث ليست بالصفة الرسمية من أندية قطرية خلال الفترة الماضية ولا زالت الاتصالات جارية بشكل جدي .
ـ بعد أن تلقيت هذه العروض ... أين هي وجهتك القادمة؟
بالطبع إلى الدوري القطري لأسباب عديدة ولعل أهمها الاسم الذي يحمله وهو دوري المحترفين والذي اصبح يتابعه الصغير قبل الكبير نظير النجوم التي يضمها هذا الدوري بالإضافة إلى الزخم الإعلامي الذي يبرز هذا الدوري ولاعبيه بشكل متميز, كما أنني أعتبر الاحتراف بالدوري القطري هو البوابة للاحتراف الأوروبي وهو حلم كل لاعب عماني على وجه الخصوص .
ابتلاء
ـ المرض ، اختبار وابتلاء ، ومرحلة يقف الانسان فيها مع نفسه، ماذا تعلمت من هذه الفترة ؟
تعلمت ، كم هي الحياة قصيرة ، وعابرة ، وتعلمت كم هي صحتنا غالية وبأنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى, وعاهدت نفسي بأن أهتم بصحتي كثيرا التي أهملتها في الفترة الماضية، واقتنعت تماما بأن الصحة لا يضاهيها أمر آخر ولا تشترى بكنوز الدنيا، أما ما اكتسبته منها فهم مئات الآلاف من الجماهير العمانية المحبة لي والتي وقفت إلى جانبي بصورة لم أكن أتوقعها.
قمت بنقل الموضوع من ( جريدة الملاعب )
[/align]
[align=center][email protected][/align]
يعقوب سليم بعد شفائه: المرض علمني .. كم هي قصيرة حياتنا
2/ صفر في شباك النصر .. هدية شفائي من لاعبي صور
اتجاه بوصلة احترافي سيتحدد .. بعد أمم آسيا
تمنينا أن تكون لنا أجنحة لنطير، ونقول له: حمدا لله على سلامتك، تمنينا أن تطوى لنا الأرض، لنهنئ أسرته وجمهوره على عودته معافى .. لكن الأماني شيء، والواقع شيء آخر .. فكان علينا أن نقطع مئات الكيلومترات في عتمة الليل ، لنصل إلى حارة أبو الفوارس بولاية صور لنعانقه ونبارك له الشفاء ..
نتكلم عن لاعب منتخبنا الوطني ونادي صور يعقوب سليم، فقد عاد من ألمانيا بعد أن اطمأن على صحته .. انطلقنا في الحادية عشرة من مساء يوم الخميس الماضي ... وحينما دقت الساعة الثانية والنصف فجر الجمعة كانت (الملاعب) تحل ضيفا على ولاية صور وأبنائها الطيبين ... وقبل أن تشرق شمس يوم الجمعة كان الجميع قد أعد برنامجا خاصا للاستفادة من هذه الرحلة بأقصى مدى لأن الهدف هو النجم المحبوب والخلوق يعقوب بن سليم لاعب نادي صور ومنتخبنا الوطني لكرة القدم بعد أن عاد من رحلة علاج ناجحة إلى ألمانيا استغرقت عشرين يوما ...
ولأن (الملاعب) هي أول من كشفت النقاب عما عايشه هذا النجم نتيجة مرضه ... واستجابة جهة مسؤولة بالدولة، وتبنيها علاجه .. كان لا بد أن نلتقي يعقوب لنهنئه ونشكر من قدم له العون في مرضه، وعندما حاورناه يخرج الحوار عفويا دون أي تكلف ... وكانت حصيلتنا الآتي:
بارك له شفاءه ـ فيصل الحبسي ـ صالح البارحي:عندما تجلس إليها تشعر وكأنها جمعت طيبة أهل الأرض .. هكذا كان شعورنا ونحن نجالس والدة لاعبنا يعقوب سليم في منزلها .. سألناها عن شعورها وهي تتلقى نبأ علاج ابنها يعقوب على نفقة جهة مسؤولة بالدولة؟
رفعت كفيها إلى السماء، مبتهلة لله سبحانه وتعالى بالشكر، وأن يحفظ عماننا التي لا تنسى أبدا أبناءها، ثم قالت بصوت تقي: ولدي يعقوب فوجئنا بمرضه، فلم يحدث أن أصيب بهذا المرض أحد من أبنائي ولا من أسرتنا كلها، وعندما عرفت بمرضه، كانت ثقتنا في رحمة الله كبيرة، لذلك لم ارتجف خوفا على ولدي، فهذا المرض (الكبد الوبائي) نتعامل معه من زمان بشكل طبيعي، ونعالجه بالأعشاب، ولا يسبب لنا أي رعب، فالأمر عادي بالنسبة لنا، كون المرض منتشرا، ونعالجه ، وبعد سفر يعقوب للعلاج بألمانيا كان يتصل بي يوميا ليطمئنني على صحته.
سؤال رياضي
ـ نسألها بابتسامة: اسمحي لنا والدتنا أن نسألك سؤالا رياضيا، فبادلتنا ابتسامة بابتسامة خير منها، فتشجعنا لنسألها: هل تشاهدين يعقوب وهو يلعب مع ناديه صور أو منتخبنا؟
أولا أن احب الكرة، ودائما أشاهد أي مباراة يلعب فيها يعقوب، سواء مع ناديه صور، أو المنتخب الوطني، وأحيانا أذهب إلى نادي صور لأشاهده من المدرجات ، وآخر مرة شاهدته في التلفزيون وهو يلعب ..
ـ يتدخل يعقوب في الحوار : تقصد مباريات منتخبنا في خليجي 18، فقد كنت أتصل بها من أبو ظبي يوميا لتدعو لي ولزملائي بالمنتخب أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى.
طفل كروي
ـ نسألها ثانية عن الكرة، لكن هذه المرة عن علاقة يعقوب بها منذ صغره، هل كان طفلا كرويا؟
يتدخل ثانية يعقوب في الحوار ليشرح لوالدته مقصدنا من السؤال، فتضحك وتقول: يعقوب كان (واجد واجد) يحب الكرة منذ طفولته، وكان أحيانا يترك المدرسة ليلعبها في الحارة، وكنت أعنفه، خوفا على مستقبله، فيعقوب كان طفلا هادئا جدا .
حكاية المرض
ـ شكرنا والدة يعقوب، واتجهنا بدفة حوارنا إلى الابن .. سألنا يعقوب عما حدث بعدما نشرت (الملاعب) حكايته مع المرض وفشل احترافه بالوكرة القطري نتيجة لذلك؟
بعدما تم نشر الموضوع، انهالت عليّ المكالمات الهاتفية من كل ولايات السلطنة، كلها تسأل عني وعن صحتي، وتتمنى لي الشفاء، إلى أن فوجئت باتصال هاتفي من شخصية مرموقة بالديوان، يخبرني فيها أنهم يتابعون حالتي، وطلب مني أن أرسل أوراقي إليهم لأنه تقرر سفري لألمانيا للعلاج، وقد كان، فقد وافقوا على سفرى مع مرافق على أن يتحملوا النفقات.
رفيق
ـ من رافقك في رحلتك العلاجية إلى ألمانيا؟
كان من المفترض أن يسافر معي صديقي (وليد) والذي يعمل في مستشفى صور وكان متتبعا لحالتي الصحية أولا بأول، وبالفعل كنا أعددنا العدة على أنه يكون هو رفيق دربي ولكن لظروف والده الصحية ودخوله غرفة الإنعاش في تلك الفترة أصبح من الصعوبة أن يرافقني إلى ألمانيا، وقررت حينها أن أسافر وحدي متوكلا على المولى عز وجل، ولكنني فجأة وجدت صديقي (محمد السناني) واقفا في السوق قبل سفري بيومين وحكيت له الحكاية وأبى إلا أن يكون هو مرافقي في هذه الرحلة، ولكن لضيق الوقت لاستخراج التأشيرات بالنسبة لسفره اتفقنا بأن أسافر أولا ومن ثم يلحق بي هناك، وبالفعل سافرت أنا بمفردي ثم التحق بي محمد بعد ثلاثة أيام كاملة، وله مني كل الشكر والتقدير على هذه الوقفة الطيبة ولن أنساها له مدى الحياة .
رائع
ـ كيف كان الاستقبال هناك من قبل السفارة العمانية؟
أكثر من رائع بصراحة ، وفاق ما كنت أتوقعه، فقد وجدت أحد الأشخاص من السفارة ينتظرني بالمطار وأخذني إلى فندق الإقامة المخصص لي، وقد اختارت لي السفارة فندقا معظم نزلائه من العرب، والذين أصبحوا أصدقائي طول فترة تواجدي هناك، وكم كان اختيار السفارة موفقا، فوجود الأخوة العرب بجانبي لم يشعرني بالغربة، وطبعا قامت السفارة العمانية مشكورة بتوصيلي إلى المستشفى المخصص لعلاجي، واستمرت متابعتهم لي طول الفترة وكانت الاتصالات متواصلة منهم دون انقطاع وهذا الأمر ساعدني كثيرا على تجاوز تلك المرحلة العلاجية ولله الحمد، حيث كان لوقفتهم الطيبة معي أكبر وأعمق الأثر في نفسي .
هدية
ـ كيف كانت متابعة إدارة ولاعبي نادي صور لرحلتك العلاجية الأخيرة ؟
كانت أيضا متابعة أكثر من رائعة من الجميع سواء لاعبين أو إداريين أو جهاز فني طيلة فترة علاجي وحتى عودتي إلى أرض الوطن، وأذكر الموقف الذي قام به مدرب النادي (أبو عيسى) خلفان بن زايد عندما اتصل بي في ألمانيا وفتح (الميكرفون الخاص بهاتفه النقال) وأعطى اللاعبين المجال للتحدث معي لمدة نصف ساعة كاملة وكان ذلك قبل البدء في خطة المباراة أمام النصر بمحافظة ظفار في الجولة (19) من الدوري وعاهدوني بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الفوز في هذه المباراة ليقدموه هدية لي وبالفعل فاز الفريق 2/صفر، وأشكرهم جزيل الشكر على متابعتهم لي طيلة هذه الفترة .
موقف الاتحاد
ـ وماذا عن مسؤولي الاتحاد العماني لكرة القدم؟
كانوا قريبين مني كثيرا جدا لأبعد الحدود ودائما ما أتلقى منهم اتصالات متواصلة سواء من سعادة المكرم سيف المسكري رئيس مجلس الادارة أو الدكتور هلال المخيني أمين السر وجمعة الكعبي مدير المنتخب والاداري ناصر الحارثي الذين ظلوا متواصلين معي من بداية رحلة علاجي وحتى النهاية.
وبصرحة الاتحاد العماني وأعضاؤه كانوا لي خير السند والمعين في رحلة العلاج هذه، فقد تكفلوا بمصاريف إقامتي وتنقلاتي وتغذيتي في مسقط إبان مراجعاتي المستمرة للمستشفيات في الفترة الأولى لمرضي، ثم مساهمتهم الكبيرة والرائعة في رحلتي إلى ألمانيا من خلال توفير مصاريف الجيب الشخصية لي طيلة تلك الفترة ، وهذا في حد ذاته أدخل في نفسي البهجة والفرح وأعاد لي الأمل في مستقبل كروي أفضل .
جماهير
ـ وماذا عن جماهير ومحبي يعقوب سليم؟
بكل صراحة لم أتوقع كل هذا الحب من مختلف الفئات، وكنت أعتقد بأنني معروف فقط على مستوى ولاية صور ولكن محنتي هذه كشفت لي الكثير من الذي كنت أجهله حيث إنني شعرت بأنني صديق وأخ لكل عماني صغيرا كان أم كبيرا امرأة كانت أم رجلا لأن هاتفي النقال لم يتوقف عن الرنين بمجرد وصولي إلى عمان وحتى منتصف الليل وتلقيت ما يزيد عن (2000) مكالمة وعددا لا يحصى من الرسائل النصية، وللجميع أقول (الله يجازيكم خير ويبعد عنكم المرض ) وشكرا لكم إخواني واخواتي على هذه الوقفة الطيبة، وسأرد جميلكم على المستطيل الأخضر سواء في أمم آسيا أو خليجي 19 إن شاء الله.
صواب
ـ بعد هذا المرض الذي تم اكتشافه في مجموعة من لاعبينا ... ما هي ردة فعل الاتحاد العماني لكرة القدم تجاه الكشف الطبي على لاعبي الأندية أثناء فترة إعادة القيد؟
أثناء حديثي مع سعادة المكرم سيف بن هاشل المسكري رئيس مجلس ادارة الاتحاد العماني لكرة القدم مطمئنا على صحتي أشار في محور حديثه بأن الاستمارات التي يتم قيد اللاعبين بها في سجلات الاتحاد العماني لكرة القدم مستقبلا وبدءا من الموسم القادم لا بد وأن تكون مختومة من قبل مستشفى حكومي ودكتور متخصص يثبت صحة هذا اللاعب وخلوه من أي أمراض تعيق مشاركته في مباريات كرة القدم، ولن تقبل الاستمارات التي تخالف هذا الإجراء بأي حال من الأحوال، وهذا أعتقد عين الصواب من قبل رجالات الاتحاد الذين أدركوا خطورة مثل هذه الأمراض بالنسبة لنجوم الكرة العمانية.
ـ في المستطيل الأخضر .. يعقوب سليم قبل المرض وبعد الشفاء، كيف هو ؟
يضحك وهو يقول: زاد وزني 8 كيلوجرامات في العشرين يوما التي أمضيتها في ألمانيا، فقبل السفر كان وزني 72 كيلو جراما، أصبحت 80 كيلو، وفي أول تمرين لي بعد العودة، قمت بعمل تمرينات سويدي، وجري حول الملعب لأعود لوزني ورشاقتي .
احتراف
ـ ماذا عن عقدك مع نادي الوكرة القطري؟
بمجرد أن عدت إلى السلطنة بعد اكتشاف مرضي بالفيروس الوبائي، فسخت أنا العقد، واعتبرته لاغيا وفضلت المشاركة مع نادي صور في الفترة التي أعقبت فسخ العقد، حيث ان النادي كان بحاجة إلى خدماتي والذي شجعني بأن قيمة العقد لم تكن بتلك القيمة التي ترضي طموحاتي مقارنة بالعقود الأخرى.
ـ والآن ... أين أنت من متابعة رحلة الاحتراف؟
لا أخفيكم سرا بأنني تلقيت العديد من العروض وتحديدا من أندية كويتية وأخرى بحرينية وهناك أحاديث ليست بالصفة الرسمية من أندية قطرية خلال الفترة الماضية ولا زالت الاتصالات جارية بشكل جدي .
ـ بعد أن تلقيت هذه العروض ... أين هي وجهتك القادمة؟
بالطبع إلى الدوري القطري لأسباب عديدة ولعل أهمها الاسم الذي يحمله وهو دوري المحترفين والذي اصبح يتابعه الصغير قبل الكبير نظير النجوم التي يضمها هذا الدوري بالإضافة إلى الزخم الإعلامي الذي يبرز هذا الدوري ولاعبيه بشكل متميز, كما أنني أعتبر الاحتراف بالدوري القطري هو البوابة للاحتراف الأوروبي وهو حلم كل لاعب عماني على وجه الخصوص .
ابتلاء
ـ المرض ، اختبار وابتلاء ، ومرحلة يقف الانسان فيها مع نفسه، ماذا تعلمت من هذه الفترة ؟
تعلمت ، كم هي الحياة قصيرة ، وعابرة ، وتعلمت كم هي صحتنا غالية وبأنها تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى, وعاهدت نفسي بأن أهتم بصحتي كثيرا التي أهملتها في الفترة الماضية، واقتنعت تماما بأن الصحة لا يضاهيها أمر آخر ولا تشترى بكنوز الدنيا، أما ما اكتسبته منها فهم مئات الآلاف من الجماهير العمانية المحبة لي والتي وقفت إلى جانبي بصورة لم أكن أتوقعها.
قمت بنقل الموضوع من ( جريدة الملاعب )
[/align]
[align=center][email protected][/align]
تعليق