"الزمن" تحاور عماد الحوسني (الطائر) : امنحونا استقراراً نمنحكم فريقاً أفضل من فريق خليجي 17
جميعنا يحب الشهرة والمال، ولكن ليس على حساب عمان
الكعبي أب لجميع اللاعبين ومن يتهمه باستغلالنا لا يعرفه جيداً
مستعد للعب في الدوري المحلي من أجل عيون الوطن
ما تم نشره في "السوبر" غير أخلاقي وعار من الصحة
مازلت مسكونا بشغف التسجيل ... ولهذه الأسباب تراجع مستواي
عندما ظهر أول مرة في خليجي 16 بالكويت راهن الكثيرون على أنه لن يستطيع البروز والاستمرار في ظل كوكبة النجوم المتواجدة في صفوف المنتخب، خصوصاً مع صغر سنه وبنيته الضعيفة، ولكن طائرنا أبى إلا أن يخالف كل التوقعات ويحلق بعيداً كما تفعل النسور، ومن إنجاز إلى آخر استطاع أن يثبت أنه مهاجم من طراز فريد. فلفت انتباه أكبر الأندية الخليجية في المنطقة، والتي سعت لخطبه وده فبدأ مشواره الاحترافي مع الرياض السعودي قبل أن يستقر به المقام مع قطر القطري الذي قدم معه أروع معزوفاته.
ولكن دوام الحال من المحال فها هو طائرنا يعود للتحليق من جديد بحثاً عن عش آخر بعد أن فسخ تعاقده بالتراضي مع النادي القطري.
الزمن التقته في هذا الحوار الذي قال فيه الكثير ... والكثير
حاوره- سالم ربيع الغيلاني:
أين وجهتك القادمة؟
لدي في الوقت الحالي عدد من العروض التي أقوم بدراستها مع وكيل أعمالي، وخلال الأيام القليلة القادمة ستكون الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة لي ولجميع الجماهير.
تردد في الآونة الأخيرة أن نادي الوحدة السعودي يسعى لضمك لصفوف فريقه الكروي ولكن السعر الذي تم تحديده لإتمام هذه الصفقة والذي بلغ مليون ونصف المليون حسب جريدة عكاظ السعودية- يقف حجر عثرة دون إتمام هذه الصفقة، فما صحة هذا الكلام؟
نعم هناك عروض قدمت لي من قطر والسعودية والكويت، وكما ذكرت فأنا حالياً أفاضل بين هذه العروض، وبالنسبة لما تردد عن عرض نادي الوحدة السعودي، فأنا لم أصرح ولا وكيل أعمالي بشيء مما ذكر، ولا أعلم من أين استقى الصحفي الذي كتب الخبر هذه المعلومة، وحسب الصحف ووسائل الإعلام فهناك عدد كبير من الأندية التي تتفاوض معي! رغم أنه ليس بيني وبينها أي اتصال وأنا استغرب من أين يأتي البعض بمثل هذه المعلومات!
أي الدوريات تفضل من بين ما ذكرت؟
ليس الأمر مرتبطا بالمكان بقدر اهتمامي بالعرض المناسب، وعالم الاحتراف تحكمه عدة معايير، مثل العائد المادي وقوة البطولة والفريق الذي ستلعب له، ووضعك مع الفريق مثل هل ستكون أساسياً أم أنك مضطر للقتال لحجز مكان في التشكيلة الأساسية؟ هذا إلى جانب المركز الذي ستشغله وطبيعة المجتمع وغيرها من الأمور التي يجب أن يضعها اللاعب في ذهنه قبل أن يخطو تجاه هذا البلد أو ذاك. لذلك فإن قوة الدوري أو العائد المادي في أحيان كثيرة لا تكون وحدها المقياس والأمثلة كثيرة على ذلك.
هل يمكن أن نرى الحوسني هذا الموسم في الدوري المحلي خصوصاً في ظل سعي اتحاد الكرة لشراء عقود لاعبي المنتخب المحترفين لضمان تواجدهم كلما احتاج ذلك، خصوصاً خلال الفترة القادمة التي نستعد فيها لاستحقاقين مهمين؟
لم لا، إن كان ذلك من أجل المنتخب. فنحن جميعا مستعدون لتقديم أية تضحية من أجل البلد، وإذا كان تواجدنا في الدوري المحلي أو شراء عقودنا من أجل تفريغنا للمنتخب هو الحل، فنحن طوع بنان نداء الوطن، ولن نبخل عليه بأي شيء يمكن أن يساهم في رفع اسمه، وإهداء جماهيرنا الفرح.
شراء العقود
هل تعتقد أن شراء عقودكم وتفريغكم للمنتخب يمكن أن يخدم الكرة العمانية في المرحلة القادمة؟
لا شك في ذلك. فتواجدنا الدائم مع بعضنا البعض سيوجد الانسجام والتجانس بصورة أكبر، وسيختزل الوقت الذي سيحتاجه مدرب المنتخب لإعداد الفريق وبلورته بما يتناسب مع خططه ورؤيته الخاصة لأسلوب اللعب المناسب، كما سيتيح تنظيم مباريات ودية مع فرق قوية دون الشعور بالقلق حيال الوقت أو المكان.
هل تحدث إليك أحد من الاتحاد بخصوص تواجدك في الدوري المحلي هذا الموسم؟
نعم كان هناك حديث بهذا الخصوص قبل فترة، ولكن لا شيء واضح حتى الآن، فأنا مازلت في طور تنسيق أموري وتحديد أولوياتي بعد فسخ تعاقدي مع نادي قطر، وأعتقد أن الأمور ستتضح في الأيام القادمة.
هل يمكن أن نراك في الدوري المحلي إذا ما قدم لك العرض المناسب؟ وأين ستتجه إذا ما تم ذلك ؟
نعم يمكن أن أعود للدوري المحلي إذا ما وجدت العرض المناسب، خصوصاً وأن المرحلة القادمة تتطلب تواجد الجميع تحت تصرف المنتخب الوطني، وانضمامي للدوري المحلي سيحقق ذلك. أما بالنسبة لوجهتي فلكل حادث حديث.
هل نستطيع القول أن نادي الخابورة هو الأقرب لعماد بحكم أنه ناديه الأصلي؟
نادي الخابورة له أفضال كثيرة على عماد وهو النادي الذي قدمني للجمهور، وعرفت من خلاله طريقي إلى الدولية، ولكن يظل عالم الاحتراف له لغته الخاصة التي يتحدث بها. ولندع هذا الموضوع لحينه.
فك الارتباط
بخصوص نادي قطر هناك حديث كثير دار عن علاقتك به، والطريقة التي تم بها فك الارتباط بينكما. حدثنا عن ذلك.
أنا والنادي كان لدينا الرغبة في عدم التجديد، لذلك تم كل شيء بالتراضي وبدون تعقيد، والحق يقال فقد تعاملت إدارة الملك معي بطريقة غاية في الرقي، ومضت إجراءات إنهاء العقد مع النادي في هدوء، فكما جمعنا الود لثلاثة مواسم كانت هي الأجمل في مسيرتي الاحترافية، كذلك الأمرعند رحيلي، وسأظل أحمل لنادي قطر وجماهيره كل الحب والتقدير.
وما صحة ما ذكر في مجلة "سوبر" عن اشتراط النادي القطري دفع مائتي ألف دولار من أجل فسخ التعاقد معك؟
هذا كلام عار من الصحة ولا أعلم من أين أتى به كاتب الخبر، والذي يحاول أن يصطاد في الماء العكر وهو عمل أعتبره غير أخلاقي. فكما قلت علاقتي مع النادي القطري انتهت بشكل ودي ولم تضع إدارة الملك أية شروط مادية أو عوائق لفسخ عقدي، ولقد شكرتهم عبر أكثر من وسيلة إعلامية، وأشكرهم الآن عبر جريدة "الزمن".
الكعبي أبونا
نفس المجلة ذكرت أن الكعبي كان هو الوسيط بينك وبين النادي القطري عند فسخ العقد، مما أثار العديد من التساؤلات حول علاقته بعقود اللاعبين، وأحيت اتهامات سابقة أثارها البعض عن استغلال الكعبي لصلته بنجوم المنتخب لتحقيق فوائد مادية من خلال السمسرة بعقودهم؟
هذا كلام غير صحيح ومرفوض جملة وتفصيلا، جمعة الكعبي أكبر من ذلك، وهو بالنسبة لنا أب ولا يمكن أن يحاول استغلالنا. أبو وليد منذ البداية تعامل معنا كأخ أكبر وساعدنا كثيراً لكي نتلمس طريقنا في عالم الاحتراف الذي نجهله تماماً حينها، دون أن يستفيد ريالاً واحداً من ذلك بل على العكس كان يضحي بوقته وجهده من أجلنا. ومن يتهمه باستغلالنا من أجل تحقيق الكسب المادي لا يعرف شيئا عن الكعبي، وعليه أن يراجع حساباته قبل أن يطلق الاتهامات جزافاً.
الطائر لم يعد يحلق كالسابق، وتراجعت كثيراً قدرته على الإمتاع وهز الشباك فماذا حدث؟
من الصعب على اللاعب أن يقدم نفس المستوى على الدوام، ففي النهاية نحن بشر ونتأثر بما يتأثر به غيرنا، وما يحدث في خارج الملعب يمكن أن ينتقل إلى داخله، ومن الظلم مطالبتنا بثبات المستوى، فماردونا 86 ليس ماردونا 90 ورنالدينو الأمس ليس هو اليوم. ولكني مازلت مسكونا بنفس الشغف للتسجيل منذ خليجي 17غير أن هناك عوامل ساهمت في ظهوري بهذه الصورة مثل: ابتعادي عن منطقة الخطورة مع فريق قطر، بسبب اعتماد المدرب علي في الأطراف مما حد من وصولي إلى المرمى، وبالنسبة للمنتخب جميعنا يعرف الظروف التي مر بها والتي بدورها انعكست على أداء جميع اللاعبين وليس على عماد فقط، مع العلم أنني سجلت أعلى نسبة أهداف بين زملائي في مواجهات المنتخب الأخيرة.
الاحتراف الخارجي
يرى البعض أن الاحتراف الخارجي أضر بالكرة العمانية وتسبب في تراجع مستوى المنتخب؟
كيف يمكن ذلك؟! هذا منطق غريب فالجميع يعلم أن الاحتراف يساعد اللاعب على تطوير مستواه، وبالتالي ارتقاء مستوى الفريق الوطني، والكل يرى أين وصلت الكرة الأفريقية على سبيل المثال بفضله، أما تراجع مستوى منتخبنا الوطني فتقف خلفه أسباب عدة منها غياب الاستقرار الفني نتيجة تغيير ثلاثة مدربين خلال فترة قصيرة جداً، وعدم لعب مباريات ودية بالفريق مكتملاً، بالإضافة إلى الإصابات والإيقافات التي تعرضنا لها. ولكن أعتقد أن الجهود التي يبذلها الاتحاد في ترتيب الأوضاع، وتعاقده مع مدرب جديد كل هذا سيمهد لعودة المنتخب لمستواه السابق وأفضل.
هل تعتقد أن الأرجنتيني "كالديرون" أخذ فرصته مع المنتخب؟
لا، وإلى الآن أسأل نفسي لم تمت إقالته؟
هناك ثمة أقاويل عن عدم رغبة اللاعبين به بسبب ضعف شخصيته وقصور الجوانب الفنية لديه؟
هذا غير صحيح فـ"كالديرون" ليس ضعيف الشخصية، وإمكانياته الفنية ممتازة، وكان يمكن أن يحقق معنا نتائج طيبة لو حظي بفرصة أكبر.
إقالة متأخرة
كيف كانت فترة ريباس؟ وهل كان خيارا صائبا للمنتخب؟
لا أعتقد ذلك، وهذا طبيعي في عالم كرة القدم وإلا لما فشلت منتخبات أو نجحت أخرى. ولكني لا أريد الحديث عن تلك الفترة لأنها مضت.
هل جاءت الإقالة في الوقت المناسب؟
تأخرت كثيرا.
هل تعتقد أن استبعاد الميمني في تلك المرحلة الحرجة من التصفيات أضر بالفريق؟
هذا أكيد، فبدر لاعب كبير ووجوده مع المجموعة كان يمكن أن يوجد الفارق الفني والنفسي في الفريق، ويساهم في حل المشاكل التي واجهت المنتخب بسبب الإصابات والإيقافات خاصة في وسط الملعب والمقدمة. الميمني كان ضرورياً للمنتخب واستبعاده خطأ، فهو لم يرتكب ما يستوجب استبعاده.
الأمر كان مرتبطاً بانخفاض مستواه -كما صرح الجهاز الفني- ولم يكن بسبب خطأ ارتكبه الميمني.
ومن منا كان في مستواه المعهود حينها، وإذا كان الأمر يتعلق بالمستوى فلماذا استدعي في الأساس. بدر كان لا يقل جاهزية عن أي لاعب في المنتخب، ومستواه الفني يؤهله للتواجد في التشكيلة الأساسية للفريق.
يرى البعض أن الفرص الكبيرة التي أتاحها الاحتراف لنجوم المنتخب، جعلت ولاءهم للأندية التي ينتمون إليها يطغى على ولائهم للمنتخب؟
وهل تصدق أنت ذلك؟
عمان فوق الكل
السؤال موجه لك؟
كيف يتوقع أيا كان أن يوجد في هذه الدنيا أي إغراء يجعلنا نزايد على إخلاصنا ومحبتنا لبلدنا، وليعلم كل من يروج لمثل هذه الأقاويل أننا لا نقل عمانية عن أي عماني أصيل، نعم جميعنا يحب الشهرة والمال، ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطنية وبعمان وشعبها، كل ما سوى ذلك يصبح لا قيمة له، فهل تعتقد أن هناك فرح يعادل فرحنا برؤية علم عمان خفاقاً تشرئب له الأعناق في جميع المحافل. لا يدرك من يشكك في ولائنا أي أذى يسببه لنا.
ليس المعني التشكيك في وطنيتكم؛ لأنها ليست محل ذلك، ولكن القصد أنكم أكثر اهتماما وتركيزاً مع أنديتكم بحكم أن أي تقصير قد يحرمكم من الاستمرار فيها.
وإن كان هذا صحيح، فهو لا يعني أننا يمكن أن نتهاون عن واجبنا الوطني، فالمنتخب منحنا كل ما نحن عليه وسيظل يقدم لنا الكثير، ومن ليس له خير في وطنه فلا خير يرجى منه لأحد، وليطمئن الجمهور فسوف يرون في القادم القريب ما يبهج قلوبهم ويعيد البسمة لشفاههم من جديد بإذن الله، وأنا وجميع زملائي عازمون على إعادة الأمور لنصابها، وأقولها الآن وعبر "الزمن" لا تخشوا على الأحمر فهو بين أيد أمينة إن شاء الله.
هل تعتقد أن كثرة النجوم في المنتخب أحدثت مشكلة على مستوى الأداء؟
لا أعتقد ذلك فكل لاعب له أسلوبه الخاص الذي يميزه عن سواه، فحديد يمتاز بالتمرير الدقيق. وخليفة بالتسديد، وبشير بالمراوغة، وربيع بالتغطية السليمة والميمني في خلق الفرص، وكل لاعب منا يحتاج للآخر حتى يبرز ويظهر إمكانياته.
ولكن الواقع يقول غير ذلك فما نراه الآن يختلف تماماً عما كنا نراه في السابق.
ليس اليوم كالأمس.ولا يعقل أن ترى المنتخب يقدم نفس الأداء الذي كان يقدمه قبل 6 سنوات بعد كل ما مر به؟ ولا علاقة للنجومية بذلك أبداً ولكنه مرتبط بالاستقرار، فامنحونا استقراراً نمنحكم فريقا أفضل من فريق خليجي 17.
نريد هؤلاء
هل هناك لاعبون يستحقون التواجد مع المنتخب من غير المجموعة الحالية؟
نحن بحاجة لمجموعة خليجي 17 و18 فهم جزء من جسد هذا الفريق، ووجودهم يعني الكثير لنا وللمنتخب بالإضافة للأسماء الجديدة التي استطاعت أن تثبت نفسها.
ولكن التعامل مع المنتخبات لا تحكمه العاطفة، فبعض اللاعبين تراجعت مستوياتهم وبالتالي لا يستحقون التواجد مع المنتخب.
نحن أمامنا 6 أشهر وهي مدة يستطيع خلالها الجهاز الفني أن يعد برنامجاً خاصاً لهؤلاء بدنياً ونفسياً، لتحقيق الجاهزية، فهم مازالوا في سن يسمح لهم بالعطاء خصوصاً وأنهم يملكون المهارة اللازمة للإبداع، وبقليل من الصبر يمكن أن يكونوا قوة تضاف إلى المنتخب.
بالحديث عن الجانب النفسي، هل تعتقد أن المنتخب بحاجة لشخص مؤهل في هذا الجانب؟
بالطبع، فالعامل النفسي أصبح جزءا لا يتجزء من ثقافة الفوز التي تطمح إليها المنتخبات والأندية، وهو لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، فعند الخسارة تحتاج لمتخصص يمسح عنك آثار الهزيمة نفسياً، وكذلك عندما تفوز يجب أن يكون هناك من يوجد التوازن لديك ويحول دون شعورك بالثقة المفرطة. وحتى عندما يصاب اللاعب فإنه يحتاج لمن يساعده ذهنياً للعودة السريعة وهو مهم أيضاً لمساعدة اللاعبين في عزل المؤثرات الخارجية كافة للتركيز على عملهم ومنع ما يمكن أن يشتتهم
ذهنياً.
بماذا تعدون كلاعبين جماهير السلطنة في المرحلة القادمة؟
نعدهم أن نكون عند حسن ظنهم بنا، وأن نبذل كل ما في وسعنا حتى تكون الكأس الخليجية القادمة عمانية بإذن الله.
بماذا تطالبونهم؟
بالوقوف معنا والصبر علينا؛ حتى يعود الفريق كما عهدوه دائما.
كلمة شكر.
أشكر الاتحاد على جهوده معنا، وأشكر الزمن على هذه الفرصة الجميلة للإطلالة على الجمهور العماني العزيز.
جميعنا يحب الشهرة والمال، ولكن ليس على حساب عمان
الكعبي أب لجميع اللاعبين ومن يتهمه باستغلالنا لا يعرفه جيداً
مستعد للعب في الدوري المحلي من أجل عيون الوطن
ما تم نشره في "السوبر" غير أخلاقي وعار من الصحة
مازلت مسكونا بشغف التسجيل ... ولهذه الأسباب تراجع مستواي
عندما ظهر أول مرة في خليجي 16 بالكويت راهن الكثيرون على أنه لن يستطيع البروز والاستمرار في ظل كوكبة النجوم المتواجدة في صفوف المنتخب، خصوصاً مع صغر سنه وبنيته الضعيفة، ولكن طائرنا أبى إلا أن يخالف كل التوقعات ويحلق بعيداً كما تفعل النسور، ومن إنجاز إلى آخر استطاع أن يثبت أنه مهاجم من طراز فريد. فلفت انتباه أكبر الأندية الخليجية في المنطقة، والتي سعت لخطبه وده فبدأ مشواره الاحترافي مع الرياض السعودي قبل أن يستقر به المقام مع قطر القطري الذي قدم معه أروع معزوفاته.
ولكن دوام الحال من المحال فها هو طائرنا يعود للتحليق من جديد بحثاً عن عش آخر بعد أن فسخ تعاقده بالتراضي مع النادي القطري.
الزمن التقته في هذا الحوار الذي قال فيه الكثير ... والكثير
حاوره- سالم ربيع الغيلاني:
أين وجهتك القادمة؟
لدي في الوقت الحالي عدد من العروض التي أقوم بدراستها مع وكيل أعمالي، وخلال الأيام القليلة القادمة ستكون الأمور أكثر وضوحاً بالنسبة لي ولجميع الجماهير.
تردد في الآونة الأخيرة أن نادي الوحدة السعودي يسعى لضمك لصفوف فريقه الكروي ولكن السعر الذي تم تحديده لإتمام هذه الصفقة والذي بلغ مليون ونصف المليون حسب جريدة عكاظ السعودية- يقف حجر عثرة دون إتمام هذه الصفقة، فما صحة هذا الكلام؟
نعم هناك عروض قدمت لي من قطر والسعودية والكويت، وكما ذكرت فأنا حالياً أفاضل بين هذه العروض، وبالنسبة لما تردد عن عرض نادي الوحدة السعودي، فأنا لم أصرح ولا وكيل أعمالي بشيء مما ذكر، ولا أعلم من أين استقى الصحفي الذي كتب الخبر هذه المعلومة، وحسب الصحف ووسائل الإعلام فهناك عدد كبير من الأندية التي تتفاوض معي! رغم أنه ليس بيني وبينها أي اتصال وأنا استغرب من أين يأتي البعض بمثل هذه المعلومات!
أي الدوريات تفضل من بين ما ذكرت؟
ليس الأمر مرتبطا بالمكان بقدر اهتمامي بالعرض المناسب، وعالم الاحتراف تحكمه عدة معايير، مثل العائد المادي وقوة البطولة والفريق الذي ستلعب له، ووضعك مع الفريق مثل هل ستكون أساسياً أم أنك مضطر للقتال لحجز مكان في التشكيلة الأساسية؟ هذا إلى جانب المركز الذي ستشغله وطبيعة المجتمع وغيرها من الأمور التي يجب أن يضعها اللاعب في ذهنه قبل أن يخطو تجاه هذا البلد أو ذاك. لذلك فإن قوة الدوري أو العائد المادي في أحيان كثيرة لا تكون وحدها المقياس والأمثلة كثيرة على ذلك.
هل يمكن أن نرى الحوسني هذا الموسم في الدوري المحلي خصوصاً في ظل سعي اتحاد الكرة لشراء عقود لاعبي المنتخب المحترفين لضمان تواجدهم كلما احتاج ذلك، خصوصاً خلال الفترة القادمة التي نستعد فيها لاستحقاقين مهمين؟
لم لا، إن كان ذلك من أجل المنتخب. فنحن جميعا مستعدون لتقديم أية تضحية من أجل البلد، وإذا كان تواجدنا في الدوري المحلي أو شراء عقودنا من أجل تفريغنا للمنتخب هو الحل، فنحن طوع بنان نداء الوطن، ولن نبخل عليه بأي شيء يمكن أن يساهم في رفع اسمه، وإهداء جماهيرنا الفرح.
شراء العقود
هل تعتقد أن شراء عقودكم وتفريغكم للمنتخب يمكن أن يخدم الكرة العمانية في المرحلة القادمة؟
لا شك في ذلك. فتواجدنا الدائم مع بعضنا البعض سيوجد الانسجام والتجانس بصورة أكبر، وسيختزل الوقت الذي سيحتاجه مدرب المنتخب لإعداد الفريق وبلورته بما يتناسب مع خططه ورؤيته الخاصة لأسلوب اللعب المناسب، كما سيتيح تنظيم مباريات ودية مع فرق قوية دون الشعور بالقلق حيال الوقت أو المكان.
هل تحدث إليك أحد من الاتحاد بخصوص تواجدك في الدوري المحلي هذا الموسم؟
نعم كان هناك حديث بهذا الخصوص قبل فترة، ولكن لا شيء واضح حتى الآن، فأنا مازلت في طور تنسيق أموري وتحديد أولوياتي بعد فسخ تعاقدي مع نادي قطر، وأعتقد أن الأمور ستتضح في الأيام القادمة.
هل يمكن أن نراك في الدوري المحلي إذا ما قدم لك العرض المناسب؟ وأين ستتجه إذا ما تم ذلك ؟
نعم يمكن أن أعود للدوري المحلي إذا ما وجدت العرض المناسب، خصوصاً وأن المرحلة القادمة تتطلب تواجد الجميع تحت تصرف المنتخب الوطني، وانضمامي للدوري المحلي سيحقق ذلك. أما بالنسبة لوجهتي فلكل حادث حديث.
هل نستطيع القول أن نادي الخابورة هو الأقرب لعماد بحكم أنه ناديه الأصلي؟
نادي الخابورة له أفضال كثيرة على عماد وهو النادي الذي قدمني للجمهور، وعرفت من خلاله طريقي إلى الدولية، ولكن يظل عالم الاحتراف له لغته الخاصة التي يتحدث بها. ولندع هذا الموضوع لحينه.
فك الارتباط
بخصوص نادي قطر هناك حديث كثير دار عن علاقتك به، والطريقة التي تم بها فك الارتباط بينكما. حدثنا عن ذلك.
أنا والنادي كان لدينا الرغبة في عدم التجديد، لذلك تم كل شيء بالتراضي وبدون تعقيد، والحق يقال فقد تعاملت إدارة الملك معي بطريقة غاية في الرقي، ومضت إجراءات إنهاء العقد مع النادي في هدوء، فكما جمعنا الود لثلاثة مواسم كانت هي الأجمل في مسيرتي الاحترافية، كذلك الأمرعند رحيلي، وسأظل أحمل لنادي قطر وجماهيره كل الحب والتقدير.
وما صحة ما ذكر في مجلة "سوبر" عن اشتراط النادي القطري دفع مائتي ألف دولار من أجل فسخ التعاقد معك؟
هذا كلام عار من الصحة ولا أعلم من أين أتى به كاتب الخبر، والذي يحاول أن يصطاد في الماء العكر وهو عمل أعتبره غير أخلاقي. فكما قلت علاقتي مع النادي القطري انتهت بشكل ودي ولم تضع إدارة الملك أية شروط مادية أو عوائق لفسخ عقدي، ولقد شكرتهم عبر أكثر من وسيلة إعلامية، وأشكرهم الآن عبر جريدة "الزمن".
الكعبي أبونا
نفس المجلة ذكرت أن الكعبي كان هو الوسيط بينك وبين النادي القطري عند فسخ العقد، مما أثار العديد من التساؤلات حول علاقته بعقود اللاعبين، وأحيت اتهامات سابقة أثارها البعض عن استغلال الكعبي لصلته بنجوم المنتخب لتحقيق فوائد مادية من خلال السمسرة بعقودهم؟
هذا كلام غير صحيح ومرفوض جملة وتفصيلا، جمعة الكعبي أكبر من ذلك، وهو بالنسبة لنا أب ولا يمكن أن يحاول استغلالنا. أبو وليد منذ البداية تعامل معنا كأخ أكبر وساعدنا كثيراً لكي نتلمس طريقنا في عالم الاحتراف الذي نجهله تماماً حينها، دون أن يستفيد ريالاً واحداً من ذلك بل على العكس كان يضحي بوقته وجهده من أجلنا. ومن يتهمه باستغلالنا من أجل تحقيق الكسب المادي لا يعرف شيئا عن الكعبي، وعليه أن يراجع حساباته قبل أن يطلق الاتهامات جزافاً.
الطائر لم يعد يحلق كالسابق، وتراجعت كثيراً قدرته على الإمتاع وهز الشباك فماذا حدث؟
من الصعب على اللاعب أن يقدم نفس المستوى على الدوام، ففي النهاية نحن بشر ونتأثر بما يتأثر به غيرنا، وما يحدث في خارج الملعب يمكن أن ينتقل إلى داخله، ومن الظلم مطالبتنا بثبات المستوى، فماردونا 86 ليس ماردونا 90 ورنالدينو الأمس ليس هو اليوم. ولكني مازلت مسكونا بنفس الشغف للتسجيل منذ خليجي 17غير أن هناك عوامل ساهمت في ظهوري بهذه الصورة مثل: ابتعادي عن منطقة الخطورة مع فريق قطر، بسبب اعتماد المدرب علي في الأطراف مما حد من وصولي إلى المرمى، وبالنسبة للمنتخب جميعنا يعرف الظروف التي مر بها والتي بدورها انعكست على أداء جميع اللاعبين وليس على عماد فقط، مع العلم أنني سجلت أعلى نسبة أهداف بين زملائي في مواجهات المنتخب الأخيرة.
الاحتراف الخارجي
يرى البعض أن الاحتراف الخارجي أضر بالكرة العمانية وتسبب في تراجع مستوى المنتخب؟
كيف يمكن ذلك؟! هذا منطق غريب فالجميع يعلم أن الاحتراف يساعد اللاعب على تطوير مستواه، وبالتالي ارتقاء مستوى الفريق الوطني، والكل يرى أين وصلت الكرة الأفريقية على سبيل المثال بفضله، أما تراجع مستوى منتخبنا الوطني فتقف خلفه أسباب عدة منها غياب الاستقرار الفني نتيجة تغيير ثلاثة مدربين خلال فترة قصيرة جداً، وعدم لعب مباريات ودية بالفريق مكتملاً، بالإضافة إلى الإصابات والإيقافات التي تعرضنا لها. ولكن أعتقد أن الجهود التي يبذلها الاتحاد في ترتيب الأوضاع، وتعاقده مع مدرب جديد كل هذا سيمهد لعودة المنتخب لمستواه السابق وأفضل.
هل تعتقد أن الأرجنتيني "كالديرون" أخذ فرصته مع المنتخب؟
لا، وإلى الآن أسأل نفسي لم تمت إقالته؟
هناك ثمة أقاويل عن عدم رغبة اللاعبين به بسبب ضعف شخصيته وقصور الجوانب الفنية لديه؟
هذا غير صحيح فـ"كالديرون" ليس ضعيف الشخصية، وإمكانياته الفنية ممتازة، وكان يمكن أن يحقق معنا نتائج طيبة لو حظي بفرصة أكبر.
إقالة متأخرة
كيف كانت فترة ريباس؟ وهل كان خيارا صائبا للمنتخب؟
لا أعتقد ذلك، وهذا طبيعي في عالم كرة القدم وإلا لما فشلت منتخبات أو نجحت أخرى. ولكني لا أريد الحديث عن تلك الفترة لأنها مضت.
هل جاءت الإقالة في الوقت المناسب؟
تأخرت كثيرا.
هل تعتقد أن استبعاد الميمني في تلك المرحلة الحرجة من التصفيات أضر بالفريق؟
هذا أكيد، فبدر لاعب كبير ووجوده مع المجموعة كان يمكن أن يوجد الفارق الفني والنفسي في الفريق، ويساهم في حل المشاكل التي واجهت المنتخب بسبب الإصابات والإيقافات خاصة في وسط الملعب والمقدمة. الميمني كان ضرورياً للمنتخب واستبعاده خطأ، فهو لم يرتكب ما يستوجب استبعاده.
الأمر كان مرتبطاً بانخفاض مستواه -كما صرح الجهاز الفني- ولم يكن بسبب خطأ ارتكبه الميمني.
ومن منا كان في مستواه المعهود حينها، وإذا كان الأمر يتعلق بالمستوى فلماذا استدعي في الأساس. بدر كان لا يقل جاهزية عن أي لاعب في المنتخب، ومستواه الفني يؤهله للتواجد في التشكيلة الأساسية للفريق.
يرى البعض أن الفرص الكبيرة التي أتاحها الاحتراف لنجوم المنتخب، جعلت ولاءهم للأندية التي ينتمون إليها يطغى على ولائهم للمنتخب؟
وهل تصدق أنت ذلك؟
عمان فوق الكل
السؤال موجه لك؟
كيف يتوقع أيا كان أن يوجد في هذه الدنيا أي إغراء يجعلنا نزايد على إخلاصنا ومحبتنا لبلدنا، وليعلم كل من يروج لمثل هذه الأقاويل أننا لا نقل عمانية عن أي عماني أصيل، نعم جميعنا يحب الشهرة والمال، ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطنية وبعمان وشعبها، كل ما سوى ذلك يصبح لا قيمة له، فهل تعتقد أن هناك فرح يعادل فرحنا برؤية علم عمان خفاقاً تشرئب له الأعناق في جميع المحافل. لا يدرك من يشكك في ولائنا أي أذى يسببه لنا.
ليس المعني التشكيك في وطنيتكم؛ لأنها ليست محل ذلك، ولكن القصد أنكم أكثر اهتماما وتركيزاً مع أنديتكم بحكم أن أي تقصير قد يحرمكم من الاستمرار فيها.
وإن كان هذا صحيح، فهو لا يعني أننا يمكن أن نتهاون عن واجبنا الوطني، فالمنتخب منحنا كل ما نحن عليه وسيظل يقدم لنا الكثير، ومن ليس له خير في وطنه فلا خير يرجى منه لأحد، وليطمئن الجمهور فسوف يرون في القادم القريب ما يبهج قلوبهم ويعيد البسمة لشفاههم من جديد بإذن الله، وأنا وجميع زملائي عازمون على إعادة الأمور لنصابها، وأقولها الآن وعبر "الزمن" لا تخشوا على الأحمر فهو بين أيد أمينة إن شاء الله.
هل تعتقد أن كثرة النجوم في المنتخب أحدثت مشكلة على مستوى الأداء؟
لا أعتقد ذلك فكل لاعب له أسلوبه الخاص الذي يميزه عن سواه، فحديد يمتاز بالتمرير الدقيق. وخليفة بالتسديد، وبشير بالمراوغة، وربيع بالتغطية السليمة والميمني في خلق الفرص، وكل لاعب منا يحتاج للآخر حتى يبرز ويظهر إمكانياته.
ولكن الواقع يقول غير ذلك فما نراه الآن يختلف تماماً عما كنا نراه في السابق.
ليس اليوم كالأمس.ولا يعقل أن ترى المنتخب يقدم نفس الأداء الذي كان يقدمه قبل 6 سنوات بعد كل ما مر به؟ ولا علاقة للنجومية بذلك أبداً ولكنه مرتبط بالاستقرار، فامنحونا استقراراً نمنحكم فريقا أفضل من فريق خليجي 17.
نريد هؤلاء
هل هناك لاعبون يستحقون التواجد مع المنتخب من غير المجموعة الحالية؟
نحن بحاجة لمجموعة خليجي 17 و18 فهم جزء من جسد هذا الفريق، ووجودهم يعني الكثير لنا وللمنتخب بالإضافة للأسماء الجديدة التي استطاعت أن تثبت نفسها.
ولكن التعامل مع المنتخبات لا تحكمه العاطفة، فبعض اللاعبين تراجعت مستوياتهم وبالتالي لا يستحقون التواجد مع المنتخب.
نحن أمامنا 6 أشهر وهي مدة يستطيع خلالها الجهاز الفني أن يعد برنامجاً خاصاً لهؤلاء بدنياً ونفسياً، لتحقيق الجاهزية، فهم مازالوا في سن يسمح لهم بالعطاء خصوصاً وأنهم يملكون المهارة اللازمة للإبداع، وبقليل من الصبر يمكن أن يكونوا قوة تضاف إلى المنتخب.
بالحديث عن الجانب النفسي، هل تعتقد أن المنتخب بحاجة لشخص مؤهل في هذا الجانب؟
بالطبع، فالعامل النفسي أصبح جزءا لا يتجزء من ثقافة الفوز التي تطمح إليها المنتخبات والأندية، وهو لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، فعند الخسارة تحتاج لمتخصص يمسح عنك آثار الهزيمة نفسياً، وكذلك عندما تفوز يجب أن يكون هناك من يوجد التوازن لديك ويحول دون شعورك بالثقة المفرطة. وحتى عندما يصاب اللاعب فإنه يحتاج لمن يساعده ذهنياً للعودة السريعة وهو مهم أيضاً لمساعدة اللاعبين في عزل المؤثرات الخارجية كافة للتركيز على عملهم ومنع ما يمكن أن يشتتهم
ذهنياً.
بماذا تعدون كلاعبين جماهير السلطنة في المرحلة القادمة؟
نعدهم أن نكون عند حسن ظنهم بنا، وأن نبذل كل ما في وسعنا حتى تكون الكأس الخليجية القادمة عمانية بإذن الله.
بماذا تطالبونهم؟
بالوقوف معنا والصبر علينا؛ حتى يعود الفريق كما عهدوه دائما.
كلمة شكر.
أشكر الاتحاد على جهوده معنا، وأشكر الزمن على هذه الفرصة الجميلة للإطلالة على الجمهور العماني العزيز.
تعليق