صناعة الأبطال
جامايكا هذا البلد الكاريبي الصغير والفقير الذي لا يتعدى سكانه ثلاثة ملايين نسمة قدم للعالم منجما من الأبطال وقدم دليلا صارخا على أن كثرة العدد والعدة والمال ليس بالضرورة أن يصنع نصرا؛ فالنصر تصنعه العزيمة والإصرار والجهد والعرق والروح القتالية العالية والانتماء ؛ فالجامايكيون يبهرون العالم من جديد في الرياضة بعدما قدموا للعالم موسيقى الريجا الشهيرة . وكذلك فعلت دول فقيرة مثل أثيوبيا ودول تعيش عهودا من الحصار مثل كوبا وكذا حال دول أفريقية عديدة يجهل العالم وجودها على خارطة الكرة الأرضية ومع ذلك تطاحن الكبار في بكين رغم ضعف إمكانياتها وتسجل حضورا قويا في الأولمبيات فماذا قدم العرب؟ لا شيء ولا غرابة فجميع الدول العربية بما تملكه من إمكانات بشرية وبما تصرفه من ملايين على الرياضة لم يشفع لها في الحصول على بضع ميداليات ذهبية أسوة بجامايكا وبما أننا نعشق التاريخ؛ فكل الدول العربية مجتمعة ومنذ أول مشاركة عربية في الأولمبيات حصل العرب على 75 ميدالية (20 ميدالية ذهبية و18 فضية و37 برونزية) . والشيء الغريب بعض الدول العربية الحاضرة في بكين شاركت بوفود إدارية وفنية و(سياحية ) أكثر من الرياضيين الذين ينافسون في هذا المحفل في مختلف المنافسات ؛ الجواب يقرأ من عنوانه؛ فنتائج الرياضيين العرب ضعيفة ومخيبة للآمال والتوقعات ضئيلة ونحن على أعتاب النهاية؛ فإلى الآن حصد العرب ميداليتين ذهبيتين فقط سجلتا في السباحة والجري لتعكسا ضعف التخطيط الرياضي الذي لم يعد للتسلية وقتل أوقات الفراغ وإشغال الشباب عن أمور أخرى؛ حتى التجنيس الذي بدأت بعض الدول العربية تنتهجه لم يفلح؛ فعلى الاتحادات الرياضية العربية إعادة النظر في استراتيجياتها وبرامجها إذا كان فعالا أم لا برامج استراتيجيات تعنى بالرياضة .كلنا شاهدنا الإبهار الصيني في المنشآت الرياضية وفي التنظيم ولكن كل ذلك يتضاءل أمام إنجازات الرياضيين الصينيين الذي سيطروا على الذهب في كل الألعاب حتى تلك التي كانت حكرا على دول بعينها طول عمر الأولمبيات؛ فهل كل تلك الإنجازات صدفة ؟ بالطبع لا؛ فالصين دولة عظمى وهي تنافس للوجود العالمي في كل النواحي؛ ومنها الرياضة التي أصبحت صناعة اقتصادية وسياسية.
حيث اتبع الصينيون نظاما صارما لصناعة أبطالهم ليس لهذه الدورة التي ينظمونها ولكن للمنافسات القادمة؛ فمعظم المشاركين الصينيين صغار السن وقادرون على المشاركة المكثفة في الملتقيات الدولية لسنوات قادمة وهم ضامنون وجودهم مع الكبار بل والتفوق عليهم مثلما هو حاصل الآن؛ فالصين تتصدر قائمة الذهب.
ولكن النظام الصيني لتفريخ الأبطال يختلف عن النظام الأمريكي والأوروبي؛ الذي يركز على بناء الأبطال في الألعاب الفردية وفقا لنظام متكامل يعتمد على اكتشاف المواهب وتبنيها من المراحل الأولى وتقديم الحوافز العديدة التي توفر الاستقرار وسبل الحياة الممكنة ليكونوا جاهزين نفسيا وبدنيا عند المشاركة ويعتمدون على تتبع تطور كل رياضي وفقا لانجازاته وأرقامه . فالصينيون يبدون من رياض الأطفال وجانب التحفيز لديهم هو إذكاء الروح الوطنية في أبطالهم؛ فالصين تخلد أبطالها بصنع نصب تذكارية لهم في الميادين العامة؛ وقد اهتمت بالعنصر المادي في قواعد هذه الصناعة الصينية الجديدة؛ فكثير من الأبطال الصينيين أصبحوا يأمنون على أنفسهم بملايين الدولارات .
أما حال العرب فيكفي ما قاله العداء المغربي سعيد عويطة من أن العالم العربي ليس في الطريق الصحيح لصنع أبطال لعدم اهتمامه بتطوير الفئات العمرية؛ حيث التخطيط المستقبلي مفقود وهذا النوع من العمل لا يبني أبطالاً .
حيث اتبع الصينيون نظاما صارما لصناعة أبطالهم ليس لهذه الدورة التي ينظمونها ولكن للمنافسات القادمة؛ فمعظم المشاركين الصينيين صغار السن وقادرون على المشاركة المكثفة في الملتقيات الدولية لسنوات قادمة وهم ضامنون وجودهم مع الكبار بل والتفوق عليهم مثلما هو حاصل الآن؛ فالصين تتصدر قائمة الذهب.
ولكن النظام الصيني لتفريخ الأبطال يختلف عن النظام الأمريكي والأوروبي؛ الذي يركز على بناء الأبطال في الألعاب الفردية وفقا لنظام متكامل يعتمد على اكتشاف المواهب وتبنيها من المراحل الأولى وتقديم الحوافز العديدة التي توفر الاستقرار وسبل الحياة الممكنة ليكونوا جاهزين نفسيا وبدنيا عند المشاركة ويعتمدون على تتبع تطور كل رياضي وفقا لانجازاته وأرقامه . فالصينيون يبدون من رياض الأطفال وجانب التحفيز لديهم هو إذكاء الروح الوطنية في أبطالهم؛ فالصين تخلد أبطالها بصنع نصب تذكارية لهم في الميادين العامة؛ وقد اهتمت بالعنصر المادي في قواعد هذه الصناعة الصينية الجديدة؛ فكثير من الأبطال الصينيين أصبحوا يأمنون على أنفسهم بملايين الدولارات .
أما حال العرب فيكفي ما قاله العداء المغربي سعيد عويطة من أن العالم العربي ليس في الطريق الصحيح لصنع أبطال لعدم اهتمامه بتطوير الفئات العمرية؛ حيث التخطيط المستقبلي مفقود وهذا النوع من العمل لا يبني أبطالاً .
تعليق