احترام قوة الفريق المنافس من أبجديات المرحلة القادمة
المنتخب يثبت التشكيلة والبدلاء ينجحون في مهمة صنع الفارق
9/15/2008المنتخب يثبت التشكيلة والبدلاء ينجحون في مهمة صنع الفارق
كتب: محمد أمبوسعيدي :
يدرك كلود لوروا مدرب منتخبنا الوطني أن الفوز على زيمبابوي 3/2 لا يعني غياب الاخطاء والسلبيات التي ظهرت في اللقاء التجريبي يوم الاربعاء الماضي باستاد الشرطة جعلت جمهور المنتخب يتساءل عن حلول أخرى خارج الملعب تتعلق أولا بكيفية تعامل اللاعبين مع ظروف ومعطيات كل مباراة سواء أكانت ودية أو رسمية باحترافية وبنفس القدر من الاهتمام والمسؤولية.
وقبل 4 أيام فقط قدم المنتخب أداء انضباطيا أمام المغرب والفرق أن الفريق تعامل مع منافسه بقدر كبير من الاحترام والتقدير فلعب أمامه بمبدأ الند بالند.
أما في لقاء زيمبابوي فحاول المنتخب أن يتفوق من البداية عندما علم أن الفريق الضيف جاء بمجموعة من الاحتياطيين ولهذا لم نشاهد تلك الحيطة والحذر في بداية المباراة ولم يكن غريبا أن تستقبل شباك علي الحبسي هدفا مع مرور 15 دقيقة فقط..الهدف كان كافيا ليعلم لاعبو المنتخب إن المهمة أصعب وعليهم التخلي عن الافكار السابقة والبحث عن الأهداف. الاخطاء الدفاعية خاصة في العمق جاءت نتيجة طبيعية للحالة النفسية والحكم المسبق على تواضع الفريق الزيمبابوي فارتدت النتيجة عكسية واستقبلت شباكنا هدفا ثانيا وبأسلوب مشابه.
بعد المباراة بات ترتيب أوراق الدفاع من الأولويات وقبلها تهيئة اللاعبين على ضرورة الانضباط واللعب بالمستوى المتوقع نفسه أمام كل المنافسين.
نعم قدمنا مستويات جيدة في السابق وبامكاننا أن نرتقي ونقدم مستويات جيدة وأفضل في المستقبل أما أن نصل إلى أن نكون فريقا كبيرا فهناك فرق..الفرق يأتي من الخبرة في التعامل مع كل الظروف واحترام المنافسين والتركيز طوال زمن المباراة بدون افراط أوتفريط .
جوانب أخوى يبحث المنتخب عن مخرج لها قبل كأس الخليج يناير المقبل..ومنها استخدام طاقة الفريق في تنويع طرق الوصول إلى مرمى الفريق المنافس وعودة السرعة في نقل الكرة من جهة إلى أخرى وتقدم الاطراف لمساندة المهاجمين وبناء الهجمات.
وفي المقابل تسجيل 3 أهداف في مباراة واحدة يعد شيئا ايجابيا وبطرق مختلفة هاشم صالح من متابعة مباشرة داخل المنطقة واسماعيل العجمي بكرة رأسية وسط المدافعين من ركنية وحسن ربيع من كرة طويلة لعلي الحبسي تقدم بها بشكل جميل وسجل أول أهدافه مع المنتخب.
ومرة أخرى أكدت مباراة زيمبابوي قدرة البدلاء على صنع الفارق فهناك حسن ربيع بديل العائد عماد الحوسني يتميز ويسجل ويسير في طريق تثبيت نفسه مهاجما أساسيا ثم كانت مشاركة الآخرين على فترات لتعطي ثقة جديدة بعد مباراة المغرب لكل من جمعة درويش وسعد سهيل وبدر الميمني.
كما أكدت المباراة قدرة اللاعبين على استيعاب تعليمات المدرب لوروا ونجد أن الظهيرين سليمان الشكيري ومحمد الشيبة قاما في فترات بدور هجومي حسب مجريات اللاعب وامكانيات الفريق الزيمبابوي.
ومن الأمور الملاحظة في لقاء زيمبابوي غياب التركيز في استغلال الفرص وقراءة صحيحة لحالة وتواضع دفاع الفريق الافريقي ومرة أخرى من المهم أن توجه للاعبين رسائل سريعة من الجهاز الفني بعد مروره قليل من الوقت عن كيفية تغيير التفكير الخططي ونقل الكرة هجوميا بحيث يتم تشكيل ضغط مستمر ينتج عنه فرص تؤدي بتركيز اكبر إلى أهداف. ولعل البطء في استثمار السيطرة وعدم القدرة على ترجمة الفرص دليل على غياب دور القائد والموجه داخل الملعب ومن الجهاز الفني وهذا بدوره قد يكون نتيجة طبيعية للأسلوب الجديد (4/4/2) المطبق من لوروا بعد أن عاش المنتخب بسنوات طويلة مع (5/3/2).
الاسلوب الجديد له حسناته ايضا وقد تساعد المنتخب في الحصول على كأس الخليج، فالمنتخب لم يعد يحتفظ بأسلوب واحد حفظته الفرق الأخرى للوصول إلى المرمى ويسهل التغلب والرد عليه بأسلوب دفاعي والاسلوب الجديد بدوره يحتاج إلى حركة اسرع واستغلال كل امكانيات اللاعبين على حدة لتنفيذ الخطة المرسومة..والعمل بسرعة على اكتشاف أية ثغرة في دفاع المنافس.
**مرآة عاكسة :
تزامنت مباراة منتخبنا وزيمبابوي مع الجولة الثانية لتصفيات كأس العالم حيث لعبت 4 منتخبات خليجية وجها لوجه السعودية والامارات (2/1) وقطر والبحرين (1/1) وتفاوتت المستويات المقدمة من الفرق الاربعة، البعض خرج للفوز وارتفعت اسهمه في التأهل مثل السعودية لديها 4 نقاط من تعادل مع ايران (1/1) وفوز على الامارات وكذلك قطر 4 نقاط في المجموعة الأخرى من فوز وتعادل بينما انقذ الفريق البحريني نفسه وكسب نقطة من مبارايته بعد خسارته من اليابان (2/3) فيما يعيش الامارات ومدربه ميتسو مرحلة حرجة لخسارة 6 نقاط كاملة على أرضه من كوريا الشمالية (1/2) ثم من السعودية.
نتائج الفرق الخليجية الاربعة قد تقود إلى تغييرات فنية وجذرية لدى البعض قبل كأس الخليج والجولة القادمة في اكتوبر ستكون حاسمة في تثبيت الأجهزة الفنية وما يهمنا من كل ما حصل ويحصل كيفية توظيف الظروف المحيطة بالفرق الخليجية لمصلحة منتخبنا.
وبداية على الجهازين الاداري والفني عدم الاهتمام بما يدور لا بقدر ما يفيد المنتخب والتركيز على دراسة ايجابيات وسلبيات كل فريق على حدة واستيعاب الدروس والعبر من سير المنافسة القائمة حاليا.
وما يهمنا أن نعلم أن الفرق الأربعة السعودية والامارات وقطر والبحرين ستكون في قمة جاهزيتها الفنية قبل كأس الخليج التي تتخلل التصفيات وربما تدخل كأس الخليج بمعنويات التأهل أو عقدة الفشل وهذا ما يجب، أن ننتبه له ونركز عليه في الايام القليلة القادمة.
ومن المهم للجهاز الفني والاداري لمنتخبنا أن يركز على اعداد اللاعبين نفسيا والاستفادة من التجارب التي مرت مع اوزبكستان ثم المغرب وأخيرا زيمبابوي ومباراة المغرب بالذات ترجمت تطور ايجابي للحالة المعنوية للاعبين وقدرتهم على التركيز امام منافس قوي وهو ما ينبغي أن يتواصل في كل مباراة قادمة سواء مع فرق متواضعة أو متطورة وافضل منا فنيا وعلينا أن نعترف أن 4 فرق خليجية اشرت اليها ستكون جاهزة تمام وتوافرت لها اضافة إلى الاعداد والمباريات التجريبية والمعسكرات مباريات رسمية مع منافسين أقوياء مثل اليابان وكوريا وايران واستراليا والسؤال سيبقى في قدرة اتحاد الكرة في تأمين تجارب أخرى ترفع من قدرة منتخبنا التنافسية وتتغلب على فارق اللقاءات الرسمية.
**تحديد الهدف :
اتضح بعد 5 مباريات للمنتخب مع لوروا مع سوريا والاردن في بطولة غرب آسيا ثم مع اوزبكستان والمغرب وزيمبابوي أن الجهاز الفني لديه هدف واضح ومحدد وهذا ما جعل الجماهير تتفاءل خيرا بالايام القادمة..الهدف يتمثل في رسم الخطوط العريضة لمرحلة الاعداد نحو كأس الخليج عن طريق اللعب مع فرق قوية وتثبت التشكيلة الاساسية والدفع بعدد من البدلاء على نحو مدروس وتدريجي من أجل ايجاد عناصر احتياطية في كل المراكز.
وكنا نتمنى من الجهاز الفني أن يعزز من ثقة حراس المرمى الآخرين سليمان الشكيلي ومحمد هويدي ويمنحهم الفرصة للمشاركة خلال التجارب الثلاث الاخيرة، وحقيقة علي الحبسي يشكل حتى الآن مصدر اطمئنان وثقة وقلق في آن واحد فمستواه وقدرته على اللعب بإيجابية والتزامه مصدر ثقة للجميع لكن التعلق بالمجهول وغياب البدلاء عن حساسية المباريات يجعلنا نطالب بوقفة في هذه النقطة ولاشك عودة مدرب الحراس الانجليزي تجعلنا نعتقد أنه قادر على اكتشاف موهبة أخرى إلى جانب علي الحبسي تنال الثقة في الوقت المناسب.
**فارق زمني :
4 أيام فصلت مباراتي المنتخب مع المغرب وزيمبابوي والفارق الزمني القصير أفرز تباينا بدنيا .
في مباراة المغرب كان الاداء عاليا والانضباطية مرتفعة لهذا لعبت كل الحظوظ وأولها الدفاع المتمساك من محمد ربيع وخليفة عايل وسليمان الشكيري ومحمد الشيبة بالمباراتين بتركيز عال واستطاع ان تتحسب لأي خطورة من لاعبي المغرب المحترفين والمعروفيين بالاسم بعكس مباراة زيمبابوي التي لعبت بفريقها الاحتياطي ولاعبوها غير معروفين تماما لدينا. الفارق الزمني الضيق له سلبيات لكن ايجابيته أكبر فالمنتخب في كأس الخليج سيلعب 3 مباريات متتالية بفارق يوم أو يومين واذا تأهل سيلعب مباراتين آخريين خلال الفترة من 4 – 17 يوما مدة اقامة البطولة.
ولعل التركيز على القادم وتجاهل اي سلبيات في المباريات الماضية بداية حقيقية للتقدم وهنا يقع العبء على الجهازين الاداري والفني لتهيئة اللاعبين قبل كل مباراة وبلاشك فقد وصل معظم لاعبينا بعد سنوات من اللعب معا وباحترافية في الدوري الخليجي الى مستوى يؤهلهم للتغلب بنجاح على العامل الزمني في المنافسات الرسمية.
المصدر جريدة الشبيبة
تعليق