أثارت "قناة الناس" الفضائية والتي تُبث من القاهرة خلال الشهور القليلة الماضية الكثير من التساؤلات كونها تحولت من قناة عامة تبث الأغاني والفقرات المسلية مع بداية بثها الفعلي في يناير 2006 إلى أكثر قناة فضائية دينية من حيث كثافة المشاهدة بين الشعب المصري بالرغم من ضعف إمكاناتها المادية والفنية.
عمر القناة القصير شهد تطورات مختلفة، فبدأت في مرحلتها الأولى بعرض الناس على الناس، كي يروا أنفسهم بلا قناع ولا ديكور، كما يقول مشرفوها ، كما ركزت على ما يجذب الجمهور، فقدمت برامج تفسير الأحلام، وأشياء عن الجن والحسد وعرض حفلات الزفاف، وبعض المرشحين في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، وكذلك إعلانات طلب الزواج ، إلا أنها في الفترة الأخيرة أصبحت قناة دينية بحتة.
اختارت "قناة الناس" شعار"شاشة تأخذك إلى الجنة" حتى تستطيع جذب أكبر عدد من المشاهدين على اعتبار أن من ينجح من القنوات الفضائية الكثيرة للغاية في الوقت الحالي ما ينصب محتواه على الدين أو كل ما يثير غرائز الانسان سوءا كان رجلا أو أمراة.
ورغم عمرها القصير مقارنة بقنوات دينية سبقتها إلى الفضاء مثل "أقرأ" التابعة لشبكة قنوات Art وقناة "الرسالة" التابعة لشبكة روتانا الفضائية وقنوات "المجد" ، إلا أنها نجحت في جذب عدد كبير من المشاهدين خاصة في مصر لعدة أسباب نلخصها في سياق التحقيق التالي.
ونستهل تحقيقنا بتصريحات لعاطف عبد الرشيد مدير القناة قال فيها : "نسعى لتقديم خدمة مخلصة في المجال الديني والاجتماعي والطبي، بلا تكلف وبلا اصطناع وبشكل بسيط ، بالاعتماد على المحتوى الجيد دون الانشغال بالشكل المبهر الذي يستهلك الكثير من الجهد".
وأردف عبد الرشيد قائلا : "نقدم محتوى جديدا يعتمد على الوعظ البسيط المباشر الذي يستهدف القلوب أولا والسلوك ثانيا، بخلاف المعتاد في البرامج الدينية التي تعتمد على تقديم الفكر الديني أو الصراعات الدينية المختلفة ، ونجحنا في تقديم احتياجات الناس الحقيقية بشكل قريب من عقولهم؛ فلا يشعر المشاهد أن من يتحدث معه يتحدث من منبر عال ، فالقناة صالون في بيت عادي، أو مصطبة في قرية، نحن نعتمد على الاتصالات والإيجابية من المشاهدين، نمنحهم الوقت لذلك، وبالتالي يصنع الجمهور سياسة القناة".
كلمات مدير القناة اختصرت كثيرا مما جعل الناس تنجذب لقناة "الناس" ، ففي نفس الإطار قالت إيمان نبيل ، 25 سنة تعمل في مجال الإنترنت : "القناة تقدم ما يهم الناس فهناك حلقات مطولة تابعتها لمدة طويلة لمجرد أنها كانت تناقش موضوع الحسد بشكل مفصل ومبسط في نفس الوقت ، كنت انتظر هذه الحلقات التي استمرت على مدار الأسبوعين وارتب مواعيدي على موعد هذه الحلقات".
وقدم الشيخ سالم أبو الفتوح حلقات عديدة عن الحسد وتفسير الأحلام حازت على إعجاب الكثير من المشاهدين في مصر والعالم العربي ، مما يعد أحد أسباب نجاح القناة الوليدة ، بالإضافة إلى البرامج التي يقدمها الشيخ محمد حسين يعقوب ، الشيخ محمد حسان ، الشيخ محمود المصري ، الشهير بأبو عمار ، سالم أبو الفتوح، محمد بدر الدين، أبو إسحاق الحويني، ، صفوت حجازي.
الشيخ محمد حسان
ويعد أحد أبرز نقاط نجاح هذه القناة في اجتذاب ملايين المشاهدين اعتمادها على شيوخ غير "محروقين" في القنوات الدينية الأخرى مثل الشيخ خالد الجندي والداعية عمرو خالد والشيخ الحبيب بن علي اللذين ينتقلون من قناة فضائية إلى أخرى حسب العروض التي تقدم لهم ، وكذلك ابتعادها عن مناقشة القضايا السياسية ، وكذلك عدم صبغها بصبغة خليجية مثل قناتي "أقرأ" ، "الرسالة".
وهذا ما قاله مدير القناة "بالظبط" : "اعتمدنا على مجموعة جديدة تماما من العلماء غير المعتاد ظهورهم في الفضائيات ولديهم المهارات والعلم، وبذلك نجحنا في تقديم وجوه لم تكن مرئية من قبل".
وعن رايه في القناة قال أحمد مرزوق ، 37 عاما ، محاسب : "تعتمد القناة أسلوب مختلف تماما عن ما هو متبع في القنوات الأخرى ، حيث يتم شرح قواعد الإسلام بأسلوب مبسط للغاية بعيد عن أي تعقيد أو أي توجهات سياسية أو مذاهب دينية تفرق بين الجماعات المختلفة في الدين الواحد".
وعن ذلك قال عبد الرشيد : " تعمدنا بشكل واضح أن نكون بعيدين تماما عن كل ما هو سياسي ، فلم نجرِّح في الحكومات والجامعات والهيئات والأفراد، ولا نهتم بالصراعات كالإعلام الشائع الذي يعتمد على الصراع لشد المشاهد وجذبه ، كذلك لا نهتم بالفكر السياسي الديني، ولا نتبنى فكرا معينا ، فنحن نقدم الوعظ ونزيد الوعي الإسلامي، فلا نلعب لحساب فكر أو توجه معين".
بدأت القناة في يناير بالاعتماد على الأغاني والبرامج الترفيهية العادية ، حيث كان يقدم المطرب إبراهيم عبد القادر برنامج "فضفضة" أنذاك قبل أن يقدمه الشيوخ ، كما كانت هناك أكثر من مذيعة في القناة حتى بعد تحولها لتكون قناة دينية بحتة ، إلا أن الإداة قررت الاستغناء عن كل المذيعات. وعن ذلك قال عبد الرشيد : "لم يتم رفض أي موظف بالقناة، ولكن كان هناك بعض المذيعات، وبناء على استطلاع الآراء من المشاهدين وملاحظاتهم وأمام نوعية الضيوف، حدث تباين بين المحتوى وبين من يقدمه، لذلك توقف ظهور المذيعات".
عن تميز القناة وتفردها عن القنوات الدينية الأخرى تقول عزة عبد الحميد ربة منزل : "الناس تقدم افكار وبرامج متنوعة ليس لها علاقة بالدين فقط ، ومن يقدم البرامج بها ناس فاهمة هي بتقول اية بالضبط وليست تابعة لحكومة أو سلطة معينة ، كما أن اعلاناتها محترمة وتتلائم مع طبيعة الشعب المصري المحافظ".
وقد نجحت "الناس" في جذب جمهور كبير لها خلال شهر رمضان الماضي من خلال تقديم عدة برامج متميزة أبرزها "أحداث النهاية" لمحمد حسان، "أصول الوصول" لمحمد حسين يعقوب، و"فجر أمة" لياسر نصر، "أخلاق الحروب" لوجدي غنيم، "نبينا" لصفوت حجازي، "المبشرون بالجنة" لسالم أبو الفتوح، "رسائل إلى الشباب" لمحمود المصري. وكذلك برنامج طبي "شفاء طهور" لمجموعة أطباء، برنامج "نون" ويختص بشئون المرأة.
قناة "الناس" تجربة مصرية خالصة في مجال القنوات الفضائية الدينية البسطية التي تعتمد على رأس مال بسيط لكنها نجحت في زمن قياسي في جذب ملايين المسلمين داخل مصر وخارجها مما يحسب لها لا عليها.
عمر القناة القصير شهد تطورات مختلفة، فبدأت في مرحلتها الأولى بعرض الناس على الناس، كي يروا أنفسهم بلا قناع ولا ديكور، كما يقول مشرفوها ، كما ركزت على ما يجذب الجمهور، فقدمت برامج تفسير الأحلام، وأشياء عن الجن والحسد وعرض حفلات الزفاف، وبعض المرشحين في الانتخابات التشريعية الأخيرة ، وكذلك إعلانات طلب الزواج ، إلا أنها في الفترة الأخيرة أصبحت قناة دينية بحتة.
اختارت "قناة الناس" شعار"شاشة تأخذك إلى الجنة" حتى تستطيع جذب أكبر عدد من المشاهدين على اعتبار أن من ينجح من القنوات الفضائية الكثيرة للغاية في الوقت الحالي ما ينصب محتواه على الدين أو كل ما يثير غرائز الانسان سوءا كان رجلا أو أمراة.
ورغم عمرها القصير مقارنة بقنوات دينية سبقتها إلى الفضاء مثل "أقرأ" التابعة لشبكة قنوات Art وقناة "الرسالة" التابعة لشبكة روتانا الفضائية وقنوات "المجد" ، إلا أنها نجحت في جذب عدد كبير من المشاهدين خاصة في مصر لعدة أسباب نلخصها في سياق التحقيق التالي.
ونستهل تحقيقنا بتصريحات لعاطف عبد الرشيد مدير القناة قال فيها : "نسعى لتقديم خدمة مخلصة في المجال الديني والاجتماعي والطبي، بلا تكلف وبلا اصطناع وبشكل بسيط ، بالاعتماد على المحتوى الجيد دون الانشغال بالشكل المبهر الذي يستهلك الكثير من الجهد".
وأردف عبد الرشيد قائلا : "نقدم محتوى جديدا يعتمد على الوعظ البسيط المباشر الذي يستهدف القلوب أولا والسلوك ثانيا، بخلاف المعتاد في البرامج الدينية التي تعتمد على تقديم الفكر الديني أو الصراعات الدينية المختلفة ، ونجحنا في تقديم احتياجات الناس الحقيقية بشكل قريب من عقولهم؛ فلا يشعر المشاهد أن من يتحدث معه يتحدث من منبر عال ، فالقناة صالون في بيت عادي، أو مصطبة في قرية، نحن نعتمد على الاتصالات والإيجابية من المشاهدين، نمنحهم الوقت لذلك، وبالتالي يصنع الجمهور سياسة القناة".
كلمات مدير القناة اختصرت كثيرا مما جعل الناس تنجذب لقناة "الناس" ، ففي نفس الإطار قالت إيمان نبيل ، 25 سنة تعمل في مجال الإنترنت : "القناة تقدم ما يهم الناس فهناك حلقات مطولة تابعتها لمدة طويلة لمجرد أنها كانت تناقش موضوع الحسد بشكل مفصل ومبسط في نفس الوقت ، كنت انتظر هذه الحلقات التي استمرت على مدار الأسبوعين وارتب مواعيدي على موعد هذه الحلقات".
وقدم الشيخ سالم أبو الفتوح حلقات عديدة عن الحسد وتفسير الأحلام حازت على إعجاب الكثير من المشاهدين في مصر والعالم العربي ، مما يعد أحد أسباب نجاح القناة الوليدة ، بالإضافة إلى البرامج التي يقدمها الشيخ محمد حسين يعقوب ، الشيخ محمد حسان ، الشيخ محمود المصري ، الشهير بأبو عمار ، سالم أبو الفتوح، محمد بدر الدين، أبو إسحاق الحويني، ، صفوت حجازي.
الشيخ محمد حسان
ويعد أحد أبرز نقاط نجاح هذه القناة في اجتذاب ملايين المشاهدين اعتمادها على شيوخ غير "محروقين" في القنوات الدينية الأخرى مثل الشيخ خالد الجندي والداعية عمرو خالد والشيخ الحبيب بن علي اللذين ينتقلون من قناة فضائية إلى أخرى حسب العروض التي تقدم لهم ، وكذلك ابتعادها عن مناقشة القضايا السياسية ، وكذلك عدم صبغها بصبغة خليجية مثل قناتي "أقرأ" ، "الرسالة".
وهذا ما قاله مدير القناة "بالظبط" : "اعتمدنا على مجموعة جديدة تماما من العلماء غير المعتاد ظهورهم في الفضائيات ولديهم المهارات والعلم، وبذلك نجحنا في تقديم وجوه لم تكن مرئية من قبل".
وعن رايه في القناة قال أحمد مرزوق ، 37 عاما ، محاسب : "تعتمد القناة أسلوب مختلف تماما عن ما هو متبع في القنوات الأخرى ، حيث يتم شرح قواعد الإسلام بأسلوب مبسط للغاية بعيد عن أي تعقيد أو أي توجهات سياسية أو مذاهب دينية تفرق بين الجماعات المختلفة في الدين الواحد".
وعن ذلك قال عبد الرشيد : " تعمدنا بشكل واضح أن نكون بعيدين تماما عن كل ما هو سياسي ، فلم نجرِّح في الحكومات والجامعات والهيئات والأفراد، ولا نهتم بالصراعات كالإعلام الشائع الذي يعتمد على الصراع لشد المشاهد وجذبه ، كذلك لا نهتم بالفكر السياسي الديني، ولا نتبنى فكرا معينا ، فنحن نقدم الوعظ ونزيد الوعي الإسلامي، فلا نلعب لحساب فكر أو توجه معين".
بدأت القناة في يناير بالاعتماد على الأغاني والبرامج الترفيهية العادية ، حيث كان يقدم المطرب إبراهيم عبد القادر برنامج "فضفضة" أنذاك قبل أن يقدمه الشيوخ ، كما كانت هناك أكثر من مذيعة في القناة حتى بعد تحولها لتكون قناة دينية بحتة ، إلا أن الإداة قررت الاستغناء عن كل المذيعات. وعن ذلك قال عبد الرشيد : "لم يتم رفض أي موظف بالقناة، ولكن كان هناك بعض المذيعات، وبناء على استطلاع الآراء من المشاهدين وملاحظاتهم وأمام نوعية الضيوف، حدث تباين بين المحتوى وبين من يقدمه، لذلك توقف ظهور المذيعات".
عن تميز القناة وتفردها عن القنوات الدينية الأخرى تقول عزة عبد الحميد ربة منزل : "الناس تقدم افكار وبرامج متنوعة ليس لها علاقة بالدين فقط ، ومن يقدم البرامج بها ناس فاهمة هي بتقول اية بالضبط وليست تابعة لحكومة أو سلطة معينة ، كما أن اعلاناتها محترمة وتتلائم مع طبيعة الشعب المصري المحافظ".
وقد نجحت "الناس" في جذب جمهور كبير لها خلال شهر رمضان الماضي من خلال تقديم عدة برامج متميزة أبرزها "أحداث النهاية" لمحمد حسان، "أصول الوصول" لمحمد حسين يعقوب، و"فجر أمة" لياسر نصر، "أخلاق الحروب" لوجدي غنيم، "نبينا" لصفوت حجازي، "المبشرون بالجنة" لسالم أبو الفتوح، "رسائل إلى الشباب" لمحمود المصري. وكذلك برنامج طبي "شفاء طهور" لمجموعة أطباء، برنامج "نون" ويختص بشئون المرأة.
قناة "الناس" تجربة مصرية خالصة في مجال القنوات الفضائية الدينية البسطية التي تعتمد على رأس مال بسيط لكنها نجحت في زمن قياسي في جذب ملايين المسلمين داخل مصر وخارجها مما يحسب لها لا عليها.
تعليق