ليس منا من ينكر دور العلم وأهميته وانه السلاح الفتاك ضد الجهل وثورة على الظلام، به تتوسع افاق المعرفة وتزداد حصيلة المعلومات وتتوقد الحفيظة، وتمتد مديات التفكير العقلي بالانسان الى البعيد والعميق دون الضحالة والهامشية، وينتقل بالفرد الى المستويات العالية وفي كافة المجالات الحياتية المختلفة .. اذن ان المتعلم هو غير الجاهل في فهمه وادراكه للحياة وكيفية التعامل معها وربما كان العلم عاملا مساهما في تسهيل الصعوبات والمعوقات التي قد تقف عائقا امام المشاكل المتعددة .. والشهادة الجامعية حلم وامنية الجميع، والجميع يرمي الى نيلها وهي منى كل طالب مجد وتلميذ حدد لمساره العلمي هدفا منذ بداية مشواره الدراسي في الصفوف الاولية، كما ان الحصول على الشهادة الجامعية لشيء جميل جدا، اذ انها تشعر حاملها بقيمته واهميته ودوره الفاعل في المجتمع خاصة اذا ما منحته الحياة فرصته في استثمارها بالميادين التي تؤهله خبراته للابدع فيها وفي مجال تخصصه خاصة بعد ان اجتاز مراحل الدراسة واعوام الجهد والسهد وعبر جسر المتاعب الى اخر محطة يوم تقلد وسام النجاح ونال الشهادة دون ان تكون تلك الشهادة مجرد وثيقة تلصق على جدار او ورقة عادية تحفظ بين طيات الكتب او على رفوف نائية عن الانظار قد اتلفها الغبار وكاد ان يحرقها التراب ..
[align=center]الشهادة الجامعية حاجة ضرورية هي ام كمالية ؟![/align]
تحقيق / تغريد الحسيني
صحفية عراقية.
السيد احمد الموسوي (بكالوريوس قانون) قال:
الحصول على الشهادة الجامعية اعتبرها ضرورية من باب اكتساب اكبر واكثر قدر ممكن من الثقافة والمعلومات بشكل عام والا فهناك من الناس قد يتفوق ثقافيا على الحاصلين على الشهادة الجامعية لان الثقافة ليست تجميع المعلومات والمعارف وانما التلبس بالمعارف الحقة حتى تظهر حقيقة اثر الثقافة عليه، والمثقف الحقيقي هو الذي نرى اثر الثقاف عليه، فالثقاف في لغة العرب هو ما تقوم به اغصان الاشجار من اجل استقامتها ليعمل منها رمحا بعد ان يجف الغصن بداخله ويأخذ شكله المستقيم وبعد ان يجف ويأخذ شكل هذا الوعاء الذي هو الثقاف، وبذلك يظهر اثر الثقاف عليه وكذلك الانسان بأكتسابه المعارف والعلوم يجب ان نرى اثرها عليه والتي هي بمثابة الثقاف ولذلك يجب ان نرى اثر الثقاف عليه، عندها يقال على الشخص الذي تلبس بالثقافة وتركت اثرها على سلوكه واخلاقه وتوازنه مثقفا والا فلا .. ولما لم يكن الكثير من الناس هكذا فعليه يتوجب الحصول على الشهادة الجامعية على اقل تقدير من اجل الحصول على التوعية والمعرفة وصولا الى الهدف الذي ننشده في الارتقاء الى اصلاح الذات والمجتمع ..
يختلف الامس عن اليوم فكانت الشهادة الجامعية كما قال احمد عبد الصاحب (مدرس) مسألة مهمة وضرورة ملحة برغم بساطة المجتمع ان ذاك وقلة مطالبه وحاجاته ولم تثن المعوقات الكثيرة الشباب عن حماستهم وطموحهم في شق طريق المصاعب لنيلها من اجل السير نحو المستقبل الافضل بغية رفع المستوى المعيشي بما تحققه الوظيفة المنتظرة بخلاف اليوم الذي نشهده، فنرى ان الشهادة الجامعية التي يجد الطالب اليها في الوصول لا تؤدي الا وظيفة كمالية الى حد بعيد بسبب عدم توفر فرص العمل للمتخرجين الجدد منهم والقدامى الذين يصارعون اهات البطالة، فصارت الشهادة بلا هيبة عند الكثيرين بل وانها تضاعف من الام البعض وتحملهم متاعب الحسرات وهم لا يجدون من يستثمر نتاجهم او من يهيأ له مكانا للعمل بها، فهي برأي كمالية لا تحقق غاية معيشية في الوقت الذي اصبح الناس يصارع الحياة من اجل لقمة العيش ..
ميسم عبد الله (طالبة جامعية) قالت:ان الشهادة في الوقت الراهن هي عبىء على حاملها وليست وسيلة لرفع مستواه المعيشي والاقتصادي، فمثلا هناك العديد من الاعمال ذات مردود مالي جيد لكن ليس بمقدور كل انسان مزاولتها واضعا في اعتباره انه خريج وحامل لشهادة فليس من المعقول ان يمتهن هذه المهنة او تلك التي يتساوى فيها مع الجاهل والعامل المتواضع او حامل لشهادة اولية، ومن جانب اخر، في مجتمعنا كل الامور تنصب في بودقة عدم السير في طريق التعلم، فلا توجد أي محفزات او مشجعات تحث على المواصلة والاستمرار في الدراسة ولا تقييم لها، كما ان الظروف المحيطة بنا تجعلنا لا نوليها اهتمامنا برغم كونها سبب من اسباب اللمعان والبروز لغيرنا في المجتمعات الاخرى، فحامل الماجستير او الدكتوراه من المفترض ان يكون له الدور الفاعل لانه عنصر فاعل ومختلف عن غيره لكن …… ونأسف لحصول ذلك ..
ندى فيصل وهي (موظفة حاصلة على شهادة الماجستير) قالت: لا فرق بين حامل للشهادة الاعدادية عن حامل البكالوريوس عنه ممن يملك شهادة الدكتواره واذكر مثلا: ففي مجال عملي الوظيفي لا تقدر الشهادة حتى صعب علي التمييز بين اثنين اهي كمالية ام ضرورية ؟! حيث تراعى الخبرة وسني الخدمة الوظيفية هنا فقط وكأن الخدمة الطويلة في ميدان العمل هي وحدها التي يهتم بها المسؤولين واذا كان كذلك فلماذا يتعب الانسان ويسهر الليالي والاعوام في الحصول على الشهادة الجامعية او الشهادات العليا او يسعى لنيل شهادات اضافية مادام الحال هكذا وحين اريد ان اقول كلاما مختصرا ساقول تساوى في بلدنا الحابل بالنابل واحترق الاخضر بسعر اليابس واختلف الموازين واصبحت الشهادة اليوم بلا دور ولربما هي فقط وسيلة للمباهاة والفخر بها باللسان في الاوساط الاجتماعية ..
ضياء علي ( عامل بسيط لم ينهي دراسته ) لا انكر دور العلم والمعلم والاطلاع والثقافة واهمية الشهادة لانها ضرورية في زيادة المعرفة وفهم الكثير من المفاهيم المعقدة التي قد يصعب فهمها من قبل الجاهل او من نال قسطا يسيرا من التعلم وكذلك المساهمة والمشاركة في الحديث مع الاشخاص المثقفين ممن اتموا مراحلهم ونالوا شهاداتهم الجامعية، والشهادة تجمع بين الاثنين الضرورة والكمال فلا ضير ان يتباهى الانسان بشهادته ومن حقه ان يفخر بثمار جهده الذي طالما سهر عليه وعانى من المتاعب والمشاق كما انها ضرورية ايضا اذا ما اسهمت في خدمته اجتماعيا واقتصاديا بما توفره له من فرص العمل والوظيفة المناسبة لها ..
ام فيحاء (مدرسة) يجب عدم الاستهانة بأهمية الشهادة ودورها في بناء شخصية الانسان وزيادة معارفه وتطلعاته، فهناك الكثير من العوائل التي لا تقدر اهمية العلم وتجعل من ابناءها عرضة للضياع وتقتل فيهم الطموح لاكمال الدراسة بما تملي عليهم من الاقاويل التي تمررها على مسامعهم من ان المدرسة لا تجدي نفعا وانها لا تعطيك مالا، مما تدفعه وتساعده ليسلك طريق الظلام او التيه في الطرقات والانشغال بالتوافه ورفقة السوء وربما يجر به التيه والضياع نحو ارتكاب المفاسد، فالشهادة كالحصن المنيع او السد المتين المقاوم للفيضان وهي سلاح من نور ضد عتمة الجهل ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يقول في حديث شريف (اطلبوا العلم من المهد الى اللحد) وهذا دليل على اهمية العلم وتوصية به من قائد ومعلم كبير هو الرسول الاعظم ..
فاضل الجميلي ( استاذ جامعي ) قال: الدراسة مهمة والشهادة الجامعية ضرورية جدا، فكلما اكثر الانسان من الاطلاع كلما كان دماغه اكثر مرونه وشفافية في استيعاب المعلومات والمادة العلمية وهو بذلك غير الانسان الغير متعلم او الامي الذي يكون دماغه جامدا وغير قابل للمرونة والطراوة وغير قادر على الاستيعاب وربما تحتاج المعلومات في الوصول اليه الى التبسيط بالشكل الكبير كي يستطيع هضمها وادراكها تماما كما يتم شرح بعض المسائل للطفل الصغير بينما يكون الامر مختلفا مع خريج الدراسات المتقدمة وحامل الشهادات امثال خريج البكالوريوس او الماجستير والدكتوراه، اذن مسألة الشهادة والدراسة ضرورية لابد منها ولا يجوز اهمالها ..
تعتبر الشهادة الجامعية ضرورة ملحة وحاجة مهمة، فبالشهادات العلمية المتقدمة والاختصاصات المتنوعة تكون هناك كوادر مؤهلة لخدمة البلد والنهوض به الى المستوى اللائق فضلا على تلبية متطلباته ولن يتم ذلك الا بوجود العلماء من الاطباء والمهندسين والمحاميين والصحفيين والاساتذه الجامعيين وغيرهم وبذلك نضمن وصول البلد الى مراحل متقدمة من النمو الاقتصادي والحضاري، وما كنا لنواكب حركة العصر والعلمية المتقدمة بمجتمع متخلف ترتفع فيه مستويات الامية الابجدية والحضارية..
تعليق