نظرة المجتمع وتفاعله مع ذوي الإعاقات البصرية
على الرغم من الانفتاح والتطور الذي يشهده مجتمعنا وعلى الرغم من وجود العديد من المؤسسات الأهلية التي تبذل جاهدة لزيادة وعي الافراد بأن من فقدوا نعمة البصر ليسوا عاجزين عن التقدم وعن المشاركة في بناء الدولة وأن حالهم حال سائر الناس لهم حقوق وواجبات ولا ينقصهم سواء التكيف,, إلا أن نظرة الأفراد والمؤسسات أيضا اتجاه هذه الفئة ما زالت غير مرضية ومسببة للكثير من الحواجز لهم,,
من الخطأ ان ننظر لهذه الفئة بالشفقة لأننا بذلك نفقدهم ثقتهم بأنفسهم وقد ينتج عنه عزلهم عن المجتمع الخارجي وتقييدهم من إطلاق طاقاتهم وإمكانياتهم وحتى مواهبهم,,
هم لا يحتاجون شفقة بل يحتاجون ثقة بأن لديهم القدرة على تخطي أي عقبة تعرقل مسيرة نجاحهم,,
فأين المجتمع من الأديب طه حسين الذي كان وزيرا للتعليم...
باعتقادنا ان الكفيف لا ينقصه شيء بفضل التكنولوجيا التي يسرت أشياء كثيرة له ومن خلالها يستطيع أن يحقق العديد من الأمور المطلوبة منه. ولا يوجد قانون يمنع الكفيف من ترشيح نفسه للشورى او مجلس الدولة,,
فهذه الفئة اختارها الله ليختبر صبرها فأثبتت ذلك ودخلت ضمن الذين قال فيهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:
(عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله خير وليس ذلك لأحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
ويكفيهم شرف تكريمهم بأنهم أصحاب القلوب البصيرة وأنهم الأفضل والاكثر تميزا من الشخص السوي,, فهنيئا لهم ذلك,,
رسالتنا: لنحاول أن نتقرب من هذه الفئة ونأخذ بأيديهم ونزرع الثقة بأنفسهم حتى يطلقوا العنان لفكرهم ليصل إلى العالم الخارجي,, ويشاركوا في بناء الوطن,,
وأضيف إليكم مقتطفات من حديث للدكتورة نجمة الزدجالي مشرفة مجموعة إبداع البصيرة أثناء مقابلة لها مع جريدة الرؤية:
(الإعاقة مشكلة اجتماعية معناها أن المشكلة ليست الشخص الذي توجد لديه إعاقة, وبكل عفوية تقول : "المشكلة لا تنحصر فيهم" لأن الإنسان الذي به إعاقة مثله مثل غيره من أشقائه الأصحاء من حيث الحقوق والمسؤوليات. وتضيف قائلة: وإنما المشكلة تكمن في العقبات التي تواجه ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية هذه العقبات قد تتراوح بين المادية والاجتماعية والنفسية أو العاطفية في بعض الحالات والحل في مثل هذه الحالة هو مجرد إزالة هذه العقبات ،وكنتيجة حتمية لإزالة هذه العقبات فإن الشخص ذي الإعاقة سوف يتمتع بنفس الحقوق والمسؤوليات كالشخص غير المعوق، وبهذا يساهم في بناء مجتمعه الذي هو جزء لا يتجزأ منه، وهكذا يمكن لنا جميعا أن نعيش معا في سعادة كأعضاء فعالين ومنتجين نبني بلدنا الحبيب عُمان).
بانتظار آرائكم ووجهات نظركم
تعليق