- إلى المكان الذي تعلقت به
تعلق الأم بطفلها وتعلق الطفل
بأمه بل وأكثر..
- إلى المكان الذي تعلقت به تعلق الحبيب بحبيبه وتعلق الروح بجسدها بل وأكثر..
- إلى المكان الذي نحت ذكراه في قلبي نحتا وطبعت صوره في قلبي طباعة..
- إلى أمي وأبي وبيتي وسكني وحياتي وموطني، إلى العشق الأول والغرام الأول والهيام الأول والقصة الأولى والخطوات الأولى..
- إلى من لو ظللت أنزف عباراتي نزفا وأرصف عبراتي رصفا لأعرب ولو عن عشرا من العشير من محبتي لها ولوعتي لفراقها ما استطعت..
- إلى المكان الوحيد الذي منحته كل ما لدي من حب وكل ما لدي من مشاعر حتى لم أرتضي لي اسما إلا الاسم الذي قرنت نفسي به"عاشقة الجامعة"
- إليك جامعتي، إليك حبيبتي، إليك معشوقتي، إليك يا روح الروح، إليك يا "جامعة السلطان قابوس" أزكى سلام وأعطر تحية وأظفر شوق فلقد قتلني الحنين ولم أجد سوى دموعي رسولا إليك، بعد أن فاض صبري وطفح كيل أشواقي ولم أستطع إليك سبيلا..
- فاليوم وأنا أرى عودة أبنائك إليك، وعودة طلابك إليك وعودة الحياة إليك كساني الحزن وغطتني الأشواق وأبت عيني النعاس فدمعي لم يترك لها سبيلا، حين وجدت نفسي لست معهم ولست بينهم وصدقت أني قد فارقتك وأنك قد فارقتني وأنه لم يعد بإمكاني العودة إليك من جديد.
- بحثت عن عزيزة، عن صديقة، عن أخت أبثها لوعتي لعلها تفهمني فلم أجد، لم أجد إلا الله أرفع له شكايتي وهو العليم بحالي وأسأله رحمته.
- قد يظن من يقرأ رسالتي أنني أبالغ فيها وأتكلف فيها مشاعرا ليست مشاعري ولكن يكفيني أن الله على قولي شهيد، وعزائي أن الجامعة تفهم نشيج هذا الصدر وآهات هذا القلب المتيم بعشقها وتصدقه.
- تنهدت تنهد شيخ أعياه الزمن وأقعده المرض وأنا أطوف بذكرياتي طوال أربع سنوات مضت وكأنها عمر بحاله، وكأنها عمري الحقيقي، وحلمي الواقع، كما لو كنت عشت طفولتي وشبابي وصرت امرأة راشدة هنا،وحان وقت الوداع.
- ما أصعب أن تتمنى العودة للماضي فلا تقدر، ومعايشة الحاضر فلا تقدر، وتجنب التفكير في المستقبل فلا تقدر.
- بالأمس كنت أبكي لفراق أهلي وتركي وحيدة في جامعة لا أعرف عنها شيئا أما اليوم فصرت أبكي أمام أهلي لفراقي لجامعة صارت تعني لي كل شئ.
- ما الذي تذكرته لأنساه وما الذي نسيته لأتذكره،؟
- سلامي على بطاقتي الجامعية التي بكت محفظتي على وداعها كثيرا بعد أن كنت أفتخر كل الافتخار لحملي إياها؟
- سلامي على الجامعة بأكملها، من أقصاها إلى أقصاها، طولا وعرضا، جدارا ومبنى، حجرا ورملا، سلامي من الأعماق لعله يخفف عني شيئا.
- سلامي على كليتي الحبيبة التي طبعت حبي على كل جدار فيها، سلامي لقاعات درسها وفصولها التي ضجت بأصواتنا وضحكاتنا وإجاباتنا، سلامي لمقهاها ومكتبتها التي تردد قلبي عليها كثيرا حبا فيها وفي عامليها وفي الكتب التي حوتني لأحويها، سلامي على مختبرات الحاسوب التي كنت أنتظر مجئ دوري لأجلس على مقاعدها وأقرأ إيميلاتي وأخبار الصباح بفارغ الصبر، ولآلة الطباعة التي بت أحن لعطلها المتكرر والذي طالما عذبني معه،، سلامي للمصاعد والسلالم التي ما زالت تحمل آثار بصمات أصابعنا وآثار طبعات أقدامنا عليها، سلامي لقسمي الحبيب ودكاترته الأحباء ولمكاتبهم التي ضجت بتجمعاتنا، سلامي لمخزن الكلية الذي أدفع عمري كله لأقف ولو ساعة واحدة أمام بوابته لأنتظر دوري في استلام الكتب المقررة والتي ما كنا نكلف أنفسنا عناء فتحها وعناء الاستذكار فيها، سلامي لقاعة الاجتماعات ولذكريات اجتماعاتنا فيها، سلامي لغرفة التقنيين التي كنت أتردد عليها حاملة حاسوبي الشخصي لإضافة برنامج أو لحذف آخر أو لتصليح عطل أو لإستفسار طارئ، سلامي لغرفة الموسيقى ولذلك البيانو الذي كنت أقتنص الفرصة لأعزف عليه السلام السلطاني التي ما زلت مفاتيحه الموسيقية عالقة في الذاكرة، سلامي لمكاتب الإدارة ولرائحة اللبان العطرة التي كانت تنبعث منها في كل صباح، سلامي لمواقف السيارات التي لم أنل شرف ركن سيارتي في أحد مواقفها يوما سلامي لكل قسم في كليتي ولكل زاوية ولكل شبر وردهة، سلام عاشق لا يفتئ يحلم بلحظة وصال تجمعه بك.
- سلامي لعمادة القبول والتسجيل ولأوراق الحذف والإضافة، ولمقاعد الانتظار فيها ولنظام التسجيل ولجدول الدراسة والاختبارات.
- سلامي لمبنى الإف ولمبنى الإي اللذين طالما درست فيهما ورغم ذلك ما زلت أجهل مكان الفصول الفردية منها والزوجي، والطابق الأول فيها والأرضي، سلامي لمختبر السمعيات والبصريات لهذا الكنز الذي اكتشفته مؤخرا فطفقت أسعى إليه حين يسعفني الحظ ويدركني الزمن، فأجلس أمام الشاشة التي حفظت رقمها وأضع الشريط بعد أن أعيد إرجاعه إلى البداية وأضع السماعة على أذني وأسافر فيه كأن لا أحد معي ولا شئ بجواري، سلامي لمسجد الجامعة الذي امتلأ هاتفي بصوره الجميلة حيث كنت أتحين الأوقات الساحرة لآخذ كاميرتي هناك فألتقط إحساسي مع روحانية ذلك المكان، سلامي لمنارته السامية ولتلك الأشجار التي كانت تسحرني كلما تأملت فيها حوله، سلامي لمكتبته التي طالما غمرتني بفضلها، ولمصلى النساء الذي كنت أصلي فيه وأستريح فيه وأسترد أنفاسي الضائعة بين جوانبه، سلامي لكل كلية في الجامعة طلتها برجلي زيارة واستودعتها عيني صورة، سلامي للمؤسسة الاستهلاكية التي كنت أتعالى على إخوتي فخرا بما أحضره لهم وأقول لهم أنه من فير الجامعة، كان لكل طعام منه ولكل شراب فيه لذة أخرى، سلامي على بنك الجامعة وعلى آلة السحب التي كانت طوابير المنتظرين عليها أول ما أراه منها من بعيد، سلامي للمكتبة الشرائية ولقرطاسياتها سلامي لعاملها الأصيل وللفتيات الطيبات اللاتي كن يمنحنها الجمال ولجرائد المسار والباحث الملاعب وفتون التي كنت أتحين أيام نزولها لأستمتع بقراءتها، سلامي لصالون الجامعة ولجلساته ولمساحيقه وتسريحاته، سلامي لعيادة الطلاب التي كان طابور الإنتظار أيضا سمة من سماتها، كنت أحتفظ بالأدوية التي آخذها من هناك فقط لأنها من الجامعة، كنت أبحث عن الميزان لأطمئن على وزني والذي كنت أتنافس فيه مع صديقتي على صفة الرشاقة، سلامي لمركز بشارة ولنادي الموظفين ولمركز تدلل فكم مذكرة لديهم قد نسخت وكم من صورة عندهم قد طبعت وكم من عملية برنت لديهم قد عملت وكأن صورة الزحام تتراءى الآن أمام عيني وكأن الأرقام الجامعية ينادى بها الآن على مسمع مني، سلامي لمركز عمان موبايل وللنورس هناك واللذان لم يرتح قلبي حتى اشترى من لدنهما بطاقا وفقط كالعادة حتى يقول لنبضه أنها من الجامعة، سلامي للعبة البولينج وللكرات التي تعبت أصابعي من حملها، سلامي لقاعة المؤتمرات لهذه القاعة التي احتضنت صوتي عندما تمتمت بالشعر في الأسبوع التعريفي لي في الجامعة، سلامي لقاعات المحاضرة ابتداء من القاعة الأولى وحتى الخامسة، سلامي لكل أمسية نسجت فيها ولكل ندوة ومحاضرة تصدرت أرجائها ولكل حفلة وملتقيات ومهرجانات تهللت بها ولكل سعادة ولكل علم جديد وكل أمل جديد كنت أخرج فيه منها، سلامي على لوحات الإعلانات التي كانت تزين جدران الجامعة وممراتها لكل فعالية سوف ترى النور من نورها، سلامي لقاعة المعارض ولكل معرض كان لي شرف حضوره فيها ولكل سوق وملتقى شمر عن فجره بين أروقتها ولكل ديكور نال من بهرجتها الكثير، سلامي على عمادة شؤون الطلاب ومكاتب عمدائها ورؤوساها ومشرفيها وموظفيها وخدماتها، سلامي على مركز تقنيات التعليم وعلى خطواتنا الضاحكة فيه، سلامي على مستشفى الجامعة الذي كلما دخلته قلت في نفسي وكأن العالم كله قد ضم جامعتي، أقصد بل أن جامعتي هي من ضمت العالم كله، سلامي على المركز الثقافي دورا دورا وعلى كتبه ومراجعه ومجلداته كتابا كتابا،وعلى أساتذته ومسؤوليه وعماله واحدا واحدا، كنت وأنا أتأمل فيه أغمض عيني وأخاله منزلي وأخاله بيتي وأخاله ملكي الخاص، وعلى مركز الدراسات العمانية الشامخ العريق وعلى القاعة الكبرى الباهرة المبهرة، سلامي على المسرح المفتوح، القلب المفتوح لهذه الجامعة والذي شهد تخريج أفواج وأفواج سوف أكون ضمن فوجها القادم وموكبها الآتي، سلامي على برج الجامعة برجها وساعتها وشعارها ومعلم من معالمها، كنت دائما أشد رحالي مع صديقاتي إليه كلما نوينا الترويح عن أنفسنا، سلامي على مزرعة الجامعة وعلى حيواناتها ونباتاتها ومحطات تجاربها الذي كان فضولنا يقحمنا للتساؤل حولها كثيرا ولبواباتها التي رجعنا لبراءة الطفولة وشقاوة الصبيان ونحن نعتلي سورها دخولا وخروجا منها حين وجدنا بوابتها مغلقة، كان الضحك رفيقنا وكانت المغامرة طريقنا الذي لا نمله.
- للحديث بقية وللسلام بقية وللأشواق بقية ما دام في عمري بقية يشهد على مشاعري تجاهها إنما توقفت لأمنح قلبي الفرصة في أن يزيح غبار الصمت عن مرآته فينطق قائلا،،"أحبك جامعتي،، أحبك بجنون"
تعلق الأم بطفلها وتعلق الطفل
بأمه بل وأكثر..
- إلى المكان الذي تعلقت به تعلق الحبيب بحبيبه وتعلق الروح بجسدها بل وأكثر..
- إلى المكان الذي نحت ذكراه في قلبي نحتا وطبعت صوره في قلبي طباعة..
- إلى أمي وأبي وبيتي وسكني وحياتي وموطني، إلى العشق الأول والغرام الأول والهيام الأول والقصة الأولى والخطوات الأولى..
- إلى من لو ظللت أنزف عباراتي نزفا وأرصف عبراتي رصفا لأعرب ولو عن عشرا من العشير من محبتي لها ولوعتي لفراقها ما استطعت..
- إلى المكان الوحيد الذي منحته كل ما لدي من حب وكل ما لدي من مشاعر حتى لم أرتضي لي اسما إلا الاسم الذي قرنت نفسي به"عاشقة الجامعة"
- إليك جامعتي، إليك حبيبتي، إليك معشوقتي، إليك يا روح الروح، إليك يا "جامعة السلطان قابوس" أزكى سلام وأعطر تحية وأظفر شوق فلقد قتلني الحنين ولم أجد سوى دموعي رسولا إليك، بعد أن فاض صبري وطفح كيل أشواقي ولم أستطع إليك سبيلا..
- فاليوم وأنا أرى عودة أبنائك إليك، وعودة طلابك إليك وعودة الحياة إليك كساني الحزن وغطتني الأشواق وأبت عيني النعاس فدمعي لم يترك لها سبيلا، حين وجدت نفسي لست معهم ولست بينهم وصدقت أني قد فارقتك وأنك قد فارقتني وأنه لم يعد بإمكاني العودة إليك من جديد.
- بحثت عن عزيزة، عن صديقة، عن أخت أبثها لوعتي لعلها تفهمني فلم أجد، لم أجد إلا الله أرفع له شكايتي وهو العليم بحالي وأسأله رحمته.
- قد يظن من يقرأ رسالتي أنني أبالغ فيها وأتكلف فيها مشاعرا ليست مشاعري ولكن يكفيني أن الله على قولي شهيد، وعزائي أن الجامعة تفهم نشيج هذا الصدر وآهات هذا القلب المتيم بعشقها وتصدقه.
- تنهدت تنهد شيخ أعياه الزمن وأقعده المرض وأنا أطوف بذكرياتي طوال أربع سنوات مضت وكأنها عمر بحاله، وكأنها عمري الحقيقي، وحلمي الواقع، كما لو كنت عشت طفولتي وشبابي وصرت امرأة راشدة هنا،وحان وقت الوداع.
- ما أصعب أن تتمنى العودة للماضي فلا تقدر، ومعايشة الحاضر فلا تقدر، وتجنب التفكير في المستقبل فلا تقدر.
- بالأمس كنت أبكي لفراق أهلي وتركي وحيدة في جامعة لا أعرف عنها شيئا أما اليوم فصرت أبكي أمام أهلي لفراقي لجامعة صارت تعني لي كل شئ.
- ما الذي تذكرته لأنساه وما الذي نسيته لأتذكره،؟
- سلامي على بطاقتي الجامعية التي بكت محفظتي على وداعها كثيرا بعد أن كنت أفتخر كل الافتخار لحملي إياها؟
- سلامي على الجامعة بأكملها، من أقصاها إلى أقصاها، طولا وعرضا، جدارا ومبنى، حجرا ورملا، سلامي من الأعماق لعله يخفف عني شيئا.
- سلامي على كليتي الحبيبة التي طبعت حبي على كل جدار فيها، سلامي لقاعات درسها وفصولها التي ضجت بأصواتنا وضحكاتنا وإجاباتنا، سلامي لمقهاها ومكتبتها التي تردد قلبي عليها كثيرا حبا فيها وفي عامليها وفي الكتب التي حوتني لأحويها، سلامي على مختبرات الحاسوب التي كنت أنتظر مجئ دوري لأجلس على مقاعدها وأقرأ إيميلاتي وأخبار الصباح بفارغ الصبر، ولآلة الطباعة التي بت أحن لعطلها المتكرر والذي طالما عذبني معه،، سلامي للمصاعد والسلالم التي ما زالت تحمل آثار بصمات أصابعنا وآثار طبعات أقدامنا عليها، سلامي لقسمي الحبيب ودكاترته الأحباء ولمكاتبهم التي ضجت بتجمعاتنا، سلامي لمخزن الكلية الذي أدفع عمري كله لأقف ولو ساعة واحدة أمام بوابته لأنتظر دوري في استلام الكتب المقررة والتي ما كنا نكلف أنفسنا عناء فتحها وعناء الاستذكار فيها، سلامي لقاعة الاجتماعات ولذكريات اجتماعاتنا فيها، سلامي لغرفة التقنيين التي كنت أتردد عليها حاملة حاسوبي الشخصي لإضافة برنامج أو لحذف آخر أو لتصليح عطل أو لإستفسار طارئ، سلامي لغرفة الموسيقى ولذلك البيانو الذي كنت أقتنص الفرصة لأعزف عليه السلام السلطاني التي ما زلت مفاتيحه الموسيقية عالقة في الذاكرة، سلامي لمكاتب الإدارة ولرائحة اللبان العطرة التي كانت تنبعث منها في كل صباح، سلامي لمواقف السيارات التي لم أنل شرف ركن سيارتي في أحد مواقفها يوما سلامي لكل قسم في كليتي ولكل زاوية ولكل شبر وردهة، سلام عاشق لا يفتئ يحلم بلحظة وصال تجمعه بك.
- سلامي لعمادة القبول والتسجيل ولأوراق الحذف والإضافة، ولمقاعد الانتظار فيها ولنظام التسجيل ولجدول الدراسة والاختبارات.
- سلامي لمبنى الإف ولمبنى الإي اللذين طالما درست فيهما ورغم ذلك ما زلت أجهل مكان الفصول الفردية منها والزوجي، والطابق الأول فيها والأرضي، سلامي لمختبر السمعيات والبصريات لهذا الكنز الذي اكتشفته مؤخرا فطفقت أسعى إليه حين يسعفني الحظ ويدركني الزمن، فأجلس أمام الشاشة التي حفظت رقمها وأضع الشريط بعد أن أعيد إرجاعه إلى البداية وأضع السماعة على أذني وأسافر فيه كأن لا أحد معي ولا شئ بجواري، سلامي لمسجد الجامعة الذي امتلأ هاتفي بصوره الجميلة حيث كنت أتحين الأوقات الساحرة لآخذ كاميرتي هناك فألتقط إحساسي مع روحانية ذلك المكان، سلامي لمنارته السامية ولتلك الأشجار التي كانت تسحرني كلما تأملت فيها حوله، سلامي لمكتبته التي طالما غمرتني بفضلها، ولمصلى النساء الذي كنت أصلي فيه وأستريح فيه وأسترد أنفاسي الضائعة بين جوانبه، سلامي لكل كلية في الجامعة طلتها برجلي زيارة واستودعتها عيني صورة، سلامي للمؤسسة الاستهلاكية التي كنت أتعالى على إخوتي فخرا بما أحضره لهم وأقول لهم أنه من فير الجامعة، كان لكل طعام منه ولكل شراب فيه لذة أخرى، سلامي على بنك الجامعة وعلى آلة السحب التي كانت طوابير المنتظرين عليها أول ما أراه منها من بعيد، سلامي للمكتبة الشرائية ولقرطاسياتها سلامي لعاملها الأصيل وللفتيات الطيبات اللاتي كن يمنحنها الجمال ولجرائد المسار والباحث الملاعب وفتون التي كنت أتحين أيام نزولها لأستمتع بقراءتها، سلامي لصالون الجامعة ولجلساته ولمساحيقه وتسريحاته، سلامي لعيادة الطلاب التي كان طابور الإنتظار أيضا سمة من سماتها، كنت أحتفظ بالأدوية التي آخذها من هناك فقط لأنها من الجامعة، كنت أبحث عن الميزان لأطمئن على وزني والذي كنت أتنافس فيه مع صديقتي على صفة الرشاقة، سلامي لمركز بشارة ولنادي الموظفين ولمركز تدلل فكم مذكرة لديهم قد نسخت وكم من صورة عندهم قد طبعت وكم من عملية برنت لديهم قد عملت وكأن صورة الزحام تتراءى الآن أمام عيني وكأن الأرقام الجامعية ينادى بها الآن على مسمع مني، سلامي لمركز عمان موبايل وللنورس هناك واللذان لم يرتح قلبي حتى اشترى من لدنهما بطاقا وفقط كالعادة حتى يقول لنبضه أنها من الجامعة، سلامي للعبة البولينج وللكرات التي تعبت أصابعي من حملها، سلامي لقاعة المؤتمرات لهذه القاعة التي احتضنت صوتي عندما تمتمت بالشعر في الأسبوع التعريفي لي في الجامعة، سلامي لقاعات المحاضرة ابتداء من القاعة الأولى وحتى الخامسة، سلامي لكل أمسية نسجت فيها ولكل ندوة ومحاضرة تصدرت أرجائها ولكل حفلة وملتقيات ومهرجانات تهللت بها ولكل سعادة ولكل علم جديد وكل أمل جديد كنت أخرج فيه منها، سلامي على لوحات الإعلانات التي كانت تزين جدران الجامعة وممراتها لكل فعالية سوف ترى النور من نورها، سلامي لقاعة المعارض ولكل معرض كان لي شرف حضوره فيها ولكل سوق وملتقى شمر عن فجره بين أروقتها ولكل ديكور نال من بهرجتها الكثير، سلامي على عمادة شؤون الطلاب ومكاتب عمدائها ورؤوساها ومشرفيها وموظفيها وخدماتها، سلامي على مركز تقنيات التعليم وعلى خطواتنا الضاحكة فيه، سلامي على مستشفى الجامعة الذي كلما دخلته قلت في نفسي وكأن العالم كله قد ضم جامعتي، أقصد بل أن جامعتي هي من ضمت العالم كله، سلامي على المركز الثقافي دورا دورا وعلى كتبه ومراجعه ومجلداته كتابا كتابا،وعلى أساتذته ومسؤوليه وعماله واحدا واحدا، كنت وأنا أتأمل فيه أغمض عيني وأخاله منزلي وأخاله بيتي وأخاله ملكي الخاص، وعلى مركز الدراسات العمانية الشامخ العريق وعلى القاعة الكبرى الباهرة المبهرة، سلامي على المسرح المفتوح، القلب المفتوح لهذه الجامعة والذي شهد تخريج أفواج وأفواج سوف أكون ضمن فوجها القادم وموكبها الآتي، سلامي على برج الجامعة برجها وساعتها وشعارها ومعلم من معالمها، كنت دائما أشد رحالي مع صديقاتي إليه كلما نوينا الترويح عن أنفسنا، سلامي على مزرعة الجامعة وعلى حيواناتها ونباتاتها ومحطات تجاربها الذي كان فضولنا يقحمنا للتساؤل حولها كثيرا ولبواباتها التي رجعنا لبراءة الطفولة وشقاوة الصبيان ونحن نعتلي سورها دخولا وخروجا منها حين وجدنا بوابتها مغلقة، كان الضحك رفيقنا وكانت المغامرة طريقنا الذي لا نمله.
- للحديث بقية وللسلام بقية وللأشواق بقية ما دام في عمري بقية يشهد على مشاعري تجاهها إنما توقفت لأمنح قلبي الفرصة في أن يزيح غبار الصمت عن مرآته فينطق قائلا،،"أحبك جامعتي،، أحبك بجنون"
تعليق