مفهوم المواطنة مفهوم كالسحاب الذي لا يقدر أحد على التكهن بما يحمله وعلى غرار ذلك فإن هذا المفهوم العظيم قاصر الفهم في عقول معظم من يرددونه وحتى محاولاتنا البسيطة في ايجاد ماهية عامة لهذا المفهوم قد تبوء بالفشل لما يحمله من إرتباطات قيمية وأخلاقية ووطنية متشابكة ومترابطة
في محاولتي البسيطة هذه أضع تصورا عاما للمواطنة بكونها ذلك الإناء الذي يحمل مجموعة من القيم والتوجهات السلوكية والأخلاقية والآداب والذوق الحضاري العالي والمشاعر الملتفة برداء المكان والمنطقة الجغرافية ووحدة الأصل والمعتقد واللغة والتاريخ ليصب كل لك في نهر واحد هو نهر رفع راية الولاء لتلك الهوية التي تجمعنا في إطار منطقة جغرافية معينة وتحت ولاء سياسي وإداري معين ووفق تنظيم إجتماعي معين..
أن قيم المواطنة الصالحة لا تنبع الا عند الايمان بجذرية ما أنا كائن فيه وما هو حق لي وما هو واجب علي فالمواطنة مرتبطة بالوطن والوطن ذاته نسق طبيعي وجد للانسان ولذات الانسان وسخر ليحويه ويحتضنه وأوجددت له التنظيمات التي من شأنها إيجاد صيرورة وسيرورة لنظام اجتماعي قائم على زاويتين من الحقوق والواجبات..
أن التفصيل في التعريف بمفهوم المواطنة أمر يطول ويتشعب لما لهذا المفهوم من أهمية ونظرات مختلفة ولكن مناقشتنا للموضوع تأتي من زاوية تعزيز قيم المواطنة وترسيخها في النظام التربوي والتعليمي والأبعاد المنطوية على ذلك وبعض التحديات التي قد تواجه تحقيق تلك العملية على أقصى أوجهها وأشكالها..
لقد أصبحت المواطنة وتربيتها وترسيخ قيمها وتنمية حس الإنتماء والولاء للدين والوطن مطلبا أساسيا في المجتمعات المدنية الحديثة في ظل واقع إنفتاحي تلاقحي مادي تجتاجه رياح العولمة والانفتاح الفكري والثقافي الأمر الذي يخلق مجموعة من التحديات والرهانات على مستوى العقيدة والانتماء والمعرفة والعلم..ومن هنا جاءت ضرورة الوقوف جنبا إلى جنب وتعزيز النداءات والمطالبة بالتركيز على زرع تلك القيم وتأصيلها في القاعدة الأساسية التي يتكون منها صلب المجتمع وبناءه ألا وهي قاعدة النشء والشباب في مراحل تربيتهم وتنشئتهم وتلعيمهم الأولى منها والمتقدمة وفي ذلك إزدواجية الدور القائم على عاتق الأسر في المقام الأول والنظام التربوي التعليمي في المقام الثاني,,فدور الأسر أصبح هو الدور الأكثر حساسية في هذا الجانب ولكن لننظر بواقع تحليلي بسيط لدور النظام التربوي والتعليمي في قيادة دفة تعزيز المواطنة وترسيخ قيمها وتشكيل الأطر والأسس المتبنية لإخراج أجيال تسري المواطنة في دمائها وعروقها..
فلو أخذنا مقرر المجتمع العماني المعاصر الذي أعد كأحد المتطلبات الجامعية الرئيسية لطلاب جامعة السلطان قابوس نموذجا لذلك..نجد أن هذا المقرر برغم الكم الهائل الذي يحويه من المعلومات والمعارف هو وللأسف قاصر في تقديم قيمة مغروسة حقيقية برغم أن معظم الأهداف التي وضعت في هذا المقرر تنصب في زاوية غرس قيم المواطنة الصالحة بين الطلاب في المحيط الجامعي والمجتمعي وهنا نقف ونطرح بعض التغريدات التساؤلية البسيطة..
هل يكفي أن يعلم الطالب تاريخ السلطنة ومقوماتها الحضارية وتكوينها الاجتماعي الديموغرافي والسياسي والتعليمي والثقافي لنزرع فعلا قيم المواطنة ؟؟..أي هل يكفي العلم بالماهية لزراعة قيمة معينة؟؟..
في وجهة نظر متواضعة لا أختلف أن إلمام الطالب بمثل هذه المواضيع والمعلومات والحقائق والقوانين والتطورات التي تتابعت في نسق المجتمع العماني هو أمر أساسي يوضح الصورة الكلية لماهية الوضع الاجتماعي القائم ولكن أين التطبيق الحقيقي لقيم وممارسات المواطنة وربطها الفعلي بواقع المجتمع والتحديات التي يمر بها والمشاكل الاجتماعية القائمة وأبعاد التعامل مع المتغيرات على الصعيدين القومي والعالمي..وأين هو ربط مضمون هذا المقرر بالقضايا التي تطرحها وتناقشها المقررات الاخرى في نفس السياق وأين هي التكاملية اللامحدودة بين المعرفة والتطبيق ..وعلاوة على ذلك أين هي ساحات الحوار والنقاش الخصبة التي وجب أن توضع لمثل هذا المقرر ..هل من المعقول أنه عندما يدرس الطالب مقرر كالمجتمع العماني المعاصر أهدافه والقيم المرجوة منه على درجة عالية من السمو والملامسة للمجتمع وما يسعى لتحقيقه وما يرجوا من أفراده هل يعقل أن يكون ذلك في خمسين دقيقة أسبوعيا بينما مقررات أخرى تخصصية تخدم أهداف تخصص معين أو مادة علمية معينة تخصص لها أربع أو خمس ساعات أسبوعيا...
لن أطيل النقد في الوضع القائم في تدريس اهداف هذا المقرر ولكن لننظر بمنهجية وواقعية لما يجب أن يكون عليه مثل هذه المقررات سواء أكانت جامعية أو مدرسية وهنا لا أشير فقط إلى مقرر المجتمع العماني المعاصر وإنما لكافة مقررات الدراسات الاجتماعية أو أي مقررات تخدم نطاق المواطنة في المجتمع وهنا وجب الاشارة إلى عدة نقاط أساسية للنهوض بمثل هذه المناهج حيث وجب وضع الاعتبارات التالية:
- توسعة مدارك ونطاق مصادر التعلم عن المواطنة: فكما أشرنا سابقا أن الخلفية العلمية عن الوطن تاريخه ومنجزاته وأنظمته وسياساته أمر أساسي ولكن لزم تنوع مصادر تلك المعرفة وليس قصرها فقط في كتاب محدود الصفحات وهنا وجب الدفع بالطالب للاطلاع لمصادر اخرى وكتب وطنية ووجب تفعيل نطاق الزيارات الميدانية والندوات والمشاركات التي تشعر الطالب بوجوده وانتمائه في هذا الوطن ويلامس خلالها الصورة الحقيقية لوطنه وواجباته ويكون نظرة عامة على ما يمكنه أن يقدمه للوطن الذي أحتضنه وسخر الكثير والكثير من أجله...
- إدراك ان الطالب عقل واع ومفكر ناقد يمكنه أن يسهم في العملية النقدية البنائية لواقع المجتمع لأننا في الأساس نريد أن نخرج مواطنا مستنير قادر على التعاطي مع القضايا في محيطه واستيعابها وتقييمها ونقدها, فلا بد من إكسابه مهارات التفكير الناقد وتزويده بأساليب الإستقصاء والتحليل وحل المشكلات والبعد عن طرق التدريس التقليدية التي تعمد على التلقين وتنمية ساحات الحوار والنقاش وإثرائها بالموضوعات والقضايا والمشكلات والإبتعاد عن النسق التلقيني التقليدي في تقديم الحصص والمحاضرات واتاحتها لمخاطبة فكر الشباب وهنا سوف تتحقق المواطنة الفعلية عندما نوجد أفرادا يسخرون فكرهم لخدمة قضايا مجتمعهم..
- بناء صورة المواطنة الحقة في ذات الطالب: وذلك عن طريق تحقيق الوئام وتبادل الاحترام والتقدير في المجتمع التلعيمي الصغير وتقديم القدوة الحسنة المتمثلة في ذات المعلمين والدكاترة والمحاضرين وخلق جو من التفاعل الاجتماعي القائم لاهداف تحقيق المواطنة وإشعار الطالب باللحمة الاجتماعية والولاء للمجتمع الصغير لكي يتحقق الولاء للمجتمع الكبير
- ربط المجتمع المدرسي أو الجامعي بالمجتمع المحلي اعتماد على برامج الخدمة الاجتماعية والأعمال التطوعية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلية وأولها الأسرة والمؤسسات الدينية وغيرها من المؤسسات المختلفة من أجل توفير فرص المعايشة العملية للأفكار والمعلومات النظرية التي يتعلمها الطلاب وهنا أشير إلى نقطة أخرى مرتبطة بدور المؤسسات الدينية في تحقيق المواطنة من خلال توجيه الخطاب الديني للمؤسسات التعليمي الذي يحمل الاوجه السليمة والعقلانية والنقلية للقيم التي جاء بها الدين الحنيف في دعم مفهوم المواطنة..
- محاولة خلق قيادات طلابية تستطيع التأثير في بعض سياسات المدرسة أو الجامعة ، وخلق فرص حقيقية لتحمل المسؤولية من خلال إنشاء المجالس الطلابية التي تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالادارات التعليمية ومنها نستفيد إخراج جيل يعمل فكر القيادة ليعرج إلى المجتمع بروح قيادية تضع نصب عينها تحقيق الوئام والنماء للمجتمع.
- افتراض الوطن في المجتمع المدرسي أو الجامعي من خلال تهيئة بيئات التعلم الإيجابية التي تكون قائمة على مرتكزات الحوار الهادف وإحترام مبادرة الطالب وتكافؤ فرص التعلم والمساواة بعيدا عن التسلط والتلقين وتجميد عقلية الطالب وإجهاض مبادراته وهي مماثلة للقيم التي يسعى المجتمع الكبير إلى تحقيقها وترسيخها في نفوس مواطنيه
كانت تلك النقاط هي بعض التصورات التي وضعتها شخصيا للآلية التي يجب أن تبنى عليها المقررات والمناهج والجو التعليمي الذي يضع نصب عينه تنمية وتعزيز وثوثيق أواصر المواطنة في نفوس وعقول المتلقين له .. هذا ونأمل خير في تلك التوجيهات السديدة والمتواصلة من لدن القيادة الحكيمة والمواضيع التي تطرح باستمرار على طاولات المجالس كمجلسي الدولة والشورى فيما يتعلق بتعزيز قيم المواطنة والسبل الكفيلة بتحقيق ذلك..وكما قالها حضرة صاحب الجلاله في خطاب سيح المكارم"المجتمع العماني أصبح على قدر عال من الوعي" الذي نأمل أن يترسخ في مواطنة تدعم مسيرة النماء والتطور والرخاء لهذا الوطن المعطاء..
مبارك بن خميس الحمداني
في محاولتي البسيطة هذه أضع تصورا عاما للمواطنة بكونها ذلك الإناء الذي يحمل مجموعة من القيم والتوجهات السلوكية والأخلاقية والآداب والذوق الحضاري العالي والمشاعر الملتفة برداء المكان والمنطقة الجغرافية ووحدة الأصل والمعتقد واللغة والتاريخ ليصب كل لك في نهر واحد هو نهر رفع راية الولاء لتلك الهوية التي تجمعنا في إطار منطقة جغرافية معينة وتحت ولاء سياسي وإداري معين ووفق تنظيم إجتماعي معين..
أن قيم المواطنة الصالحة لا تنبع الا عند الايمان بجذرية ما أنا كائن فيه وما هو حق لي وما هو واجب علي فالمواطنة مرتبطة بالوطن والوطن ذاته نسق طبيعي وجد للانسان ولذات الانسان وسخر ليحويه ويحتضنه وأوجددت له التنظيمات التي من شأنها إيجاد صيرورة وسيرورة لنظام اجتماعي قائم على زاويتين من الحقوق والواجبات..
أن التفصيل في التعريف بمفهوم المواطنة أمر يطول ويتشعب لما لهذا المفهوم من أهمية ونظرات مختلفة ولكن مناقشتنا للموضوع تأتي من زاوية تعزيز قيم المواطنة وترسيخها في النظام التربوي والتعليمي والأبعاد المنطوية على ذلك وبعض التحديات التي قد تواجه تحقيق تلك العملية على أقصى أوجهها وأشكالها..
لقد أصبحت المواطنة وتربيتها وترسيخ قيمها وتنمية حس الإنتماء والولاء للدين والوطن مطلبا أساسيا في المجتمعات المدنية الحديثة في ظل واقع إنفتاحي تلاقحي مادي تجتاجه رياح العولمة والانفتاح الفكري والثقافي الأمر الذي يخلق مجموعة من التحديات والرهانات على مستوى العقيدة والانتماء والمعرفة والعلم..ومن هنا جاءت ضرورة الوقوف جنبا إلى جنب وتعزيز النداءات والمطالبة بالتركيز على زرع تلك القيم وتأصيلها في القاعدة الأساسية التي يتكون منها صلب المجتمع وبناءه ألا وهي قاعدة النشء والشباب في مراحل تربيتهم وتنشئتهم وتلعيمهم الأولى منها والمتقدمة وفي ذلك إزدواجية الدور القائم على عاتق الأسر في المقام الأول والنظام التربوي التعليمي في المقام الثاني,,فدور الأسر أصبح هو الدور الأكثر حساسية في هذا الجانب ولكن لننظر بواقع تحليلي بسيط لدور النظام التربوي والتعليمي في قيادة دفة تعزيز المواطنة وترسيخ قيمها وتشكيل الأطر والأسس المتبنية لإخراج أجيال تسري المواطنة في دمائها وعروقها..
فلو أخذنا مقرر المجتمع العماني المعاصر الذي أعد كأحد المتطلبات الجامعية الرئيسية لطلاب جامعة السلطان قابوس نموذجا لذلك..نجد أن هذا المقرر برغم الكم الهائل الذي يحويه من المعلومات والمعارف هو وللأسف قاصر في تقديم قيمة مغروسة حقيقية برغم أن معظم الأهداف التي وضعت في هذا المقرر تنصب في زاوية غرس قيم المواطنة الصالحة بين الطلاب في المحيط الجامعي والمجتمعي وهنا نقف ونطرح بعض التغريدات التساؤلية البسيطة..
هل يكفي أن يعلم الطالب تاريخ السلطنة ومقوماتها الحضارية وتكوينها الاجتماعي الديموغرافي والسياسي والتعليمي والثقافي لنزرع فعلا قيم المواطنة ؟؟..أي هل يكفي العلم بالماهية لزراعة قيمة معينة؟؟..
في وجهة نظر متواضعة لا أختلف أن إلمام الطالب بمثل هذه المواضيع والمعلومات والحقائق والقوانين والتطورات التي تتابعت في نسق المجتمع العماني هو أمر أساسي يوضح الصورة الكلية لماهية الوضع الاجتماعي القائم ولكن أين التطبيق الحقيقي لقيم وممارسات المواطنة وربطها الفعلي بواقع المجتمع والتحديات التي يمر بها والمشاكل الاجتماعية القائمة وأبعاد التعامل مع المتغيرات على الصعيدين القومي والعالمي..وأين هو ربط مضمون هذا المقرر بالقضايا التي تطرحها وتناقشها المقررات الاخرى في نفس السياق وأين هي التكاملية اللامحدودة بين المعرفة والتطبيق ..وعلاوة على ذلك أين هي ساحات الحوار والنقاش الخصبة التي وجب أن توضع لمثل هذا المقرر ..هل من المعقول أنه عندما يدرس الطالب مقرر كالمجتمع العماني المعاصر أهدافه والقيم المرجوة منه على درجة عالية من السمو والملامسة للمجتمع وما يسعى لتحقيقه وما يرجوا من أفراده هل يعقل أن يكون ذلك في خمسين دقيقة أسبوعيا بينما مقررات أخرى تخصصية تخدم أهداف تخصص معين أو مادة علمية معينة تخصص لها أربع أو خمس ساعات أسبوعيا...
لن أطيل النقد في الوضع القائم في تدريس اهداف هذا المقرر ولكن لننظر بمنهجية وواقعية لما يجب أن يكون عليه مثل هذه المقررات سواء أكانت جامعية أو مدرسية وهنا لا أشير فقط إلى مقرر المجتمع العماني المعاصر وإنما لكافة مقررات الدراسات الاجتماعية أو أي مقررات تخدم نطاق المواطنة في المجتمع وهنا وجب الاشارة إلى عدة نقاط أساسية للنهوض بمثل هذه المناهج حيث وجب وضع الاعتبارات التالية:
- توسعة مدارك ونطاق مصادر التعلم عن المواطنة: فكما أشرنا سابقا أن الخلفية العلمية عن الوطن تاريخه ومنجزاته وأنظمته وسياساته أمر أساسي ولكن لزم تنوع مصادر تلك المعرفة وليس قصرها فقط في كتاب محدود الصفحات وهنا وجب الدفع بالطالب للاطلاع لمصادر اخرى وكتب وطنية ووجب تفعيل نطاق الزيارات الميدانية والندوات والمشاركات التي تشعر الطالب بوجوده وانتمائه في هذا الوطن ويلامس خلالها الصورة الحقيقية لوطنه وواجباته ويكون نظرة عامة على ما يمكنه أن يقدمه للوطن الذي أحتضنه وسخر الكثير والكثير من أجله...
- إدراك ان الطالب عقل واع ومفكر ناقد يمكنه أن يسهم في العملية النقدية البنائية لواقع المجتمع لأننا في الأساس نريد أن نخرج مواطنا مستنير قادر على التعاطي مع القضايا في محيطه واستيعابها وتقييمها ونقدها, فلا بد من إكسابه مهارات التفكير الناقد وتزويده بأساليب الإستقصاء والتحليل وحل المشكلات والبعد عن طرق التدريس التقليدية التي تعمد على التلقين وتنمية ساحات الحوار والنقاش وإثرائها بالموضوعات والقضايا والمشكلات والإبتعاد عن النسق التلقيني التقليدي في تقديم الحصص والمحاضرات واتاحتها لمخاطبة فكر الشباب وهنا سوف تتحقق المواطنة الفعلية عندما نوجد أفرادا يسخرون فكرهم لخدمة قضايا مجتمعهم..
- بناء صورة المواطنة الحقة في ذات الطالب: وذلك عن طريق تحقيق الوئام وتبادل الاحترام والتقدير في المجتمع التلعيمي الصغير وتقديم القدوة الحسنة المتمثلة في ذات المعلمين والدكاترة والمحاضرين وخلق جو من التفاعل الاجتماعي القائم لاهداف تحقيق المواطنة وإشعار الطالب باللحمة الاجتماعية والولاء للمجتمع الصغير لكي يتحقق الولاء للمجتمع الكبير
- ربط المجتمع المدرسي أو الجامعي بالمجتمع المحلي اعتماد على برامج الخدمة الاجتماعية والأعمال التطوعية والتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلية وأولها الأسرة والمؤسسات الدينية وغيرها من المؤسسات المختلفة من أجل توفير فرص المعايشة العملية للأفكار والمعلومات النظرية التي يتعلمها الطلاب وهنا أشير إلى نقطة أخرى مرتبطة بدور المؤسسات الدينية في تحقيق المواطنة من خلال توجيه الخطاب الديني للمؤسسات التعليمي الذي يحمل الاوجه السليمة والعقلانية والنقلية للقيم التي جاء بها الدين الحنيف في دعم مفهوم المواطنة..
- محاولة خلق قيادات طلابية تستطيع التأثير في بعض سياسات المدرسة أو الجامعة ، وخلق فرص حقيقية لتحمل المسؤولية من خلال إنشاء المجالس الطلابية التي تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالادارات التعليمية ومنها نستفيد إخراج جيل يعمل فكر القيادة ليعرج إلى المجتمع بروح قيادية تضع نصب عينها تحقيق الوئام والنماء للمجتمع.
- افتراض الوطن في المجتمع المدرسي أو الجامعي من خلال تهيئة بيئات التعلم الإيجابية التي تكون قائمة على مرتكزات الحوار الهادف وإحترام مبادرة الطالب وتكافؤ فرص التعلم والمساواة بعيدا عن التسلط والتلقين وتجميد عقلية الطالب وإجهاض مبادراته وهي مماثلة للقيم التي يسعى المجتمع الكبير إلى تحقيقها وترسيخها في نفوس مواطنيه
كانت تلك النقاط هي بعض التصورات التي وضعتها شخصيا للآلية التي يجب أن تبنى عليها المقررات والمناهج والجو التعليمي الذي يضع نصب عينه تنمية وتعزيز وثوثيق أواصر المواطنة في نفوس وعقول المتلقين له .. هذا ونأمل خير في تلك التوجيهات السديدة والمتواصلة من لدن القيادة الحكيمة والمواضيع التي تطرح باستمرار على طاولات المجالس كمجلسي الدولة والشورى فيما يتعلق بتعزيز قيم المواطنة والسبل الكفيلة بتحقيق ذلك..وكما قالها حضرة صاحب الجلاله في خطاب سيح المكارم"المجتمع العماني أصبح على قدر عال من الوعي" الذي نأمل أن يترسخ في مواطنة تدعم مسيرة النماء والتطور والرخاء لهذا الوطن المعطاء..
مبارك بن خميس الحمداني