ولا ربع سـؤال !!
بين زحمة المحاضرات ... وتحت حرارة الجو..تركض هنا وهناك ..تحاول أن تُنهي أمورك رغم ضيق وقتك ..فإن لم يكن نهارك بكامله قد أسرته كثرة مُحاضراتك ..فإنك تحاول أن تسرق بعض ذلك الوقت دقائق أو سويعات لتنهي مشاريعك وما يقدح في ذهنك من أمور تراكمت تنتظر أن يأتي دورها لتُنهي مُعاملاتها والتي
لا يصح إتمامها إلا بعد المرور عن من هو يشهدُ لك بأنها قد انتهت...
تبدأ بالسؤال من شخص إلى شخص ..ومن قسم إلى قسم ..ومن مكتب إلى مكتب ..ويكفيك ألم وحرقة الانتظار على أبواب المكاتب احتراما للنظام ولمن لهم الأولوية والأسبقية ممن جاءوا قبلك..(إن كنت تؤمن بهذا المبدأ)..لا أدري ماهي تلك المواضيع التي تناقش بمنتهى السرية والتحفظ والتي تجعلهن يطيلن المكوث في مكاتب من أوكلوا تنسيق أمورنا ونحن يقتلنا شبح الانتظار لحظة بعد لحظة.. ولا أدري ماهيّة تلك القضايا
التي تناقش بهذه النظـرات التائهة وهذا الصوت الخافت أم أن صمم خريف العمر قد بدأ يسلب أُذناي مع أنني لازلتُ في بداية ربيع عمري !!
بعد فترة قد تطول وقد تقصر حسب أهمية وخطورة القضية التي تناقش في الداخل..ينتهي اللقاء ويحين دورك ..تدخل وتسأل..فتُدل إلى من يستطيع أن يفيدك أو من أُوكل إليه تلك المهمة ..وربما يرسلك ذلك الى آخر ومن بعده الى آخر وهكذا ...بعد ذلك تقصد مقر صاحب غايتك بعد كل ذلك العناء..سواء بَعُد المكان أم قَََصُر فأنت وحدك مسئول عن إيصال ما تريد..وأنت وحدك مسئول عن إيجاد من تريد ولو قصدته مليون مرة ..تذهب
مرة ..وأخرى وأخرى ...وأخرى ....أنت مُضطر للذهاب في أوقات مُتباينة..فلا يُوجد جدول يُحدد فيه أماكن التواجد في ذلك المكتب حتى تستطيع أن تعرف متى هو الوقت المناسب لإنهاء غايتك..وربما قد يستمر بحثك
أيام أخرى...وخصوصا إن كنت غريبا عن تلك الأقسام ...
بعد عدة محاولات..فجأة..تلمح بوادر الحياة في ذلك المكتب..بعد كل ذلك الجهد تجتاحك فرحة ...ولكن...لا تلبث أن ترحل ويستولي الإحباط على مكانها فور وقوفك على قائمة الانتظار !!!
تنتظر ... وتنتظر...ويطول الإنتظار.. تمشي جيئة وذهابا بدءا بمدخل القسم وانتهاءً بمخرجه ومن ثَمّ تعود الى البداية ..تمر الدقائق بالعشرات..ويبدأ عداد الوقت في العد بعد مضي الساعة الأولى ... وأنت تنتظر ...محاضرتك التالية سوف تبدأ...ومن بالداخل لا ينتهون وكأنه هناك يتم عقد مؤتمر لنقاش قضايا الشرق الأوسط التي لا تنتهي..يخيم الصمت والهدوء في المكان...ولو أن للصمت أحيانا دويٌ ينهش ويُُفتت جسد صاحبه رويدا رويداً..يُخيل إليك أن دورة الزمن والحياة فقط حبيسة عقارب ساعتك أما في العالم خارجها لا توجد حياة والزمن لا يمضي...تنظر هنا وهناك..لا تجد حولك سوى وجوه أعبسها الإنتظار..سواء كان الذي جاء قبلك أم من أتى بعدك..لا يبقيهم سوى خيط من الأمل لإنهاء ما جاءوا لإتمامه وأيضا تحملهم هو خشية على ذلك الجهد والوقت من أن يذهب سُدى !!
لا تملك الجُرأة لأن تكون جملة اعتراضية وترمي بنفسك الى الدخول واقتطاع جزء بسيط من ذلك الوقت الطويل لمن كانوا في الداخل..فأنت تعرف كما علمتك الأيام أن ذلك تصرُف خارج ومُخالف لقوانين شريعة الإنتظار والتواجد ضمن حدود هذا المكان وذلك أيضا تعدي على حقوق الغير مما قد يُكلفك الكثير..وإن لم تتمالك نفسك ولم يكن الصبر حليفك (كما حدث للمنتظر قبلك)وقُدِّر لك أن تُخاطر وتزُجُ بنفسك وسط سطور ذلك النقاش فبكُل تأكيد سيكون الإحراج نصيبك وان كان الحظ حالفك بالحصول على شيء قليل مما جئت لأجله..
يستمر الإنتظأر..والزمن يمر..فجأة..يخرُج من حاجتك بين يديه رغم أنّ من كانوا في الداخل من زملاءك لا يزالون هناك ولا يزال المؤتمر مستمراً..فتنفرج أساريرك وتعتقد أنك ربما دنوت من تحقيق مبتغاك..يقول لكم..
هل أحد يريدني ...تقول أنت والآخر..نعم..فقط استفسار واحد؟
ويرد: ولا ربع سؤال ..وينغلق الباب أمامكم بكل كبرياء وبرودة أعصاب ...!!
تتسطر عليك وعلى وجوه من ينتظروا مثلك علامات الإحباط والتعجب!!..أفبعد كل ذلك الإنتظار نلاقي ذلك
ومن دون أي اعتبار !!
أيها الفاضل :
رغم استهجاني لذلك التصرف الذي كنت أنت آخر شخص أتوقعه أن يصدر منه إلا أنني أقول لك ..نحن نحترم وقتك وجهدك ونعلم أن وقتك ضئيل ومسؤولياتك كما هو يتجلى أمامنا أعظم وأكبر..ولكــن ما هو الذنب الذي اقترفناه حتى يضيع وقُتنا سُدى بالساعات بين جدران الانتظار ونحن لا غرض لنا عندك سوى استفسار بسيط قد لا يأخذ من وقتك أكثر من عشر دقائق على أبعد تقدير !!
لم نلجأ إليك إلا بعدما تقاذفتنا مكاتب المسئولين فيما بينها ثم رمتنا أمواجها إليك ... ولم نلجأ إليك إلا بعدما تم إعلامنا بأنه لا يوجد مكان لإتمام ما جئنا إليه غير مكانك أنت..ولو كان غير ذلك لما هان علينا كل ذلك الوقت أن يضيع ويذهب سُدى ..ولما تحملنا ذل السؤال وضيق الصدر من أجل دقائق معدودة.
ليس اللوم يقع عليك ولكن يقع على من أوكلوا لك مهمة قضاء أمورنا ولم ينتبهوا لكثرتنا ولم يراعوا ضيق وقتك وانشغالك وعدم سعة صدرك تجاه من قصدوك..
صفحة من مُذكـرات طالبة جامعية
بين زحمة المحاضرات ... وتحت حرارة الجو..تركض هنا وهناك ..تحاول أن تُنهي أمورك رغم ضيق وقتك ..فإن لم يكن نهارك بكامله قد أسرته كثرة مُحاضراتك ..فإنك تحاول أن تسرق بعض ذلك الوقت دقائق أو سويعات لتنهي مشاريعك وما يقدح في ذهنك من أمور تراكمت تنتظر أن يأتي دورها لتُنهي مُعاملاتها والتي
لا يصح إتمامها إلا بعد المرور عن من هو يشهدُ لك بأنها قد انتهت...
تبدأ بالسؤال من شخص إلى شخص ..ومن قسم إلى قسم ..ومن مكتب إلى مكتب ..ويكفيك ألم وحرقة الانتظار على أبواب المكاتب احتراما للنظام ولمن لهم الأولوية والأسبقية ممن جاءوا قبلك..(إن كنت تؤمن بهذا المبدأ)..لا أدري ماهي تلك المواضيع التي تناقش بمنتهى السرية والتحفظ والتي تجعلهن يطيلن المكوث في مكاتب من أوكلوا تنسيق أمورنا ونحن يقتلنا شبح الانتظار لحظة بعد لحظة.. ولا أدري ماهيّة تلك القضايا
التي تناقش بهذه النظـرات التائهة وهذا الصوت الخافت أم أن صمم خريف العمر قد بدأ يسلب أُذناي مع أنني لازلتُ في بداية ربيع عمري !!
بعد فترة قد تطول وقد تقصر حسب أهمية وخطورة القضية التي تناقش في الداخل..ينتهي اللقاء ويحين دورك ..تدخل وتسأل..فتُدل إلى من يستطيع أن يفيدك أو من أُوكل إليه تلك المهمة ..وربما يرسلك ذلك الى آخر ومن بعده الى آخر وهكذا ...بعد ذلك تقصد مقر صاحب غايتك بعد كل ذلك العناء..سواء بَعُد المكان أم قَََصُر فأنت وحدك مسئول عن إيصال ما تريد..وأنت وحدك مسئول عن إيجاد من تريد ولو قصدته مليون مرة ..تذهب
مرة ..وأخرى وأخرى ...وأخرى ....أنت مُضطر للذهاب في أوقات مُتباينة..فلا يُوجد جدول يُحدد فيه أماكن التواجد في ذلك المكتب حتى تستطيع أن تعرف متى هو الوقت المناسب لإنهاء غايتك..وربما قد يستمر بحثك
أيام أخرى...وخصوصا إن كنت غريبا عن تلك الأقسام ...
بعد عدة محاولات..فجأة..تلمح بوادر الحياة في ذلك المكتب..بعد كل ذلك الجهد تجتاحك فرحة ...ولكن...لا تلبث أن ترحل ويستولي الإحباط على مكانها فور وقوفك على قائمة الانتظار !!!
تنتظر ... وتنتظر...ويطول الإنتظار.. تمشي جيئة وذهابا بدءا بمدخل القسم وانتهاءً بمخرجه ومن ثَمّ تعود الى البداية ..تمر الدقائق بالعشرات..ويبدأ عداد الوقت في العد بعد مضي الساعة الأولى ... وأنت تنتظر ...محاضرتك التالية سوف تبدأ...ومن بالداخل لا ينتهون وكأنه هناك يتم عقد مؤتمر لنقاش قضايا الشرق الأوسط التي لا تنتهي..يخيم الصمت والهدوء في المكان...ولو أن للصمت أحيانا دويٌ ينهش ويُُفتت جسد صاحبه رويدا رويداً..يُخيل إليك أن دورة الزمن والحياة فقط حبيسة عقارب ساعتك أما في العالم خارجها لا توجد حياة والزمن لا يمضي...تنظر هنا وهناك..لا تجد حولك سوى وجوه أعبسها الإنتظار..سواء كان الذي جاء قبلك أم من أتى بعدك..لا يبقيهم سوى خيط من الأمل لإنهاء ما جاءوا لإتمامه وأيضا تحملهم هو خشية على ذلك الجهد والوقت من أن يذهب سُدى !!
لا تملك الجُرأة لأن تكون جملة اعتراضية وترمي بنفسك الى الدخول واقتطاع جزء بسيط من ذلك الوقت الطويل لمن كانوا في الداخل..فأنت تعرف كما علمتك الأيام أن ذلك تصرُف خارج ومُخالف لقوانين شريعة الإنتظار والتواجد ضمن حدود هذا المكان وذلك أيضا تعدي على حقوق الغير مما قد يُكلفك الكثير..وإن لم تتمالك نفسك ولم يكن الصبر حليفك (كما حدث للمنتظر قبلك)وقُدِّر لك أن تُخاطر وتزُجُ بنفسك وسط سطور ذلك النقاش فبكُل تأكيد سيكون الإحراج نصيبك وان كان الحظ حالفك بالحصول على شيء قليل مما جئت لأجله..
يستمر الإنتظأر..والزمن يمر..فجأة..يخرُج من حاجتك بين يديه رغم أنّ من كانوا في الداخل من زملاءك لا يزالون هناك ولا يزال المؤتمر مستمراً..فتنفرج أساريرك وتعتقد أنك ربما دنوت من تحقيق مبتغاك..يقول لكم..
هل أحد يريدني ...تقول أنت والآخر..نعم..فقط استفسار واحد؟
ويرد: ولا ربع سؤال ..وينغلق الباب أمامكم بكل كبرياء وبرودة أعصاب ...!!
تتسطر عليك وعلى وجوه من ينتظروا مثلك علامات الإحباط والتعجب!!..أفبعد كل ذلك الإنتظار نلاقي ذلك
ومن دون أي اعتبار !!
أيها الفاضل :
رغم استهجاني لذلك التصرف الذي كنت أنت آخر شخص أتوقعه أن يصدر منه إلا أنني أقول لك ..نحن نحترم وقتك وجهدك ونعلم أن وقتك ضئيل ومسؤولياتك كما هو يتجلى أمامنا أعظم وأكبر..ولكــن ما هو الذنب الذي اقترفناه حتى يضيع وقُتنا سُدى بالساعات بين جدران الانتظار ونحن لا غرض لنا عندك سوى استفسار بسيط قد لا يأخذ من وقتك أكثر من عشر دقائق على أبعد تقدير !!
لم نلجأ إليك إلا بعدما تقاذفتنا مكاتب المسئولين فيما بينها ثم رمتنا أمواجها إليك ... ولم نلجأ إليك إلا بعدما تم إعلامنا بأنه لا يوجد مكان لإتمام ما جئنا إليه غير مكانك أنت..ولو كان غير ذلك لما هان علينا كل ذلك الوقت أن يضيع ويذهب سُدى ..ولما تحملنا ذل السؤال وضيق الصدر من أجل دقائق معدودة.
ليس اللوم يقع عليك ولكن يقع على من أوكلوا لك مهمة قضاء أمورنا ولم ينتبهوا لكثرتنا ولم يراعوا ضيق وقتك وانشغالك وعدم سعة صدرك تجاه من قصدوك..
صفحة من مُذكـرات طالبة جامعية
هناك عدة استفسارات تتراءى في ذهننا مما تقدم :
1- لم أصبح الطالب الجامعي لا يُعطى له اعتباراته ويقلل من احترامه لانه يحمل لقب طالب ؟
2- ولمَ أصبحت مكاتب المُنسقين مأوى لبنات حواء لغرض علمي أو لدون غرض بينما مكاتب المُنسقات شبه فارغة ؟؟
3- لم لا يتم مراعاة وقت الطالب الجامعي الذي يذهب سدى على قوائم البحث ومحطات الإنتظار؟
1- لم أصبح الطالب الجامعي لا يُعطى له اعتباراته ويقلل من احترامه لانه يحمل لقب طالب ؟
2- ولمَ أصبحت مكاتب المُنسقين مأوى لبنات حواء لغرض علمي أو لدون غرض بينما مكاتب المُنسقات شبه فارغة ؟؟
3- لم لا يتم مراعاة وقت الطالب الجامعي الذي يذهب سدى على قوائم البحث ومحطات الإنتظار؟
تعليق