إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
تغطية ندوة (تطلعات الشباب في عالم متغير) وزارة التعليم العالي
تقليص
X
-
برنامج ندوة ( تطلعات الشباب في عالم متغير )ليوم غد الاحد
31/3 – 2/4/2013م
الفترة الصباحية
( 10:00 – 12:30 م ) الفترة المسائية
( 2:30- 4:00 م)
الأحد
31 مارس 2013م
( 10:00 صباحا– 12:30 م)
الافتتاح ( 10:00 صباحا )
• القرآن الكريم.
• كلمة الافتتاح لوزارة التعليم العالي.
• عرض مرئي( فيلم).
• افتتاح معرض التصميم الجرافيكي.
- المحور الأول 11:00 – 12:30 م )
- الهوية الوطنية وصور الانتماء
- - ورقة عمل : د. محمود السليمي
- - المحاور الرئيسي: د. صالح الفهدي
- - ورقتي عمل للطلبة الفائزين.
( الإنجازات والتحديات والآفاق ). المحور الثاني: ( 2:30- 4:00 م)
ثقافة التعبير الإعلامي
- ورقة عمل: يوسف الهوتي
- المحاور الرئيسي: حميد البلوشي.
- ورقتي عمل للطلبة الفائزين
• مواقع التواصل الاجتماعي واثرها على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية.
• ثقافة التعبير عن الرأي وقنوات التواصل.
• الإعلام بين المتطلبات المحلية والمؤثرات الخارجية.
تعليق
-
الوطن http://www.alwatan.com/#3
بتاريخ31-3-2013
اليوم .. السالمي يفتتح ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير
يرعى معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية اليوم ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير وذلك بمسرح وزارة التربية والتعليم بجوار مدرسة جابر بن زيد بالوطية وتستمر لغاية 2 ابريل القادم
تأتي هذه الندوة التي تنظمها وزارة التعليم العالي إيمانا بالدور الفاعل والحيوي للشباب وتطلعاتهم الطموحة في عالم متقلب متغير وانطلاقا من الشعور بمسؤولية احتضان هذه الأفكار والتطلعات وتوجيهها بما يخدم الشباب والوطن في ظل القيم العمانية الرفيعة التي تستمد أصالتها من العروبة والإسلام ،وتقوم هذه الندوة على سبعة محاور رئيسية ومجموعة من المسابقات المنوعة تخدم هذه المحاور وتجسدها في إطر ثقافية وفنية وحركية.
كما أن المحاور السبعة للندوة تتوزع على ثلاثة أيام ، حيث يركز اليوم الأول على محور الهوية الوطنية وصور الانتماء والتي يقدمها الدكتور محمود السليمي ومحور ثقافة التعبير الإعلامي من تقديم الإعلامي يوسف الهوتي ، أما اليوم الثاني سوف يستعرض محور التواصل بين الأجيال ومحور أخلاقيات الطريق ومحور آفاق ووسائل التنمية المستدامة ، واليوم الثالث يركز على محوري تمثيل الرموز العمانية العصرنة والانتماء والإنجازات الشبابية ودورها في الانتماء الوطني.
الجدير بالذكر أن هذه الندوة جاءت لتفتح آفاق التواصل مع الشباب وتتيح لهم الفرصة للتعبير والكتابة العلمية حول محاور الندوة التي تعبر عن جوانب مهمة لتطلعاتهم وأرائهم, حيث أن لهم مشاركة مهمة في الندوة تمثلت في المشاركة بأوراق عمل والمسابقات الأخرى المصاحبة للندوة التي تمثلت في كتابة مقال صحفي حول محاور الندوة ومسابقة التصميم الجرافيكي ومسابقة التحدي التي تبث لديهم روح التعاون والعمل مع الجماعة.
تعليق
-
نبذة_
اسدال الستار عن ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير
اسدل الستار يوم امس بمسرح وزارة التربية والتعليم بمدرسة جابر بن زيد بالوطية عن ندوة (تطلعات الشباب في عالم متغير) والتي تستمر لغاية 2/4/2013.وذلك تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية.
حيث ابتدأ الحفل بفقرة افتتاحية تضمنت ترحيبا بالحضور .تلاه كلمة سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي الذي شرح فكرة واهمية هذه الندوة ، ومن ثم القى معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الاوقاف والشؤون الدينية كلمته حيث اشاد باهمية الندوة في هذا الوقت وان تجربة تمكين الشباب من مواقع العمل والانجاز تمضي في المسار الصحيح كما اكد على دور الشباب للنهوض بالوطن.
كما تم مناقشة المحور الأول (الهوية الوطنية وصور الانتماء) حيث قدم الدكتور محمود بن مبارك السليمي ورقة عمل بعنوان الهوية والانتماء بين الوعي التاريخي ومرجعياته التراثية في عالم متغير حيث اكد على وجود تحولات سياسية كبرى تهدد كيان الدول القومية والوطنية , كما طرح الدكتور صالح بن محمد الفهدي ورقة عمل بعنوان الاعلام بين المتطلبات المحلية والمؤثرات الخارجية تناول فيها التغيرات التي طرأت على المجتمع. كما قدم الطالب وهب السعدي من جامعة السلطان قابوس و نوال الصمامية بكلية العلوم التطبيقية بصور اوراق عملهما.
وفي المحور الثاني(ثقافة التعبير الاعلامي) قدم الاعلامي يوسف الهوتي ورقة عمل حيث اكد على تأثير الشبكات الاجتماعية على الفرد بحيث يغير القناعات .وايضا قدم الاعلامي الاخر خميد البلوشي ورقة عمله الذي وضح واضاف واكد على كلام الاعلامي يوسف الهوتي. وفي النهاية قدم الطلبة الفائزين اوراق اعمالهما وانتهى اليوم الاول من الندوة على سحوبات لجوائز قيمة.
.
تعليق
-
عمان http://main.omandaily.om/node/130650
تطلعات الشباب في عالم متغير تؤكد على التمسك بالهوية والانتماء الوطني
الاثنين, 01 أبريل 2013
السالمي: العمانيون أثنى عليهم النبي وعرفتهم الأمم بالصدق والوفاء ومبادئ السلام -
د.الصارمي: الشباب يحولون التطلعات إلى واقع والطموحات لحقائق
تجربة تمكين الشباب من مواقع العمل والانجاز تمضي في المسار الصحيح -
اربعة عشر فريقا يجوبون معالم العاصمة مسقط في مسابقة البحث عن الكنز -
توصية بترسيخ مفهوم الهوية الوطنية والوعي التاريخي السليم في المناهج التعليمية -
كتب: خميس بن علي الخوالدي -
اكد معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان ندوة تطلعات الشباب ليست إلا عنوانا لمسيرة طيبة وسنة حسنة اختطها باني نهضة عمان وقائدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وسيكتب أثرها ويدوم خيرها في الارض.
واضاف معاليه خلال رعايته ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير التي انطلقت امس بمسرح الشباب برعاية اعلامية لجريدتي عمان والابزيرفر: إن التجربة العمانية بتمكين الشباب في مواقع العمل والانجاز، ودفعهم نحو الابداع والابتكار، واتاحة كل الفرص من أجل تحقيق ذواتهم أثبتت ولله الحمد قوتها وأنها في المسار الصحيح بتوفيق الله، وما على الشباب العماني اليوم من الجنسين الا ان يكونوا على قدر هذه التجربة بتفاعلهم معها، واستجابتهم لمتطلباتها، فالوطن ينهض بهم، وهم يرتقون به مشيرا الى ان التوجه الحكومي بجهوده ومساعيه فيما يخص مرحلة الشباب تؤتي بحمد الله ثمارها تمكينا لقدراتهم، ورفعا لكفاءاتهم، وهذا جميعه لمصلحتهم هم أولا، ومصلحة مجتمعهم الذي يتفاعلون معه والعالم المتغير لا يمكن مواجهته الا بثوابت الدين والأخلاق، فهما سياج يحفظ الشباب، وقوة دافعة نحو الايجابية في الحياة، والتطلع الى الأفضل دوما، مهما كانت امكانات الانسان وملكاته.
واوضح وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان الشباب العماني وهبهم الله توازنا ووعيا وما اتصفوا به من سمات حضارية في المثابرة وفعل المعروف، وليس بمستغرب على قوم أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفتهم الحضارات على مر التاريخ قوما أولي مكانة وبحارة جابوا أنحاء الأرض اكتشافا وانفتاحاً وعرفتهم الأمم بصدقهم ووفائهم، ومبادئهم القائمة على السلام والمسؤولية المشتركة تجاه أنفسهم والعالم من حولهم ومن مبادئهم التوازن بين الحرية والمسؤولية تلكم الحرية المنضبطة بالسلوك الاسلامي، والحس القيمي للمجتمع بعيداً عن الفردانية والذاتية التي تدفع الى الفوضى في كثير من الأحيان ، حرية تتكون بين الواجب والحق، الحق الذي جعله الله تعالى أصلاً في حقوق الانسان، واسترعى أهل الواجب منهم مظلة الولاية العامة في حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والملك والواجب الذي أناط على المسلم التزامه العام وحفظه لواجب الدولة عليه مقابل تلكم الرعاية، كما ينبغي - في الأحوال جميعها - الالتفات الى اصل لا يمكن التغافل عنه يتمثل في الوعي بهذه الحقوق والواجبات عقلا، فان التكليف منوط بالعقل والقاضي أحوج إلى عقله منه الى فقهه واما المسؤولية فهي ملحظ عظيم يختص به العمانيون مع أمم أخرى، فلذا أفردهم الله سبحانه برسالة من عند رسوله صلى الله عليه وسلم كلفوا بها وارتبطوا بشرفها، لاسيما من خلال إطلالتهم على المحيط الهندي في تجارتهم ودعوتهم، وهي رسالة تحمل في ثناياها تكليفا ومسؤولية ومن شأن التخاذل في أداء حقها الاستبدال بمن يقوم بالوفاء بما تتطلبه.
واضاف معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي إن الندوة التي تنظمها وزارة التعليم العالي طيبة تشتمل على محاور مهمة، وجوانب عديدة تهم الشباب، وأنها ستسهم بجانب الجهود الحكومية الأخرى في تأصيل هذه الجوانب وتسليط الاهتمام بها.
التطلعات واقع
وتضمن الحفل كلمة لوزارة التعليم العالي القاها سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي وقال فيها: ان التطلعات تصبح واقعا والطموحات تغدو حقيقة بروح شبّان عمان وشاباتها.. فما زال الشباب أبدا يتطلعون نحو عالم أجمل ويستشرفون دوما حياة أشرق وأسعد .. وما زال العالم من حولهم يتغير ويتحول، ويتبدل ويتطور تغذيه في تغيراته وتحولاته معطياتٌ وظروفٌ .. تأتلف حينا وتختلف أحيانا أخرى ولكنها لا تتوقف عن المسير نحو آفاق المستقبل بمتطلباتٍ جديدة واستعداداتٍ أمضى.
واضاف سعادته إن الشباب هم عماد المستقبل وعدته وراسمو ملامح غده كانت كلمتهم اليوم أولى وأنفذ والاستماع إليهم أحرى وأوجب فاتخذوا من جسور التواصل بينهم منهاجا تقوم عليه قيم الحوار وثقافة التعبير عن الرأي والرأي الآخر دون إقصاء أو تهميش فأوجدنا وإياهم نافذة هذا الملتقى الشبابي الكبير ليكون ميدانا لطرح الرؤى ومصافحة المختلف، ذلك المختلف الذي يلائم عالما ما عاد يسكن إلى المألوف، ولا يركن إلى ما جاء به السابقون دون فحص ومعاينة.. تلك المعاينة التي تضفي على الأصالة مسحة معاصرة تجاورها ولا تلغيها، تؤصلها ولا تتنكر لها فما من جديد يمكنه الانقطاع عما سبقه من جذور، فالبناء القوي لا يقوم بدون أساساته، ولا يصمد بدون أعمدته وأركانه.
واشار سعادة وكيل وزارة التعليم العالي الى إن فكرة ندوة "تطلعات الشباب في عالم متغير" ولدت منذ ما يقارب عامين من الزمان ومرت بمراحل عدة من المراجعة والتطوير لتخرج بالصورة التي ارتضيناها أخيرا بمشاركة شبابية واسعة إذ طرحت فكرة المشاركة في محاورها ومسابقاتها المصاحبة قبل مدة ليست بالقصيرة، لنخرج بها من الطابع التقليدي إلى فضاء التجديد بما يتناسب مع روح الشباب الباحث عن المختلف في الطرح والمضمون وإن سياسة التواصل مع فئة الشباب واستطلاع طموحاتهم ليس وليد اللحظة الراهنة، إذ دأبت الوزارة على الدوام على استشراف رؤى الشباب من خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها فرق متخصصة من مسؤولي الوزارة وموظفيها من أجل الوقوف عن كثب على احتياجاتهم وآمالهم، وما هذه الندوة إلا نتاج لتلك الشراكة، وخلاصة من خلاصات تلك اللقاءات المستمرة، التي ارتأينا أن نخرج بها في هذه الصيغة من الملتقيات الشبابية المفتوحة.
وقدم الدكتور الصارمي الشكر والثناء لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والاعلان على رعايتها الاعلامية للندوة وعلى الجهود التي بذلت وستبذل خلال أيام الندوة من أجل أن تخرج الندوة بالصورة المرجوة، ولكل من أسهم بفاعلية من الشباب العماني من أجل يكون للطموح كلمة، وللمستقبل منبر. كما تضمنت فقرات الحفل اقامة معرض للصور على هامش الندوة جسد فيه افكار الشباب وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق وتطلعاتهم نحو عالم متغير.
راوية البوسعيدية: واثقة في خروج الشباب بتوصيات قابلة للتنفيذ
اكدت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي ان الندوة تسعى لأن تسبر أغوار الشباب وأن تقترب منهم أكثر محاولين من خلالها أن نستشرف آراء الشباب بوصفهم الهدف والوسيلة، وأن نستمع إليهم ونرصد تطلعاتهم في عالم يموج بالمتغيرات واضعين نصب أعيننا رغبتنا في أن نتخذ من ماضينا منطلقا لآفاق رحبة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، وتتوق لعالم أفضل تسوده المودة والتفاهم وتسيره مصلحة الوطن.
واضافت معاليها الوزارة ارتأت أن تقيم هذه الندوة التي رسمت لها أن يكون الشباب أنفسهم هم من يقدمها، ومن يناقش محاورها ويحتـضــن فـعـالـياتها المخـتلـفــة فالهــوية العمانية وصور الانتماء والتواصل بين الأجيال وثقافة التعبير الإعلامي، والرموز العمانية .. العصرنة والانتماء، وأخلاقيات الطريق، كلها محاور في غاية الأهمية، يسهم فيها الشباب بأوراق عمل خضعت للمنافسة والتحكيم، وهذا ما يميز هذه الندوة عن مثيلاتها.
وعبرت معاليها عن ثقتها في الشباب بما يمتلكونه من وعي ورؤية بأن يخرجوا بتوصيات قابلة للتطبيق والتنفيذ، مشيرة إلى الفعاليات المصاحبة لهذه الندوة التي تمثلت في مسابقات علمية وأدبية واجتماعية تمثلت في البحوث، والمقال، ومسابقات التحدي، والبحث عن الكنز، والتصميم الجرافيكي، وهي مسابقات في عمومها تخدم الندوة، وتهدف إلى صقل مواهب الشباب وتعريفهم بالمنجزات المتحققة على هذه الأرض الطيبة وبعض مفرداتها التاريخية والحضارية.
د.محمود السليمي: تحولات سياسية كبرى تهدد كيان الدول القومية والوطنية
قدم الدكتور محمود بن مبارك السليمي ورقة عمل بعنوان الهوية والانتماء بين الوعي التاريخي ومرجعياته التراثية في عالم متغير قال فيها: ان العالم يشهد منذ تسعينات القرن العشرين تحولات سياسية كبرى تهدد كيان الدول القومية والوطنية ويجري الحديث عن نظام عالمي جديد تتلاشى فيه حدود الدول لتندمج في اطار واسع هو الدولة العالمية وعن تحول تكنولوجي هائل وعن "صدمة معلوماتية" تقود الى مواجهة ثالثة هي الحداثة والى احداث تغييرات عميقة في تفكيرنا وانماط حياتنا وعاداتنا اليومية ويجري الحديث عن انبعاث حضارة جديدة لم تحدد معالمها النهائية بعد وترافق هذه التحولات سواء على مستوى الدول والمجتمعات او على مستوى الافراد مع نوع من العنف اللاعقلانية في لعبة الابعاد والتهميش وسحق هوية الآخرين ففي القائمين عليها استعداد فطري للقسوة وتعمد سحق اي تيار فكري يحمل ارثا فكريا ويعبر عن مثل انسانية يحمل لواءها علماء ومفكرون وحكماء يجدون انفسهم اليوم ومجتمعاتهم امام تقاليد وايدولوجيات متناقضة تبرز الخصومات الدائمة مع كل شيء له علاقة بالتاريخ والجغرافيا والثقافة والهوية الوطينة وان اندماج اركان المعمورة قاطبة في قرية كونية معرفية واحدة معولمة يتقلص الزمن وتتلاشى المسافات وتنتقل رؤوس الأموال والسلع والمعلومات والمفاهيم والافكار والاخبار والاذواق بسرعة مذهلة وبحرية تامة غير معترفة برقابة حكومية او بحدود وطنية او برفض ايديولوجي.
واشار السليمي الى انه من المهم التأكيد على حقيقة ان الحضارات التقليدية التي ارست في تاريخ البشرية أكبر الابداعات ترزح تحت وطأة بلاهة تسبب الشلل اكثر فاكثر وتتعرض لعزلة ثقافية وتعيش اليوم ازمة الهوية والانتماء من الداخل فالعولمة ظاهرة غريبة كليا عن الحضارات التقليدية بما في ذلك حضارتنا العربية الاسلامية وجعلت الانسان في مجتمعنا مقطوعا عن جذور ذاكرته الاصلية ونحن بسببها في دوامة اعصار تاريخي لم نشارك في صنعه ابدا واخطر ما نتعرض له هو ظاهرة تضييع الذاكرة والغائها وفق عملية ممنهجة ومدروسة ونسف القيم الاخلاقية والتخلي عن الجواهر الروحية وتبني الميول والغرائز المستوردة ويتجسد خطر العولمة في تكريس ظاهرة التغريب المكثفة وفي الاستلاب التدريجي لقيمنا الحضارية.
واشار السليمي الى ان الواقع الحاضر خليط من المقدس والمدنس وخليط من الثقافة المضيفة والثقافة والافكار المستوردة تتداخل فيها ثقافات يستحيل التوفيق بينها وابسط ما يمكن ان يقال عنها: "انها تهدد الهوية والانتماء وقيم حضارتنا التقليدية التي هي خلاصة جهد الاباء والاجداد عبر مئات السنين".
د. صالح الفهدي: محاصرون بالقوة
الناعمةِ لا الصلبة
طرح الدكتور صالح بن محمد الفهدي ورقة عمل بعنوان الاعلام بين المتطلبات المحلية والمؤثرات الخارجية تناول فيها التغيرات التي طرأت على المجتمع وقال : في هذا الزمن المتغيّر الذي من الصعب التنبؤ فيه، تتعرض هُوياتنا - كما هويات مجتمعات أخرى- لمحاولات الطمس والتذويب من قبل ظاهرة العولمة، وقد شبّه على وصفه هذه العلاقة بين الهوية والعولمة كالعلاقة بين الصياد والطريدة إذ العولمة / الصياد تلاحق الهوية/الطريدة فتحاول القضاء عليها..!! هذا هو بالفعل ما هو حاصل. نحنُ محاصرون بالقوة الناعمةِ soft power لا القوة الصلبة Solid power التي تمثلها الجيوش والدبابات وطائرات الشبح وغيرها .. إنما القوة الناعمة هي أكثر فتكاً وأعظم تأثيراً، فما الذي فكك الاتحاد السوفييتي غير القِيم الغربية، وما الذي يثير حفيظة دول كالصين وفرنسا واليابان لتقف وقفة حازمة من أجل الحفاظ على كيانها هُوياتها غير الإحساس بالخطر الداهم..
واضاف الفهدي ان الاجتماع الذي عقد العام الماضي بين مسؤوليين صينيين وفرنسيين يقول زافييه نورت المفوض العام الفرنسي للغة الفرنسية واللغات بوزارة الثقافة والاتصالات الفرنسية إن تقدم العولمة أدى إلى وحدة ثقافية وكذا تفاعلات لغوية وإنقراض لغات ، وهدد الهوية اللغوية. أما شيوى جو ، أستاذ اللغويات بجامعة نانجينغ الصينية ، فقال: إن الشعوب يجب أن تتنبه لاحتمال تحدث العالم بلغة واحدة ، مضيفا أن جهود حماية التنوع اللغوي والثقافي ستساعد في تعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية وحذر تساو تشي يون ، نائب رئيس جامعة بكين للغة والثقافة ، من أن هناك في الصين بعض اللهجات تواجه خطر الانقراض.
وخلص الفهدي ورقة عمله بعدة تساؤلات قائلا: هذا هو ما يحدث في هوياتنا نحن أيضاً من تأثيرات خارجية وداخلية فماذا نفعل إزاءها .. ؟ وما هي البرامج التي نترجمها واقعياً لنحد من هذه التأثيرات ؟ وكيف نحصّن أنفسنا والأجيال الحالية والقادمة من خطر تذويب الهوية العمانية وانسلاخها تدريجياً؟! هي أسئلة مشروعة لابد من أن نطرحها في مثل هذه الندوة التي لا بد أن تخرج ببرامج مدعومة بشتى أنواع الدعم لتلقى النجاح .. في ظل وجود شباب يمتلك من الإمكانات والإستعدادات ما يمكنه من لعب دور فاعل في هذا المجال في ظل وجود إشكاليات كثيرة تحتاج إلى نقاش مستفيض ووقفات مستنيرة قريبة من رؤى الشباب وتطلعاتهم.
نوال الصمامية : الإنسان العماني هو الهدف أولاً وأخيراً
قدمت الطالبة نوال بنت بدر بن سالم الصمامية تخصص الصحافة بكلية العلوم التطبيقية بصور ورقة عمل عنوانها الهوية الوطنية.. إنجازات وتحديات تناولت فيها مفهوم ومكونات الهوية الوطنية ومؤشرات تحديد الهوية الوطنية
وجاء في الورقة: إن مفهوم الهوية الوطنية هو الشعور والإحساس الوجداني الذي يشعر به الفرد (المواطن) تجاه مجتمعه، وأوضحت بعض الأدبيات بأنها: العاطفة القوية التي يحس بها المواطن نحو وطنه، كما يوضحها البعض بأنها: عبارة عن مجموعة من القيم والعادات والتقاليد التي ترسخت في ذهن النشء، أي أنها الترجمة الصادقة لحس الانتماء والحب للوطن ويمكن تصنيف أفراد أي مجتمع إلى ثلاثة أصناف، الأول من يحصل على حقوقه ولا يؤدي واجباته والثاني من يؤدي واجباته ولم يحصل على حقوقه والثالث من يحصل على حقوقه ويؤدي واجباته، وهذه الأصناف أعتقد أنها توجد في معظم المجتمعات في العالم إن لم يكن جميعها، ويحتاج تحقيق الصنف الثالث إلى توازن كبير في المجتمع من حيث مراعاة حقوق الأفراد (المواطنين) وتأدية الواجبات.
أما العامل المهم الذي يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق المفهومين السابقين فهو التعليم وإعداد المواطن الصالح وفق أسس تربوية وتعليمة متضمنة ، فإعداد المواطن رسالة عامة على التعليم القيام بها على الوجه الأكمل ودور التربية الوطنية ينصب في العديد من المفاهيم الخاصة التي تعزز الدور الشامل للتعليم تجاه المواطنة، ونتيجة لذلك فإن التربية الوطنية بمفهومها الخاص كمقرر دراسي مستقل لابد أن يعنى بالدرجة الأولى بموضوع الحقوق والواجبات وتأصيل معنى المواطنة بالدرجة الأولى لأهميتها الثقافية والاجتماعية والقانونية، ولتوضيح هذا الجانب فقد خصص كتاب هذا وطني للصف الحادي عشر في العام الدراسي 2005-2006عن فجر الحضارة في عمان والأصالة والمعاصرة الاجتماعية والهوية الثقافية حيث اهتم الكتاب بالهوية الوطنية التي تحتوي على مكونات ثابتة وهي : مؤشرات تحديد الهوية الوطنية وضربت مثال بالمجتمع العماني وحفاظه على العادات والتقاليد .. وعرض صور ترتبط بذلك .
واضافت الصمامية : ان للانتماء صورا تمتد من الأسرة الصغيرة حتى تصل إلى الوطن الكبير وهي كالآتي: -الانتماء الأسري والانتماء لمجتمع الجيرة الانتماء للوطن حيث كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أزمة الانتماء الوطني التي يشعر بها كل الناس، ويدركها المواطن العادي، والمثقف وقد تجلت هذه الأزمة بوضوح في مشكلات الفساد، والرشوة، واستغلال النفوذ، ونهب المال العام وقد نتجت هذه الأزمة نتيجة تضافر مجموعة متكاملة من العوامل المتمثلة في العوامل الاقتصادية، حيث يؤدي سوء الدخل إلى إيجاد مناخ تتوالد فيه جرائم التغريب التي تنخر في جسم الانتماء الوطني. والعوامل السياسية، والتي تتمثل في أزمة الديمقراطية. والعوامل الاجتماعية، مثل: زيادة حدة المشكلات الاجتماعية، والتغير في النسق القيم، هذا فضلا عن العوامل الخارجية التي تتمثل في سيادة موجة التغريب الثقافي وهناك ايضا الانتماء القومي العربي ومقوماته المتمثلة في: وحدة اللغة، والتاريخ المشترك، والدين، ووحدة الإقليم، والتعاون الاقتصادي. وهو يواجه في الوقت الحالي عدداً من التناقضات التي تؤدي إلى ضعفه وانهياره وهناك ايضا الانتماء والعمل الخيري حيث تكتسب مؤسسات العمل الخيري دورها الحيوي في مجالات تعزيز وتفعيل الانتماء، وذلك من طبيعة تكوينها على المستوى الشعبي غير الرسمي، واعتمادها الرئيسي على الدعم المادي من قبل الأفراد والجماعات والانتماء ليس شيئاً ظاهرياً مادياً يمكن قياسه، بل هو أمر عاطفي يجعل العنصر أو الفرد في ميل دائم لهذا العمل، ومن هذا الأساس ينطلق في همه للعمل وتفكيره فيه، وفرحه بالإنجاز، وحرصه على الوحدة والتعاون، وأشياء كثيرة يصعب حصرها.
ونتيجة لذلك فقد اهتمت جميع دول العالم بتطوير المؤسسات التعليمية باعتبارها الأساس لتطوير مختلف مجالات الحياة من ناحية، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن، والمحافظة على قيمه وعاداته وتقاليده ومبادئه الأصيلة من ناحية أخرى.
كما تناولت الصمامية في ورقة عملها الهوية الوطنية في المناهج العمانية ( نموذجا ) قائلة :لم تغب المواطنة وتربية النشء عن فكر جلالة السلطان قابوس سلطان عمان, حيث يؤكد دائماً عليها في خطبه وتوجيهاته، "إن الإنسان العماني هو هدفنا أولاً وأخيراً" ، "إن المواطن العماني هو المقصود بحق العيش الكريم على تراب أرضه، رافع رأسه، موفور الكرامة في ظل العدالة الاجتماعية المنبثقة من التعاليم الإسلامية"، "وفي الوقت نفسه تحملنا حمايته من التمزق والضياع، وإحياء حضارته واستعادة أمجاده، وربطه ربطاً وثيقاً بالأرض ليشعر بعمق الوطنية، ومدى التجاذب بين الإنسان العمّاني وبين أرض عمان الطيبة". "إن السياسة التي آمنا بها هي دائماً وأبداً التقريب والتفاهم بين الحاكم والمحكوم، وبين الرئيس والمرؤوس، وذلك ترسيخاً للوحدة الوطنية وإشاعة لروح التعاون بين الجميع"، لكن السلطان يحذّر من الوطنية السلبية فيقول: "وحب الوطن والإخلاص له يجب أن يتّخذ شكل العمل الدائب المستمر الذي يتوجب على كلّ رجل وكل امرأة القيام به". وقد بني السلطان دولته العصرية على أساس الدين والحضارة، فيقول:" إننا وقد وضعنا بلادنا على طريق البناء والتقدّم من أجل إقامة دولة عصرية إلا أن ذلك يجب ألا يكون على حساب تعاليم ديننا القويم، أو على حساب تقاليدنا وتراثنا الحضاري الذي نعتز به اعتزازاً بأنفسنا". وفلسفته في ذلك بأن "رقي الأمم ليس في علوّ مبانيها، ولا في وفرة ثرواتها، إنما رقيّها يستمد من قوة إيمان أبنائها بالله، ومكارم الأخلاق، وحبّ الوطن، والحرص والاستعداد للبذل والفداء في سبيل المقدسات .. ونُشيّد لعمان حضارة عصرية راسخة الأركان على أساس صلب من الدين ومن الأخلاق والعلم النافع".
وجاء في الأهداف العامة لمناهج الدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الأساسي مجموعة من الأهداف منها: ترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية لدى التلاميذ، وتنشئتهم على الاعتزاز بالإسلام وقيمه السامية و تنمية روح المواطنة السليمة القائمة على الفهم الصحيح للنظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدولة والمحافظة على العادات والتقاليد العمانية الأصيلة الحميدة، وتطويرها، والانفتاح الواعي على المنجزات الحضارية المعاصرة في إطار الهوية العربية الإسلامية اضافة الى تنمية الاتجاهات السليمة نحو العمل والإنتاج والإدخال والاستهلاك الرشيد واحترام العمل اليدوي والاستغلال الأمثل لوقت الفراغ والاعتزاز بالتراث الثقافي العماني، والحضارة العربية الإسلامية، واحترام ثقافات الأمم والشعوب الأخرى وإدراك أهمية الأسرة، ودورها الفاعل في تعزيز الروابط بين الأفراد باعتبارها النواة الأولى للمجتمع وتعزيز التضامن العربي الإسلامي، وترسيخ مبادئ السلام العالمي والتعاون الدولي.
واستعرضت الصمامية بعض الرسائل التي تتناقل عبر وسائل التواصل والتي تؤثر سلبا على الهوية الوطنية حيث قالت: إن الاتحاد الأوروبي الذي يسعى حاليا لترسيخ هوية أوروبية جديدة سياسيا واقتصاديا ونقديا يرفض بشدة العولمة الثقافية التي تريد الولايات المتحدة فرضها عليه وعلى العالم أجمع ويتشبث بالخصوصيات الثقافية الأوربية. وأفضل تجلي لذلك ما نجده في فرنسا التي اتخذت مثلا إجراءات قانونية صارمة للمحافظة على لغتها الفرنسية، وسنت قانونا يحظر استخدام اللغة الإنجليزية في وسائل الإعلام وفي التجارة وفي المحلات التجارية وأسماء الماركات والعناوين المستخدمة فيها. على الرغم من تأكيد أوروبا على خصوصيتها الثقافية، نجد بلداننا العربية تميل إلى تقمص ثقافة الغرب وهويته، رغم محاولات بعض الدول العربية إلى التمسك بهويتها ورموزها الثقافية، حيث نجد نظمنا التعليمية تميل إلى إتباع أساليب الغرب في التعليم، والتحول نحو التعليم باللغات الأجنبية، وإصرار الجامعات العربية على التدريس باللغة الانجليزية ( حتى التخصصات الإنسانية ). علاوة على ذلك، تخلي شبابنا هويتهم الثقافية العربية الإسلامية حين يتكالبون على تعلم اللغة الإنجليزية دون العربية، ويرتدون الجينز وغيرها من العادات الغير العربية، وإصرار الكثيرين على استخدام اللغة الانجليزية في التواصل العام، وفي الوقت الذي يشهد فيه العصر الحديث شعوبا تعتز بلغتها التي كانت منقرضة أو شبه منقرضة يبدو إهمالنا للغة العربية على مستوى العلم والتعليم والتطوير.
وخلصت الصمامية الى عدد من التوصيات وهي ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية عند المواطن منذ صغره حتى يتولد لديه روح الانتماء وترسيخ الوعي التاريخي السليم في المناهج العمانية، باعتبار التاريخ عنصراً من عناصر ثقافة المجتمع الذي لا بدّ من تزويده بحقائق تاريخية تتضمن البعد الوطني والعربي والإسلامي لمواجهة التحديات التي تشكل خطراً حقيقياً على الهوية الوطنية والحفاظ على اللغة العربية وتفعيلها بالصورة الحقيقة حتى لا تتطغى اللغات الأخرى عليها وتكثيف جهود المؤسسات التعليمة في سبيل تفعيل الهوية الوطنية ومراقبة ومتابعة وإصدار المخالفات في كل من يسيء بحق الهوية الوطنية اضافة الى زيادة التوعية بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة توضيح الطرق السليمة للمواطن في طرق الاستخدام والابتعاد عن كل ما يسيء بحق الهوية الوطنية والمحافظة على الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، ولا يعني ذلك التقهقر عن الواقع، إنما الانفتاح والتواصل مع الغير، باعتباره أمراً حتمياً وشيئاً ضرورياً، ولكن من دون تفريط في الثوابت الشرعية والوطنية؛ فثمّة فرقٌ بين الانفتاح المطلق وتقبل كل شيء دعت إليه الحداثة وبين الهوية والخصوصية. فالتجديد سمة بارزة في حياة المجتمعات، شريطة أن يتمّ ذلك تدريجياً لا بالطفرة اللاشعورية وتكثيف الجهود الإعلامية في سبيل نشر الوعي بأهمية المحافظة على الهوية الوطنية اضافة الى تضافر جهود الجميع من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية بدأ من الأسرة ومن ثم المؤسسات التعليمية كالمدرسة والجامعات والكليات وإدراك الأسرة بأهمية تربية أبنائها على أهمية حب الوطن والحفاظ على الهوية الوطنية وتكثيف المسابقات التي من شأنها تعزز من أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والحفاظ على مكتسبات وإنجازات الوطن وإنشاء المزيد من المتاحف التي من شأنها تعزز مفهوم الهوية الوطنية, حيث التراث الأصيل التي تتمتع به السلطنة لا يوفي بحقه متحف واحد.
وهب السعدي: العولمة واقع
كما قدم الطالب : وهب بن مبارك بن خميس السعدي من جامعة السلطان قابوس- كلية الحقوق ورقة عمل بعنوان: "الهوية والانتماء في ظل العولمة.. المجتمع العماني أنموذجا" تناول فيها اهم التحديات التي تواجه المجتمع من جراء العولمة قائلا:ان البعض يعتقد أن العولمة تتصل بالنشاط الاقتصادي على وجه الخصوص، ولكن تأثيرها الثقافي لا يقل أهمية عن هذا النشاط إن لم يزد عليه، ويرجع ذلك إلى أن هذا التأثير لا يتصل بالأسواق وحركة المال فقط، وإنما يتصل بكيان الأمم وهوياتها ومن الطبيعي أن تتفاوت وجهات النظر تجاه المواقف التي ينبغي تبنيها بالنسبة للتأثيرات التي تحدثها، وهي تتمثل بوجه عام في أن جهة تدعو إلى تقبل الجديد مع المحافظة على الهوية بشرط عدم التعصب والانغلاق، والثانية تدعو إلى الحذر من تيار العولمة لأن فيه تهديدا ولو على المدى الطويل لهذه الهوية، وللتنوع الثقافي بوجه عام.
ويرى السعدي أن العولمة أصبحت واقعًا، ومن خلال الميزان الحالي للقوى في العالم الذي يتحكم في توجيه الاقتصاد والسياسة والثقافة لصالح الغرب تحت غطاء العولمة والقرية الكونية الواحدة، هذه المخاوف لا تنبغي أن تصبح سببا للهروب من المواجهة والمشاركة، وإنما حافزا للإسهام بفاعلية في هذه التطورات الجديدة في مختلف الميادين، والاستفادة من إمكانات التكنولوجيا في تأكيد الهوية وتحصينها، فلكل مجتمع خصوصيته وتاريخه، ومن الواجب أن تكون هناك محاولات لفهم ومتابعة ما يجري بين الثقافات الغربية وغير الغربية من خلال الاحتكاك بها وتفاعل معها. لذا علينا أن نحقق الاستفادة من التراكم المعرفي الخاص بهوياتنا، إلى جانب الاستفادة من الجديد المعرفي الذي تحمله المتغيرات الحالية، لأن هذه المتغيرات تحمل اتجاهات فكرية ستترك بصماتها، ولاسيما أن جوهر عملية العولمة يتمثل في سهولة حركة وانتقال الأفراد والسلع ورؤوس الأموال والخدمات والأفكار والمعلومات ووسائل الاتصال بين الدول والمجتمعات على النطاق الكوني. وتبرز قضية الهوية بمجرد حديثنا عن الانتقال عبر الحدود وخاصة في مجال المعلومات والأفكار والاتجاهات والأنماط السلوكية. فالهوية تعني السمات المعبرة عن الشعور بالانتماء لدى أفراد كيان اجتماعي معين، والوعي بخصوصيتهم المتمثلة في نسقهم القيمي، ورؤيتهم المتميزة للكون والإنسان، ورصيدهم المختزن من الخبرات المعرفية والتجارب والأنماط السلوكية، ونوعية تفاعلهم مع البعدين التاريخي والجغرافي كما تصوره مؤسساتهم الاجتماعية والسياسية. وهكذا فالهوية تعبر عن كيان معنوي له حياته وحركته الديناميكية التي تساعده على أن يتفاعل مع كيانات معنوية أخرى إيجابا أو سلبا، وأن ينمو بسرعة أو ببطء، وأن يواجه ما يعترض طريقه من مستجدات بأساليب مختلفة تتناسب مع ما يميزه.
وتساءل السعدي كيف يكون للعولمة كل هذا الزخم من التأثير؟ مشيرا الى أن ذلك يحدث من خلال ثورة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة كوسيلة رئيسية لنشر هذا التأثير؛ والمثال الواضح لذلك القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت والهواتف المحمولة، وما نشهده من تقلص دور الكلمة المكتوبة لحساب الصورة المرئية، مما أدى إلى تسطيح الوعي، وتأكيد دور الإنسان المشاهد .
وأضاف ان العولمة موجهة بوجه الخصوص إلى فئة الشباب وهم الفئة الأكثر تأثرًا بها، لذا فهي صناعة ثقافية خاصة بالشباب تتوافر فيها كل عناصر الجذب والتشويق، وتشبع لديهم وهم مجاراة العصر وإلى جانب الكسب العاجل من وراء هذا التسويق على المستوى العالمي، فإن الكسب الأهم يتمثل في أن شباب اليوم هم نخب المستقبل في بلادهم. فمن خلال ثقافة الأشياء التي تعتمد على الإعلانات المدروسة والمكثفة فتعمل على إقناع المستهلك بأن ما تقدمه له الشركات العالمية المنتجة هو الذي يكفل له ما يتمناه من الحياة، ولا معنى أن يكون منتميًا أو أن يتمسك بالهوية في ظل الثقافة الكونية والتي تجلب لهم جل ما يطلبون من منافع وهمية.
وخلص السعدي في ورقته إلى تأكيد واقع العولمة وأنها أساس في سياق واقعنا المعاش حيث أن معظم المجتمعات تواجه وفقًا للتحولات العالمية الجارية الآن، تحديات إمبريالية توسعية تهدف إلى تكريس التبعية الغربية، ودعم مقوماته من جهة مقابل إضعاف مقومات الشعوب الأخرى، وباستخدام كافة الأساليب لتغيير الهوية القومية والثقافية للأفراد وانتماءاتهم، سعيًا للتنميط العالمي وفقًا لمصالح الدول التي تفرض هيمنتها، ولكن ذلك لا يعني أن يقف الفرد موقف المتفرج لما يحدث والتسليم أنما يحدث من حولنا يقود بوصلته الدول العظمى، ولكن يجب أن يكون موقفه واضحًا من التغيرات من حوله، ومن الأهمية بمكان ألا تكون مواقفنا مبنية على التقليد، فمجتمعاتنا واقعة بين تقليد السلف أو تقليد الغرب، وفي كلا الأمرين هذا تعارض مع التمازج الذي تطرقنا له سابقًا بين القديم والجديد، والماضي والحاضر، والأصالة والمعاصرة، والتراث والتجديد ضمن تمازج تكاملي سعيًا لتحقيق القيم الإنسانية وقبل ذلك تحقيقًا للأسباب التي خلقنا الله –عز وجل من أجلها، فلا للتقليد ولا للطفرات ولا لحرق المراحل، وإنما أن نفهم واقعنا المعاش وخصوصيات مجتمعاتنا المتمثلة في الهوية المتشكلة عبر خبرات تكونت وتم توارثها على مدى الأجيال وتحديد الولاءات والانتماءات والروابط التي تمسك بها السلف فنأخذ من العولمة ما يفيد حاضرنا ويبني لنا مستقبلنا ويحافظ على هيبة ماضينا بروح الإبداع والابتكار بعيدًا عن التقليد، ونعيد صياغة مفاهيم العصر مع ما يتناسب مع قيمنا وليس العكس في إطار تفاعل العوامل الدينية والوطنية والاجتماعية مع العوامل الثقافية لتحجيم كل تفاعل قد تسببه العولمة لإحداث الاغتراب الثقافي بكل أبعاده، ويستدعي ذلك ضرورة تبني أفراد المجتمع العماني موقف التقييم والوعي النقدي
تعليق
تعليق