بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.. والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ونورا يضيء سبيل السالكين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الحفل الكريم أبناءنا الطلبة والطالبات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنه لمن دواعي البهجة والسرور أن تجمعنا هذه المناسبة السعيدة للاحتفال بباكورة الثمار الطيبة لجامعة السلطان قابوس وإذ نتوجه بالتحية والتهنئة للخريجين والخريجات في هذا اليوم الأغر المشرق.. فاننا نتطلع بالأمل الواعد إلى هذه الجامعة الفتية التي تجسد التواصل الحضاري بين ماضي عُمان التليد وحاضرها السعيد ومستقبلها المجيد باذن الله.
لقد كان انشاء هذه الجامعة تتويجا لجهود دائبة من اجل توفير العلم والمعرفة للانسان العماني حيثما كان على ارض هذا الوطن في مدنه وقراه في حاضرته وباديته في سهوله وجباله وإنه لإنجاز يدعو إلى الفخر والاعتزاز والشكر لله العلي القدير أن تنتقل المسيرة التربوية الزاهرة من نجاح إلى نجاح وعلى مدى السنوات العشرين الماضية من عهد النهضة المباركة.
إن نشر التعليم في جميع أنحاء السلطنة كان منذ البداية هدفا أساسيا نسعى إلى تحقيقه حتى ينال كل نصيبه فيه فقد كان أمام هذا البلد تحد كبير للتغلب على ميراث سنين طويلة من العزلة والتخلف.
وبدأنا المسيرة شاقة مضنية ببناء الدولة العصرية التي نصبو اليها لبنة لبنه. وقد كان لنا من حضارتنا وتاريخنا وأمجادنا الغابرة مدد أي مدد ومن توفيق الله وعزم أبنائنا وطموحهم وإخلاصهم سند ما بعده سند.
وها هي عُمان تحقق من الإنجازات الشامخة ما يبرز أصالتها ويؤكد مزاياها النادرة وخصائصها الجليلة.
لقد دعونا إلى بدء مسيرة التعليم ولو من تحت ظلال الأشجار وإلى إتاحة الفرصة للالتحاق بموكب العلم لكل المواطنين ذكورا وإناثا صغارا وكبارا دون تميز أو تفرقه.. فنهر العلم الصافي ينبغي أن ينهل منه الجميع.. وأن تجري قنواته بالخير والخصب والنماء في كل بقعة من أرض عُمان الطيبة الطاهرة.
وعلى مدى السنوات الماضية تطور العلم في كمه وكيفه.. فتضاعفت أعداد المدارس والتلاميذ أضعافا كثيرة.. وتعددت مستوياته فكان هناك التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي والعالي.. كما تشعبت فروعه وأنواعه لمقابلة احتياجات التنمية.. فتوفر للدارسين التعليم الزراعي والصناعي والتجاري والمهني وكليات المعلمين والمعلمات بالاضافة إلى المعاهد التي تعنى بالدراسات الإسلامية ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار، وجاء افتتاح الجامعة في عام 1986م برهانا على مدى ما يمكن أن تحققه العزائم الصادقة المتوقدة والسواعد الفتية المتحفزة من مكاسب وإنجازات.
أبناءنا الطلبة والطالبات..
إن الغاية الكبرى من إنشاء جامعة السلطان قابوس هي إعداد أجيال من الشباب العماني الواعي المؤمن بدينه وأمته القادر على تسخير قدراته الخلاقة ومواهبه المتعددة ومهاراته العلمية والفكرية لخدمة وطنه والارتقاء بمجتمعه والمحافظة على هويته المتميزة وتراثه الحضاري الضارب في اعماق التاريخ.
ولتحقيق هذه الغاية تتضافر كل الجهود وتتساند كل الاجهزة فاستمرار التنمية ومواكبة المجتمع للتطورات المتلاحقة من حوله بكل كفاءة واقتدار رهن بهذا الصنف من الشباب الذي يحمل بين جنبات نفسه القوية الطامحة إحساسا عميقا بالمسؤولية والانتماء للوطن.. فاذا نجحت الجامعة في إنجاز هذا الهدف العظيم وهو ما نرجو أن نلمسه منذ اليوم ونحن نحتفل بتخريج الفوج الأول من أبنائها فانها تكون بذلك قد سلكت طريقها المرسوم لإنجاز غاياتها الاخرى المتعددة التي تجعل منها منارة للعلم والمعرفة.
لقد وفرنا بحمد الله لهذا الصرح العلمي الخبرات العالية والاجهزة المتطورة والتسهيلات الضرورية الاخرى التي تيسر له أداء الواجب المنوط به على خير وجه.. ولما كانت خطط التنمية الشاملة تقتضي في المرحلة القادمة بروز دور الجامعة بشكل فعال في مجال الدراسات والبحوث فقد تم رصد اعتمادات أولية لتمكنها من الدخول في هذا المضمار وتكثيف الجهد فيه للاسهام في الارتقاء بالمستوى الثقافي والمعيشي للمجتمع العماني خاصة وللإنسانية عامة.
إننا نهيب من فوق هذا المنبر باساتذة الجامعة وعلمائها والباحثين فيها أن يشمروا عن ساعد الجد ويستثمروا المناخ الفكري الذي يعيشون فيه للعمل الدؤوب المثمر من أجل إعداد البحوث العلمية الرصينة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم والأداب وغيرها من المعارف الانسانية المتنوعة وأن يقدموا الخبرة الواعية المتمرسة للمواهب الواعدة المتوثبة من طلاب الجامعة وطالباتها تمهيدا لبروز جيل من العلماء والباحثين العمانيين القادرين على العمل المنظم المبدع والمتميزين بالروح العلمية التي تتصف بالعطاء الدافق من أجل تحقيق الخير للجميع.
كما ندعو أبناءنا الطلبة والطالبات أن يعملوا بتعاون وثيق مع اساتذتهم لاكتساب العلم النافع والمهارة الفنية والقدرة الابداعية وأن يتحلوا بالصبر والجلد والمثابرة حتى يتسنى لهم تحقيق ما يطمحون إليه من مجد وفخار.
أبناءنا الخريجون والخريجات إن احتفاءنا بكم يأتي ونحن على أبواب العيد العشرين لمسيرتنا الظافرة.. وخلال الفترة السابقة تحققت على أرض هذا الوطن الغالي إنجازات عظيمة ولكن الطريق أمامنا ما زال طويلا شاقا يحتاج إلى كثير من الجهد الباذل والهمة العالية والعطاء المخلص المتجرد الذي لا ينتظر الجزاء والمكافأة من أحد وإنما هو في سبيل رفعة الأمة ورقيها وعلو شأن الوطن ومنزلته بين العالمين.
وها أنتم اكتسبتم من المعارف والخبرات ما يؤهلكم للإسهام بدور هام وحيوي في بناء المجتمع العماني المعاصر.. والحفاظ على مكاسب النهضة المباركة وتحقيق مزيد من التقدم للأجيال العمانية الحاضرة والقادمة في إطار المثل والقيم الخالدة التي نؤمن بها قيم الخير والحق والتسامح والتكامل والإيثار والتضحية وحسن المعاملة وهي قيم توارثها الآباء والاجداد وتشربها المجتمع العماني جيلا بعد جيل فأصبحت طبيعة ملازمة له وسجية محمودة من سجاياه العديدة التي تخلق بها وسار على نهجها خلال جميع العصور والاحقاب.
إن تحصيل العلم ليس ترفا وإنما هو التزام وإسهام.. التزام بكل القيم الخيرة النيرة وإسهام جاد لا يعرف الكلل في بناء الأمة، ودعم إنجازاتها وتحقيق طموحاتها القريبة منها والبعيدة.. فهل أنتم قادرون على هذا الالتزام وهل أنتم مستعدون لهذا الاسهام.
إن الأيام القادمة سوف تجيب عن هذا التساؤل.. ونحن لا يخالجنا شك في أن الرد سيكون بالايجاب أن شاء الله.
أيها الحفل الكريم أبناؤنا الطلبة والطالبات..
إن جامعة السلطان قابوس معلم بارز من معالم النهضة العمانية الحديثة وأبناؤها هم معقد الأمل ونحن حريصون دائما أن تستكمل مرافقها بما يمكنها من أداء دورها كاملا في هذا المجتمع المتشوق للعلم، المتطلع إلى المعرفة، الطامح في الوصول إلى مصاف الأمم المتقدمة في اقرب وقت وبخطى ثابتة.
ومن منطلق هذا الحرص واستلهاما لذلك الدور التاريخي البارز الذي اسهم به العمانيون على مدى قرون عديدة في التجارة الدولية حيث جاب التاجر العماني أركان العالم القديم ينقل البضائع ويتبادلها مع شعوب الأرض المختلفة وينشر معها في ذات الوقت دينه وحضارته العربية الاسلامية فقد أمرنا بإنشاء كلية للتجارة والاقتصاد تفتح أبوابها للدارسين عام 1993م أن شاء الله على أن تستكمل هياكلها العلمية ومرافقها الضرورية خلال الفترة المتبقية حتى تاريخ الافتتاح.
إن الحاجة إلى هذه الكلية ماثلة، فقد تطورت التجارة في عُمان وتشعبت فروعها وأصبحت تسهم بقسط وافر في مجال الاقتصاد الوطني، وكان لابد من إعداد الكفاءات الوطنية المؤهلة في مختلف فنونها وبالاضافة إلى التجارة فقد نمت من خلال خطط التنمية المتلاحقة التي شهدتها البلاد جوانب أخرى عديدة للاقتصاد العماني وظهرت الحاجة ايضا إلى الكوادر المدربة تدريبا عاليا في شتى العلوم الاقتصادية.. القادرة على ادارة منجزات النهضة المباركة وتطويرها وإعداد البرامج والخطط السليمة المرتكزة على أسس علمية مدروسة ولا يخفى أن الاقتصاد اليوم وكما كان دائما هو عصب الحياة ومقياس التقدم والقاعدة المتينة لكل بناء حضاري ومن هذا المنطلق فان توفير العناصر الوطنية المتخصصة في هذا المجال يعتبر أمرا ضروريا لا مناص منه في أي مجتمع معاصر، وفي ختام كلمتنا يسرنا أن نشيد بالجهود التي بذلها مجلس الجامعة وادارتها وهيئاتها الاكاديمية للمستوى الرفيع الذي تم التوصل إليه خلال فترة قصيرة.
فلهم منا الشكر والتقدير والدعم والمساندة من أجل مزيد من التقدم والتطور.. نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا التوفيق والسداد في خطواتنا وان يأخذ بايدي ابنائنا الطلبة والطالبات إلى ما فيه الخير لهم ولامتهم وان يجعل من هذه الجامعة مثابة للعلم النافع المفيد الذي يغذي الحياة الانسانية ويسمو بقيمها ويسهم في بناء حاضرتها الروحية والمادية والفكرية انه على ما يشاء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.. والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ونورا يضيء سبيل السالكين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الحفل الكريم أبناءنا الطلبة والطالبات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنه لمن دواعي البهجة والسرور أن تجمعنا هذه المناسبة السعيدة للاحتفال بباكورة الثمار الطيبة لجامعة السلطان قابوس وإذ نتوجه بالتحية والتهنئة للخريجين والخريجات في هذا اليوم الأغر المشرق.. فاننا نتطلع بالأمل الواعد إلى هذه الجامعة الفتية التي تجسد التواصل الحضاري بين ماضي عُمان التليد وحاضرها السعيد ومستقبلها المجيد باذن الله.
لقد كان انشاء هذه الجامعة تتويجا لجهود دائبة من اجل توفير العلم والمعرفة للانسان العماني حيثما كان على ارض هذا الوطن في مدنه وقراه في حاضرته وباديته في سهوله وجباله وإنه لإنجاز يدعو إلى الفخر والاعتزاز والشكر لله العلي القدير أن تنتقل المسيرة التربوية الزاهرة من نجاح إلى نجاح وعلى مدى السنوات العشرين الماضية من عهد النهضة المباركة.
إن نشر التعليم في جميع أنحاء السلطنة كان منذ البداية هدفا أساسيا نسعى إلى تحقيقه حتى ينال كل نصيبه فيه فقد كان أمام هذا البلد تحد كبير للتغلب على ميراث سنين طويلة من العزلة والتخلف.
وبدأنا المسيرة شاقة مضنية ببناء الدولة العصرية التي نصبو اليها لبنة لبنه. وقد كان لنا من حضارتنا وتاريخنا وأمجادنا الغابرة مدد أي مدد ومن توفيق الله وعزم أبنائنا وطموحهم وإخلاصهم سند ما بعده سند.
وها هي عُمان تحقق من الإنجازات الشامخة ما يبرز أصالتها ويؤكد مزاياها النادرة وخصائصها الجليلة.
لقد دعونا إلى بدء مسيرة التعليم ولو من تحت ظلال الأشجار وإلى إتاحة الفرصة للالتحاق بموكب العلم لكل المواطنين ذكورا وإناثا صغارا وكبارا دون تميز أو تفرقه.. فنهر العلم الصافي ينبغي أن ينهل منه الجميع.. وأن تجري قنواته بالخير والخصب والنماء في كل بقعة من أرض عُمان الطيبة الطاهرة.
وعلى مدى السنوات الماضية تطور العلم في كمه وكيفه.. فتضاعفت أعداد المدارس والتلاميذ أضعافا كثيرة.. وتعددت مستوياته فكان هناك التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي والعالي.. كما تشعبت فروعه وأنواعه لمقابلة احتياجات التنمية.. فتوفر للدارسين التعليم الزراعي والصناعي والتجاري والمهني وكليات المعلمين والمعلمات بالاضافة إلى المعاهد التي تعنى بالدراسات الإسلامية ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار، وجاء افتتاح الجامعة في عام 1986م برهانا على مدى ما يمكن أن تحققه العزائم الصادقة المتوقدة والسواعد الفتية المتحفزة من مكاسب وإنجازات.
أبناءنا الطلبة والطالبات..
إن الغاية الكبرى من إنشاء جامعة السلطان قابوس هي إعداد أجيال من الشباب العماني الواعي المؤمن بدينه وأمته القادر على تسخير قدراته الخلاقة ومواهبه المتعددة ومهاراته العلمية والفكرية لخدمة وطنه والارتقاء بمجتمعه والمحافظة على هويته المتميزة وتراثه الحضاري الضارب في اعماق التاريخ.
ولتحقيق هذه الغاية تتضافر كل الجهود وتتساند كل الاجهزة فاستمرار التنمية ومواكبة المجتمع للتطورات المتلاحقة من حوله بكل كفاءة واقتدار رهن بهذا الصنف من الشباب الذي يحمل بين جنبات نفسه القوية الطامحة إحساسا عميقا بالمسؤولية والانتماء للوطن.. فاذا نجحت الجامعة في إنجاز هذا الهدف العظيم وهو ما نرجو أن نلمسه منذ اليوم ونحن نحتفل بتخريج الفوج الأول من أبنائها فانها تكون بذلك قد سلكت طريقها المرسوم لإنجاز غاياتها الاخرى المتعددة التي تجعل منها منارة للعلم والمعرفة.
لقد وفرنا بحمد الله لهذا الصرح العلمي الخبرات العالية والاجهزة المتطورة والتسهيلات الضرورية الاخرى التي تيسر له أداء الواجب المنوط به على خير وجه.. ولما كانت خطط التنمية الشاملة تقتضي في المرحلة القادمة بروز دور الجامعة بشكل فعال في مجال الدراسات والبحوث فقد تم رصد اعتمادات أولية لتمكنها من الدخول في هذا المضمار وتكثيف الجهد فيه للاسهام في الارتقاء بالمستوى الثقافي والمعيشي للمجتمع العماني خاصة وللإنسانية عامة.
إننا نهيب من فوق هذا المنبر باساتذة الجامعة وعلمائها والباحثين فيها أن يشمروا عن ساعد الجد ويستثمروا المناخ الفكري الذي يعيشون فيه للعمل الدؤوب المثمر من أجل إعداد البحوث العلمية الرصينة في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم والأداب وغيرها من المعارف الانسانية المتنوعة وأن يقدموا الخبرة الواعية المتمرسة للمواهب الواعدة المتوثبة من طلاب الجامعة وطالباتها تمهيدا لبروز جيل من العلماء والباحثين العمانيين القادرين على العمل المنظم المبدع والمتميزين بالروح العلمية التي تتصف بالعطاء الدافق من أجل تحقيق الخير للجميع.
كما ندعو أبناءنا الطلبة والطالبات أن يعملوا بتعاون وثيق مع اساتذتهم لاكتساب العلم النافع والمهارة الفنية والقدرة الابداعية وأن يتحلوا بالصبر والجلد والمثابرة حتى يتسنى لهم تحقيق ما يطمحون إليه من مجد وفخار.
أبناءنا الخريجون والخريجات إن احتفاءنا بكم يأتي ونحن على أبواب العيد العشرين لمسيرتنا الظافرة.. وخلال الفترة السابقة تحققت على أرض هذا الوطن الغالي إنجازات عظيمة ولكن الطريق أمامنا ما زال طويلا شاقا يحتاج إلى كثير من الجهد الباذل والهمة العالية والعطاء المخلص المتجرد الذي لا ينتظر الجزاء والمكافأة من أحد وإنما هو في سبيل رفعة الأمة ورقيها وعلو شأن الوطن ومنزلته بين العالمين.
وها أنتم اكتسبتم من المعارف والخبرات ما يؤهلكم للإسهام بدور هام وحيوي في بناء المجتمع العماني المعاصر.. والحفاظ على مكاسب النهضة المباركة وتحقيق مزيد من التقدم للأجيال العمانية الحاضرة والقادمة في إطار المثل والقيم الخالدة التي نؤمن بها قيم الخير والحق والتسامح والتكامل والإيثار والتضحية وحسن المعاملة وهي قيم توارثها الآباء والاجداد وتشربها المجتمع العماني جيلا بعد جيل فأصبحت طبيعة ملازمة له وسجية محمودة من سجاياه العديدة التي تخلق بها وسار على نهجها خلال جميع العصور والاحقاب.
إن تحصيل العلم ليس ترفا وإنما هو التزام وإسهام.. التزام بكل القيم الخيرة النيرة وإسهام جاد لا يعرف الكلل في بناء الأمة، ودعم إنجازاتها وتحقيق طموحاتها القريبة منها والبعيدة.. فهل أنتم قادرون على هذا الالتزام وهل أنتم مستعدون لهذا الاسهام.
إن الأيام القادمة سوف تجيب عن هذا التساؤل.. ونحن لا يخالجنا شك في أن الرد سيكون بالايجاب أن شاء الله.
أيها الحفل الكريم أبناؤنا الطلبة والطالبات..
إن جامعة السلطان قابوس معلم بارز من معالم النهضة العمانية الحديثة وأبناؤها هم معقد الأمل ونحن حريصون دائما أن تستكمل مرافقها بما يمكنها من أداء دورها كاملا في هذا المجتمع المتشوق للعلم، المتطلع إلى المعرفة، الطامح في الوصول إلى مصاف الأمم المتقدمة في اقرب وقت وبخطى ثابتة.
ومن منطلق هذا الحرص واستلهاما لذلك الدور التاريخي البارز الذي اسهم به العمانيون على مدى قرون عديدة في التجارة الدولية حيث جاب التاجر العماني أركان العالم القديم ينقل البضائع ويتبادلها مع شعوب الأرض المختلفة وينشر معها في ذات الوقت دينه وحضارته العربية الاسلامية فقد أمرنا بإنشاء كلية للتجارة والاقتصاد تفتح أبوابها للدارسين عام 1993م أن شاء الله على أن تستكمل هياكلها العلمية ومرافقها الضرورية خلال الفترة المتبقية حتى تاريخ الافتتاح.
إن الحاجة إلى هذه الكلية ماثلة، فقد تطورت التجارة في عُمان وتشعبت فروعها وأصبحت تسهم بقسط وافر في مجال الاقتصاد الوطني، وكان لابد من إعداد الكفاءات الوطنية المؤهلة في مختلف فنونها وبالاضافة إلى التجارة فقد نمت من خلال خطط التنمية المتلاحقة التي شهدتها البلاد جوانب أخرى عديدة للاقتصاد العماني وظهرت الحاجة ايضا إلى الكوادر المدربة تدريبا عاليا في شتى العلوم الاقتصادية.. القادرة على ادارة منجزات النهضة المباركة وتطويرها وإعداد البرامج والخطط السليمة المرتكزة على أسس علمية مدروسة ولا يخفى أن الاقتصاد اليوم وكما كان دائما هو عصب الحياة ومقياس التقدم والقاعدة المتينة لكل بناء حضاري ومن هذا المنطلق فان توفير العناصر الوطنية المتخصصة في هذا المجال يعتبر أمرا ضروريا لا مناص منه في أي مجتمع معاصر، وفي ختام كلمتنا يسرنا أن نشيد بالجهود التي بذلها مجلس الجامعة وادارتها وهيئاتها الاكاديمية للمستوى الرفيع الذي تم التوصل إليه خلال فترة قصيرة.
فلهم منا الشكر والتقدير والدعم والمساندة من أجل مزيد من التقدم والتطور.. نسأل الله عز وجل أن يكتب لنا التوفيق والسداد في خطواتنا وان يأخذ بايدي ابنائنا الطلبة والطالبات إلى ما فيه الخير لهم ولامتهم وان يجعل من هذه الجامعة مثابة للعلم النافع المفيد الذي يغذي الحياة الانسانية ويسمو بقيمها ويسهم في بناء حاضرتها الروحية والمادية والفكرية انه على ما يشاء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
تعليق