الشباب الجامعي والمجتمع
الشباب أهم قوة بشرية لأي مجتمع ، فهم عماد المستقبل ومصدر الطاقة والتجديد والتغيير والإنتاج . وثروات الأمم لا تقاس بمدى ما في أرضها من موارد ومعادن بقدر ما تقاس بمدى ما تقدمه لشبابها من عناية ورعاية واهتمام ، فالشباب هم الطاقة التي لا تنضب لإحداث التغيير وتحقيق التطور ، وهم أيضا الذين يحافظون على استمرار الحياة في المجتمع، فالشباب اليوم هم دعامة الإنتاج في جميع ميادين الحياة ، وهم أغلى رأسمال للأمم التي تريد أن تصنع لها حاضراً زاهراً ومستقبلاً مشرقاً ، والتخطيط لمستقبل الأمم مرتبط بحسن إعداد شبابها ، وحل مشكلاتهم وتهيئتهم ليكونوا عدة الأمم في مسيرتها الخيرة ، في البناء ، والتطوير ، ولذا تعنى الدول بتوفير المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية التي تعد الشباب الإعداد الأمثل الذي يؤهلهم لتسلم زمام المسؤولية والمشاركة في عملية التنمية وذلك من أجل مستقبل أفضل . ويعتبر شباب الجامعات من أهم القطاعات التي توليه الدول اهتماماً بالغا نظراً لأنهم القوة الواعية من الشباب التي يمكن الاعتماد عليها في دفع عجلة التنمية .
وتعد الدراسة الجامعية إحدى قنوات الإعداد التي تهيئ النشء لتولي مسؤوليته لقيادة المجتمع . ولكي تقوم الجامعات بتأدية رسالتها على أكمل وجه ، فإنها تحرص كغيرها من المؤسسات التربوية عند إعداد برامجها على أن تكون هذه البرامج متسقة كماً ونوعاً مع متطلبات المجتمع . وفي الوقت ذاته تحرص الجامعة على قبول نخبة من الطلبة ذوى مستويات معينة كمدخلات لها ، حتى تتمكن من تزويد المجتمع بنوعيات من المخرجات والكوادر التي تستطيع النهوض بالمجتمع وتحقق آماله وتطلعاته .
ويوفر التعليم الجامعي مجالات عديدة للتخصص تحقق طموحات الطالب وتناسب قدراته وميوله ، وهو بذلك يمثل نوعية من التعليم تختلف عن النمط النظامي في مدارس التعليم العام من حيث طبيعة الدراسة ونوعية التخصصات وأنماط التفاعل الاجتماعي . حيث أن الجامعة كمؤسسة تربوية مستقلة تمثل خبرة غنية تملي على الطالب نمطا مختلفاً من الحياة ، فالانتقال من المدرسة إلى الجامعة يمثل حدثاً مهماً في حياة الطالب ، قد يؤدي إلى ظهور مشكلات في حياته اليومية تؤثر في مستواه التحصيلي وتعيق مسيرته الدراسية ، ويلاحظ أن هناك فروقا بين الجو التعليمي في الجامعة والجو التعليمي في المدرسة ، فمشكلات التوافق الاكاديمي في الجامعة تزداد كلما ازدادت تلك الفروق . كما تتطلب الدراسة في الجامعة مهارات تختلف عن مهارات المدرسة الثانوية مثل استخدام المكتبة والقراءة السريعة وأخذ الملاحظات ، وبالتالي لا بد للطالب أن يطور أساليب جديدة تساعده على التوافق مع هذه الحياة ، إذ عليه أن يتخذ قرارات هامة تتعلق بمستقبله وحياته الأكاديمية والمهنية كاختيار الدراسة والتوافق مع التخصص الجديد والاختيار المهني والإعداد لمهنة المستقبل ، كما عليه أن يتخذ قرارات أخرى تتعلق بحياته الاجتماعية مثل اختيار الأصدقاء ، والإدلاء برأيه في كثير من المواقف . وتعد هذه الخبرة تجربة جديدة تساعد على نمو شخصية الطالب وتعزيز قدراته الذاتية في التعليم والتفكير واتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية .
حقوق النسخ محفوظة للكاتب :
[
تعليق