قدمت القاصة والاعلامية طاهرة بنت عبدالخالق اللواتية ، رسالة ماجستير في النقد الأدبي وقد تم مناقشتها واجازتها .
وقد قامت الباحثة في رسالتها بإجراء دراسة نقدية تحليلية للصورة الفنية في ديوان الشريف المرتضى ، وقد عاش الشاعر خلال العصر العباسي الثاني ، والديوان مكون من ثلاثة أجزاء ، ويحوي حوالي 14 ألف بيت شعر ، وقد حققه رشيد الصفار في العام 1958 م بدمشق.
وقد قامت الباحثة بالجمع بين أدوات النقد القديم من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز مرسل وبديع ، وأدوات النقد الحديث من حيث أنماط الصورة الرمزية والتشخيصية والواقعية والنفسية والتجريدية ، وخصائص الصورة والسمات العامة والخاصة ، وملامح تبرز اعتماده على شعراء آخرين ، والتشابه بين شعره وشعر أخيه الشريف الرضي، وأخيرا تأثير الموقف النفسي والعقدي على شعره. وبذا تكونت الرسالة من مقدمة حول المرتضى وأسلوب نقد الصورة قديما وحديثا وثلاثة فصول .
وقد تم التوصل في الفصل الأول - حيث طبقت أدوات النقد القديم -إلى شيوع التشبيه البليغ والاستعارة والمجاز المرسل والكناية بكثرة في شعر المرتضى ، ولا يكاد يخلو بيت من ذلك ، وكان للاستعارة النصيب الأوفر .
أما الفصل الثاني - ودرست فيه أنماط الصورة - فلوحظ شيوع الصور الرمزية بنوعيها الإشاري والبنائي ، والصور التشخيصية والنفسية والواقعية ، وقلة الصور التجريدية .
أما في الفصل الثالث فلوحظ أن المرتضى يستمد صوره من المجتمع والواقع والبيئة والتراث والسياسة والدين والخلق وتزكية النفس والزهد وأخذ العبرة من الموت ، ويطبع قصائده شعور واضح بالغربة عن المجتمع البغدادي، مع مسحة واضحة من الحزن . ويتميز البناء الأساسي في شعره بالبساطة والتلقائية .
أما بالنسبة للملامح الخاصة ، فصور المرتضى يشيع فيها التوافق مع الاختلاف ، وتداخل الحسي بالمعنوي ، وقوة الوجدان ، وقوة الشحنة الوجدانية ، وتكثر الصور المركبة سواء الموسعة أو المكثفة ، وتندر الصور المفردة الراكدة . وهناك مكان للوحدة الشعورية والمعنوية والموضوعية في قصائده . والشاعر متفرد في صوره فيشكل مدرسة خاصة به أساسها الصدق الشعري والشعوري ، والالتزام ، وتآزر اللفظ والمعنى ، والاحتفاء الكبير بالاستعارة والمجاز، واتخاذ نظرية عمود الشعر مقياسا .
وهناك تأثير واضح لموقفه النفسي والعقدي على شعره ، لذا كانت صوره غنية بالظلال والإيحاءات والتأويل والرمزية والتشخيص والواقعية ،، وذلك بسبب عمق تجربته الشعورية ، التي غذاها واقعه كمفكر وعالم وفقيه ومتكلم وفيلسوف وسياسي ، وقد قام بالاشراف على الرسالة الاستاذ الدكتور وليد محمود خالص من قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس .