افتتاح مؤتمر إنتاج وصحة المجترات الصغيرة في المناطق الجافة
وشبه الجافة بجامعة السلطان قابوس
افتتح أمس بجامعة السلطان قابوس مؤتمر إنتاج وصحة المجترات الصغيرة في المناطق الجافة وشبه الجافة والذي نظمته كلية العلوم الزراعية والبحرية برعاية معالي الشيخ سالم بن هلال الخليلي وزير الزراعة وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة ومشاركة أكثر من ستين من العلماء والباحثين في تخصصات مجالات مختلفة من مختلف أقطار العالم وسيقوم المشاركون بإلقاء حوالي ثماني ورقات علمية في مختلف تخصصات إنتاج وصحة المجترات الصغيرة وقد ثمن معالي الشيخ راعي الحفل الجهود المتكاملة بين وزارة الزراعة والجامعة مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية الاستفادة من كافة الإمكانيات الموجودة في الجامعة لخدمة القطاع الزراعي بالسلطنة، مشيرا إلى أن مؤتمر إنتاج وصحة المجترات الصغيرة في المناطق الجافة وشبه الجافة سيكون له الأثر الإيجابي على القطاعين الزراعي والحيواني بالسلطنة وذلك من خلال النتائج التي سيخرج بها والبحوث التي تسلط الضوء على المشكلات القائمة وقال سعادة الدكتور سعود بن ناصر الريامي رئيس جامعة السلطان قابوس: إن الاقتصاد الناجح في كل دولة من دول العالم يتجاوز أحادية التوجه ويعتمد على واردات القطاعات المختلفة من صناعة وزراعة وتجارة وغيرها ، وهذا ما تنتهجه السلطنة إذ تعد الزراعة بجانب التجارة والصناعة المرتكزات الأساسية للاقتصاد الوطني كونها مصدراً مهماً لتوفير العديد من الحاصلات الزراعية المتنوعة اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي ، وتمثل الثروة الحيوانية الشق الإنتاجي الثاني لقطاع الثروة الزراعية إذ تلعب هذه الثروة دورها في توفير نسبة جيدة من احتياجات السلطنة الغذائية وأضاف أن إنتاج المجترات الصغيرة وصحتها تعد المحور الأساسي في القطاع الحيواني والمرتكز المهم الذي ينبغي المحافظة عليه والارتقاء بجودته ، فكل المؤسسات والدول تسعى بشتى الطرق والوسائل للاهتمام به وحمايته من كل المخاطر والتحديات، للاستفادة منه في شتى مجالات الحياة المختلفة، وتشهد المناطق الجافة وشبه الجافة تحديات عديدة وعقبات كثيرة في هذا المجال من جفاف وتصحر وشح المياه وملوحة التربة وغيرها من العقبات والتحديات، التي فرضتها علينا التحولات الجذرية والمغايرة عما كان مألوفا في الماضي ولذلك فإن هذا الوضع الحالي للقطاع الحيواني على وجه الخصوص يتطلب منا تفكيراً جدياً وعميقا، في بناء استراتيجيات واضحة ، للتعامل معه ، استنادا إلى تحديد ما نستطيع فعله وإعداده من أجل الوقوف في وجه التحديات المعاصرة بمختلف أبعادها واتجاهاتها وأضاف: من أجل ذلك فإن كل المجتمعات تسعى بكل طاقاتها لتقف صامدة أمام التحديات العالمية في مختلف المجالات من خلال توفير قدرات وإمكانيات إضافية ، للكشف عن الغامض ، والحصول على الحلول ، والتعمق في الاستكشاف ، والبحث العلمي لاستشراف مستقبل زاهر من جانبه قال الدكتور عثمان محبوب جعفر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر : تساهم المجترات الصغيرة في الاقتصاد العالمي بملايين الأطنان من المنتجات عالية الجودة كما تلعب دوراً هاماً في حياة العديد من السكان في مناطق كثيرة من العالم خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة ، وتوفر المجترات الصغيرة العديد من المنتجات عالية الجودة مثل البروتين الحيواني في شكل لحوم وألبان ، ينتج معظمه من مراع هامشية لا يمكن استغلالها من قبل الحيوانات الأخرى وتعتبر مساهمتها هامة جداً خاصة بالنسبة للمجموعات الضعيفة في المجتمع مثل النساء والأطفال في المناطق الريفية وفي العديد من المجتمعات تعتبر المجترات الصغيرة بمثابة مدخرات مالية يمكن تحويلها إلى أموال سائلة بسهولة ويرجى من البحوث التي تجرى في هذا المجال، كالتي سيتم تداولها في هذا المؤتمر، أن تساعد في تطور إنتاجية هذه الحيوانات وبالتالي تساعد في زيادة رفاهية هذه المجتمعات وأضاف : تعتبر صحة الإنسان ذات علاقة وثيقة بصحة الحيوان خاصة في المجتمعات التي يكون فيها الإنسان على صلة وثيقة برعاية الحيوان وكذلك من خلال تناول المنتجات الحيوانية ومن أهداف النتائج العلمية لهذا المؤتمر أن ترفد المجرى الرئيسي للعلوم في مجال الصحة مما يساعد في تحسين الأوضاع الصحية للحيوان وبالتالي للإنسان، ولكن كما في العديد من المجالات الأخرى في الإنتاج الحيواني والزراعي ، يواجه هذا القطاع تحديات متنامية مثل التغيرات المناخية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتصحر وتناقص الموارد الطبيعية وظهور أمراض جديدة وغير ذلك، لذلك فإن تجمعاً علمياً كتجمعكم هذا يتوقع منه أن يساعد في الاستجابة لهذه التحديات .
من ناحيته قال الدكتور كريستوفر لو رئيس الجمعية العالمية للأغنام : تلعب الحيوانات المجترة كالماعز والأغنام دورا كبيرا في حياة الأفراد في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية مثل سلطنة عمان وتؤثر في ثقافتهم وفي حياتهم اليومية كما أنها تمثل مصدر دخل لبعض العائلات التي تقوم بتربيتها في المنازل والمزارع وعلى هامش الملتقى تم افتتاح المعرض المصاحب الذي عرضت من خلاله البحوث العلمية المتميزة التي قام بها قسم علم الحيوان والبيطرة، كذلك شاركت وزارة الزراعة في هذا المعرض للتعريف بأهم الأدوار التي تقوم بها الوزارة في خدمة القطاع الزراعي بالسلطنة ، وأيضا التعريف بمركز بحوث الصحة البيطرية بالرميس الذي أنشئ عام 1980م ويهدف إلى تشخيص الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية والطفيلية والنقص الغذائي وحالات التسمم التي تصيب الحيوانات والدواجن بالإضافة إلى أمراض أخرى ، وأيضا القيام بدراسات تطبيقية لحل المشاكل المرضية التي تعوق تنمية الثروة الحيوانية وأهداف أخرى يسعى المركز لتحقيقها.
تعليق