قبل آهة مكبوتة في الصدر أخرجتها بنفس عميق كانت تقص مأساتها التي بدأت بعد انتهاء القصف على غزة..
دلال ذات الثلاثة عشر ربيعا هي فتاة كانت تعيش مع أسرتها في غزة.. سلبها القصف كامل أسرتها،،
والدها ووالدتها وإخوانها الثلاثة،،
كانت في بيت جدتها لأمها عندما وصل الخبر الذي فتح بوابة مأساتها على مصراعيها..
بكت بكاءا مرا على حالها،، ولا زالت وهي في حضن جدتها لا تفارقه تسكب دموع طفلة فقدت حنان أبويها،، فقدت فرحة اللعب مع شقيقتها وشقيقيها.. فقدت كل ما جمعها بهم ولم يبقى لها منهم سوى ما تحمله ذاكرتها وصور لإخوتها وجدتها في بيت أخوالها..
بكل حزن.. تطالع الصور التي في يديها لتقول ودموعها كالسيل المنهمر:"هذا سيد، وهذا محمد، وهذه غيداء" كلهم ذهبوا ولكن لماذا؟
لماذا يقتلونهم؟
لماذا يمنعونني من حضن أمي؟
لماذا سلبوا صدر أبي الرحب؟
لماذا قتلوا إخوتي وتركوني وحيدة؟
أسئلة كثيرة كانت تراود الفتاة المسكينة ولكن لم يكن لها جواب سوى ماتذرفه عيناها من دموع.. هذه قصة دلال المشابهة لآلاف القصص لمختلف الأطفال في غزة.. جميعهم فقدوا أبا أو أما أو أخا أو حتى منزل هدمته جرافات وصواريخ الاحتلال.. هذا هو حال الأطفال في غزة بعد انتهاء القصف فكيف لهم أن يعيشوا وقد أخذ منهم الحرمان كل مأخذ؟
كيف لأهل غزة أن يعالجوا جراحاتهم التي أدمت قلوب أطفالهم قبل أن تدمي أجسادهم؟
كيف لهم أن يؤمنوا لأطفالهم حياة هانئة بعد ما فعله القصف بهم؟
هذه أسئلة دارت في بالي كثيرا ولم أجد لها أجوبة البتة..
تعليق