تعرض أمس مسجد البحر التاريخي في مدينة طبرية داخل أراضي 48 لاعتداء جديد ولطخت جدرانه وقبابه بكتابات بدت عليها بصمات مجموعات تعرف بـ"عبدة الشيطان" مثل "النصر للدم" والحرب وغيرها.
وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن مجموعة شبان قامت باعتداء على المسجد بدهن جدرانه باللونين الأسود والأحمر إضافة لكتابات شيطانية، وإن الشرطة تحقق في الاعتداء.
وأثار الاعتداء موجة غضب واستنكار لدى فلسطينيي 48 وقالت قياداتهم إن الاعتداءات المتكررة على المقدسات وتدنيسها في الأراضي الفلسطينية استمرار للعدوان على غزة وتعبير عن تفشي العنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي.
تواطؤ سلطوي
وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن ما حدث "نتيجة حتمية لتواطؤ سلطوي مع المعتدين منذ عشرات السنوات بهدف إخفاء المعالم العربية الإسلامية للمدينة تحت غطاء "مشاريع تطويرية".
وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن ما حدث "نتيجة حتمية لتواطؤ سلطوي مع المعتدين منذ عشرات السنوات بهدف إخفاء المعالم العربية الإسلامية للمدينة تحت غطاء "مشاريع تطويرية".
ولاحظ أن من رسم الرسوم والشعارات العنصرية التي دنست المكان المقدس استغرق وقتا طويلا مما يعني أن الجناة مكثوا ساعات في قلب منطقة تعج بالحركة، حتى فعلوا فعلتهم تحت بصر الجمهور الواسع وربما جهات أمنية، وشدد على ضرورة خوض معركة جديدة لصيانة المقدسات العربية الإسلامية وترميمها وفتحها أمام جمهور المصلين.
وهدمت السلطات الإسرائيلية منذ 1948 نحو ألف مسجد في فلسطين حوّل عشرها إلى مخازن ومعارض وخمارات ومطاعم وحانات وبعضها إلى كنس. وقد حول الحزب الحاكم كاديما المسجد الأحمر الذي يعود إلى زمن المماليك إلى مقر انتخابي عام 2006.
وفي طبرية تعرض المسجد العمري المشيد، كمسجد البحر، في عهد ظاهر العمر الزيداني في القرن 18، لمحاولات حرق متكررة من جماعات يهودية بعد نشوب هبة القدس والأقصى عام 2000 ثم في 2006 بعد العدوان على لبنان.
وانتهكت حرمة مسجد البحر في طبرية قبل نحو 30 عاما حين سمحت بلدية المدينة بافتتاح خمارة بمحاذاته تحت عنوان "بار المسجد" وقامت بتجريفات كادت تهدمه ولا يزال مغلقا.
وقال الشيخ النائب إبراهيم عبد الله رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية إن النفوس المريضة في المجتمع الإسرائيلي تعمل دائما على المس بمشاعر المسلمين بالاعتداء على المقدسات الإسلامية.
وحذر عبد الله من أن هذه الاعتداءات تصب الزيت على نار التوتر الذي تشهده العلاقات العربية اليهودية في البلاد وحمّل السلطات الإسرائيلية مسؤولية تكرارها.
وقال "كيف لا تعتدي مجموعات متطرفة على المقدسات وقد قامت إسرائيل الرسمية بنفسها بتحويل المساجد إلى خمارات وحانات وحظائر أبقار، وتحرث المقابر لتشق الشوارع وتبني متحف "التسامح" على جماجم المسلمين كما يجري في مقبرة مأمن الله في القدس هذه الأيام".
تعليق