بين يدي محكمة استئناف مسقط
قصة أوجعت قلب حارة متحابة ـ يقتل بسيارته بوهم الثأر لجده
قصة أوجعت قلب حارة متحابة ـ يقتل بسيارته بوهم الثأر لجده
عاد صلاح من مستشفى ابن سيناء محملا بزجاجات الدواء التي تضبط انفعالاته وتوتره وتجعله يمارس حياته الطبيعية الا ان وفاة جده لا تزال تضغط بقوة على اعصابه رغم مضي السنين عليها, وكلما حاولت الادوية ان تغسل ترسبات الاحداث في ذاكرته المتعبة يقفز دوما سالم بقامته الممدودة يختال بين ازقة الحارة ودروبها فلا يراه الا قاتلا لجده ولا يراه الا في صورة الرجل القابض على سكينه يحتز بها رقبة جده.
واذا كان الزمن لم يغير من تداعيات الحادث بل يجددها كلما رأى غريمه المتخيل سالم فإن وسائل اقناع الاطباء وافراد اسرته وكبراء حارته تبددت هي الاخرى وذهبت ادراج الرياح وسط شعور قوي باهمية الثأر ليتخلص من عذابات صورة جده الذبيح بسكين سالم. وفي الاول من يوليو من عام 2008م كان صلاح وراء مقود سيارته وعيونه المتعبة تخترق الزجاج الامامي المضبب باوهامه واذا بسالم يلوح امامه يقطع دروب الحارة الوادعة المتحابة فاندفع تجاهه بكل ما اوتيت السيارة من قوة وما اوتي هو من نوبة جنون واذا بسالم جثة تسبح في بركة من دم وقد انحشرت بين مقدمة السيارة واحد الجدران في الحارة الذي تخضب بالدماء ليكون شاهدا على مأساة انسانية تداخل فيها الثأر بالجنون هرعت الشرطة الى المكان فانتشلت سالم المحشور بين السيارة والجدار فنقلته. على عجل الى المستشفى حيث كان لا يزال ينازع وبقايا نبض يعطي املا بالحياة فيما اقتادت صلاح الى السجن.
وقد اثبت مخطط الحادث وقوع المسؤولية على المتهم حيث انه صدم المجني عليه بمقدمة سيارته واستقر به على الحائط فيما اثبت المستشقى في تقريره اصابة المجني عليه سالم بكسر في الاضلع وحدوث نزيف داخلي بالمخ وبعد خمسة وستين يوما فارق سالم الحياة من آثار الحادث الذي أوجع قلب الحارة على الرجلين, صلاح الذي قاده جنونه ليقتل, وسالم الذي قادته اقداره ليكون وحشا يتضخم في ذاكرة صلاح المشوشة فينتهي الى ما انتهى اليه.
وامام محكمة استئناف مسقط دائرة الجنايات تبادل الطرفان عائلة صلاح المتهم بالقتل العمد وعائلة سالم المقتول سرد مشاهد المأساة المروعة التي تدمي القلوب حيث طالب وكيل الورثة بالقصاص لوجود النزعة الجرمية فيما تسلحت عائلة سالم بتقرير مستشفى ابن سيناء المعد من قبل استشاري اول الأمراض النفسية والعصبية الذي يؤكد عدم مسؤولية المتهم عن تصرفاته نتيجة مرضه العقلي فما كان من المحكمة الا ان قررت عرضه من جديد على لجنة طبية للامراض النفسية والتي بدورها أكدت ان المتهم يعاني من مرض الفصام المزمن الذي يعجزه عن الحكم على الامور بطريقة عقلانية نظرا لمرضه العقلي.
وامام هذه الحالة المأساوية ووفقا لادلة الثبوت السالفة ارتاح وجدان المحكمة واطمأن الى مقارفة المتهم للجرم مما يوجب ادانته واستقر في يقينها جزما ان المتهم صلاح قتل قصدا المجني عليه سالم بان صدمه بسيارته بقوة وعنف والصقه بالجدار قاصدا قتله واحدث به اصابات موصوفة في التقرير الطبي اودت بحياته مما كان يتوجب معاقبته واخذه بالمواد المنصوص عليها في قانون الجزاء الا انه عملا بالمادة التي تنص على انه لا عقاب على من ارتكب جريمة وهو في حالة جنون افقدته الوعي او الارادة. واعمالا لها تعين القضاء بامتناع العقاب للمتهم مع الامر بايداعه احد الاماكن المخصصة للامراض العقلية حتى يعود الى رشده مع سحب رخصة قيادته وهكذا تفقد الحارة الموجوعة شخصين طالما لونا دروبها كل بوسيلته, وفيما تترحم الحارة المفجوعةعلى ابنها سالم الذي فارق الحياة تتوجع على ابنها صلاح المبتلى بمرض اعياه من التفريق بين الخطأ والصواب فاقترف ما ظن انه صواب وهو عين الخطأ والخطيئة رحم الله الاول وشمل بلطفه وعنايته الثاني مما ابتلاه.
واذا كان الزمن لم يغير من تداعيات الحادث بل يجددها كلما رأى غريمه المتخيل سالم فإن وسائل اقناع الاطباء وافراد اسرته وكبراء حارته تبددت هي الاخرى وذهبت ادراج الرياح وسط شعور قوي باهمية الثأر ليتخلص من عذابات صورة جده الذبيح بسكين سالم. وفي الاول من يوليو من عام 2008م كان صلاح وراء مقود سيارته وعيونه المتعبة تخترق الزجاج الامامي المضبب باوهامه واذا بسالم يلوح امامه يقطع دروب الحارة الوادعة المتحابة فاندفع تجاهه بكل ما اوتيت السيارة من قوة وما اوتي هو من نوبة جنون واذا بسالم جثة تسبح في بركة من دم وقد انحشرت بين مقدمة السيارة واحد الجدران في الحارة الذي تخضب بالدماء ليكون شاهدا على مأساة انسانية تداخل فيها الثأر بالجنون هرعت الشرطة الى المكان فانتشلت سالم المحشور بين السيارة والجدار فنقلته. على عجل الى المستشفى حيث كان لا يزال ينازع وبقايا نبض يعطي املا بالحياة فيما اقتادت صلاح الى السجن.
وقد اثبت مخطط الحادث وقوع المسؤولية على المتهم حيث انه صدم المجني عليه بمقدمة سيارته واستقر به على الحائط فيما اثبت المستشقى في تقريره اصابة المجني عليه سالم بكسر في الاضلع وحدوث نزيف داخلي بالمخ وبعد خمسة وستين يوما فارق سالم الحياة من آثار الحادث الذي أوجع قلب الحارة على الرجلين, صلاح الذي قاده جنونه ليقتل, وسالم الذي قادته اقداره ليكون وحشا يتضخم في ذاكرة صلاح المشوشة فينتهي الى ما انتهى اليه.
وامام محكمة استئناف مسقط دائرة الجنايات تبادل الطرفان عائلة صلاح المتهم بالقتل العمد وعائلة سالم المقتول سرد مشاهد المأساة المروعة التي تدمي القلوب حيث طالب وكيل الورثة بالقصاص لوجود النزعة الجرمية فيما تسلحت عائلة سالم بتقرير مستشفى ابن سيناء المعد من قبل استشاري اول الأمراض النفسية والعصبية الذي يؤكد عدم مسؤولية المتهم عن تصرفاته نتيجة مرضه العقلي فما كان من المحكمة الا ان قررت عرضه من جديد على لجنة طبية للامراض النفسية والتي بدورها أكدت ان المتهم يعاني من مرض الفصام المزمن الذي يعجزه عن الحكم على الامور بطريقة عقلانية نظرا لمرضه العقلي.
وامام هذه الحالة المأساوية ووفقا لادلة الثبوت السالفة ارتاح وجدان المحكمة واطمأن الى مقارفة المتهم للجرم مما يوجب ادانته واستقر في يقينها جزما ان المتهم صلاح قتل قصدا المجني عليه سالم بان صدمه بسيارته بقوة وعنف والصقه بالجدار قاصدا قتله واحدث به اصابات موصوفة في التقرير الطبي اودت بحياته مما كان يتوجب معاقبته واخذه بالمواد المنصوص عليها في قانون الجزاء الا انه عملا بالمادة التي تنص على انه لا عقاب على من ارتكب جريمة وهو في حالة جنون افقدته الوعي او الارادة. واعمالا لها تعين القضاء بامتناع العقاب للمتهم مع الامر بايداعه احد الاماكن المخصصة للامراض العقلية حتى يعود الى رشده مع سحب رخصة قيادته وهكذا تفقد الحارة الموجوعة شخصين طالما لونا دروبها كل بوسيلته, وفيما تترحم الحارة المفجوعةعلى ابنها سالم الذي فارق الحياة تتوجع على ابنها صلاح المبتلى بمرض اعياه من التفريق بين الخطأ والصواب فاقترف ما ظن انه صواب وهو عين الخطأ والخطيئة رحم الله الاول وشمل بلطفه وعنايته الثاني مما ابتلاه.
تعليق