ما أكثر ما اشترينا ولم نقرأ
الشغفُ بالكتاب أمرٌ لا يمكنُ وصفه، إنه حالة أقربُ إلى العِشق، وهو عند بعض الشعَراء مَحبُوبٌ حيث يقول: «فمَحبُوبي مِن الدنيا كتاب»، وفي كلِّ مرة يأتينا معرضُ مسقط الدولي للكتاب نحاول فيها أن نبتعدَ قليلا عن تأثير هذا الوَجد المُوجد، والولع الوالِع بشراء الكتاب، ونعد أنفسنا أننا هذه المَرَّة لن نشتري، إنما سنقرأ ما اشتريناه الأعوامَ الماضِية!، ثم يأتينا المَعرض ونعيش أيامه هروَلة بين أروقةِ دور النشر، صَباح مَساء، فنجدنا غير أوفياء لرَغباتنا، إذ الكتابُ بكافةِ أشكالهِ الورقية أو الإلكترونية هو سِرُّ المَعرفة الذي لا ينضَب، ويبقى دائما وأبدا خيرُ جليس في كلِّ زمان ومكان.
أردتُ أن أقولَ «ما أكثرَ ما اشترينا ولم نقرأ»، وما أكثرَ ما ترَددنا على مَعارض الكتب، وبعد أن تنتهي أيامها نصفُّ ما اشتريناه بجانب ما سَبق حبسُه في أرففِ مكتباتنا، ولا نقرأه، ويصل الحالُ بنا أننا ننسَاها، فيُعيدُ بعضُنا شراؤها من جديد، ثم يكتشف أن لديه منها نسَخا، كان قد نسيَها في مكتبتهِ التي تجاهلها وانصرف عنها إلى مشاغل لا تنتهي، هذه هي الحقيقة المُرَّة التي لا مِراء فيها، وهي السائدة في أوساطنا الاجتماعية والثقافية والأكاديمية، الحقيقة تقول «إننا لا نقرأ» كما ينبغي، وبالتالي فنحن لا نعيشُ أزمَة كتب، بل أزمَة قراءَة، وأزمَة اللارَّغبَة في هذا المُسَمَّى بالكتاب.
أين الخلل؟ لطالما نوقشِت ظاهِرة العُزوف عَن القراءة ومقاطعَة الكتاب، ولم تفض إلى نتائج مُهمَّة، ما سِوى أن هناك مَشاغل ومُسليات وملهيات، أصرفت الناسَ عن فعل القراءة، وهي مشاغل مُعاشة ومتكررة، وتعَدُّ مما لا بد منه، ولا غِنى عنه في حَياتنا!، فشاشة التلفاز، ووسائِل الاتصال الحَديثة: (الشات، والماسنجر، والهذونة في المواقع)، و(اللاتخطيط) في يومِنا ودقائق ساعاتنا، كلها مؤثراتٌ صَرفتنا عن القراءة الجَادة. ويبدو أن القراءة ما لم تصبح نديمَة ندمِنها، وتختلط بتفكيرنا وحواسِّنا، وإلا لن نقبلَ عليها، ولن نعدَّها مِن أولوياتِ حَياتنا، لذلك نقرأ فقط حين تروقُ مَشاعِرنا، وترقُّ سَرائرنا، وتنشرحُ نفوسِنا، نقبلُ على الكتاب إقبال المُتعَطش والمتلهف، مجَرَّد «طربَة» وتخمد، كما نعبِّر في لهجتنا، وفي الحَقيقة أن الكثير من أفعالنا قائمة على فكرة «الطربة»، هذه التي لا نجدُ عنها حِوَلا.
ما أكثرَ ما اشترينا من كتب: إبداعاتٌ أدبية، وبحُوث نقدية، وكتبٌ فِكريَّة، ومعارف متنوعة، يجدر بنا أن نقرأها من الغلاف إلى الغلاف، ولأننا لا نقرأ كما ينبغي، لم نبدع ثقافيا كما ينبغي. إذ الإبداع كثيرٌ مِنه دأبٌ وتواصلٌ واتصال، ونحتٌ في الأسطح الصَّلبة، مثلما ينحَتُ الماءُ الصَّخرَ الصَّلدَ، أو كما يَحفرُ الحَبلُ له طريقا في الصَّخر، (أما ترى الحَبل بتكراره .. على الصَّخرةِ الصَّماء قد أثرا)، تُرى هل ستمدنا الكتبُ التي اشتريناها الأسبوع الماضِي من معرض مسقط الدولي للكتاب بطاقةٍ تشعلُ فينا رغبة القراءة مِن جَديد، مثلما يَشتعلُ فتيلَ القنديل، فيحدث الضوءَ والنور، أم ندسُّها وننساها حتى يُغطيها التراب؟.
أردتُ أن أقولَ «ما أكثرَ ما اشترينا ولم نقرأ»، وما أكثرَ ما ترَددنا على مَعارض الكتب، وبعد أن تنتهي أيامها نصفُّ ما اشتريناه بجانب ما سَبق حبسُه في أرففِ مكتباتنا، ولا نقرأه، ويصل الحالُ بنا أننا ننسَاها، فيُعيدُ بعضُنا شراؤها من جديد، ثم يكتشف أن لديه منها نسَخا، كان قد نسيَها في مكتبتهِ التي تجاهلها وانصرف عنها إلى مشاغل لا تنتهي، هذه هي الحقيقة المُرَّة التي لا مِراء فيها، وهي السائدة في أوساطنا الاجتماعية والثقافية والأكاديمية، الحقيقة تقول «إننا لا نقرأ» كما ينبغي، وبالتالي فنحن لا نعيشُ أزمَة كتب، بل أزمَة قراءَة، وأزمَة اللارَّغبَة في هذا المُسَمَّى بالكتاب.
أين الخلل؟ لطالما نوقشِت ظاهِرة العُزوف عَن القراءة ومقاطعَة الكتاب، ولم تفض إلى نتائج مُهمَّة، ما سِوى أن هناك مَشاغل ومُسليات وملهيات، أصرفت الناسَ عن فعل القراءة، وهي مشاغل مُعاشة ومتكررة، وتعَدُّ مما لا بد منه، ولا غِنى عنه في حَياتنا!، فشاشة التلفاز، ووسائِل الاتصال الحَديثة: (الشات، والماسنجر، والهذونة في المواقع)، و(اللاتخطيط) في يومِنا ودقائق ساعاتنا، كلها مؤثراتٌ صَرفتنا عن القراءة الجَادة. ويبدو أن القراءة ما لم تصبح نديمَة ندمِنها، وتختلط بتفكيرنا وحواسِّنا، وإلا لن نقبلَ عليها، ولن نعدَّها مِن أولوياتِ حَياتنا، لذلك نقرأ فقط حين تروقُ مَشاعِرنا، وترقُّ سَرائرنا، وتنشرحُ نفوسِنا، نقبلُ على الكتاب إقبال المُتعَطش والمتلهف، مجَرَّد «طربَة» وتخمد، كما نعبِّر في لهجتنا، وفي الحَقيقة أن الكثير من أفعالنا قائمة على فكرة «الطربة»، هذه التي لا نجدُ عنها حِوَلا.
ما أكثرَ ما اشترينا من كتب: إبداعاتٌ أدبية، وبحُوث نقدية، وكتبٌ فِكريَّة، ومعارف متنوعة، يجدر بنا أن نقرأها من الغلاف إلى الغلاف، ولأننا لا نقرأ كما ينبغي، لم نبدع ثقافيا كما ينبغي. إذ الإبداع كثيرٌ مِنه دأبٌ وتواصلٌ واتصال، ونحتٌ في الأسطح الصَّلبة، مثلما ينحَتُ الماءُ الصَّخرَ الصَّلدَ، أو كما يَحفرُ الحَبلُ له طريقا في الصَّخر، (أما ترى الحَبل بتكراره .. على الصَّخرةِ الصَّماء قد أثرا)، تُرى هل ستمدنا الكتبُ التي اشتريناها الأسبوع الماضِي من معرض مسقط الدولي للكتاب بطاقةٍ تشعلُ فينا رغبة القراءة مِن جَديد، مثلما يَشتعلُ فتيلَ القنديل، فيحدث الضوءَ والنور، أم ندسُّها وننساها حتى يُغطيها التراب؟.
تعليق