مسقط - طلعت المغربي
قالت مصادر عاملة بقطاع السياحة في سلطنة عمان إن 40 من بين كل 100 سائح أوروبي (40%)، يقومون بإلغاء حجوزاتهم الفندقية وتغيير وجهتم السياحية من السلطنة إلى دول مجاورة، تجاوبا مع تأثيرات الأزمة المالية العالمية على مخصصات السفر والسياحة.
وألمحت المصادر ذاتها إلى أن قطاع الفنادق والشقق الفندقية اضطر إلى تقديم تخفيضات تراوحت بين 15 و20 %، والتركيز على السياحة الخليجية لتحريك الركود، كما تحرك القطاع السياحي الخاص والحكومي لمواجهة الأزمة بالترويج للسلطنة في معارض السفر الداخلية والعالمية.
تراجع السياحة الأوروبية
وأكد رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان إبراهيم العجمي أن القطاع السياحي في السلطنة تأثر بالأزمة المالية، وأن حجم التأثير لم يتبلور بصورته النهائية بعد.
وأوضح العجمي لـ"الأسواق نت" أن أكثر قطاعات السياحة تأثرا هي المؤتمرات والندوات الدولية التي كان من المزمع عقدها بالسلطنة الفترة الماضية، حيث ألغت الجهات المنظمة الكثير منها تفاديا لخسائر أكبر في ظل مراجعة العديد من الشركات مصروفاتها وأعمالها بعد الأزمة المالية، كما تأثرت حركة السياحة الأجنبية القادمة إلى السلطنة، وبلغت نسبة تراجع الحجوزات حوالي 40 %، وذلك للسياح القادمين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا".
أما بالنسبة للسياحة الفردية وخاصة سياحة كبار السن قال العجمي "إنها لم تتأثر وبقيت كما هي تشكل نسبة 60 % من حركة السياحة الأجنبية، ولم يتأثر هؤلاء بالأزمة؛ لأن معظمهم يعيشون على معاشات التقاعد ولا يتقاضون رواتب من شركات تعرضت لتخفيضات بسبب الأزمة".
وحول سبل مواجهة السياحة العمانية للأزمة المالية وتأثيرها على الحركة الفندقية وإشغالات الفنادق، أوضح العجمي أن الفنادق الفخمة ذات الخمس نجوم لم تتأثر كثيرا بالأزمة، ولكن تأثرت الفنادق ذات الأربع والثلاث نجوم، والشقق الفندقية تأثرت أيضا واضطر أصحابها إلى تقديم تخفيضات تراوحت بين 10% - 20% على أسعار الإقامة لجذب السياح، كما تم التركيز على السياحة الخليجية لتعويض خسائر السياحة الأجنبية.
تأثير محدود
إلى ذلك أكد نائب مدير فندق "قصر البستان" نبيل الزدجالي أن تأثير الأزمة المالية على القطاع السياحي انحصر في الفنادق والمنتجعات التي تعتمد على السياحة الأجنبية.
وقال، في حديث خاص لموقع الأسواق.نت، "إن السياحة التي تعتمد على سفر رجال الأعمال والمديرين للاستجمام في دول أخرى للراحة من عناء العمل تأثرت من خلال إلغاء العديد من الشركات هذا النوع من السياحة بسبب الأزمة المالية، كما اضطر العديد من أصحاب الشركات السياحية في أوروبا إلى إلغاء حجوزاتهم لتفضيل أصحاب الحجوزات السياحية في أوروبا توفيرًا للنفقات".
وحول سبل جذب السياح بعد الأزمة، أوضح الزدجالي أن بعض الفنادق والشقق الفندقية اضطرت إلى تقديم إغراءات مميزة لجذب السياح، مثل تقديم عروض مشجعة في فترة زمنية معينة وإعداد برامج تكتيكية، أما القطاع السياحي الحكومي فقد ركز على الترويج للسلطنة في المعارض السياحية الداخلية والخارجية، وآخرها المشاركة في معرض برلين للسياحة والسفر للترويج للسلطنة عبر الناقل الوطني العماني، والبحث عن أسواق ووجهات سياحية جديدة.
من جانبه قال صاحب فندق الجبل الأخضر إبراهيم النبهاني -لـ"الأسواق نت"- إن خسائر السلطنة من القطاع السياحي قليلة مقارنة بالدول الأخرى، فإذا كانت حركة السياحة الأجنبية تراجعت إلى السلطنة بفعل الأزمة فإن السياحة الداخلية المعتمدة على السياحة الخليجية لم تتراجع بل زادت، لأن السياحة في السلطنة منتقاة تعتمد على الطبيعة وعذرية المكان، وهذا النوع من السياحة له عشاقه.
مشروعات جديدة
وأضاف أن السلطنة تمتاز أيضا بتنوع تضاريسها ومواقعها السياحية الطبيعية، فهناك الأفلاج والجبال والسهول والكهوف، والتنوع الإحيائي والبيئي، والقلاع والحصون، وخريف صلالة.
وشهدت الخطة الخمسية السابعة بداية التنفيذ الفعلي لإقامة مجموعة من المدن السياحية، وفقا للمواصفات القياسية العالمية، مثل منتجع مدينة السلام بمحافظة البريمي، وتقدر تكلفته بنحو 15 مليون ريال، وكذلك مشروع الموج، والمدينة الزرقاء، ومنتجع السيفة ومشروع بر الجصة (الدولار يعادل 0.38 ريال).
وكانت وزيرة السياحة الدكتورة راجحة بنت عبد الأمير أكدت، في تصريحات سابقة، أنه لا يوجد تأثير للأزمة العالمية الحالية على تنفيذ المشاريع السياحية في السلطنة، وقالت إن معظم المشروعات سبق وتم توقيع اتفاقياتها قبل بدء الأزمة، مشيرة إلى ضرورة التوسع في توفير المزيد من الغرف الفندقية، وبالتالي الإسراع في إنجاز المشروعات الجديدة، وأكدت أنها مازالت في بدايتها، ولن يتم الانتهاء منها قبل سنتين، على حين أن الأزمة العالمية لن تستمر أكثر من ذلك.
المصدر
http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/18/22852.html
قالت مصادر عاملة بقطاع السياحة في سلطنة عمان إن 40 من بين كل 100 سائح أوروبي (40%)، يقومون بإلغاء حجوزاتهم الفندقية وتغيير وجهتم السياحية من السلطنة إلى دول مجاورة، تجاوبا مع تأثيرات الأزمة المالية العالمية على مخصصات السفر والسياحة.
وألمحت المصادر ذاتها إلى أن قطاع الفنادق والشقق الفندقية اضطر إلى تقديم تخفيضات تراوحت بين 15 و20 %، والتركيز على السياحة الخليجية لتحريك الركود، كما تحرك القطاع السياحي الخاص والحكومي لمواجهة الأزمة بالترويج للسلطنة في معارض السفر الداخلية والعالمية.
تراجع السياحة الأوروبية
وأكد رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان إبراهيم العجمي أن القطاع السياحي في السلطنة تأثر بالأزمة المالية، وأن حجم التأثير لم يتبلور بصورته النهائية بعد.
وأوضح العجمي لـ"الأسواق نت" أن أكثر قطاعات السياحة تأثرا هي المؤتمرات والندوات الدولية التي كان من المزمع عقدها بالسلطنة الفترة الماضية، حيث ألغت الجهات المنظمة الكثير منها تفاديا لخسائر أكبر في ظل مراجعة العديد من الشركات مصروفاتها وأعمالها بعد الأزمة المالية، كما تأثرت حركة السياحة الأجنبية القادمة إلى السلطنة، وبلغت نسبة تراجع الحجوزات حوالي 40 %، وذلك للسياح القادمين من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا".
أما بالنسبة للسياحة الفردية وخاصة سياحة كبار السن قال العجمي "إنها لم تتأثر وبقيت كما هي تشكل نسبة 60 % من حركة السياحة الأجنبية، ولم يتأثر هؤلاء بالأزمة؛ لأن معظمهم يعيشون على معاشات التقاعد ولا يتقاضون رواتب من شركات تعرضت لتخفيضات بسبب الأزمة".
وحول سبل مواجهة السياحة العمانية للأزمة المالية وتأثيرها على الحركة الفندقية وإشغالات الفنادق، أوضح العجمي أن الفنادق الفخمة ذات الخمس نجوم لم تتأثر كثيرا بالأزمة، ولكن تأثرت الفنادق ذات الأربع والثلاث نجوم، والشقق الفندقية تأثرت أيضا واضطر أصحابها إلى تقديم تخفيضات تراوحت بين 10% - 20% على أسعار الإقامة لجذب السياح، كما تم التركيز على السياحة الخليجية لتعويض خسائر السياحة الأجنبية.
تأثير محدود
إلى ذلك أكد نائب مدير فندق "قصر البستان" نبيل الزدجالي أن تأثير الأزمة المالية على القطاع السياحي انحصر في الفنادق والمنتجعات التي تعتمد على السياحة الأجنبية.
وقال، في حديث خاص لموقع الأسواق.نت، "إن السياحة التي تعتمد على سفر رجال الأعمال والمديرين للاستجمام في دول أخرى للراحة من عناء العمل تأثرت من خلال إلغاء العديد من الشركات هذا النوع من السياحة بسبب الأزمة المالية، كما اضطر العديد من أصحاب الشركات السياحية في أوروبا إلى إلغاء حجوزاتهم لتفضيل أصحاب الحجوزات السياحية في أوروبا توفيرًا للنفقات".
وحول سبل جذب السياح بعد الأزمة، أوضح الزدجالي أن بعض الفنادق والشقق الفندقية اضطرت إلى تقديم إغراءات مميزة لجذب السياح، مثل تقديم عروض مشجعة في فترة زمنية معينة وإعداد برامج تكتيكية، أما القطاع السياحي الحكومي فقد ركز على الترويج للسلطنة في المعارض السياحية الداخلية والخارجية، وآخرها المشاركة في معرض برلين للسياحة والسفر للترويج للسلطنة عبر الناقل الوطني العماني، والبحث عن أسواق ووجهات سياحية جديدة.
من جانبه قال صاحب فندق الجبل الأخضر إبراهيم النبهاني -لـ"الأسواق نت"- إن خسائر السلطنة من القطاع السياحي قليلة مقارنة بالدول الأخرى، فإذا كانت حركة السياحة الأجنبية تراجعت إلى السلطنة بفعل الأزمة فإن السياحة الداخلية المعتمدة على السياحة الخليجية لم تتراجع بل زادت، لأن السياحة في السلطنة منتقاة تعتمد على الطبيعة وعذرية المكان، وهذا النوع من السياحة له عشاقه.
مشروعات جديدة
وأضاف أن السلطنة تمتاز أيضا بتنوع تضاريسها ومواقعها السياحية الطبيعية، فهناك الأفلاج والجبال والسهول والكهوف، والتنوع الإحيائي والبيئي، والقلاع والحصون، وخريف صلالة.
وشهدت الخطة الخمسية السابعة بداية التنفيذ الفعلي لإقامة مجموعة من المدن السياحية، وفقا للمواصفات القياسية العالمية، مثل منتجع مدينة السلام بمحافظة البريمي، وتقدر تكلفته بنحو 15 مليون ريال، وكذلك مشروع الموج، والمدينة الزرقاء، ومنتجع السيفة ومشروع بر الجصة (الدولار يعادل 0.38 ريال).
وكانت وزيرة السياحة الدكتورة راجحة بنت عبد الأمير أكدت، في تصريحات سابقة، أنه لا يوجد تأثير للأزمة العالمية الحالية على تنفيذ المشاريع السياحية في السلطنة، وقالت إن معظم المشروعات سبق وتم توقيع اتفاقياتها قبل بدء الأزمة، مشيرة إلى ضرورة التوسع في توفير المزيد من الغرف الفندقية، وبالتالي الإسراع في إنجاز المشروعات الجديدة، وأكدت أنها مازالت في بدايتها، ولن يتم الانتهاء منها قبل سنتين، على حين أن الأزمة العالمية لن تستمر أكثر من ذلك.
المصدر
http://www.alaswaq.net/articles/2009/04/18/22852.html
تعليق