نجح مؤخرا مستشفى خولة في إعادة زراعة كف يد مبتورة لطفل في الثامنة من عمره بعد ان بترتها آلة كهربائية كان يعبث بها.
بدأت تفاصيل المأساة صباح أحد الأيام عندما قطعت آلة كهربائية تستخدم لقطع الأعلاف كف اليد اليسرى للطفل الذي يدعى أمين المخمري اثر محاولته اللهو بالآلة التي كانت في وضع تشغيل إلا ان بعض العوالق كانت تعيق حركتها حيث عادت الى وضع التشغيل بعد ان أزال الطفل تلك العوالق لتقوم في ظرف ثوان معدودة ببتر كف يده.
انتبه عم الطفل خليفة المخمري على صوت صراخ الأطفال الذين كانوا برفقة أمين حيث توجه مباشرة الى مكان الصراخ ليتفاجأ بالمشهد حيث قام مباشرة بلف اليد بشاش لوقف النزيف، ثم وضع الطرف المبتور في كيس بلاستيكي وحمل الطفل رافعا اليد للأعلى للحد من النزيف الشديد لها.
توجه خليفة المخمري الذي تصادف انه يعمل ممرضا قانونيا أولا بمجمع الخابورة الصحي بابن أخيه إلى المجمع الصحي الذي كان يبعد عن المزرعة حوالي ربع ساعة ومن واقع خبرته في التعامل مع الحالات الطارئة ومنها هذه الحالة قام بالاتصال بالكادر الطبي الموجود بالمجمع -ليكونوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالة وإعداد التجهيزات الطبية المستخدمة في هكذا حالات- الذي قام بواجبه بمجرد وصول الطفل بجدارة وسرعة وتعاون كبير وعلى أكمل وجه حيث قام بإسعافه من خلال تطهير اليد ووضع الشاش والكمامات لوقف النزيف علاوة على حقن الطفل بأدوية لتخفيف الألم عنه وإمداده بالمحاليل الوريدية لحين وصوله الى المستشفى.
وكان القرار الحكيم الذي اتخذ بنقل الطفل مباشرة الى مستشفى خولة قد ساهم في تعجيل عملية الإسعاف حيث انطلق الممرض خليفة بمعية الطفل الذي كانت حالته الصحية مستقرة وفي حالة انتباه والده المصدوم من الحادثة.
وبعد فترة زمنية لجأ عم الطفل ووالده الى مستشفى القوات المسلحة لنقل الطفل بسيارة إسعاف الى مستشفى خولة بطريقة أكثر سرعة ومرونة وتفاديا للاختناقات المرورية، وأبدى المستشفى تعاونه الكبير وعزز ذلك اتصال هاتفي من الطبيب المناوب بمستشفى القوات المسلحة لمستشفى خولة للاستعداد لاستقبال الحالة.
استقبل أطباء الطوارئ بمستشفى خولة الطفل أمين وهو بحالة لا بأس بها كما كانت تشير نبضات القلب وعلامات النجاة العامة التي كان يتابعها الممرض خليفة باستمرار الى جوار متابعته تلقي الجسم للمحلول الوريدي R.L 500ML حيث بعد إجراء الفحوصات اللازمة قرر أخصائي الأعصاب الذي كان مناوبا حينها إجراء العملية حيث ادخل الطفل غرفة العمليات الساعة الواحدة ظهرا واستمرت العملية لمدة 11 ساعة متواصلة.
في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا أخرج الطفل أمين من العملية والدلائل المبدئية تشير الى ايجابية العملية حيث مؤشر وجود نسبة أوكسجين الدم في الطرف المبتور الذي أعيد توصيله باليد وصل الى 100% وبالمتابعة الدائمة من الفريق الطبي والكادر التمريضي أخذت الحالة في الاستقرار والنتائج تتجه نحوا إيجابيا يوما بعد يوم الى ان أكد الطبيب المتابع للعلاج بعد مضي أسابيع من إجراء العملية ان توصيل اليد ببعضها تماثل للنجاح ولم يتبق الا متابعة العلاج حسب الخطة الموضوعة.
وفي لقاء مع الدكتور فراس اللواتي -القائم بأعمال مدير عام مستشفى خولة- أوضح بان هذه العملية واحدة من بين عمليات أخرى مشابهة يجريها باستمرار قسم جراحة التقويم والتصحيح بمستشفى خولة فعلى سبيل المثال منذ سنوات قليلة تم إعادة زراعة ذراع مبتورة بترا كاملا عند مستوى مفصل الكتف بالطريقة نفسها والآن يستعمل المريض ذراعه بصورة جيدة، وشهريا وأحيانا أسبوعيا توجد حالات لأصابع مبتورة بترا كاملا يتم إعادة زرعها بشكل روتيني تحت الميكروسكوب في مستشفى خولة. ثم استعرض اللواتي تفاصيل المشهد الجراحي لعملية الطفل أمين داخل حجرة العمليات حيث أوضح انه بعد معاينة الطفل -الذي لحسن الحظ وصل في فترة زمنية ليست طويلة- والقرار بإجراء العملية له نقل الى غرفة العمليات حيث تم تحت تخدير كامل فحص الجزء المبتور ومكان البتر في الذراع بواسطة الفريق الطبي من جراحي التقويم والتصحيح بالمستشفى وتقرر إعادة زراعة الطرف المبتور في مكانه بواسطة الجراحة الميكروسكوبية حيث تم توصيل الأوعية الدموية والأعصاب والأوتار إضافة الى تثبيت العظام.
موضحا انه بعد العملية وضع الطفل تحت رعاية عالية لمدة أسبوع حتى تم التأكد من نجاح العملية من خلال وجود بعض الحركة في الأصابع.
وحول الرسالة الموجهة للمجتمع على ضوء هذه الحادثة قال الدكتور فراس: أود التوضيح انه بفضل التطور الذي يشهده مجال الجراحة الميكروسكوبية يمكن إعادة زراعة الأعضاء المبتورة بترا كاملا او جزئيا وذلك وفق شرطين أساسيين أولهما الا تكون الإصابة تهتكية حيث لا يمكن إعادة زرع هذه الأعضاء المبتورة ثانية وذلك لان الأوعية الدموية تصاحبها أيضا إصابة تهتكية ولا يمكن توصيلها حتى تحت التكبير بواسطة الميكروسكوب الجراحي؛ اذ ليس كل جزء مبتور يمكن إعادة زرعه وتوصيله.
وأضاف: فيما يتمثل الشرط الثاني في كيفية نقل الأعضاء من مكان الإصابة الى المستشفى؛ لان نجاح العملية يتوقف على ذلك الى حد كبير، موضحا: أن الطريق الصحيحة لنقل الجزء المبتور تتمثل في وضعه في قطعة قماش نظيفة اذا كانت الإصابة بالمنزل او مكان العمل ثم وضعها في كيس بلاستيك نظيف يوضع عليه من الخارج قطع من الثلج في أكياس.
واستطرد: أما ان يوضع الجزء المبتور مباشرة في الثلج فهذا خطأ كبير لان ذلك يدمر خلايا الجزء المبتور ولا يحافظ عليه. وفي حالة قرب مكان الحادثة من المستشفى المرجعي الذي تتم فيه عملية الزراعة فيمكن نقل المبتور مباشرة دون ثلج في قماش نظيف دون تأخير للبحث عن الثلج، وتعتبر الست ساعات الأولى من الإصابة هي الساعات الذهبية التي اذا ما وصل المريض والجزء المبتور خلالها الى المستشفى تكون نسبة نجاح العملية كبيرة؛ مع ان توصيل الأصابع باليد مثلا أو اليد يمكن إجراؤها حتى 18-24 ساعة لكن كلما قل الوقت كانت النتيجة أفضل بالطبع.
وقال القائم بأعمال مدير عام مستشفى خولة: إن مثل هذه العمليات تتطلب وجود إمكانيات بشرية ومادية وفريق طبي جراحي مدرب على مثل هذه العمليات، ويحتاج أيضا الى عناية خاصة أثناء العملية سواء من ناحية التخدير أو التمريض المدرب على ذلك، ثم عناية خاصة بعد العملية على المدى القريب أو البعيد لتأهيل هذا الجزء للقيام بوظيفته الطبيعية بواسطة العلاج الطبيعي المنظم والمستمر.
أما ماجد المقبالي -مدير دائرة شؤون التمريض والقبالة بوزارة الصحة- فأشاد بالعقلانية وحسن التصرف الصحيح والسريع اللذين أبداهما الممرض خليفة المخمري من خلال التجربة التي مر بها رغم ان المصاب فيها ابن أخيه؛ حيث استطاع ضبط أعصابه وحاول احتواء الحالة وإسعافها وفق الأسس الصحيحة المتبعة في إسعاف الحالات الحرجة بدءا بتهدئة الطفل ونقله على وجه السرعة مع المحافظة بطريقة صحيحة على الطرف المبتور الى المجمع ومن بعد الى مستشفى خولة، مرورا بإسعافه الى المستشفى ودوره المهم في طمأنة وتهدئة الطفل ووالده نفسيا وبث روح الأمل فيهما والمتابعة الإكلينيكية المستمرة لحالة المريض حتى وصوله الى مستشفى خولة.
ونوه المقبالي بالدور الكبير الملقى على عاتق التمريض في إسعاف الحالات الحرجة الطارئة التي يتوقف على كل ثانية فيها الكثير بالنسبة لحياة المريض كالتحكم في نزيف الدم وفتح مجرى التنفس الى غير ذلك من الوظائف الأخرى.
كما أكد ماجد المقبالي في هذا الخصوص على الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الصحة للتمريض من خلال عملية التعليم والتدريب على رأس العمل حيث تنفذ الدورات والبرامج التدريبية الكثيرة التي تركز على كيفية التصرف بحكمة في المواقف الصعبة لإنقاذ حياة المصاب والتقليل من المضاعفات والخروج بأقل خسائر ممكنة.
من جانبه أكد عم الطفل خليفة المخمري -ممرض قانوني أول بمجمع صحي الخابورة- على أهمية ضبط الأعصاب في مثل هذه الحالات الطارئة والتصرف بحكمة وعقلانية تتيح اكبر قدر من السلامة والإسعاف الصحيح للمصاب حتى وصوله اقرب مؤسسة صحية.
مشيرا الى أن رصيده من الخبرة والممارسة العملية على ضوء عمله وتعامله مع حالات مشابهة بالمجمع قد أفاداه كثيرا في التعامل مع إصابة أمين. مبديا فخره وهو يلامس نجاح مثل هذه العمليات لانتمائه الى مقدمي الخدمات الصحية مشيدا في ذات الوقت بالبرامج التدريبية والاهتمام المستمر الذي توليه دائرة شؤون التمريض والقبالة لرفع الكفاءة لدى الكادر التمريضي الذي يتماشى مع خطط الوزارة المستمرة الرامية الى الرقي بمستوى العاملين الصحيين وتنمية قدراتهم العملية والمهنية لتقديم خدمة صحية على أعلى درجات الجودة.
سالم بن سعيد المخمري والد الطفل أمين أبدى سعادته وسعادة أسرته العميقة لنجاح العملية التي أرجعت البسمة الى طفلهم وإليهم، مشيدا بالتطور الذي تشهده الخدمات الصحية في السلطنة والجهود المبذولة في هذا المجال.
ووجه المخمري شكره الى كل من: مجمع الخابورة الصحي على الدور الأولي الذي قام به في احتواء حالة الطفل عند الإصابة واجراء الإسعاف الأولي على أحسن وجه، ومستشفى قوات السلطان المسلحة على تعاونهم والدور الفعال الذي قام به قسم الطوارئ، ومستشفى خولة بمن في ذلك الفريق الطبي الذي أجرى العملية على الدور الملموس والناجح والمتميز الذي كان له بالغ الأثر في إرجاع البسمة الى الطفل وأسرته، وكل من ساهم في هذا العمل الإنساني.
بدأت تفاصيل المأساة صباح أحد الأيام عندما قطعت آلة كهربائية تستخدم لقطع الأعلاف كف اليد اليسرى للطفل الذي يدعى أمين المخمري اثر محاولته اللهو بالآلة التي كانت في وضع تشغيل إلا ان بعض العوالق كانت تعيق حركتها حيث عادت الى وضع التشغيل بعد ان أزال الطفل تلك العوالق لتقوم في ظرف ثوان معدودة ببتر كف يده.
انتبه عم الطفل خليفة المخمري على صوت صراخ الأطفال الذين كانوا برفقة أمين حيث توجه مباشرة الى مكان الصراخ ليتفاجأ بالمشهد حيث قام مباشرة بلف اليد بشاش لوقف النزيف، ثم وضع الطرف المبتور في كيس بلاستيكي وحمل الطفل رافعا اليد للأعلى للحد من النزيف الشديد لها.
توجه خليفة المخمري الذي تصادف انه يعمل ممرضا قانونيا أولا بمجمع الخابورة الصحي بابن أخيه إلى المجمع الصحي الذي كان يبعد عن المزرعة حوالي ربع ساعة ومن واقع خبرته في التعامل مع الحالات الطارئة ومنها هذه الحالة قام بالاتصال بالكادر الطبي الموجود بالمجمع -ليكونوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالة وإعداد التجهيزات الطبية المستخدمة في هكذا حالات- الذي قام بواجبه بمجرد وصول الطفل بجدارة وسرعة وتعاون كبير وعلى أكمل وجه حيث قام بإسعافه من خلال تطهير اليد ووضع الشاش والكمامات لوقف النزيف علاوة على حقن الطفل بأدوية لتخفيف الألم عنه وإمداده بالمحاليل الوريدية لحين وصوله الى المستشفى.
وكان القرار الحكيم الذي اتخذ بنقل الطفل مباشرة الى مستشفى خولة قد ساهم في تعجيل عملية الإسعاف حيث انطلق الممرض خليفة بمعية الطفل الذي كانت حالته الصحية مستقرة وفي حالة انتباه والده المصدوم من الحادثة.
وبعد فترة زمنية لجأ عم الطفل ووالده الى مستشفى القوات المسلحة لنقل الطفل بسيارة إسعاف الى مستشفى خولة بطريقة أكثر سرعة ومرونة وتفاديا للاختناقات المرورية، وأبدى المستشفى تعاونه الكبير وعزز ذلك اتصال هاتفي من الطبيب المناوب بمستشفى القوات المسلحة لمستشفى خولة للاستعداد لاستقبال الحالة.
استقبل أطباء الطوارئ بمستشفى خولة الطفل أمين وهو بحالة لا بأس بها كما كانت تشير نبضات القلب وعلامات النجاة العامة التي كان يتابعها الممرض خليفة باستمرار الى جوار متابعته تلقي الجسم للمحلول الوريدي R.L 500ML حيث بعد إجراء الفحوصات اللازمة قرر أخصائي الأعصاب الذي كان مناوبا حينها إجراء العملية حيث ادخل الطفل غرفة العمليات الساعة الواحدة ظهرا واستمرت العملية لمدة 11 ساعة متواصلة.
في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا أخرج الطفل أمين من العملية والدلائل المبدئية تشير الى ايجابية العملية حيث مؤشر وجود نسبة أوكسجين الدم في الطرف المبتور الذي أعيد توصيله باليد وصل الى 100% وبالمتابعة الدائمة من الفريق الطبي والكادر التمريضي أخذت الحالة في الاستقرار والنتائج تتجه نحوا إيجابيا يوما بعد يوم الى ان أكد الطبيب المتابع للعلاج بعد مضي أسابيع من إجراء العملية ان توصيل اليد ببعضها تماثل للنجاح ولم يتبق الا متابعة العلاج حسب الخطة الموضوعة.
وفي لقاء مع الدكتور فراس اللواتي -القائم بأعمال مدير عام مستشفى خولة- أوضح بان هذه العملية واحدة من بين عمليات أخرى مشابهة يجريها باستمرار قسم جراحة التقويم والتصحيح بمستشفى خولة فعلى سبيل المثال منذ سنوات قليلة تم إعادة زراعة ذراع مبتورة بترا كاملا عند مستوى مفصل الكتف بالطريقة نفسها والآن يستعمل المريض ذراعه بصورة جيدة، وشهريا وأحيانا أسبوعيا توجد حالات لأصابع مبتورة بترا كاملا يتم إعادة زرعها بشكل روتيني تحت الميكروسكوب في مستشفى خولة. ثم استعرض اللواتي تفاصيل المشهد الجراحي لعملية الطفل أمين داخل حجرة العمليات حيث أوضح انه بعد معاينة الطفل -الذي لحسن الحظ وصل في فترة زمنية ليست طويلة- والقرار بإجراء العملية له نقل الى غرفة العمليات حيث تم تحت تخدير كامل فحص الجزء المبتور ومكان البتر في الذراع بواسطة الفريق الطبي من جراحي التقويم والتصحيح بالمستشفى وتقرر إعادة زراعة الطرف المبتور في مكانه بواسطة الجراحة الميكروسكوبية حيث تم توصيل الأوعية الدموية والأعصاب والأوتار إضافة الى تثبيت العظام.
موضحا انه بعد العملية وضع الطفل تحت رعاية عالية لمدة أسبوع حتى تم التأكد من نجاح العملية من خلال وجود بعض الحركة في الأصابع.
وحول الرسالة الموجهة للمجتمع على ضوء هذه الحادثة قال الدكتور فراس: أود التوضيح انه بفضل التطور الذي يشهده مجال الجراحة الميكروسكوبية يمكن إعادة زراعة الأعضاء المبتورة بترا كاملا او جزئيا وذلك وفق شرطين أساسيين أولهما الا تكون الإصابة تهتكية حيث لا يمكن إعادة زرع هذه الأعضاء المبتورة ثانية وذلك لان الأوعية الدموية تصاحبها أيضا إصابة تهتكية ولا يمكن توصيلها حتى تحت التكبير بواسطة الميكروسكوب الجراحي؛ اذ ليس كل جزء مبتور يمكن إعادة زرعه وتوصيله.
وأضاف: فيما يتمثل الشرط الثاني في كيفية نقل الأعضاء من مكان الإصابة الى المستشفى؛ لان نجاح العملية يتوقف على ذلك الى حد كبير، موضحا: أن الطريق الصحيحة لنقل الجزء المبتور تتمثل في وضعه في قطعة قماش نظيفة اذا كانت الإصابة بالمنزل او مكان العمل ثم وضعها في كيس بلاستيك نظيف يوضع عليه من الخارج قطع من الثلج في أكياس.
واستطرد: أما ان يوضع الجزء المبتور مباشرة في الثلج فهذا خطأ كبير لان ذلك يدمر خلايا الجزء المبتور ولا يحافظ عليه. وفي حالة قرب مكان الحادثة من المستشفى المرجعي الذي تتم فيه عملية الزراعة فيمكن نقل المبتور مباشرة دون ثلج في قماش نظيف دون تأخير للبحث عن الثلج، وتعتبر الست ساعات الأولى من الإصابة هي الساعات الذهبية التي اذا ما وصل المريض والجزء المبتور خلالها الى المستشفى تكون نسبة نجاح العملية كبيرة؛ مع ان توصيل الأصابع باليد مثلا أو اليد يمكن إجراؤها حتى 18-24 ساعة لكن كلما قل الوقت كانت النتيجة أفضل بالطبع.
وقال القائم بأعمال مدير عام مستشفى خولة: إن مثل هذه العمليات تتطلب وجود إمكانيات بشرية ومادية وفريق طبي جراحي مدرب على مثل هذه العمليات، ويحتاج أيضا الى عناية خاصة أثناء العملية سواء من ناحية التخدير أو التمريض المدرب على ذلك، ثم عناية خاصة بعد العملية على المدى القريب أو البعيد لتأهيل هذا الجزء للقيام بوظيفته الطبيعية بواسطة العلاج الطبيعي المنظم والمستمر.
أما ماجد المقبالي -مدير دائرة شؤون التمريض والقبالة بوزارة الصحة- فأشاد بالعقلانية وحسن التصرف الصحيح والسريع اللذين أبداهما الممرض خليفة المخمري من خلال التجربة التي مر بها رغم ان المصاب فيها ابن أخيه؛ حيث استطاع ضبط أعصابه وحاول احتواء الحالة وإسعافها وفق الأسس الصحيحة المتبعة في إسعاف الحالات الحرجة بدءا بتهدئة الطفل ونقله على وجه السرعة مع المحافظة بطريقة صحيحة على الطرف المبتور الى المجمع ومن بعد الى مستشفى خولة، مرورا بإسعافه الى المستشفى ودوره المهم في طمأنة وتهدئة الطفل ووالده نفسيا وبث روح الأمل فيهما والمتابعة الإكلينيكية المستمرة لحالة المريض حتى وصوله الى مستشفى خولة.
ونوه المقبالي بالدور الكبير الملقى على عاتق التمريض في إسعاف الحالات الحرجة الطارئة التي يتوقف على كل ثانية فيها الكثير بالنسبة لحياة المريض كالتحكم في نزيف الدم وفتح مجرى التنفس الى غير ذلك من الوظائف الأخرى.
كما أكد ماجد المقبالي في هذا الخصوص على الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الصحة للتمريض من خلال عملية التعليم والتدريب على رأس العمل حيث تنفذ الدورات والبرامج التدريبية الكثيرة التي تركز على كيفية التصرف بحكمة في المواقف الصعبة لإنقاذ حياة المصاب والتقليل من المضاعفات والخروج بأقل خسائر ممكنة.
من جانبه أكد عم الطفل خليفة المخمري -ممرض قانوني أول بمجمع صحي الخابورة- على أهمية ضبط الأعصاب في مثل هذه الحالات الطارئة والتصرف بحكمة وعقلانية تتيح اكبر قدر من السلامة والإسعاف الصحيح للمصاب حتى وصوله اقرب مؤسسة صحية.
مشيرا الى أن رصيده من الخبرة والممارسة العملية على ضوء عمله وتعامله مع حالات مشابهة بالمجمع قد أفاداه كثيرا في التعامل مع إصابة أمين. مبديا فخره وهو يلامس نجاح مثل هذه العمليات لانتمائه الى مقدمي الخدمات الصحية مشيدا في ذات الوقت بالبرامج التدريبية والاهتمام المستمر الذي توليه دائرة شؤون التمريض والقبالة لرفع الكفاءة لدى الكادر التمريضي الذي يتماشى مع خطط الوزارة المستمرة الرامية الى الرقي بمستوى العاملين الصحيين وتنمية قدراتهم العملية والمهنية لتقديم خدمة صحية على أعلى درجات الجودة.
سالم بن سعيد المخمري والد الطفل أمين أبدى سعادته وسعادة أسرته العميقة لنجاح العملية التي أرجعت البسمة الى طفلهم وإليهم، مشيدا بالتطور الذي تشهده الخدمات الصحية في السلطنة والجهود المبذولة في هذا المجال.
ووجه المخمري شكره الى كل من: مجمع الخابورة الصحي على الدور الأولي الذي قام به في احتواء حالة الطفل عند الإصابة واجراء الإسعاف الأولي على أحسن وجه، ومستشفى قوات السلطان المسلحة على تعاونهم والدور الفعال الذي قام به قسم الطوارئ، ومستشفى خولة بمن في ذلك الفريق الطبي الذي أجرى العملية على الدور الملموس والناجح والمتميز الذي كان له بالغ الأثر في إرجاع البسمة الى الطفل وأسرته، وكل من ساهم في هذا العمل الإنساني.
المصدر
تعليق