العقل جزء من الشرع ؛ فكما أنه لا عقل كاملاً بلا شرع ، فكذلك لا شرع كاملاً بلا عقل ، والشرع هو كل ما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فما العقل ؟
كان السلف يقولون : إن العقل عقلان : غريزي ، ومكتسب . فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية مِن فَهمْ ، وإدراك ، وفقه ، واتساق في الكلام ، وحسن تصرف إلى آخر ما سنبينه بعد إن شاء الله .
العقل الغريزي هذا هو مناط التكليف ؛ فمن لا عقل له لا يكلف ، ومن فقد بعض مقدراته العقلية ؛ فإنما يُكلف بحسب ما بقي له منها .
والذي أعطي عقلاً ثم ألغاه فلم يستعمله الاستعمال الصحيح ، ولم يلتزم بمبادئه لا يفقه الدين ، فلا يؤمن به ، لكنه يحاسب على عدم فقهه ؛ لأنه كان نتيجة لتعطيله الاختياري لعقله ] وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [ ( يونس : 100 ) . فلا غرو أن جعل الله عقاب الذين لا يعقلون هذا هو نفسه عقاب الذين لا يؤمنون : ] فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [ ( الأنعام : 125 ) ، الرجس في أصله اللغوي هو النتن ، فكأن الآيتين الكريمتين تدلان على أن نقاء القلب لا يتأتى إلا بنور العقل ونور الشرع . وللعقل في القرآن معان بحسب نوع المعقول أعني نوع الشيء المراد عقله وفهمه من هذه المعاني :
1 - فهم الكلام : ] أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ ( البقرة : 75 ) . ] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ ( يوسف : 2 ) . فبين أن السبب في جعله عربياً هو أن يفهمه ويعقله أولئك المتحدثون بهذه اللغة .
والبقية في حلقة أخرة ...
بقلم الشيخ محمود إدريس
فما العقل ؟
كان السلف يقولون : إن العقل عقلان : غريزي ، ومكتسب . فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية مِن فَهمْ ، وإدراك ، وفقه ، واتساق في الكلام ، وحسن تصرف إلى آخر ما سنبينه بعد إن شاء الله .
العقل الغريزي هذا هو مناط التكليف ؛ فمن لا عقل له لا يكلف ، ومن فقد بعض مقدراته العقلية ؛ فإنما يُكلف بحسب ما بقي له منها .
والذي أعطي عقلاً ثم ألغاه فلم يستعمله الاستعمال الصحيح ، ولم يلتزم بمبادئه لا يفقه الدين ، فلا يؤمن به ، لكنه يحاسب على عدم فقهه ؛ لأنه كان نتيجة لتعطيله الاختياري لعقله ] وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [ ( يونس : 100 ) . فلا غرو أن جعل الله عقاب الذين لا يعقلون هذا هو نفسه عقاب الذين لا يؤمنون : ] فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاًّ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [ ( الأنعام : 125 ) ، الرجس في أصله اللغوي هو النتن ، فكأن الآيتين الكريمتين تدلان على أن نقاء القلب لا يتأتى إلا بنور العقل ونور الشرع . وللعقل في القرآن معان بحسب نوع المعقول أعني نوع الشيء المراد عقله وفهمه من هذه المعاني :
1 - فهم الكلام : ] أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ ( البقرة : 75 ) . ] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ ( يوسف : 2 ) . فبين أن السبب في جعله عربياً هو أن يفهمه ويعقله أولئك المتحدثون بهذه اللغة .
والبقية في حلقة أخرة ...
بقلم الشيخ محمود إدريس
تعليق