بداية أتقدم بالشكر الجزيل لكل المدرسين والمدرسات المخلصين الذين يقومون بأداء رسالة التربية والتعليم النبيلة على أكمل وجه أما بعد: فما وددت الإشارة إليه هو موضوع التعليم العام بحيث يقوم أولياء أمور الطلاب والطالبات بإرسالهم إلى المدارس للتزود بالعلم الذي من المفترض أن يكون نافعا لهم في المستقبل ولكن السؤال المحير هو هل ما يحصل عليه هؤلاء الطلاب وتلك الطالبات من تعليم ومن تلقين يعد نافعا لهم؟! إن المراقب لوضع الخريجين الذين ينهون الشهادة العامة ليدرك مدى الخلل بحيث يخسر الطالب والطالبة ما يقارب الإثني عشرة سنة من أعمارهم في مدارس التعليم العام وبعد كل ذلك الجهد والتعب يجدون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر فالأول البقاء في البيت بإنتظار السماء أن تمطر عليهم ذهبا أو الرضى بالعمل في إحدى مؤسسات القطاع الخاص والتي تذيقهم شتى أنواع الإهانات إظافة إلى الراتب المتدني الذي لا يسمن ولا يغني من جوع علما بأن هناك عمالة وافدة تتمتع بأعلى درجات الراحة والأ مان من خلال الرواتب المرتفعة والإمتيازات الأخرى والتي كان الأولى بها إبن البلد المكافح والذي أثبت نجاحه برغم التحديات. إذا لا بد من إيجاد الحلول الناجعة القابلة للتطبيق وللإستمرارية ومنها تغير سياسة التعليم وذلك عن طريق تغيير نظام التعليم العام وإستبداله بالتعليم التقني والإداري والتركيز على اللغات السائدة في العالم وعدم الإكتفاء باللغة العربية التي لم تعد لها جدوى وخصوصا عند التقدم بطلب الإلتحاق بوظيفة ما. أعتقد أن الإهتمام بتعليم الشباب وتأهيلهم بما يناسب سوق العمل هو الحل بدلا عن صرف الملايين من الريالات على مدارس التعليم العام وكذلك ظمان بقاء الملايين من الريالات داخل البلد وهذا في حد ذاته فائدة للإقتصاد العماني.