مما قرأت فاعجبني
وما دفعني للكتابة عن هذا الاديب هو نشاطه وتعدد مواهبه
خميس بن جمعة بن خميس المويتي
سخر كل همته في اثراء الساحة الادبية
فهو شاعر شعبي
له بصمة رائعة وخط سير متميز
من دواوينه المنشوره :
(مقاصب في فن الرزحة)
(ترنيمة الاطلال)
(ايضاح الطريقة للفنون العريقة)
من اقواله
ويللي ما عرف ديوانه تبقى حالته تعبانــه
ف الجده يهبّي حافي واصحابه عليه يبكون
يعزي لابته وفرسانه وزايد على الولف وجدانه
ينهم والجرح نزّافي في لب الحشى مطعون
وهو كاتب فذ
استطاع ان يسطر عبارات تبقى رمزا له بعد عمر طويل
تلمس في كتاباته ملامسته للمجتمع
ومن الامثلة على كتبه :
(تحفة الارشاد لمقتني الجياد)
كتاب خصص المؤلف ليتحدث فيه عن الخيل العربي الاصيل وجاء في تسعة فصول
الفصل الاول
التعريف بالخيل
الخيل حيوان من أشرف الحيوان صورة و من أسرع الحيوان عدوا و أبرعها قبولا للتعليم فإنها إذا علمت فهمت كل ما يراد منها و إنها لتنوم كما ينوم الإنسان على جنبيها معا و يلقى عليها اللحاف فلا تتحرك و يصاح بها فلا ترفع رأسها و لا تحرك شيئا من جوارحها حتى أذنها أو ذنبها وفقا لتعليم صاحبها لها و ذلك غالبا في حال الغزو أو الغارة التي يترصد فيها صاحبها لعدوه مختفيا و تعطى إشارة فتحفظها و تصر عليها حتى يأتيها صاحبها و تطلق النار على أذنها و رأسها و لا تتحرك كأنها جماد أو كأنها غير حية حتى يأتيها صاحبها كما أرادها و هكذا في كل أحوالها التعليمية و لها وفاء صادق لا تغيره غالبا و هي من أقوى الحيوان في ذاتها فإنها تطير براكبها طيران الرياح العواصف فلا يقدر بقية الحيوان مهما على شئى من ذلك بل غاية ما يستطيع الضاري القوي كالأسود و الفهود النمور العدو بنفسها و لا يقدر أن يعدو كعدو الخيل أبدا و لذلك يصطاد بها الحيوان الشديد الركض كالظباء و نحوها و هي من أهيب الحيوان في قلوب البشر مع الأمان منها فإنها لا تزال آمنة مطمئنة حتى تهيج براكبها و لذلك اخترع لها اللجام الذي يرد جماحها كما قيل (كما يرد جماح الخيل باللجم ).
الفصل الثاني
الخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية
أولاً : الخيل في القران الكريم
ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى، كما أقسم بها الله خالق هذا الكون وما فيه من مخلوقات :
قال تعالى : (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) النحل 8
ثانياً : الخيل في السنة النبوية
عن البراء بن عازب قال : كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : (تلك السكينة تنزلت بالقرآن) (رواه البخاري) .
وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبدالله بن عمر كان فيمن سابق بها (رواه البخاري).
الفصل الثالث
الخيل في الشعر العربي الفصيح والشعبي
أولاً : الخيل في الشعر الجاهلي
ذكر الخيل في شعر اغلب أصحاب المعلقات و ذلك لما كان يحتله الخيل من مكانة كبيرة في نفوس العرب في تلك الفترة.
و يظهر ذكر الخيل في معلقة امرؤ القيس في الابيات التالية :
وقد برع عنترة بن شداد في وصف حصانه الأدهم وكأنه يخاطب محب ورفيق فيقول في معلقته المشهورة.
و الخيل له ذكر أيضا في معلقة عنترة بن شداد ، وكان يجيش بنفسه إحساس عميق نحو فرسه الّذي يعايشه ويعاشره حين تنال منه سيوف أعدائه ورماحهم، يقول مصوّراً آلامه وجروحه الجسديّة وقروحه النفسية فيقول:
ما زلت أرميهم بثغرة نحــره و لبانه حتى تسربل بالـدم
فازور من وقع القنا بلبانـــه و شكا إلي بعبرة و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى و لكان لو علم الكلام مكلمي
الفصل الرابع
أدوات ركوب الخيل
1. الصريمة التي توضع على راس الفرس. تصنع من الفضة والبعض يعملها من النحاس وذلك حسب الإمكانيات وهي عبارة عن سلسلة متشابكة مثبته بطريقة محكمة.
ونوع أخر من الصريمة يعرف بالرسن أو المرسن وتسمى في عمان (بصريمة ورد) وفي بعض البلدان يقال لها الشكيمة وتصنع من الحديد أو النحاس تقاد بها الخيل إثناء تنقلها في الإسطبل والسقي.
2. اللجام. هو عمود مستطيل صلب غير قابل للثني يصنع من الفضة أو النحاس وتكون بطرفيه فتحة من كل جانب لكي يثبت فيه الرسن (الخطام)وهناك عدة أشكال للألجمة و تتميز عمان بوجود نوع من اللجم المتميز التي تناسب مع فك الفرس و يمتاز بقوته لإيقاف الفرس.
3. العذار. قطعة جلدية مستطيلة تصنع من الجلد أو حبل من القطن يثبت بها الصريمة أو اللجام من جهة مؤخرة راس الفرس.
4. اللبد. فراش يوضع تحت المعرقة أو السرج ليحمي ظهر الفرس من الاحتكاك ويلتقط العرق حيث إنه إذا لم يستخدم اللبد يلتهب ظهر الفرس.
كيفية صناع اللبد
يصنع أللبد من خلق الحرير أو الجوخ على حسب مقاس المعرقة قبل تركيب الأجنحة ويرضف الخلق رضفين تم تثبت حواف أللبد بخيوط الحرير الغير مفتولة.
5. المعرقة : هي سرج عربي توضع على ظهر الفرس اثنا التنقل وركض العرضة .
الفصل الخامس تكاثر الخيل
الفحل الخاص بالتقفيز (التزاوج)
يجب أن ينتقى الفحل المعد للتقفيز (التزاوج) كي يخلو من العيوب لأن من عادة العيوب التالية :
1. ألا يكون أخذي أي أصول أذنيه مرتخية.
2. ألا يكون أمغر ، أي ذهب شعر ناصيته.
3. ألا يكون أدغم أي غطت ناصيته عينيه.
4. ألا يكون أسعف أي في ناصيته بياض.
5. ألا يكون أحول أي أبيض مؤخرة عينيه وغار السواد إلى مآقيه .
6. ألا يكون أقني أي في أنفه أحديداب.
7. ألا يكون مغرباً أي ابيضت أشفار عينيه مع زرقة العينين .
8. ألا يكون أدني أي اطمأن عنقه من أصله .
9. ألا يكون أقصي أي في عنقه قصر ويبس .
10. ألا يكون أكتف أي في أعالي كتفيه أنراح.
12. ألا يكون أزور أي يدخل إحدى فهدتيه ويخرج الأخرى .
13. ألا يكون مخطفا أي لحق ما خلف مخرمه من بطنه.
14. ألا يكون هضيما أي مستقيم الضلوع التي دخلت أعالية.
15. ألا يكون قليعا أي طويل الظهر .
16. ألا يكون أصقل أي طويل الصقلة وهي الخاصرة .
17. ألا يكون أنجل أي خرجت خاصرته من ورق صفاقة .
18. ألا يكون أفرق أي أشرفت إحدى وركيه على ألأخرى.
19. ألا يكون أرسح أي قليل لحم الصلا .
20. ألا يكون أعزل أي معوج عسيب الذنب.
21. ألا يكون أشعل أي في ذنبه بياض .
22. ألا يكون ملوحا أي إذا ضربته حرك ذنبه : ويقول المتمثل عيبا في الرأس ولا عيبا في الذنب .
الفصل السادس
كيفية تدريب الخيل وتأديبها
الخيل أصح مزاجا من سائر الحيوانات ألأخرى . لذا تؤثر فيها الرياضة ويؤيّده ما رُوي عن جابر بن زيد أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ارموا وأركبوا الخيل ، وإن ترموا أحب إليّ من كل لهو لها به المؤمن ، فهو باطل إلا ثلاث خلال : رميك عن قوسك وتأديبك لفرسك وملاعبتك لأهلك فإنهن من الحق)
وعن أبي إمامة ( عاتبوا الخيل فإنها تعتب ) أي أدّبوها فإن فيها قوة تدرك بها العتاب فتفعل ما تؤمر به وتنتهي عما تنهى عنه .
طريقة تدريب الخيل بداية من المربط إلى ميادين السباق، يجب على مربي الخيل إن يتدرج مع الفلو (صغير الخيل) بدءاً من الولادة على النحو التالي :
1: القيد. بطبيعة الحال الخيل تكره القيد ولكن تعود عليه منذ الصغر وذلك بربط حبل صغير بشكل دائري في كل قدم على حده وتمشي به بكل يسر وبين فترة وأخرى يغير هذا الحبل بحبل أكبر حتى تستأنسه وهكذا تتعود على القيد، وقس على ذلك بالنسبة للرصاغ والقلادة والصريمة واللجام.
2: الرصاغ أي ربط الخيل للحد من حركته داخل الاسطبل.
3: القلادة.
3:الصريمة أوالشكيمة تكون خفيفة الوزن ويضعها في رأس الفلو وهو في الإسطبل حتى يتعود على لبسها والا ينفر منها عندما يكبر.
4: لبس اللجام. لتحكم في سرعة الخيل ووقوفه.
وينبغي أن لا يؤّدب (أو كما يقال يطبع) الخيل إلا فارس ماهر أو سائس محترف و ذو خبره ويجب أن يتمتع بالصفات التالية :
1. ذو رفق.
2. حاضر الذهن.
3. ثابت في السرج .
4. يركب بفخذيه مائلا إلى يساره .
5. متمكن في قبض العنان.
6. يحثها بالتدريج بدون ضرب ولا همز عنيف .
7. إن يعوّدها رؤية الشيء الهائل كجمع من الناس والخيول.
8. إن يقفزها السواقي وقناطر الأفلاج والحفر والأسوار الصغيرة وحاليا يعوّدها على قفز الحواجز.
9. أن يعودها النزول بحذر من الجبال شبه العالية خشية الصخر الأملس .
10. إن تحني يديها على الأرض إذا غمزها في إبطها.
الفصل السابع
سباقات الخيل
كانت أغلب السباقات المتعارف عليها هي سباقات شعبية ولها تسمية محلية كسباق العرضة والبعض يسميه ركض العرضة أو الحشمة وله شروط وأنظمة متعارف عليها عند أصحاب الخيول وعلى كل فارس أن يلتزم بتلك الشروط وفي حالة خروجه عليها يتم إنذاره وإذا أعاد الخروج على الشروط فإنه يعزل من السباق، ولا يسمح لأحد مسابقته، وتقام هذه السباقات أيام الأعياد والأعراس والختان واستقبال الضيوف وكبار الشخصيات وكانت مثالاً لفرحة الأعياد ولا تكتمل إلا بحضور الخيل ومشاركتها .
وكم هو من منظر رائع خروج الأهالي إلى ساحة العيد ترتفع أصواتهم بالأهازيج والأطفال من خلفهم معبرين عن فرحتهم بهذا اليوم السعيد والخيل تتقدمهم إلى المركاض عليها وشاحات الزينة المزركشة بمختلف الألوان من الذهب والفضة وعلى صهواتها الفرسان يرددون أناشيدهم كالهمبل فما أروعها من لوحة تشكل التلاحم والتقاليد الأصيلة.
ثم وبفضل الدعم الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه ورعاه تطورت السباقات لتصبح سباقات عالميه لها قوانين دولية متعارف عليها وهي موضحة فيما يأتي إنشاء الله تعالى
سباقات الخيل الدولية والتقليدية
السباقات الدولية وأسس ممارستها :
أنشطة الاتحاد الدولي للفروسية :
1. الأنشطة الاولمبية :
أ- قفز الحواجز.
ب- آداب الخيل.
ج- المباراة كاملة الأنواع.
2. الأنشطة الغير اولمبية :
أ- قيادة العربات.
ب- القدرة والتحمل.
ج- الجمباز من على ظهر الخيل.
د- أنشطة ذوي الاحتياجات الخاصة.
3. الأنشطة الإقليمية :
أ- التقاط الأوتاد .
ب- كرة السلة من على ظهر الخيل.
4. الفروسية التقليدية (العرضة).
الفصل الثامن
ألأمراض المعدية الهامة التي تصاب بها الخيل
تتعدد أمراض الخيل الوبائية بتعدد مسبباتها التي قد تنقسم إلى أمراض فيروسيه وإمراض بكتيرية وإمراض طفيليه وقد قام مكتب الاوبئه الدولي بتصنيف هذه الإمراض حسب أهميتها ومضاعفاتها على صحة الخيل وتأثيرها ألتجاره القائمة على تنقلات حيوانات الفصيلة الخيلية من دوله إلى أخرى. وفى هذه الصفحات سنعرج على أهم هذه الإمراض وما يجب معرفته عنها من حيث مسبباتها وطرق انتقالها والإعراض السريريه التي قد تصاحب كل مرض وكيفية الوقاية والعلاج لعل ذلك قد يعين القارئ الكريم في التعرف على المزيد عن أمراض الخيل.
1- مرض طاعون الخيل الافريقى (مرض النجمة)
يعتبر من الإمراض التي تلقى اهتماما بالغا في عالم الخيل وهو من الإمراض الفيروسية المعدية والمصنفة في القائمه الأولى بمكتب الاوبئه الدولي. ينتقل المرض من خيل إلى أخر عبر البعوض الناقل وتعتبر الخيل من أكثر حيوانات الفصيلة الخيلية تأثرا بالمرض مقارنة بالبغال والحمير الأهلية والمتوحشة. يتواجد المرض بجنوب وشرق أفريقيا وقد ظهرت بعض الحالات في الشرق الأوسط وأوروبا سابقا. تتميز الإعراض ألسريريه للمرض بالخيل المصاب بخمول الخيل وارتفاع درجة الحرارة وتورم العينين مع انتفاخ الحفر فوق العينيه مع خروج رغاوي من فتحتي الأنف و ينتهي غالبا بالنفوق.
ولكون المرض من الأهمية بمكان فإن من شروط استيراد الخيل المعمول بها في معظم دول العالم أن يتم فحص الخيل ضد هذا المرض قبل إصدار تصريح استيراده. الخيل المصاب الذي تم تأكيد إصابته مخبريا يتم إعدامه فورا.
الفصل التاسع
فنون الفروسية المصاحبة للخيل
يكاد لا تخلو أشعار الفنون العمانية المغناه من ذكر الخيل وفرسانها والتفاخر بإنجازاتها في الماضي والحاضر لذلك خصصوا فنوناً خاصة للخيل توارثها الجيل بعد الجيل، ومن هذه الفنون : الهمبل والتغرود اوالغيرود و المحورب الترويس أوالتلعيب والبعض يسميه المهذاب وهي فنون حماسية للخيل وفرسانها وكل فن من هذه الفنون له مناسبته و طريقته أداء خاصة مفصلة كالتالي :
1. االهمبل:
يقام هذا الفن في الاحتفالات الوطنية والاجتماعية أو عند استقبال كبار الشخصيات والوجهاء.
طريقة الأداء :
يخرج الفرسان بخيولهم على شكل جماعي ويتجهون إلى الميادين المخصصة للاحتفال بحيث تقوم المجموعة التي في الأمام بشل شلة شعرية غنائية (إنشاد بعض الإشعار الشعبية) وبعد نهاية الشلة ترد المجموعة التي في الخلف بنفس الشلة، وهكذا تتواصل الشلات مع المسير حتى الوصول إلى ميدان السباق أو الاحتفال وبوصولهم الميدان المخصص ينتهي فن الهمبل، فيشرع الفرسان بفن التغرود والذي من خصائصه الإسراع بالخيل والكلمات المغناه أثناء أدائه ولايختلف عن الهمبل في الطريقة.
نماذج شعر فن الهمبل والتغرود
رتبت ابيــات الشعـر فالخيل وصفــن منتهـــز
من شوفهن رد الفكــر والفعل ع الساحــــة برز
*****************************
وارد ف صفحات الأثر أظهورها للمجد عـــــز
يلي جناها ما خســـر ابطونها للوقــــــت كنز
أخيرا
عسى ان نلتقي
في كتاب اخر لهذا الشاعر والكاتب والباحث
ف إلى لقاء قريب ان شاء الله تعالى
وما دفعني للكتابة عن هذا الاديب هو نشاطه وتعدد مواهبه
خميس بن جمعة بن خميس المويتي
سخر كل همته في اثراء الساحة الادبية
فهو شاعر شعبي
له بصمة رائعة وخط سير متميز
من دواوينه المنشوره :
(مقاصب في فن الرزحة)
(ترنيمة الاطلال)
(ايضاح الطريقة للفنون العريقة)
من اقواله
ويللي ما عرف ديوانه تبقى حالته تعبانــه
ف الجده يهبّي حافي واصحابه عليه يبكون
يعزي لابته وفرسانه وزايد على الولف وجدانه
ينهم والجرح نزّافي في لب الحشى مطعون
وهو كاتب فذ
استطاع ان يسطر عبارات تبقى رمزا له بعد عمر طويل
تلمس في كتاباته ملامسته للمجتمع
ومن الامثلة على كتبه :
(تحفة الارشاد لمقتني الجياد)
كتاب خصص المؤلف ليتحدث فيه عن الخيل العربي الاصيل وجاء في تسعة فصول
الفصل الاول
التعريف بالخيل
الخيل حيوان من أشرف الحيوان صورة و من أسرع الحيوان عدوا و أبرعها قبولا للتعليم فإنها إذا علمت فهمت كل ما يراد منها و إنها لتنوم كما ينوم الإنسان على جنبيها معا و يلقى عليها اللحاف فلا تتحرك و يصاح بها فلا ترفع رأسها و لا تحرك شيئا من جوارحها حتى أذنها أو ذنبها وفقا لتعليم صاحبها لها و ذلك غالبا في حال الغزو أو الغارة التي يترصد فيها صاحبها لعدوه مختفيا و تعطى إشارة فتحفظها و تصر عليها حتى يأتيها صاحبها و تطلق النار على أذنها و رأسها و لا تتحرك كأنها جماد أو كأنها غير حية حتى يأتيها صاحبها كما أرادها و هكذا في كل أحوالها التعليمية و لها وفاء صادق لا تغيره غالبا و هي من أقوى الحيوان في ذاتها فإنها تطير براكبها طيران الرياح العواصف فلا يقدر بقية الحيوان مهما على شئى من ذلك بل غاية ما يستطيع الضاري القوي كالأسود و الفهود النمور العدو بنفسها و لا يقدر أن يعدو كعدو الخيل أبدا و لذلك يصطاد بها الحيوان الشديد الركض كالظباء و نحوها و هي من أهيب الحيوان في قلوب البشر مع الأمان منها فإنها لا تزال آمنة مطمئنة حتى تهيج براكبها و لذلك اخترع لها اللجام الذي يرد جماحها كما قيل (كما يرد جماح الخيل باللجم ).
الفصل الثاني
الخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية
أولاً : الخيل في القران الكريم
ورد ذكر الخيل في أكثر من آية من آيات القرآن الكريم كلها ترفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى، كما أقسم بها الله خالق هذا الكون وما فيه من مخلوقات :
قال تعالى : (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) النحل 8
ثانياً : الخيل في السنة النبوية
عن البراء بن عازب قال : كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : (تلك السكينة تنزلت بالقرآن) (رواه البخاري) .
وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبدالله بن عمر كان فيمن سابق بها (رواه البخاري).
الفصل الثالث
الخيل في الشعر العربي الفصيح والشعبي
أولاً : الخيل في الشعر الجاهلي
ذكر الخيل في شعر اغلب أصحاب المعلقات و ذلك لما كان يحتله الخيل من مكانة كبيرة في نفوس العرب في تلك الفترة.
و يظهر ذكر الخيل في معلقة امرؤ القيس في الابيات التالية :
وقد برع عنترة بن شداد في وصف حصانه الأدهم وكأنه يخاطب محب ورفيق فيقول في معلقته المشهورة.
و الخيل له ذكر أيضا في معلقة عنترة بن شداد ، وكان يجيش بنفسه إحساس عميق نحو فرسه الّذي يعايشه ويعاشره حين تنال منه سيوف أعدائه ورماحهم، يقول مصوّراً آلامه وجروحه الجسديّة وقروحه النفسية فيقول:
ما زلت أرميهم بثغرة نحــره و لبانه حتى تسربل بالـدم
فازور من وقع القنا بلبانـــه و شكا إلي بعبرة و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى و لكان لو علم الكلام مكلمي
الفصل الرابع
أدوات ركوب الخيل
1. الصريمة التي توضع على راس الفرس. تصنع من الفضة والبعض يعملها من النحاس وذلك حسب الإمكانيات وهي عبارة عن سلسلة متشابكة مثبته بطريقة محكمة.
ونوع أخر من الصريمة يعرف بالرسن أو المرسن وتسمى في عمان (بصريمة ورد) وفي بعض البلدان يقال لها الشكيمة وتصنع من الحديد أو النحاس تقاد بها الخيل إثناء تنقلها في الإسطبل والسقي.
2. اللجام. هو عمود مستطيل صلب غير قابل للثني يصنع من الفضة أو النحاس وتكون بطرفيه فتحة من كل جانب لكي يثبت فيه الرسن (الخطام)وهناك عدة أشكال للألجمة و تتميز عمان بوجود نوع من اللجم المتميز التي تناسب مع فك الفرس و يمتاز بقوته لإيقاف الفرس.
3. العذار. قطعة جلدية مستطيلة تصنع من الجلد أو حبل من القطن يثبت بها الصريمة أو اللجام من جهة مؤخرة راس الفرس.
4. اللبد. فراش يوضع تحت المعرقة أو السرج ليحمي ظهر الفرس من الاحتكاك ويلتقط العرق حيث إنه إذا لم يستخدم اللبد يلتهب ظهر الفرس.
كيفية صناع اللبد
يصنع أللبد من خلق الحرير أو الجوخ على حسب مقاس المعرقة قبل تركيب الأجنحة ويرضف الخلق رضفين تم تثبت حواف أللبد بخيوط الحرير الغير مفتولة.
5. المعرقة : هي سرج عربي توضع على ظهر الفرس اثنا التنقل وركض العرضة .
الفصل الخامس تكاثر الخيل
الفحل الخاص بالتقفيز (التزاوج)
يجب أن ينتقى الفحل المعد للتقفيز (التزاوج) كي يخلو من العيوب لأن من عادة العيوب التالية :
1. ألا يكون أخذي أي أصول أذنيه مرتخية.
2. ألا يكون أمغر ، أي ذهب شعر ناصيته.
3. ألا يكون أدغم أي غطت ناصيته عينيه.
4. ألا يكون أسعف أي في ناصيته بياض.
5. ألا يكون أحول أي أبيض مؤخرة عينيه وغار السواد إلى مآقيه .
6. ألا يكون أقني أي في أنفه أحديداب.
7. ألا يكون مغرباً أي ابيضت أشفار عينيه مع زرقة العينين .
8. ألا يكون أدني أي اطمأن عنقه من أصله .
9. ألا يكون أقصي أي في عنقه قصر ويبس .
10. ألا يكون أكتف أي في أعالي كتفيه أنراح.
12. ألا يكون أزور أي يدخل إحدى فهدتيه ويخرج الأخرى .
13. ألا يكون مخطفا أي لحق ما خلف مخرمه من بطنه.
14. ألا يكون هضيما أي مستقيم الضلوع التي دخلت أعالية.
15. ألا يكون قليعا أي طويل الظهر .
16. ألا يكون أصقل أي طويل الصقلة وهي الخاصرة .
17. ألا يكون أنجل أي خرجت خاصرته من ورق صفاقة .
18. ألا يكون أفرق أي أشرفت إحدى وركيه على ألأخرى.
19. ألا يكون أرسح أي قليل لحم الصلا .
20. ألا يكون أعزل أي معوج عسيب الذنب.
21. ألا يكون أشعل أي في ذنبه بياض .
22. ألا يكون ملوحا أي إذا ضربته حرك ذنبه : ويقول المتمثل عيبا في الرأس ولا عيبا في الذنب .
الفصل السادس
كيفية تدريب الخيل وتأديبها
الخيل أصح مزاجا من سائر الحيوانات ألأخرى . لذا تؤثر فيها الرياضة ويؤيّده ما رُوي عن جابر بن زيد أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ارموا وأركبوا الخيل ، وإن ترموا أحب إليّ من كل لهو لها به المؤمن ، فهو باطل إلا ثلاث خلال : رميك عن قوسك وتأديبك لفرسك وملاعبتك لأهلك فإنهن من الحق)
وعن أبي إمامة ( عاتبوا الخيل فإنها تعتب ) أي أدّبوها فإن فيها قوة تدرك بها العتاب فتفعل ما تؤمر به وتنتهي عما تنهى عنه .
طريقة تدريب الخيل بداية من المربط إلى ميادين السباق، يجب على مربي الخيل إن يتدرج مع الفلو (صغير الخيل) بدءاً من الولادة على النحو التالي :
1: القيد. بطبيعة الحال الخيل تكره القيد ولكن تعود عليه منذ الصغر وذلك بربط حبل صغير بشكل دائري في كل قدم على حده وتمشي به بكل يسر وبين فترة وأخرى يغير هذا الحبل بحبل أكبر حتى تستأنسه وهكذا تتعود على القيد، وقس على ذلك بالنسبة للرصاغ والقلادة والصريمة واللجام.
2: الرصاغ أي ربط الخيل للحد من حركته داخل الاسطبل.
3: القلادة.
3:الصريمة أوالشكيمة تكون خفيفة الوزن ويضعها في رأس الفلو وهو في الإسطبل حتى يتعود على لبسها والا ينفر منها عندما يكبر.
4: لبس اللجام. لتحكم في سرعة الخيل ووقوفه.
وينبغي أن لا يؤّدب (أو كما يقال يطبع) الخيل إلا فارس ماهر أو سائس محترف و ذو خبره ويجب أن يتمتع بالصفات التالية :
1. ذو رفق.
2. حاضر الذهن.
3. ثابت في السرج .
4. يركب بفخذيه مائلا إلى يساره .
5. متمكن في قبض العنان.
6. يحثها بالتدريج بدون ضرب ولا همز عنيف .
7. إن يعوّدها رؤية الشيء الهائل كجمع من الناس والخيول.
8. إن يقفزها السواقي وقناطر الأفلاج والحفر والأسوار الصغيرة وحاليا يعوّدها على قفز الحواجز.
9. أن يعودها النزول بحذر من الجبال شبه العالية خشية الصخر الأملس .
10. إن تحني يديها على الأرض إذا غمزها في إبطها.
الفصل السابع
سباقات الخيل
كانت أغلب السباقات المتعارف عليها هي سباقات شعبية ولها تسمية محلية كسباق العرضة والبعض يسميه ركض العرضة أو الحشمة وله شروط وأنظمة متعارف عليها عند أصحاب الخيول وعلى كل فارس أن يلتزم بتلك الشروط وفي حالة خروجه عليها يتم إنذاره وإذا أعاد الخروج على الشروط فإنه يعزل من السباق، ولا يسمح لأحد مسابقته، وتقام هذه السباقات أيام الأعياد والأعراس والختان واستقبال الضيوف وكبار الشخصيات وكانت مثالاً لفرحة الأعياد ولا تكتمل إلا بحضور الخيل ومشاركتها .
وكم هو من منظر رائع خروج الأهالي إلى ساحة العيد ترتفع أصواتهم بالأهازيج والأطفال من خلفهم معبرين عن فرحتهم بهذا اليوم السعيد والخيل تتقدمهم إلى المركاض عليها وشاحات الزينة المزركشة بمختلف الألوان من الذهب والفضة وعلى صهواتها الفرسان يرددون أناشيدهم كالهمبل فما أروعها من لوحة تشكل التلاحم والتقاليد الأصيلة.
ثم وبفضل الدعم الذي يقدمه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه ورعاه تطورت السباقات لتصبح سباقات عالميه لها قوانين دولية متعارف عليها وهي موضحة فيما يأتي إنشاء الله تعالى
سباقات الخيل الدولية والتقليدية
السباقات الدولية وأسس ممارستها :
أنشطة الاتحاد الدولي للفروسية :
1. الأنشطة الاولمبية :
أ- قفز الحواجز.
ب- آداب الخيل.
ج- المباراة كاملة الأنواع.
2. الأنشطة الغير اولمبية :
أ- قيادة العربات.
ب- القدرة والتحمل.
ج- الجمباز من على ظهر الخيل.
د- أنشطة ذوي الاحتياجات الخاصة.
3. الأنشطة الإقليمية :
أ- التقاط الأوتاد .
ب- كرة السلة من على ظهر الخيل.
4. الفروسية التقليدية (العرضة).
الفصل الثامن
ألأمراض المعدية الهامة التي تصاب بها الخيل
تتعدد أمراض الخيل الوبائية بتعدد مسبباتها التي قد تنقسم إلى أمراض فيروسيه وإمراض بكتيرية وإمراض طفيليه وقد قام مكتب الاوبئه الدولي بتصنيف هذه الإمراض حسب أهميتها ومضاعفاتها على صحة الخيل وتأثيرها ألتجاره القائمة على تنقلات حيوانات الفصيلة الخيلية من دوله إلى أخرى. وفى هذه الصفحات سنعرج على أهم هذه الإمراض وما يجب معرفته عنها من حيث مسبباتها وطرق انتقالها والإعراض السريريه التي قد تصاحب كل مرض وكيفية الوقاية والعلاج لعل ذلك قد يعين القارئ الكريم في التعرف على المزيد عن أمراض الخيل.
1- مرض طاعون الخيل الافريقى (مرض النجمة)
يعتبر من الإمراض التي تلقى اهتماما بالغا في عالم الخيل وهو من الإمراض الفيروسية المعدية والمصنفة في القائمه الأولى بمكتب الاوبئه الدولي. ينتقل المرض من خيل إلى أخر عبر البعوض الناقل وتعتبر الخيل من أكثر حيوانات الفصيلة الخيلية تأثرا بالمرض مقارنة بالبغال والحمير الأهلية والمتوحشة. يتواجد المرض بجنوب وشرق أفريقيا وقد ظهرت بعض الحالات في الشرق الأوسط وأوروبا سابقا. تتميز الإعراض ألسريريه للمرض بالخيل المصاب بخمول الخيل وارتفاع درجة الحرارة وتورم العينين مع انتفاخ الحفر فوق العينيه مع خروج رغاوي من فتحتي الأنف و ينتهي غالبا بالنفوق.
ولكون المرض من الأهمية بمكان فإن من شروط استيراد الخيل المعمول بها في معظم دول العالم أن يتم فحص الخيل ضد هذا المرض قبل إصدار تصريح استيراده. الخيل المصاب الذي تم تأكيد إصابته مخبريا يتم إعدامه فورا.
الفصل التاسع
فنون الفروسية المصاحبة للخيل
يكاد لا تخلو أشعار الفنون العمانية المغناه من ذكر الخيل وفرسانها والتفاخر بإنجازاتها في الماضي والحاضر لذلك خصصوا فنوناً خاصة للخيل توارثها الجيل بعد الجيل، ومن هذه الفنون : الهمبل والتغرود اوالغيرود و المحورب الترويس أوالتلعيب والبعض يسميه المهذاب وهي فنون حماسية للخيل وفرسانها وكل فن من هذه الفنون له مناسبته و طريقته أداء خاصة مفصلة كالتالي :
1. االهمبل:
يقام هذا الفن في الاحتفالات الوطنية والاجتماعية أو عند استقبال كبار الشخصيات والوجهاء.
طريقة الأداء :
يخرج الفرسان بخيولهم على شكل جماعي ويتجهون إلى الميادين المخصصة للاحتفال بحيث تقوم المجموعة التي في الأمام بشل شلة شعرية غنائية (إنشاد بعض الإشعار الشعبية) وبعد نهاية الشلة ترد المجموعة التي في الخلف بنفس الشلة، وهكذا تتواصل الشلات مع المسير حتى الوصول إلى ميدان السباق أو الاحتفال وبوصولهم الميدان المخصص ينتهي فن الهمبل، فيشرع الفرسان بفن التغرود والذي من خصائصه الإسراع بالخيل والكلمات المغناه أثناء أدائه ولايختلف عن الهمبل في الطريقة.
نماذج شعر فن الهمبل والتغرود
رتبت ابيــات الشعـر فالخيل وصفــن منتهـــز
من شوفهن رد الفكــر والفعل ع الساحــــة برز
*****************************
وارد ف صفحات الأثر أظهورها للمجد عـــــز
يلي جناها ما خســـر ابطونها للوقــــــت كنز
أخيرا
عسى ان نلتقي
في كتاب اخر لهذا الشاعر والكاتب والباحث
ف إلى لقاء قريب ان شاء الله تعالى
تعليق