وأخيرًا ... أقبلت الجميلة!
وأخيرًا ...أقبلت تلك الجميلة التي لطالما تمنيت لقياها، أقبلت تلك التي كلما مر طيفها دفعني للعمل والمثابرة للوصول لها، أقبلت تلك التي كنت أعد الأيام والساعات والدقائق في انتظار موعدها المنتظر، أقبلت بكل حسنها وبهائها كي تغيِّر نظام حياتي وتقلب كياني وتخرجني من دوامة الروتين بسحرها الحلال، وتحولها إلى أيامٍ سعيدة لا تنسى! ها قد أقبلت تلك الجميلة ... ها قد أقبلت "الإجازة الصيفية".
هل هي تستحق المدح!
قال الله تعالى في محكم تنزيل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات ذلك هو الفضل الكبير} (فاطر23) مما يعلمنا أن هناك تنافسًا حقيقيًا ومراتب متفاوتة، فما هي يا ترى أوصاف أهل المراتب العليا ولا نزكي على الله أحدًا؟
إنهم كما قال موسى بن إسماعيل في وصف أحدهم: (لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمه ضاحكًا قط صدقتكم ، كان مشغولاً بنفسه؛ إما أن يُحدِّث، وإما أن يقرأ، وإما أن يسبِّح، وإما أن يصلي)! يا لها من همة كبيرة في استغلال الوقت.
وأسمع معي الحسن البصري رحمه الله بكل قلبك وحواسك وهو يقول: (أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم على دراهمكم ودنانيركم)! وكأن الشاعر يتمثل بمقولته البليغة حينما قال:
والوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه ،،، وأراه أسهل ما عليك يضيعُ!
مجالات للاستفادة من الإجازة:
أخي وأختي إليكما بعض المقترحات من أجل أكبر استفادة من إجازتنا، نستهدف من ورائها ألا تنقضي الإجازة الصيفية ولا تنصرف الحبيبة الزائرة، إلا ونحن غانمين وسالمين إن شاء الله تعالى:
أولاً - الإجازة والعبادات:
فقد قال الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب} وقال قال ابن كثير رحمه الله مفسرًا: (أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطًا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة)، ومن ذلك:
1- استدراك ما فاتنا من مواسم الطاعات وأوقاتها خلال العام الدراسي.
2- ترويض النفس وتهذيبها على أن الراحة في ممارسة الأعمال الصالحة لا في تركها.
3- توثيق الصلة بين الانسان وربه، حتى نعود لدراستنا ونحن منه سبحانه أقرب.
4- تعوُّد الأعمال الصالحة، وفي ذلك يقول الشيخ محمد الشنقيطي: (من بذل لله أوقات الفراغ في طاعته ومحبته ومرضاته ربما ثبَّت الله قلبه على الخير فجاءت مواسم الشغل وأيام الشغل وهو ثابت على الطاعة لا يمكن أن يتركها أو يدعها).
ثانيًا - الأجازة والأسرة الصغيرة:
ومن المقترحات المميزة في هذا الصدد ما يلي:
1- إقامة مسابقة لحفظ القرآن أو الحديث بين أبناء الأسرة أو العائلة.
2- إقامة خواطر إيمانية في وقت تجمع العائلة عند شرب الشاي مثلاً.
3- الذهاب لرحلات مفيدة في أرجاء الوطن للتعرف على معالمه المختلفة وتعزيز حبه في نفوس الصغار.
ثالثًا - الإجازة وأرحامنا وجيراننا:
ومن أوجه الاستفادة من الإجازة الصيفية في هذا المجال التالي من اقتراحات:
1- صلة الأرحام وزيارة الأقارب، لأن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
2- نزهة بريئة ورحلة مسلية مع الأقارب والأبناء فيها المتعة والمرح والترويح عن النفس بما أباح الله.
3- إقامة مخيم صيفي للأسرة والأبناء بمشاركة بعض الأقارب أو الجيران أو غيرهم.
4- أقامة خواطر إيمانية بعد الصلوات في المسجد القريب من السكن.
5 - إقامة مسابقات قرآن وحديث أو مسابقات ثقافية في المسجد القريب من السكن.
6- تبادل الزيارة مع الجيران والتعرف عليهم، وخصوصًا المرضى وكبار السن منهم.
رابعًا - الإجازة وتنمية الذات:
هل يعقل أن نكون بعد قدوم إجازتنا الحبيبة على ذات الحال التي كنّا عليها قبلها؟ بلا شك أن ذلك لا يجوز فالعاقل يزداد خيرًا في كل يوم ومن وسائل ذلك هذه الاقتراحات:
1- عدم تفويت الدروس والمحاضرات التي تقام في مسجد الحي والمساجد القريبة، واصطحاب الأهل والأصحاب.
2- التسجيل والمشاركة في دورات شرعية مثل: التجويد/ حفظ القرآن/ الفقه/ العقيدة/ ... الخ.
3- انتهاز العطلة في اجتياز دورات التنمية والتطوير التي تطرحها جمعيات النفع العام والمؤسسات الاجتماعية مثل: مهارات الاستماع/ مهارات التحدث/ مهارات الحوار/ مهارات التفكير الإيجابي/ فن القراءة السريعة/ ... الخ.
4- دورات المهارات والهوايات: سباحة/ كمبيوتر/ فوتوشوب/ رسم/ طبخ/ ... الخ.
خامسًا - والنشاطات التطوعية:
المشاركة في جمعيات الخيرية وجمعيات المعاقين والمسنين أو التطوع وغيرها، انطلاقًا من حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (خير الناس أنفعهم للناس) حديث حسن.
ختامًا ... الإجازة والسفر!
أظننا نحتاج لقاء متجدد حول أوجه استغلال أسفارنا ... دعونا الآن نستغل إقامتنا أفضل استغلال، وعلى الأخوَّة الصادقة والمحبة الهادفة ألقاكم، وألقى حبيبتنا الغالية "الإجازة الصيفية"!
وأخيرًا ...أقبلت تلك الجميلة التي لطالما تمنيت لقياها، أقبلت تلك التي كلما مر طيفها دفعني للعمل والمثابرة للوصول لها، أقبلت تلك التي كنت أعد الأيام والساعات والدقائق في انتظار موعدها المنتظر، أقبلت بكل حسنها وبهائها كي تغيِّر نظام حياتي وتقلب كياني وتخرجني من دوامة الروتين بسحرها الحلال، وتحولها إلى أيامٍ سعيدة لا تنسى! ها قد أقبلت تلك الجميلة ... ها قد أقبلت "الإجازة الصيفية".
هل هي تستحق المدح!
قال الله تعالى في محكم تنزيل: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات ذلك هو الفضل الكبير} (فاطر23) مما يعلمنا أن هناك تنافسًا حقيقيًا ومراتب متفاوتة، فما هي يا ترى أوصاف أهل المراتب العليا ولا نزكي على الله أحدًا؟
إنهم كما قال موسى بن إسماعيل في وصف أحدهم: (لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمه ضاحكًا قط صدقتكم ، كان مشغولاً بنفسه؛ إما أن يُحدِّث، وإما أن يقرأ، وإما أن يسبِّح، وإما أن يصلي)! يا لها من همة كبيرة في استغلال الوقت.
وأسمع معي الحسن البصري رحمه الله بكل قلبك وحواسك وهو يقول: (أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم على دراهمكم ودنانيركم)! وكأن الشاعر يتمثل بمقولته البليغة حينما قال:
والوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه ،،، وأراه أسهل ما عليك يضيعُ!
مجالات للاستفادة من الإجازة:
أخي وأختي إليكما بعض المقترحات من أجل أكبر استفادة من إجازتنا، نستهدف من ورائها ألا تنقضي الإجازة الصيفية ولا تنصرف الحبيبة الزائرة، إلا ونحن غانمين وسالمين إن شاء الله تعالى:
أولاً - الإجازة والعبادات:
فقد قال الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب} وقال قال ابن كثير رحمه الله مفسرًا: (أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطًا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة)، ومن ذلك:
1- استدراك ما فاتنا من مواسم الطاعات وأوقاتها خلال العام الدراسي.
2- ترويض النفس وتهذيبها على أن الراحة في ممارسة الأعمال الصالحة لا في تركها.
3- توثيق الصلة بين الانسان وربه، حتى نعود لدراستنا ونحن منه سبحانه أقرب.
4- تعوُّد الأعمال الصالحة، وفي ذلك يقول الشيخ محمد الشنقيطي: (من بذل لله أوقات الفراغ في طاعته ومحبته ومرضاته ربما ثبَّت الله قلبه على الخير فجاءت مواسم الشغل وأيام الشغل وهو ثابت على الطاعة لا يمكن أن يتركها أو يدعها).
ثانيًا - الأجازة والأسرة الصغيرة:
ومن المقترحات المميزة في هذا الصدد ما يلي:
1- إقامة مسابقة لحفظ القرآن أو الحديث بين أبناء الأسرة أو العائلة.
2- إقامة خواطر إيمانية في وقت تجمع العائلة عند شرب الشاي مثلاً.
3- الذهاب لرحلات مفيدة في أرجاء الوطن للتعرف على معالمه المختلفة وتعزيز حبه في نفوس الصغار.
ثالثًا - الإجازة وأرحامنا وجيراننا:
ومن أوجه الاستفادة من الإجازة الصيفية في هذا المجال التالي من اقتراحات:
1- صلة الأرحام وزيارة الأقارب، لأن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
2- نزهة بريئة ورحلة مسلية مع الأقارب والأبناء فيها المتعة والمرح والترويح عن النفس بما أباح الله.
3- إقامة مخيم صيفي للأسرة والأبناء بمشاركة بعض الأقارب أو الجيران أو غيرهم.
4- أقامة خواطر إيمانية بعد الصلوات في المسجد القريب من السكن.
5 - إقامة مسابقات قرآن وحديث أو مسابقات ثقافية في المسجد القريب من السكن.
6- تبادل الزيارة مع الجيران والتعرف عليهم، وخصوصًا المرضى وكبار السن منهم.
رابعًا - الإجازة وتنمية الذات:
هل يعقل أن نكون بعد قدوم إجازتنا الحبيبة على ذات الحال التي كنّا عليها قبلها؟ بلا شك أن ذلك لا يجوز فالعاقل يزداد خيرًا في كل يوم ومن وسائل ذلك هذه الاقتراحات:
1- عدم تفويت الدروس والمحاضرات التي تقام في مسجد الحي والمساجد القريبة، واصطحاب الأهل والأصحاب.
2- التسجيل والمشاركة في دورات شرعية مثل: التجويد/ حفظ القرآن/ الفقه/ العقيدة/ ... الخ.
3- انتهاز العطلة في اجتياز دورات التنمية والتطوير التي تطرحها جمعيات النفع العام والمؤسسات الاجتماعية مثل: مهارات الاستماع/ مهارات التحدث/ مهارات الحوار/ مهارات التفكير الإيجابي/ فن القراءة السريعة/ ... الخ.
4- دورات المهارات والهوايات: سباحة/ كمبيوتر/ فوتوشوب/ رسم/ طبخ/ ... الخ.
خامسًا - والنشاطات التطوعية:
المشاركة في جمعيات الخيرية وجمعيات المعاقين والمسنين أو التطوع وغيرها، انطلاقًا من حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (خير الناس أنفعهم للناس) حديث حسن.
ختامًا ... الإجازة والسفر!
أظننا نحتاج لقاء متجدد حول أوجه استغلال أسفارنا ... دعونا الآن نستغل إقامتنا أفضل استغلال، وعلى الأخوَّة الصادقة والمحبة الهادفة ألقاكم، وألقى حبيبتنا الغالية "الإجازة الصيفية"!
تعليق