لا اعرف امان 36 ولكني رايته اربعة مرات
.انا مغربي من مدينة مراكش واسكن الحي القديم من المدينة. قبل سبعة سنوات تقريبا سمعت من احد اصدقائي انه تعرف على شاب عراقي كثير العجب. هو شاعر. اديب هو عالم. يحفظ على ظهر قلبه اكثر من 15 الف بيت شعر ويحفظ القران الكريم بكامله على ظهر قلبه.هو فيلسوف وصاحب اخلاق عالية ونفسية متواضعة جدا. قال صديقي ان العراقي أمان ياتي مساء ويجلس في مقهى شعبية معنا وعين لي المقهى التي يجلس فيها وهي في الحي القديم من المدينة اي ليست بعيدة عن مكان سكني. سمعت بعد ايام ان اسم امان يتردد بين الشباب بمبالغات قد لا تصدق.دفعني حب الاستطلاع ان اذهب للمقهى لارى الشخصية الخيالية وانا غير مصدق.ومن باب الحقيقة ان الشعب المغربي بكل طبقاته يحب اهل العراق ورئيسه الشهيد صدام حسين الرحمة عليه. يحبهم كثيرا والاستاذ امان اكيد لمس هذا بنفسه.
اللقاء الاول:
ذهبت للمقهى فوجدت حوالي 15 شاب وبينهم ثلاث بنات جالسين حول امان ينصتون له بشكل غريب وكان بينهم عدد من معارفي. جلست بعيدا نوعا ما عنهم بحوالي اربعة امتار كنت لا اريد ان اكون متطفل وكنت من بعيد اراقب العراقي الذي حل في قلوب الكثيرين في مدينة مراكش.هو متوسط القامة ابيض يميل الى الحنطاوي شعر راسه اسود. كنت اسمعهم تارة يضحكون بصوت عالي من نكتة امان وتارة تجد الهدوء يسود الجميع لسماع حديث امان. بعد ربع ساعة من جلوسي بلغ عدد الجالسين بحوالي اكثر من عشرين.فيهم سائق التاكسي ، فيهم معلم ,فيهم صحفي فيهم حارس بنك فيهم بائع الحريرة(شوربة مشهورة في المغرب) فيهم من يعمل بالبريد وفيهم حلاق وفيهم طلبة جامعيين. اما البنات الثلاثة وكما سمعت من صديقي احداهن خادمة في فندق، والاخرى متخصصة في نقش الحنة على الايدي للنساء المخطوبات، والثالثة صحفية معروفة بحدة نقدها. كنت احب ان اجلس معهم لاسمعه ولكن انا خجلت ولم اسمعه ما يقول.
المقهى صيفية ومكشوفة وكل الجالسين في المقهى عند مجيء امان يقفون ويحيي من يعرفه ومن لا يعرفه كما سمعت من اصدقائي.
اللقاء الثاني:
رايته جالس في سوق شعبي مع رجل فقير وكبير في العمرلا يملك محل ولكن يبيع في الطريق بعض الكتب القديمة وامان جالس على صندوق خشبي قديم يتحدث معه. وسمعت من احد معارفي في السوق عند زيارته الثانية لمراكش لم يجد صديقه بائع الكتب وسال عنه واخبره احدهم انه مريض, وبصحبة احدهم في السوق وبصعوبة وجد بيته. كان يسكن في بيت من طين اعني كوخ وجلب له هدية وعالجه.الرجل هو الذي قال هذا لمعارفه في السوق.
اللقاء الثالث:
امان 36 بقي في مدينة مراكش اسبوع واصبح معروف بشكل غريب جدا. لا يمر في سوق من اسواق مراكش الا وله معارف يدعوه ويجلس عند كل منهم دقائق ويودعهم رايته جالسا عند ابن عمي محمد ذكرت اسمه ليتذكره الاستاذ امان ومحمد اكاديمي ولم يجد عملا وهو مختص بالاعشاب الطبية وعنده محل يبيع فيه الحشائش الطبية واصبح صديق امان.كنت مع الوالدة ورايت استاذ امان جالس في محل ابن عمي محمد. اسرعت واوصلت الوالدة للبيت ورجعت بسرعة لمحل ابن عمي لاتعرف باستاذ امان 36 وكانت امنيتي التعرف به الا ان ابن عمي اخبرني ان استاذ امان من دقائق غادر المحل وتاسفت انا جدا.كنت مشتاق اتعرف عليه. وحدثني ابن عمي عنه وقال يملك شخصية قوية تسحر المقابل بشكل غريب جدا مع بساطته وتواضعه..امان صاحب خبرة عميقة جدا بالاعشاب يعرف اسماءها في اللاتيني وابن عمي تعلم منه الكثير وقال امان بحر في هذا العلم. امان كان يمسك أي مادة نباتية يعرفها بشكل موسع ويقول هذه حديثة وهذه قديمة مضي عليها سنتين لمجرد يشمها وكان صائبا .كان ابن عمي مندهش منه. وللان يتحدث عنه. طلب من ابن عمي ان يجمع له 40 نوع من الاعشاب الطبية الجافة وعلى ان تكون حديثة . وكان عنده منها في المحل ما يقارب 30 نوع والانواع الاخرى وعده ان يطلبها له من زملاء اخرين.
وبصعوبة ابن عمي جمع له 40 نوع حسب طلبه واراد ان يقدمها هدية له لانه تعلم من امان ما لا يتعلمه من غيره. وسمعت من ابن عمي امان رفض الهدية وقال له ان لم تستلم المبلغ مع الربح ساودعك واضطر محمد ان يستلم ثمنها بخجل.
اللقاء الرابع:
كنت مع صديق لي يعرف امان ويحضر جلساته في المقهى.كنت معه عند الطبيب, صديقي كان مريض وفي حالة نفسية سيئة ومصاب بزكام شديد وخرجنا من الطبيب وذهبنا للصيدلية لشراء دواء. وجدت استاذ امان جالس مع طبيب عراقي مشهور جدا في مراكش وهو الدكنور علي الوردي. وكان امان يتحدث والدكتور يصغي اليه، ولما راى صديقي وقف وحياه بحرارة وقال اراك قلقا ومزكوم, اجابه نعم انا مريض وكنت عند الطبيب وجئت اشتري دواء,واراه ورقة الطبيب وقراها امان واستغربت انه مزقها وطلب من الصيدلي ان يعطيه فيتامين سي نماذج للدعاية مجانا والصيدلي كان كريم واعطاه مقدار كثير. ثم قال امان لصديقي اذهب لبيتك وتوضى بماء بارد واجلس في غرفتك وحيدا خمسة دقائق وعين له الوقت وودعه صديقي وشكره.رافقت صديقي لبيته وعمل بقول امان ودخل غرفته في الوقت الذي عينه امان له وبقيت انا جالسا اتحدث مع اخ صديقي. بعد حوالي ستة دقائق جاء صديقي المريض والحيوية تبدو عليه واستغرب وقال والله والرسول الكريم شعرت بحرارة تدب في جسمي واشعر بحيوية عجيبة. وبالفعل تغيرت ملامحه في اليوم الثاني وشفي بفضل الله.
استاذي امان انا الان قريب منك جئت بدعوة لحضور مؤتمر وسمعت انك ستحضره وليتني التقي بك.
مصطفى
تعليق