حازت سهرة ( جذور الغضب) على قصب السبق في العرض بأول جمعة في الشهر الفضيل ، لتدخل التاريخ الإنتاجي التلفزيوني المحلي كونها أول سهرة تسند لجهة إنتاجية منفذة تعرض في شهر رمضان، والسهرة كتبها محمد بن خميس المعمري وأخراجها يوسف البلوشي ونفذتها مؤسسة الكهف الأزرق .. وتتحدث عن عقدة أزلية ترافق عبدالرحمن ( يلعب دوره عبدالرحيم المجيني) من طفولته وتتمثل بإعتقاده أن البنات خائنات ، جراء تأزمه وتأثره بمشهد رآه في صغره فُيسقط تلك الحادثة على مجمل يومياته ، وتكون زوجته العفيفة الطاهرة ( وفاء البلوشية) أولى المـتاثرين بشكوكه وريبته التي توصله لقضبان السجن .
وبدأت السهرة بعرض على طريقة الفلاش باك لعبدالرحمن الشكاك الذي يلعب دوره (عبدالرحيم المجيني) الذي يرى كوابيس مزعجة في منامه ، تعيد إليه بل وتكرس العقدة النفسية التي كبرت معه بعدما رأى غريبا ( عيسى الردهان) يدخل لحجرة عمته التي ينفضح أمرها بعدما يرى شقيقها الغريب يخرج من بيته فيحدث جلبة يضطر عندها الخائن لقتل معشوقته وشقيقها (محمد الغيثي) (والد عبدالرحمن) ، الذي تنمو بداخله الصراعات وتزداد حتى ليكاد يشك في كل أنثى على وجه الأرض !
وبالمجمل يطبق هذا الشك على زوجته (وفاء البلوشية) التي يحلم ويشك أنها تخونه أيضا ، ومنها يتوصل الى أن (راعي التنكر) (يوسف الصالحي) وهو الشخص الوحيد الذي يعرف بيته يخونه معها، وعندما يعود لبيته يجد راعي التنكر وقد دخل البيت بعدما اتصل بالزوجة لتدله على مكان الخزان الصغير ، لأن الكبير إمتلأ وبدلا من هدر الماء الباقي يقترح تعبئته في خزان أصغر - وهذا أراب عبدالرحمن الذي حاول قتل سائق التنكر الذي يهرب ، وتهرب زوجته ايضا ، وفي الطريق وبدون أن يدري الزوج تكون الزوجة قد تعرضت لحادث ودخلت المستشفى فيما هرب راعي التنكر.
وفي الاثناء تعود البنت ( الزهراء) وتلعب دورها بتميز جيهان البلوشية للبيت فتجده مغلقا ، وتخرج منه ليجدها سائق الأجرة (خالد الضوياني) وهو في حالة سكر شديد فيأخذها لزوجته شيماء البريكية التي تتوسل اليه أن يبقيها عندهم ، ويتبنيانها وهي التي لم تنجب ، ويذهب عبدالرحمن في اليوم التالي لمكان تعبئة المياه وهناك يتقاتل مع (راعي التنكر) فيصيبه بجرح نازف بعد طعنه طعنتين فتمسكه الشرطة .
..ويبدأ المحقق محمد المعمري جمع بياناته ليرصد الواقعة فيتقرر قضائيا أن الزوج يعاني من مرض وسواس قهري وعليه يوضع في مصحة نفسية ، وفي المشاهد الختامية وبعد بحث جواهر البلوشية ( شقيقة الزوجة) وزوجها عن أختها يعرفون انها بالمستشفى بعدما يتم التبليغ عن مصابة مجهولة الهوية ، كما تعود البنت للمدرسة بعدما يقرر الضوياني وزوجته أن يعيدا الطفلة البكاءة الى مدرستها فتأخذها خالتها ، فيما الزوج يقرر ان يكتب البيت وثروته لزوجته التي ترفض الهدية بالمطلق وتقرر الزهراء البقاء مع أمها والعيش معها ويبقى عبدالرحمن في المشفى النفسي.
. وقدمت كاميرا يوسف البلوشي فاصلا استعراضيا في أغلب فترات السهرة ، حيث بدت قلقة متوترة لتعكس الحالة التي تعاني منها شخوص العمل ، فيما أحب هذا المخرج المجتهد وضع المتفرج في الأجواء النفسية المشحونة والترقب ، ولهذا اختار كثيرا من الكوادر الضيقة ليحبس أنفاس مشاهدي السهرة الجملية التي تتوج جهد المخرج الذي سبق وقدم مسرحية (أوديب ملكا) عام 1996 والتي نالت لقب افضل عرض على مستوى اندية الباطنة ، كما حازت رائعة توفيق الحكيم (اهل الكهف)على جائزة افضل عرض استمر طويلا على مسارح السلطنة.
وسبق أن نال يوسف في بداية مسيرته الفنية جائزة التصوير الفوتوغرافي الافضل على مستوى اندية الباطنة في عام 1995-1996 ودوليا حاز البلوشي على جائزة افضل سينوغرافيا في مهرجان المسرح الثاني عن مسرحية (رثاء الفجر). وتم تكريمه في مهرجان قرطاج الدولي بعدما فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان أصيلة الدولي لعالم الطفل العام الماضي.
وكانت السهرة قد شهدت وجود العديد من الوجوه الجديدة في طليعتها يوسف الصالحي وفايز المقبالي والطفل نواف خالد الضوياني وضيوف الشرف ابراهيم القاسمي وخميس الرواحي، كما شهدت السهرة وجود الشقيقتين ( الثنائي) وفاء وجيهان البلوشية .
يذكر ان هذه السهرة ليست الأولى لمؤسسة الكهف الأزرق التي سبق ونفذت الثلاثية (أقدار وأسوار) التي حازت على الإشادة رغم عرض ثلاث حلقات منها فقط في رمضان 2003 وفيها برز اسم عبدالرحمن العويسي وتأكدت موهبة عبدالله ابو عابد وشمعة محمد وعبدالرحيم المجيني. كما قدمت المؤسسة (الرقصة الأخيرة) و(سلمى وسلامة) وفيلم (دموع الورق )
تعليق