[align=center]فى شهر يوليو من عام 1997 زارتنى بعض الصديقات فى المنزل و من اول نظرة لهن ادركت ان هناك امرا ما قد حدث و يرجع اليه كل هذا الحزن الذى يملأ العيون و يخنق الحناجر ، فبادرت بالسؤال و قبل ان اكمله فاجأتنى احداهن بقولها : (( لقد توفيت حسناء صباح اليوم فى المستشفى )) فلم اصدق ما سمعته و انهمرت مدامعى و انا اردد بدون وعى فليرحمها الله .. فليرحمها الله
و كانت حسناء صديقة عزيزة جمعتنا بها مقاعد الدراسة فى المدرسة الثانوية و فى صباح احدى الايام اصيبت حسناء بإغماء اثناء طابور الصباح و تغيبت عن المدرسة لمدة اسبوع و كلما حاولنا السؤال عنها اجابنا اهلها بحزن شديد بأنها بخير و ستعود عما قريب لمدرستها
و لم تعد حسناء كما توقعنا و تأكد لدينا الخبر الاليم ، فحسناء تعانى من سرطان الغدد الليمفاوية و بدأت فى مشوار العلاج الكيماوى الطويل و انهارت حسناء و انهار معها افراد اسرتها و مُنعت عنها الزيارات فى المستشفى نظرا لسوء حالتها
و اختفت الابتسامة فوق شفاه زميلات الصف الدراسى جميعهن و اصبحنا نتتبع اخبار صديقنا المسكينة الغائبة
و مرت اسابيع و بعدها شهور و ذات صباح فوجئنا بحسناء فى المدرسة ، لكنها لم تكن تلك التى نعرفها لم تكن حسناء النشيطة المرحة ، بل كانت سيدة عجوز تحمل فوق اكتافها هموما تعجز الجبال عن حملها ، خائرة القوى ، نهشت اثار العلاج الكيماوى ملامحها الرقيقة و اسقطت شعرها و حاجبيها حتى رموشها
مسكينة كانت حسناء و تظاهرنا بصعوبة بالغة بالابتسام و بسعادتنا برجوعها ، لكن العودة لم تدم طويلا فسرعان ما انتكست حالتها و غابت من جديد
و مر العام الدراسي و حان وقت الاختبار النهائى للصف الثالث الثانوى فتحاملت المسكينة على نفسها و تقدمت لاداء اول الامتحانات لكنها لم تستطع ان تكمل و اخمدها المرض و بعد شهر واحد من الامتحانات توفيت حسناء الجميلة لكنها بقيت حية فى قلوبنا جميعا
و مثلما كانت حسناء اول صديقة تسقط فى طريق العمر ، فإنها لم تكن الاخيرة ، اذ توفيت بعدها زميلتى دعاء فى الفرقة الثانية فى كليتنا اثر حادث اليم و فى البكالوريوس سقطت اخرى صريعة و قد افترسها سرطان الدم و توفيت يرحمها الله فى اخر يوم من امتحانات البكالوريوس
و العام الماضى توفى زميلنا فى العمل الدكتور محمد عبد الباسط رحمه الله فى شهر يوليو ايضا و كان ابا لجنين فى بطن امه العروس عمره 3 شهور و قد ولد الى الدنيا يتيما بلا اب رعاه الله
و هكذا الحياة ............ و البقاء و الدوام لله وحده سبحانه و تعالى
تغمدهم الله برحمته الواسعة و اسكنهم فسيح جناته
و تبقى الذكرى فى القلوب
اسألكم الفاتحة
لموتانا و موتى المسمين اجمعين [/align]
و كانت حسناء صديقة عزيزة جمعتنا بها مقاعد الدراسة فى المدرسة الثانوية و فى صباح احدى الايام اصيبت حسناء بإغماء اثناء طابور الصباح و تغيبت عن المدرسة لمدة اسبوع و كلما حاولنا السؤال عنها اجابنا اهلها بحزن شديد بأنها بخير و ستعود عما قريب لمدرستها
و لم تعد حسناء كما توقعنا و تأكد لدينا الخبر الاليم ، فحسناء تعانى من سرطان الغدد الليمفاوية و بدأت فى مشوار العلاج الكيماوى الطويل و انهارت حسناء و انهار معها افراد اسرتها و مُنعت عنها الزيارات فى المستشفى نظرا لسوء حالتها
و اختفت الابتسامة فوق شفاه زميلات الصف الدراسى جميعهن و اصبحنا نتتبع اخبار صديقنا المسكينة الغائبة
و مرت اسابيع و بعدها شهور و ذات صباح فوجئنا بحسناء فى المدرسة ، لكنها لم تكن تلك التى نعرفها لم تكن حسناء النشيطة المرحة ، بل كانت سيدة عجوز تحمل فوق اكتافها هموما تعجز الجبال عن حملها ، خائرة القوى ، نهشت اثار العلاج الكيماوى ملامحها الرقيقة و اسقطت شعرها و حاجبيها حتى رموشها
مسكينة كانت حسناء و تظاهرنا بصعوبة بالغة بالابتسام و بسعادتنا برجوعها ، لكن العودة لم تدم طويلا فسرعان ما انتكست حالتها و غابت من جديد
و مر العام الدراسي و حان وقت الاختبار النهائى للصف الثالث الثانوى فتحاملت المسكينة على نفسها و تقدمت لاداء اول الامتحانات لكنها لم تستطع ان تكمل و اخمدها المرض و بعد شهر واحد من الامتحانات توفيت حسناء الجميلة لكنها بقيت حية فى قلوبنا جميعا
و مثلما كانت حسناء اول صديقة تسقط فى طريق العمر ، فإنها لم تكن الاخيرة ، اذ توفيت بعدها زميلتى دعاء فى الفرقة الثانية فى كليتنا اثر حادث اليم و فى البكالوريوس سقطت اخرى صريعة و قد افترسها سرطان الدم و توفيت يرحمها الله فى اخر يوم من امتحانات البكالوريوس
و العام الماضى توفى زميلنا فى العمل الدكتور محمد عبد الباسط رحمه الله فى شهر يوليو ايضا و كان ابا لجنين فى بطن امه العروس عمره 3 شهور و قد ولد الى الدنيا يتيما بلا اب رعاه الله
و هكذا الحياة ............ و البقاء و الدوام لله وحده سبحانه و تعالى
تغمدهم الله برحمته الواسعة و اسكنهم فسيح جناته
و تبقى الذكرى فى القلوب
اسألكم الفاتحة
لموتانا و موتى المسمين اجمعين [/align]
تعليق