بينما كنت أقلب أوراقه وجدت هذا المقال الذي كتبه قبل أن توافيه المنية ، فأحببت أن أنقله لكم لعله ينبه الكثير من الغافلين ، وسيكون صدقة جارية لأخي سعيد (رحمه الله) ، يسعد بها ف الآخره ...
"حديثي اليوم عجب عجاب، كل ما فيه عجيب غريب؛ عن شيء مخوف وليس له جسم ولا روح ولا عقل ولا إرادة ولا قوة، عن مخوف لم يخلق بعد،
وخلقه فيما بعد ظن وحدس، عن شيء هو لا شيء، يخافه الناس ويحسبون له الحساب ويعدون له العدة.
إنه المستقبل ذلك الزمن المتواري خلف ضباب الغيب الذي شغل استشفافه عقول الناس وقلوبهم فتحركت كل جارحة فيهم للعمل من أجله.ويبدو للواقف
أمام ذلك الزمن وكأنه سلسلة ممتدة طوليا إلى نهاية بعيدة معتمة، وكلما بعدت حلقة من حلقاته زادت صعوبة التكهن بماهيتها وبما تحمله من آمال
وآلام، وحلقاته ليست شكلا واحدا ولا حجما واحدا؛ ومن ثم فبعض الحلقات أثمن من بعض وقد يضحي بعض الناس ببعض الحلقات على حساب بعض.
ولا عجب هنا ولكن العجب أن الناس نسوا أو تناسوا أهم حلقة من حلقات الزمن القادم وأثمنها وأطولها على الإطلاق، حلقة مصيرية، مصيرية بكل ما
تحمله الكلمة من معنى، وهي بعد ذلك حق لا ظن ووهم كحال سائر الحلقات.وستكون إما أسعد الحلقات على الإطلاق أو أشقاها، وسيكون معها
سعادة الأبد ونعيمه أو شقاء الأبد وبلاؤه.
إنها حلقة الحياة الآخرة، حلقة المقام الأبدي الأخير الذي كلنا مسافر إليه ومستقر عليه، على ما شدناه وعمرناه في الحياة الدنيا بأعمالنا وأقوالنا.
إنها المستقبل الحق المحتوم، فقد يجتهد أحدنا لجمع المال وادخاره ليبني مستقبله في الدنيا، ويشتري السيارة الفاخرة، ويتزوج الحسناء، ويبني البيت
الفاره، ثم يقطع ريب المنون –أطال الله بقاءك- آماله في نصف الطريق، ويفوت عليه رؤية مستقبله المنشود. وقد يجتهد طالب المرحلة الثانوية، وما أعظم اجتهاد طلاب هذه المرحلة الذي لا يكاد يوازيه اجتهاد، ثم تقطع المنية – أطال الله عمرك – أحلامه و أحلام أسرته.
ولكن مستقبل الحياة الآخرة حق لا يخيب سعي من سعى إليه، ولا يضيع جهد من اجتهد في بنائه، وإنك إن استطعت أن يكون لك موضع قدم في
الجنة، موضع قدم فذلك خير من الدنيا وما فيها.
وإن فشلت – أعاذني الله وإياك من الفشل – فقد بؤت بالخسران المبين وأصبحت من أصحاب—اللهم أجرنا منها ، اللهم أجرنا منها ، اللهم أجرنا منها.
خطط لمستقبلك الأخير، وأكثر من بناء الدور والقصور ومن شراء الحور في الجنة بالصلوات والصدقات،، ببر الوالدين وصلة الأرحام، بترك الكذب
والغيبة والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وختاما لا أقول اهمل مستقبل دنياك بل لا تهمل مستقبل آخرتك، اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا."
"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا"
ما وراء الضباب
"حديثي اليوم عجب عجاب، كل ما فيه عجيب غريب؛ عن شيء مخوف وليس له جسم ولا روح ولا عقل ولا إرادة ولا قوة، عن مخوف لم يخلق بعد،
وخلقه فيما بعد ظن وحدس، عن شيء هو لا شيء، يخافه الناس ويحسبون له الحساب ويعدون له العدة.
إنه المستقبل ذلك الزمن المتواري خلف ضباب الغيب الذي شغل استشفافه عقول الناس وقلوبهم فتحركت كل جارحة فيهم للعمل من أجله.ويبدو للواقف
أمام ذلك الزمن وكأنه سلسلة ممتدة طوليا إلى نهاية بعيدة معتمة، وكلما بعدت حلقة من حلقاته زادت صعوبة التكهن بماهيتها وبما تحمله من آمال
وآلام، وحلقاته ليست شكلا واحدا ولا حجما واحدا؛ ومن ثم فبعض الحلقات أثمن من بعض وقد يضحي بعض الناس ببعض الحلقات على حساب بعض.
ولا عجب هنا ولكن العجب أن الناس نسوا أو تناسوا أهم حلقة من حلقات الزمن القادم وأثمنها وأطولها على الإطلاق، حلقة مصيرية، مصيرية بكل ما
تحمله الكلمة من معنى، وهي بعد ذلك حق لا ظن ووهم كحال سائر الحلقات.وستكون إما أسعد الحلقات على الإطلاق أو أشقاها، وسيكون معها
سعادة الأبد ونعيمه أو شقاء الأبد وبلاؤه.
إنها حلقة الحياة الآخرة، حلقة المقام الأبدي الأخير الذي كلنا مسافر إليه ومستقر عليه، على ما شدناه وعمرناه في الحياة الدنيا بأعمالنا وأقوالنا.
إنها المستقبل الحق المحتوم، فقد يجتهد أحدنا لجمع المال وادخاره ليبني مستقبله في الدنيا، ويشتري السيارة الفاخرة، ويتزوج الحسناء، ويبني البيت
الفاره، ثم يقطع ريب المنون –أطال الله بقاءك- آماله في نصف الطريق، ويفوت عليه رؤية مستقبله المنشود. وقد يجتهد طالب المرحلة الثانوية، وما أعظم اجتهاد طلاب هذه المرحلة الذي لا يكاد يوازيه اجتهاد، ثم تقطع المنية – أطال الله عمرك – أحلامه و أحلام أسرته.
ولكن مستقبل الحياة الآخرة حق لا يخيب سعي من سعى إليه، ولا يضيع جهد من اجتهد في بنائه، وإنك إن استطعت أن يكون لك موضع قدم في
الجنة، موضع قدم فذلك خير من الدنيا وما فيها.
وإن فشلت – أعاذني الله وإياك من الفشل – فقد بؤت بالخسران المبين وأصبحت من أصحاب—اللهم أجرنا منها ، اللهم أجرنا منها ، اللهم أجرنا منها.
خطط لمستقبلك الأخير، وأكثر من بناء الدور والقصور ومن شراء الحور في الجنة بالصلوات والصدقات،، ببر الوالدين وصلة الأرحام، بترك الكذب
والغيبة والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وختاما لا أقول اهمل مستقبل دنياك بل لا تهمل مستقبل آخرتك، اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا."
"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا"
تعليق