إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عليك رحمة الله يا ابن مسعود (ج 1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عليك رحمة الله يا ابن مسعود (ج 1)


    عليك رحمة الله يا ابن مسعود (ج 1)

    هذه عدة حلقات مباركة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه ( التمس قلبك في ثلاثة مواضع عند سماع القرآن وعند مجالس الذكر وعند الخلوة فان لم تجد قلبك في هذه المواضع فسل الله أن يهب لك قلبا فليس عندك قلب)

    الحلقة الأولى للموضوع

    التمس قلبك عند سماع القران


    القران العظيم كتاب رب العالمين
    هذا الكتاب الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة رد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي من عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم

    هذا الكتاب الذي متى ما استمسكنا به نلنا شرف الدنيا والعزة في الأخرى
    والقلب خير معالج له هو القران الكريم
    وعلاج القلب اطمئنانه وانشراحه
    قال الله تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
    هذا الكتاب الذي خير تعبد به هو تدبره والتفكر في أمره ونهيه
    وقد ورد في الأثر
    " إذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك
    فإنه خير تؤمر به
    أو شر تنهى عنه"

    والتدبر لهذا الكتاب العظيم يجعل المرء يستشعر عظمة هذا الكتاب المبين

    فاحدنا عندما يتلو قول الله تعالى في سورة مريم : (قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)


    هلا تفكرنا لماذا تقول السيدة مريم هذا الكلام
    ولماذا تتمنى الموت ومفارقة هذه الحياة
    حتى نستشعر ذلك
    تعالوا بنا ننظر لحال هذه السيدة العظيمة
    فهي من وهبتها أمها لله تعالى وتقبلها الله بقبول حسن
    وهي التي تربت في محراب الذكر وموطن الطهر
    وها هي الآن تلد ولدا لا أب له
    ماذا ستقول لقومها وبأي وجه ستقابلهم

    ثم

    ومما ذكره أهل التفسير
    إن جل خوفها هو على قومها
    فهم إن لم يصدقوها فإن الله سيغضب عليهم ويعاقبهم
    كل ذلك لو كان في حسباننا ونحن نتلو هذه الآية الكريمة
    لتأثرت أنفسنا ولبكت عيوننا

    ولتجسدنا حال أبي بكر الصديق رضي الله عنه ذلك العملاق
    الذي كان له عظيم الأثر في خدمة دين الله ورسول الله
    كان لا يستطيع أن يتم سورة الفاتحة إلا وتغلبه عيناه كما قالت ذلك ابنته

    والى مثال آخر
    قال تعالى في سورة يوسف : (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)


    مرت بنا هذه الآية كثيرا

    لكن

    هل تفكرنا فيها

    هل تصورنا حال يعقوب عليه السلام
    في البداية بفقد أحب أبناءه إليه
    وهو يعلم علم اليقين انه لم يمت
    بل إخوته تعرضوا له بسوء لا يعلم ما هو
    ثم هاهم يسلبونه الابن الآخر والذي يذكره بحبيبه
    ونور بصره
    تخيل نفسك في مكان يعقوب عليه السلام
    وها أنت تفقد ابنا تلو الآخر
    ومن الذي يفقدك إياهم هم إخوتهم
    يعني أبناءك وفلذة كبدك
    انه أمر لعمر الله عظيم

    لو جعلنا كل ذلك نصب أعيننا لتأثرنا بتلاوتنا لهذه الآيات المباركة العظيمة

    مثال أخير والأمثلة كثيرة
    نحن في الحياة الدنيا
    عندما نوقد النار فإننا نعرض الحطب للنار
    لكن يوم القيامة
    فان النار هي التي تعرض على العصاه
    يقول الله تعالى : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا )


    هذه النار العظيمة
    التي يؤتى بها يوم القيامة لها مائة ألف زمام
    وعل كل زمام مائة ألف ملك
    وهي تزفر من الغيظ

    لو وضعنا ذلك في حسباننا ثم مررنا بقوله تعالى : (يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد)

    هذه النار التي وقودها الناس والحجارة

    إذا ما هي الأسباب التي جعلتنا لا نستشعر كل هذه المعاني العظيمة
    ولماذا لا يعمل القران في قلوبنا عمله
    ولماذا لا تدمع أعيننا عند تلاوته
    ولماذا قلوبنا لا تتأثر عند ترتيله


    إنني أعزي ذلك لثلاثة أسباب
    السبب الأول
    عدم انقطاعنا للقران الكريم

    وبالمثال يتضح المقال
    تجد أكثرنا في سيارته القران يعمل في كل مشاويره لكن هو غير متابع لما يسمع
    بل منشغل بالطريق ومشاويره التي يطلع لأجلها
    والبعض قد يدخل بيت من بيوت الله لتلاوة كتاب الله
    وبالفعل يصلى تحية المسجد ثم يحتضن كتاب الله
    ويبدأ في التلاوة لكن عقله في المنزل وحاجياته
    والأبناء ومشاكلهم وغير ذلك من الأمور

    لفهم كتاب الله والتأثر به
    لزم على من يتلو كتاب الله أن ينقطع
    وأن يتلوه بتدبر وتفكر
    ذلك سيسقط في القلب معاني هذا الكتاب العظيم


    السبب الثاني
    عدم فهم معاني الكتاب الكريم

    فالقران الكريم نزل بلسان عربي مبين
    ونحن عرب
    لكن مع الأسف أصبحت اللغة العربية
    غريبة بيننا
    لذا أصبحنا لا نفهم كثيرا من معاني كتاب الله العزيز
    لذا ينصح أهل العلم عند تلاوة القران
    التلاوة من المصاحف التي بها هوامش تفسير
    كتفسير السعدي فعلى هامشي الآيات تفسير للكلمات الغامضة من القران الكريم

    السبب الأخير
    أننا نعمل عقولنا في غامض الآيات


    وهذا أمر خطير

    مثلا عند تلاوة قوله تعالى (وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات . قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم . فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي. أليس منكم رجل رشيد
    هذه الآيات وردت في سياق ذكر قصة لوط عليه السلام
    عندما قدمت عليه الضيوف من الملائكة
    فأتت إليه قومه وهم أهل سوء يحبون الذكران من العالمين
    فما معني قول لوط عليه السلام لقومه يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم
    عند إرجاع الأمر لعقولنا فانه قد يلقى لنا بالطوام
    لكن بالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن لوطا عليه السلام
    يقول لقومه إن كانت أنفسكم غلبتكم فتزوجوا بناتي هن اطهر لكم ولا تأتوا الذكران من العالمين
    إذا لزم علينا أن لا نرجع الأمر إلى عقولنا بل علينا أن نرجع إلى كتب التفسير

    هذا ما جاد به القلم
    وعسى أن نلتقي في الأجزاء القادمة
    وان كان من توفيق فمن الله
    وان كان من خطأ من نفسي والشيطان

    إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

    ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

    من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

  • #2
    شكر لك ..

    موضوعك جميل .. وفعلا .. اتحدث عن نفسي شخصيا .. احيانا لا احس بمعاني القرآن الكريم .. حقيقة اتضايق من هذا الشيء .. ويكون اطري أقرأه وانا حاسة بعظمة كل كلمة فيه ..

    لكن عرف السبب الآن اني أقرا كاب الله دون ما افهم معانيه دون ما اتدبر آياته ..

    شكرا لك .. في ميزان حسناتك ..
    http://upload.omanlover.org/out.php/i14187_nfu16768.gif

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      رائع جدا عزيزي

      لو تفكر وتدبر العبد في آيات الله لأصبح حال الأمة الإسلامية على أفضل مايرام .

      أنا أحيان أقرأ بعض الآيات ودموعي تنزل وفاهم معنى الآية بس أغلب الآيات ماعرف معناهن ...!

      سلمت أناملك عزيزي .
      ~ صلِ عـلى النبي مـحمد ~



      نتشرف بالتواصل مع الجميع
      twitter:alka90ser
      insta:alka90ser
      ask:alka90ser
      saraha:alka90ser

      تعليق


      • #4
        في ميزان حسناتك ..
        (( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطنا نصيرا *80*)) سورة الإسراء.

        تعليق


        • #5
          خالص الشكر والتقدير ع المرور الكريم
          إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

          ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

          من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

          تعليق


          • #6

            باركَ الله سعيكٍ في سبل الهدى ...

            جُزيتِ الجنّـــــــــــــــــــــة ......

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك أخي الكريم وأسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا
              موضوع أكثر من رائع ومفيد ونافع يستحق التثبيت
              تقبل مروري
              اللهم ارزقني توبه صادقة تمحوا ذنوبي كلها يا تواب يا رحيم

              تعليق


              • #8
                لكم خالص الشكر ع المرور الكريم
                إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

                ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

                من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

                تعليق

                يعمل...
                X