إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاطفال من الجنة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاطفال من الجنة

    الاطفال من الجنة
    مهارات لتنشئة اجيال المستقبل

    رغم أن الحب أساس التعامل الأبوي والأمومي مع الأطفال إلا أنه ليس كافياً بمفرده من دون أن يفهم الآباء والأمهات الاحتياجات الفريدة لأطفالهم.

    يقدم المؤلف خلاصة خبرته وأبحاثه وتجاربه إلى الآباء والأمهات للاسترشاد بها في كيفية التعامل مع أطفالهم، ومن خلال متابعة حلقات هذا الكتاب سيتمكنون من تحديث مهاراتهم التربوية ويكتشفون أيها مفيد ومجد وأيها غير مفيد ولا يجدي وماذا يمكنهم تعلمه من أساليب جديدة تحفز أطفالهم على التعاون والتفوق من دون استعمال أساليب التخويف والعقاب.

    فالأطفال يتمتعون بقدرة طبيعية على معرفة الخطأ من الصواب إذا ما أعطيت لهم الفرصة لتطويرها. وبدلاً من تحفيزهم بالعقاب والتهديد يمكن تحفيزهم بسهولة من خلال الثواب ورغبتهم الطبيعية الصحيّة لكسب رضا آبائهم وأمهاتهم.

    لا تربوا أولادكم على تراث الخوف

    بعض الآباء والامهات مستعدون لقضاء وقت اطول مع اطفالهم ولكنهم لا يفعلون ذلك لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون او ان اطفالهم يصدون او يرفضون محاولاتهم ولذلك يحاول الكثيرون من الآباء والامهات التحدث الى اطفالهم ولكن اطفالهم يقتربون منهم ولا يقولون شيئا فهؤلاء الآباء والامهات مستعدون ولكنهم لا يعرفون كيف يجعلوا اطفالهم يتكلمون.

    بعض الآباء والامهات لا يريدون ان يصرخوا او يضربوا او يعاقبوا اطفالهم ولكنهم لا يعرفون اي طريقة اخرى غير ذلك، وبما ان الكلام مع اطفالهم لم ينجح لذلك فان العقاب او التهديد بالعقاب هو الطريقة الوحيدة التي يعرفونها.

    الطرق الجديدة

    ان اسلوب الكلام في التعامل مع الاطفال سوف ينجح ولكن ذلك يملي عليك أولا ان تتعلم ماذا يحتاج الاطفال، فعليك ان تتعلم كيف تستمع لكي يكون الاطفال راغبين في الكلام معك وينبغي ان تتعلم كيف تسأل حتى يكون الاطفال راغبين بالتعاون ويجب ان تتعلم كيف تعطي اطفالك حرية متزايدة وتحافظ في ذات الوقت على السيطرة، وعندما يتعلم الآباء والامهات هذه المهارات يستطيعون التخلي عن طرقهم البالية في التعامل مع اطفالهم.

    أفضل الطرق

    بصفتي مستشارا للآلاف من الآباء والامهات ومدرسا لمئات الآلاف تمكنت من الاطلاع بوعي كامل على السلوكيات الابوية والامومية الفاشلة في التعامل مع الاطفال، واكتشفت انه لكي يكون الرجل او المرأة والدا افضل لا يكفي ان يتخلى عن اساليب التعامل التي تنطوي على العقاب او الصراخ للسيطرة على الاطفال وانما ينبغي اكتشاف وسائل فعالة اخرى وهذه الوسائل هي التي تقوم عليها فلسفة كتابي «الاطفال من الجنة» وهي عبارة عن خمس مهارات للابوة والامومة الايجابية وهي التي تشكل البدائل الفعالة للمهارات التقلدية المتوارثة.

    الأساليب القديمة

    لم أتمكن من تطوير هذه المهارات الايجابية للابوة والأمومة إلا بعد أكثر من ثلاثين عاما من بينها 16 عاما قضيتها كمستشار لاشخاص بالغين يعانون من مشاكل فردية وفي علاقاتهم الشخصية، وتوافرت لدي الفرصة لدراسة الاساليب الفاشلة التي اتبعها آباء وامهات هؤلاء الاشخاص في التعامل معهم في طفولتهم. وبعد ذلك قضيت 14 عاما كأب في تطوير استعمال مهارات جديدة مختلفة في التعامل مع الاطفال، وتبين لي ان هذه المهارات والمفاهيم لم تنجح فقط في تنشئة اطفالي وانما نجحت ايضا في الآلاف من الاسر الاخرى التي استعملتها.

    متعة الطفولة

    كان توم وكارين يتشاجران على الدوام حول كيفية تنشئة اطفالهما، وبما أن كلا منهما تمت تنشئته بطريقة مختلفة عن طريقة تنشئة الآخر، كانا دائما يتجادلان حول كيفية ضبط وتنشئة اطفالهما، ولكن بعد أن دخلا ورشة «الاطفال من الجنة» أصبحت لديهما سياسة مشتركة لتنشئة اطفالهما، فلم يستفد اطفالهما من طريقة تنشئتهم فقط، بل ان والديهما توقفا عن الشجار طوال الوقت، وهناك عدد لا يحصى من الاسر التي استفادت من المهارات التي ينطوي عليها كتاب «الاطفال من الجنة».. واذا كنت متشككا بخصوص صدقيتها او صلاحيتها ما عليك إلا ان تجربها لتكتشف نتائجها بنفسك ففعالية هذه المهارات يمكن اثباتها بسهولة فبمجرد ان تبدأ باستعمالها تتجلى بوادر نجاحها فورا.

    ان الفلسفة العملية التي تقوم عليها المهارات الخمس الواردة تفاصيلها في كتاب «الاطفال من الجنة» قابلة للنجاح في التعامل مع الاطفال في مختلف فئاتهم العمرية بما في ذلك مرحلة المراهقة، وحتى لو كان الطفل في سن المراهقة ولم تتم تنشئته وفقا لهذه المهارات في المراحل السابقة، فانه سوف يبدأ بالتجاوب معها بسرعة.

    حسب تجربتي الشخصية كأب، اكتشفت ان ابنتي بالتبني تجاوبتا مع أسلوبي الجديد في التنشئة القائم على سياسة خالية من العقاب، رغم ان تنشئتهما من قبل قامت وفقا للوسائل القديمة مثل العقاب او الصراخ.

    ظلت الطريقة الجديدة فعّالة، فالأطفال في أية مرحلة عمرية يبدأون بالتعاون اكثر مع آبائهم وأمهاتهم، بغض النظر عن طريقة تنشئتهم السابقة عندما نستعمل معهم الوسائل الجديدة.

    مشاكل أطفالنا

    لكي يتمكن الآباء والامهات من التعامل بكفاءة مع التغيرات الجارية في المجتمع يحتاجون لتغيير طريقة تعاملهم الأبوي الأموي. فخلال القرنين الماضيين شهد المجتمع تغييرا دراماتيكيا وتاريخيا نحو المزيد من الحقوق والحرية الفردية. ورغم ان المجتمعات تتحدث عن مبادئ وحقوق الانسان الا ان الآباء والامهات مازالوا يستعملون مهارات موروثة من عصور الظلام في تنشئة اطفالهم.

    الحب والخوف

    كان الاطفال في الماضي يسيطر عليهم بالهيمنة والخوف وإشعارهم بالذنب، ولتطوير سلوك جيد كانوا يجعلون الاطفال يعتقدون بأنهم سيئون وغير جديرين بالمعاملة الحسنة اذا لم يكونوا مطيعين ولذلك كان الاطفال يخافون خوفا شديدا من فقدان حب الوالدين لهم وحرمانهم من الامتيازات وكان ذلك سلاحا قويا لردعهم، وعندما كان هذا الاسلوب يفشل كانوا يتعرضون لعقاب اشد، مما كان يولد المزيد من الخوف ويؤدي إلى كسر ارادة الطفل، والطفل المتمرد غير القابل للضبط كان يسمى «قوي الارادة» والمفارقة العجيبة ان «قوة الارادة» تعتبر ايجابية من المنظور الحديث للابوة والامومة لان تنشئة الطفل بارادة قوية هي اساس توليد الثقة بالنفس والتعاون والصبر لدى الاطفال.

    فإرادة الطفل لا ينبغي كسرها من اجل توليد روح التعاون، وعندما تكون قلوب الاطفال مفتوحة وارادتهم معتنى بها فانهم عمليا يصبحون اكثر استعدادا للتعاون. أما اساليب التنشئة القديمة فكان الهدف منها خلق اطفال طيبين في حين ان الابوة والامومة الايجابية هدفها خلق اطفال متسامحين لا يحتاجون لاستخدام التهديد او التخويف من اجل ان يلتزموا بالقواعد السلوكية وانما لكي يتصرفوا بتلقائية ويتخذون قراراتهم بقلوب مفتوحة ولا يضطرون للكذب او الخداع لان ذلك مخالف للقواعد، فالأخلاق لا تفرض على الاطفال فرضا من الخارج وانما يجب ان تنبع منهم ويتعلومنها من خلال تعاونهم مع آبائهم وامهاتهم.

    كانت اساليب التنشئة القديمة للاطفال تركز على زرع الخضوع في الاطفال واما الاساليب الحديثة فتهدف الى تطوير قياديين واثقين بأنفسهم وقادرين على تحديد مصيرهم بأنفسهم وليس فقط بالسير الاعمى على خطى من سبقهم، فهذا النمط من الاطفال الواثقين بأنفسهم هم الذين يعرفون حقيقة انفسهم ويعرفون ماذا يريدون انجازه في حياتهم، كما ان هذا النوع من الاطفال لا يمكن التأثير عليهم بسهولة من قبل اترابهم ولا يحتاجون للتمرد على آبائهم وامهاتهم من اجل ان يتصرفوا كما يشتهون انسجاما مع انفسهم فهؤلاء يفكرون بأنفسهم ولأنفسهم ويبقون منفتحين على المساعدة والدعم المقدم لهم من آبائهم وامهاتهم وعندما يبلغون سن الرشد لا تعوقهم تأثيرات المعتقدات المحدودة للآخرين وانما يتبعون بوصلتهم الداخلية ويتخذون قراراتهم بأنفسهم بدلا من أن يأخذ الآخرون قراراتهم.

    أطفال مختلفون

    مثلما هو العالم مختلف كذلك فان اطفال اليوم مختلفون واستخدام اسلوب التخويف القديم لا يزيد سيطرة الآباء والامهات على اطفالهم وانما يضعفها، والتهديد بالعقاب يحول الاطفال ضد آبائهم وامهاتهم ويجعلهم يتمردون عليهم واما التهويل بالصراخ او الصفع فلم يعد قادرا على ضمان السيطرة وانما فقط يؤدي إلى قتل استعداد الطفل للاستماع او التعاون.

    ان استخدام العقاب مع الاطفال يحول الوالد او الوالدة الى عدو يختبئ الاطفال منه بدلا من اللجوء اليه طلبا للعون او المساعدة، وعندما يصرخ الوالد او الوالدة على الاطفال، فان ذلك لا يفعل شيئا سوى شل قدرتهم على الاستماع. وحتى ينجح البالغ في عالم اليوم في المنافسة والحياة العملية والعلاقات الدائمة يحتاج الى مهارات افضل في التخاطب والاتصال مع الآخرين، وهذه المهارات يتم تعلمها بشكل فعال عندما يستمع الاطفال الى آبائهم وامهاتهم ويستمع الآباء والامهات الى اطفالهم.

    يتعلم الاطفال احترام الآخرين ليس بأساليب التخويف وانما عبر تقليدهم للآباء والامهات، فالاطفال مبرمجون لتقليدهم، وعقولهم تلتقط صورا على الدوام ويقلدون غيرهم واقرب الناس اليهم بالقول والعمل ..وفي الواقع يتعلمون كل شيء من خلال التقليد والتعاون.

    افهموا أبناءكم جيداً لتتمكنوا من تربيتهم جيداً

    أطفال اليوم مختلفون وعلينا التخلي عن الطرق ش في التعامل معهم

يعمل...
X