بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إلى كل من تحركت مشاعره تجاه شخص معين
إلى كل من كان يحسب الثواني للقائه
إلى كل من كان يتمنى أن يظل ينظر إلى عينيه أطول وقت ممكن
إلى كل من كان يتلذذ بسماعه أحلى و أعذب كلام الحب
إلى كل من كانت عيناه تنهمر بالدموع حزنا عليه
إلى كل من كان دقات قلبه تزيد سرعة عند قربه منه
إلى كل من كان يحذر كل الحذر خوفا من أن لا يرضى عليه
للأسف هذا حالنا مع من نحب , لكن للأسف مشاعرنا في الإتجاه الغلط تمااما
خسارة وقتنا الذي مضى أننا فضلنا العبيد على الخالق الذي هو نور السماوات و الأرض
قال تعالى ( و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله )
لما لا تخشع قلوبنا و تخضع عند مقابلة الحق سبحانه و تعالى في الصلاة .
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ. اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.)
لما لا نحسب الثواني إنتظارا للصلاة التالية شوقا للقائه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجل تعلق قلبه بالمساجد )
لما لا نخلص في العمل و النية خوفا من أن نحرم من النظر إلى وجهه الكريم الذي هو أفضل نعيم الجنة
قال تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ***إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
لما لا نتأثر عند قرأئة القرآن الكريم الذي هو كلام خالقنا عز وجل
قال تعالى ( لو أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً من خشية الله )
لما لا تدمع أعيننا عند قيام الليل او عند سماع آية تتكلم عن عذاب الأخرة
قال تعالى ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا )
لما لا نحس بالقرب منه عند السجود و هو اقرب ما يكون العبد قريبا من ربه
قال تعالى ( كلا لا تطعه و اسجد و اقترب )
لماذا رضى الناس يهمنا اكثر من رضا الله سبحانه و تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس))
لما قلوبنا قاسية مع من
أطعمنا وأسقانا , و أنقذنا وقت الشدة , و أشفانا عند المرض , ووفقنا في أعمالنا , و الذي منعم علينا بالنعم الي لا تعد و لا تحصى
قال تعالى { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ{78} وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ{79} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{80} وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ{81} وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ{82} رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{83} وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ{84} وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ{85} وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ{86} وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ{87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
قال تعالى ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))
قال تعالى في الحديث القدسي
"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما، فلا تظالموا.
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم.
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم.
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم.
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار، و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم.
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني.
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا.
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما ما نقص ذلك من ملكي شيئا.
يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. "
فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وان يحاول جاهداً أن يتصف بالصفات التي تقربه منه عز وجل وتقوّي في نفسه محبته ، فإذا قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه .
التماس حب الله عز وجل
يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه ، وذلك بطرق مختلفة اهمها رضاه عن الله عز وجل ، فمن كان راضياً عن الله عز وجل كان ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه .
وقد أكّد ابن قيم الجوزية ان العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها :
"الموطن الأول : عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .
الموطن الثاني : عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.
الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ... فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : "يا بلال أرحنا بالصلاة ".
الموطن الرابع : عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ، خاصة إذا أراد أن يصل إلى الحب المتبادل بينه وبين الله عز وجل .
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
فيا أخواني دعونا لا نضيع أجمل شعور في الكون
الذي هو حب الله عز وجل
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت سبحانك أستغفرك و اتوب إليك
كيف تلتمس حب الله عز وجل منقول فقط
إذا كان في الموضوع توفيق فمن الله تبارك و تعالى
و إذا فيه خطأ فمني و من الشيطان
أعوذ بالله أن أذكركم و أنساه
تعليق