حدثت القصة - حسبما يرويه الرجل ( في الثلاثينات من العمر) الذي حدثت أمام عينيه- في سلطنة عمان وبالتحديد في أحد المجمعات التجارية حيث كان الرجل يقضي وقته مع عائلته في هذا المجمع التجاري وقد كان هذا الرجل متدينا محافظا على دينه وعائلته .

بالصدفة رأى الرجل فتاة شابة في عمر الزهور هذا العمر الذي يمني الشاب أو الشابة بحياة السعادة والحرية بل الحرية المطلقة بما يملك أو تملك من صحة وجمال. ولنعد إلى قصتنا حيث ثارت الغيرة الإسلامية في قلب هذا الرجل وهو يرى هذه الشابة في منظر لا تحسد عليه, منظر لا يمكن للمرء أن يتصور رأيته في هذا البلد المتدين.

كانت الشابة مبدية لمفاتن جسمها بلباس ضيق يجسد جسمها من بنطلون الجينز ولباس رقيق يغطي القسم العلوي من الجسم. فكر الرجل في طريقة لنصح هذه الشابة وتذكيرها بحجم الجريمة التي تقوم بها حيث أنها بهذا اللباس تغري كل الشباب الذين يرونها. ذهب الرجل إليها وطلب منها الاستماع إليه فتمنعت الشابة وأبت ولكن بعد أن أقنعها مع انزعاجها من الأمر تحدث إليها.

يقول الرجل:" ذهبت إليها وأنا أفكر في طريقة تجعلني أكثر إقناعا ووضوحا معها وقلت لها : أمسلمة أنت؟ قالت وماذا تريد أنت هل يهمك هذا الأمر في شيء؟ قلت إنه مجرد سؤال. قالت نعم أنا مسلمة. قلت لها ألا تعلمين أن الإسلام حرم على المرأة إظهار مفاتن جسمها؟ قالت وما يهمك أنت أأنا أخصك في شيء؟ قلت لها يا أختي إذا لم اهتم أنا أو غيري بإصلاح المجتمع فمن سيفعل ذلك. تأففت من الموضوع ولكن بصبر استمعت إلى كلماتي. مرت لحظة صمت وأرادت الفتاة أن تذهب ولكنني طلبت منها المكوث ففعلت. قالت لي إذا أردت أن تصلح فابدأ ببيتك. قلت لها أنا عندي بناتك في مثل سنك وكلهن محجبات والحمد لله وهن متدينات ويعشن في سعادة تامة.

ففكرت في فكرة أخرى لاستمالتها فقلت لها ألا تعلمين أن الموت آت لا محالة . سككت الفتاة لبرهة وحارت جوابا ولكن كل هذا لم يؤثر في قلبها القاسي فقد كانت تمني نفسها بالعمر المديد والسعادة الأبدية وهذا ما كان يوسوس لها به الشيطان النفس الأمارة بالسوء.

ردت علي بذلك الرد الذي لم استطع نسيانه وكأنها فجرت قنبلة في أذني. أتدرون ماذا قالت. لقد قالت كلاما لا يمكن أن يتفوه به مسلم وكأنها لا تأبه للموت. قالت الشابة في صلف وغرور: هاك هاتفي النقال واتصل بالموت ليحضر إلى هنا. سمعت هذه الكلمات وقلبي يتقطع من الألم. ظللت أتسائل في نفسي أهكذا أثر علينا الغرب ؟ أهكذا أنسانا ديننا وقيمنا. يا للأسف ولكن لم يكن باليد حيله.

تركتها وذهبت عنها بعد أن علمت أن لا فائدة ترجى منها وأنها غرورها هذا أعمى قلبها عن إتباع الحق. ذهبت إلى عائلتي وجلسنا في أحد المقاهي في المجمع وبعد فترة من الوقت حدثت الحادثة الأعظم والتي لم استطع تحملها. رأيت الناس وقد تجمعوا قرب أحد المحلات في المجمع وكأن شيئا قد حث فذهبت لأستطلع الأمر ولأرى ما إذا كان بإمكاني تقديم المساعدة. رأيت ذلك المنظر الذي هز وجداني وافقدني صوابي.

رأيت تلك الفتاة التي تحدثت معها قبل فترة وقد أصبحت جثة هامدة بعد أن فارقت الحياة فيا لله ما أهوله من مشهد ويا لله ما أعظمها من مصيبة عندما نفقد شبابنا ويساقون إلى عذاب أليم.

فلنعتبر فإن الموت آت لا محالة ولا يمكن لإنسان دفعه مهما كانت منزلته. قال الله تعالى " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبأ كم بما كنتم تعملون"

ونسأل الله السلامة وأن يميتنا على الحق والدين آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــن.


لا تنسونا من فضل دعائكم
(احداوي)