في يد من أثق به و أحبه
ذات يومٍ سافر زوجان في رحلةبحرية ،
أمضت السفينة عدة أيّام في البحر ،
و بعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة ،
فالرياح قوية و الأمواج هائجة .
امتلأت السفينة بالمياه ، و انتشر الذعر والخوف بين كل الركاب ،
و لم يخف قائد السفينة على الركاب أنهم في خطر ،
وأنّ فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله .
لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ ،
و ذهبت مسرعة إلى زوجها لعلها تجد مخرجًا للنجاة من هذا الموت ،
وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج ،
ولكنها فوجئت بالزوج كعادته يجلس هادئاً ،
فازدادت غضباً و اتهمتهُ بالبرود و اللامبالاة
نظر إليها الزوج بوجهٍ عابس وعينٍ غاضبة ،
ثم استل خنجره و وضعه على صدرها ،
و قال لها بكل جدية و بصوتٍ حاد :
ألا تخافين من الخنجر ؟
نظرت إليه و قالت: لا
فقال لها : لماذا ؟
فقالت: لأنه في يد من أثق به و أحبه .
فابتسم و قال لها : هكذا أنا ، فهذه الأمواج الهائجة
يحركها من أثق به و أحبه .
فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟
وقفة
فإذا أتعبتك أمواج الحياة ،
و عصفت بك الرياح و صار كل شيء ضدك .
فلا تخف ؛ لأنّ الله يحبك .
و هو الذي يملك القدرة على كل ريح عاصفة .
لا تخف .
إن كنت تحبه فثق به تماماً و اترك أمورك له
فهو يحبك .
قال تعالى :
{وَ مَنْ يَتَوكل عَلى اللهِ فَهو حَسْبُه}
(الطلاق :3)
تعليق