إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطفل الوديع المشتت

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفل الوديع المشتت

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    فكرت كثيرا عن كيفية كتابة موضوع يعبر عن شئ مهم جدا فوجدت أن الحل الوحيد هو الأسلوب القصصي لكتابة هذا الموضوع الذي هو بعنوان {الطفل الوديع المشتت}

    ولست ماهرا في كتابة القصص والروايات لكن هذه القصة كافية لتعبر عن الموضوع والإستفادة من هذا الموضوع مع أن العنوان ليس إلا واجهة لا تعبر عن الموضوع بالشكل الكافي

    أريد آرائكم في هذا الموضوع وما هي العبرة التي يمكن أن نستقي منها
    وشكرا جزيلا




    _(قصة خيالية جميلة )
    قصة الطفل الوديع المشتت!!! :
    يتساءل القارئ ما هذا الطفل الوديع؟ المشتت !! هيا بنا نقرأ قصته لعلنا نجد فائدة أو عبرة نستقي منها ...
    ذات يوم .. يوم كأي يوم ، يوم عادي فيه الفوضى وهناك ما هو هادئ . ذهب طفلنا الصغير إلى عصر من العصور وجد نفسه في فوضى عارمة _أبى إلا أن يرتب وينظم ما قد حصل له فهو غيور على نفسه أشد الغيرة لكن عليه أن يفعل شئ لا بد من ذلك _ ذهب إلى غرفة ، غرفة غير مرتبة لكن على الأقل فيها جدران أربعة وسقف ذهب قانعا لا طامعا إلى غرفة مستورة على الأقل ..
    بينما هو جالس فإذا بها الغرفة تهتز كأنه زلزال أو ما شابه فخرج طفلنا الصغير فإذا بطفلنا الصغير الغيور يستولي عدواه اللدودان على غرفته الصغيرة إنهما الطمع و الجشع ..
    إن طفلنا الصغير قد أبتيع بعد كل ما حصل له بثمن بخس إنهما الطمع والجشع !!
    نعم.. لقد كان الطمع والجشع ثمنا بخسا لطفلنا الجميل الصغير الوديع الغيور ما أجمله من طفل وما أروعه بدون هذا الطفل لا يمكن أن نعيش يا أحباب _
    خرج طفلنا الصغير رغما عنه خرج وهو يقول ناسيا أو متناسيا البائع و الثمن !! قال مرددا قول الشاعر :
    إذا أنت لم تشرب مرارا من القذى
    ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه !!
    خرج طفلنا الصغير الوديع لكي يبحث له عن مأوى آخر يأنس فيه فهو ما زال غير مستقر جلس يبحث وهو يردد الشعر قائلا :
    جرب من العزم سيفا تستعين به
    إن التردد باب الضعف و الكسل
    والسعي حتى وإن أفضى إلى خطأ
    خير من الجبن و التشكيك والوجل
    ... فجأة وجد طفلنا الصغير غرفة فأحب أن يجلس فيها تاركا الطمع والجشع جانبا قانعا نفسه بما هو فيه
    فإذا بها الغرفة لا يستقر بها أحد لقد عصفت الأهواء بهذه الغرفة أراد طفلنا الصغير أن يقنع نفسه في هذه الغرفة لكي يرتاح فيها .. لكن هيهات !! أنى له ذلك ؟ لقد عصفت بها الأهواء والرغبات .... !!
    ترك طفلنا الصغير هذه الغرفة تركها رغما عن أنفه !! ماذا يفعل ؟ وهو لم يجد له غرفة يهنأ فيها تركها قائلا :
    ولا خير في ود امرئ متلون
    إذا الريح مالت مال حيث تميل!!

    خرج طفلنا الصغير الجميل الوديع لكي يبحث عن ملجأ يهنأ فيه خرج وهو يلتهي بالأشعار من حين إلى حين خرج وهو يردد قول الشاعر
    فإذا تصبك مصيبة فاصبر لها
    عظمت مصيبة مبتلى لا يصبر
    .... بينما طفلنا الصغير يبحث من مكان إلى مكان ومن أرض إلى أرض ومن بقعة إلى بقعة إذا به يجد حجرة لكن يبدو عليها أنها كثيرة الشقوق وبابها يكاد أن يسقط يبدو أن هذه الغرفة قد مزقتها الضغائن و الأحقاد...
    لكن طفلنا القنوع منع عن نفسه الطمع والجشع لأنهما كما يقول أنهما عدواه اللدودان _فرش طفلنا الصغير فراشه لكي يرتاح في هذه الغرفة قانعا نفسه ومروضا لها ببيت من الشعر وهو :
    ملك القناعة لا يخشى عليه ولا
    يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
    ... جلس قليلا لكنه سمع صوت تصدع الغرفة من أثر الشقوق فأسرع طفلنا الصغير بالخروج فإذا بها الغرفة تتهاوى على الأرض.
    ذهب طفلنا الصغير مرة أخرى لكي يبحث عن غرفة أخرى قائلا أحد الابيات الشعرية الجميلة :
    كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
    بالطوب يلقى فيرمي أطيب الثمر

    ذهب طفلنا الصغير بحثا عن مأوى آخر له وبعد بحث مضني وجد غرفة يبدو أن صاحبها جميل الثوب و المظهر أسرع في دخول الغرفة لكن عندما دخلها تفاجأ أن الغرفة من الداخل ليست كما هي من الخارج نعم إن المظاهر خداعة دخلها طفلنا الصغير محاولا إقناع نفسه لكن هيهات !! لقد مزقتها من الداخل سوء الأخلاق _كيف يهنأ له راحة طفلنا الصغير الوديع في هذه الغرفة؟ ... محال ..
    خرج من الغرفة والدموع تملأ عينيه قائلا :
    لا يعجبنك أثواب على رجل
    دع عنك أثوابه وانظر إلى الأدب
    فالعود لو لم تفح منه روائحه
    لم يفرق الناس بين العود والحطب
    ... خرج طفلنا الصغير حاملا معه هموما وتساؤلات .. فكر قليلا ثم قال :
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
    فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    ذهب طفلنا الصغير كالعادة لبحث له عن مأوى يرتاح فيه ويهنأ فيه عيشه
    ذهب إلى غرفة أخرى قانعا نفسه بأبيات من الشعر قال منها :
    لا تسقني كأس الحياة بذلة
    بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

    بينما طفلنا الصغير يبحث له عن مأوى وجد غرفة لكنها غرفة ضيقة وفوق هذا إنها تضيق كل يوم فلم يجد طفلنا الصغير بدا إلا أن يخرج من الغرفة التي تضيق كل يوم
    وأخذ الطفل يردد بعض أبيات الشعر قائلا :
    إذا ضاق صدر المرء لم يصف عيشه
    ولا يستطيب العيش إلا المسامح

    ذهب طفلنا الصغير للبحث مرة أخرى عن غرفة أخرى يرتاح فيها وهو يردد قول الشاعر :
    مجد الحياة لمن يبغيه مقتنعا
    ما من حياة إذا فكرت بالفشل
    ... وسرعان ما وجد غرفة نظر إلى صاحبها فإذا هو جميل الشكل _فقال في نفسه : إذا كان صاحب الغرفة جميل فلا بد من أن الغرفة أيضا جميلة مثله ..
    ذهب والسرور يملأ قلبه وعينيه لكن فاجأه ما وجد !!!
    وجد أن الغرفة من الداخل ليست مثل صاحبها لقد ضيعها صاحبها فأصبحت خرابا لا يستطاب العيش فيها بسبب سوء الخلق وبذاءة اللسان
    خرج طفلنا الصغير متفاجئا ومستغربا لما وجد في الغرفة إنها خراب لا يمكن العيش فيها
    ثم كعادته ردد أبيات من الشعر :
    لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
    فلم يبقى إلا صورة اللحم واليد

    لسانك لا تذكر به عورة امرئ
    فكلك عورات وللناس ألسن


    وهل ينفع الصبيان حسن وجوههم
    إذا كانت الأخلاق غير حسان !!


    ذهب طفلنا الصغير لكي يبحث له ملجأ ومأوى لكي يستقر فيه أطال في البحث لكنه وجد الغرفة في النهاية ..
    عندما وجدها أحب أن يدخل فيها فإذا بصاحبها يفتخر نسبا عن آباءه وأجداده لم يورثوه علما ولا تقوى !!
    عندما دخل صاحبنا الغرفة وجدها خراب امتلأت فخرا لنسبه لكنها لا تنفع سكنا لطفلنا الصغير الجميل الرائع الغيور .
    خرج طفلنا الصغير كعادته عندما لم تكن الغرفة مناسبة له ولا تنفع للإستقرار والراحة ...
    خرج من الغرفة قائلا شعرا جميلا يقول :
    كن ابن من شئت واكتسب أدبا
    يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من يقول هاأنذا
    ليس الفتى من يقول كان أبي

    كالعادة طفلنا الصغير الذي لا يستسلم أبدا مهما كانت الأسباب والمسوغات ذهب هذه المرة عازما على إيجاد غرفة تناسبه هذه المرة لا وقت للخطأ هذه المرة سيذهب بدون تشاؤم ولا يأس إلى غرفة تناسبه سيبحث عنها بحثا دقيقا هذه المرة لن تكون فيها مرة أخرى طامحا إلى أن يعيش بهناء ذهب طفلنا الصغير وكله أمل بإيجاد الغرفة المناسبة له _ ذهب والتفاؤل يملأ قلبه ووجدانه ترى هل سيجد طفلنا الصغير غرفة تناسبه؟ هيا لنكمل القصة ذهب طفلنا مع أن الأمراض والأسقام قد أنهكت جسده الضعيف لكن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس _وقد خالف طفلنا الصغير أهواؤه ورغباته _مستعينا بأبيات من الشعر قائلا :
    لا تركنن إلى الهوى
    واحذر مفارقة الهواء
    يوما تصير إلى الثرى
    ويفوز غيرك بالثراء
    ... نعم طفلنا الصغير لن يسمح بأهوائه بأن تكون عائقا في طريقه فكما يقال هواك داؤك فإن خالفته فدواؤك
    وكعادته طفلنا الصغير أخذ على نفسه بأن لا يستسلم لليأس يلتهي بأشعاره قائلا :
    خذ القناعة من دنياك وارض بها
    لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدن

    وأيضا :
    وما نيل المطالب بالتمني
    ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
    وأيضا أحب ان يكون شعره من شعر أبو القاسم الشابي فقال :
    سأعيش رغم الداء والأعداء
    كالنسر فوق القمة الشماء
    ...........
    ومن لا يحب صعود الجبال
    يعش أبد الدهر بين الحفر

    بينما هو يردد أشعاره من حين لآخر باحثا له عن غرفة جميلة يستقر فيها ويأنس فيها لبقية حياته إذا به يجد أخيرا غرفة مناسبة له أسرع صديقنا والفرح يملأ وجدانه أسرع صديقنا وكله أمل بأن يجد لنفسه وقتا للراحه
    نعم لقد وجد صديقنا غرفة هي الحصن الحصين ضد أي رغبة ورهبة هي الحصن التي يمكنها التصدي ضد الأهواء والرغبات ضد الضغائن والأحقاد ضد الطمع والجشع ضد سوء الأخلاق ضد المصالح ضد ضيق النفس _ضد الفخر والنسب بالنفس و الآباء والأجداد ضد كل ما من شأنه تدمير غرفته الجميلة الرائعة لقد كانت غرفة محصنة بكل معنى الكلمة
    فرح صديقنا عندما دخل الغرفة أشد الفرح والسرور ، فرح لأنه الآن في أمان واستقرار فهنيئا لصديقنا ما وجد وهنيئا له ما سيجد من خير _
    بصراحة لقد غبطته على غرفته الجميلة فأحببت زيارته فطرقت عليه الباب فخرج من غرفته فوجدتها غرفة محصنة جميلة وواسعة فقلت له :
    إن غرفتك جميلة وواسعة !!..
    فأجاب مبتسما:
    تسامح النفس معنى من مروءتها
    بل المروءة في أسمى معانيها

    ...ومن شدة إغتباطي لغرفته أحببت أن أبادله الغرفة فأعطيه بدلا منها فقلت له :
    بصراحة أريد أن أعطيك بدلا من هذه الغرفة فتعطيني إياها ماذا قلت ؟
    فقال :
    حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا
    بالدار دارا ولا الجيران جيرانا


    يا أحباب هل عرفتم من أقصد بالطفل ؟ !!
    وهل عرفتم من أقصد بالغرفة ؟ !!
    ربما الجواب نعم وربما لا ؟

    الطفل :هو ضمير الإنسان الذي يمثل الغيرة والحمية والشعور والاحساس بالآخرين و الشعور بمن ظلم في العالم العربي والاسلامي من جوع واحتلال وقتل وأسر وتدمير للبيوت والمنشآت واستبداد بكل معانيه .

    أما الغرفة :فهي تمثل صدر الإنسان وهو جزء من كل _ الذي يكمن ويرتكز عليه الضمير ضمير الإنسان فإن كان خرابا يكون الضمير غير قادر على الإستقرار فيه والعيش فيه أو بناء جميلا يقدر أن يستقر عليه الضمير ويعيش فيه .


    فهنيئا لكل شخص لديه ضمير يقظ حي يشعر بالآخرين ويحس فيهم عندما يأكل يتذكرهم وعندما يشرب يتذكرهم فذاك إحساس يسمو بالمرء ويعطيه مكانة رائعة عند الآخرين فله منا جزيل الشكر والتقدير .

    وتعزية لكل شخص لا يحس بالآخرين ولا يشعر فيهم وبما يحصل لهم _ونصيحة ذهبية مني بل من قلبي إليه بالمسارعة إلى تنمية ضميره وإيقاظه من سباته
    فلديه من الوقت الكثير وسيكون لديه من الفوائد والمنافع الكثير أيضا .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    دمتم بخير في حلكم وترحالكم

  • #2
    السلام عليكم !

    مخالف \ يمنع إدراج أكثر من موضوع منقول في اليوم وأنت أدرجت تقريبا 3 مواضيع منقولة \\ يسمح لك بإدراج موضوعين أحدهما منقول والآخر بقلمك .

    يغلق .
    ~ صلِ عـلى النبي مـحمد ~



    نتشرف بالتواصل مع الجميع
    twitter:alka90ser
    insta:alka90ser
    ask:alka90ser
    saraha:alka90ser

    تعليق

    يعمل...
    X