في قديمِ الزمانْ يُحكى انهُ كانَ هُناكَ سفّاحْ .. بنظرِتهِ لمّاحْ .. بوِجهتِهِ وخِبرتهِ
ملاّح .. قرُصان مِن زمنِ القراصِنةِ ذو العينِ الواحِدةْ .. يمتطي حِصاناً قاتم اللونِ
اســـــودا .. لايبرزُ البياضُ مِنهُ الا مِن تلكَ العينينِ الواسعتين .. بنظرِتهما ثاقبتين
..للأمامِ نَقعت حوافِره بوجهتين .. بدونِ هدف .. سفاحٌ كانَ اذا دخلَ قريةً عاثَ فيها
فساداً وبطشا ..فكانَ يفتكُ بالجميعَ فتكا.. بِحُسامهِ الذي يُسمع صليله عندَ دقِ
الاعناق ... وقطعِ الارزاق .. لايفرقُ بينَ شيخٍ وطفلٍ وعجائِزا ومُعاق .. كانَ هواية
الحُسام الذي يحملهُ قطعِ اي عُنقٍ يريده ..وأي جزءٍ يُصيبه .. كانَ يهوي بضربتهِ
على كُلِ مايشتهيه .. بدون غاية .. لايحمل اي عنوانٍ وراية .. بدونِ سبب او
بالاحرى بدونِ هدف ...
ذاتَ يومٍ وكالعادة ..دخلَ السفاحُ قريةً للفقراء بِسعادة .. وكالمعتاد
جلب معه العِدةَ والعتاد .. حُسامهُ في غِمدهِ مربوطاً على خِصرهِ للاستعداد
.. دخلَ السفّاح وابرز السيف مِن مكانِه .. وصاحَ بصوتِه الخشِن المُخيف ..
سأحرقكم سأدمركم سأقطعكم ارباً اربا .. وسأصنعُ من جمامكم وعِظامكم دربا
.. صاحَ كبيرُ القوم .. اهربو تفرقوا فالاسدُ الضاري قد وصل ..وليسَ للغزلانِ
مكانٌ هُنا اومحّل .. اهربوا وانجوا برؤسكم كي لا تُقطعَ.. فان العينَ لرؤيةِ
الســــفّاحِ وسيفهِ البتّار تُفجع .. مُخيفٌ كالظلام قويٌ صـــــلبٌ العِظام ..
ذو جثةٍ ضخمه لاتعرفُ اي عطفٍ ورحمه.. صوتهُ كالرعدِ وسيفه سريعٌ
يقطعُ كوميضِ البرق ..
هربَ كُلُ من كانَ في القرية ..الا طِفلٌ كفيف لم يتجاوز العاشِرةَ مِن عُمرِه
..حينها بدا السفَاح بالحرقِ والطرقِ والتدمير .. مرَ على كُلِ بيتٍ واحرقه
..وكلُ ما بداخلها سرقه ... وعندما وصلَ الى بيتِ الكفيف وقفَ استغراباً
وفضولاً من ذاكَ الطفلِ الذي لم يهرُب .. رفعَ السّفاحُ سيفه نحو عُنقِ الطِفلِ
ولكن الطِفلَ لم يكُن يعلم بما كان يجري حوله فقد كان يبادلهُ بأبتسامةٍ بريئة
.. صدره خالٍ من اي اوصافٍ رديئه ..كفيفٌ عفيفٌ بريءٌ ابتسامته غريبة ..
كالمُستهزيء المُتعابط .. تعجبَ السّفاح من ابتسامة هذا الطفلِ العنيد .. شاخَصاً
وجهه البريء في وجه السّفاحٍ كالحديد .. سألة السّفاح : لماذا لم تهرُب
مع الهاربين ..لتنجو برقبتك وتسلم بحياتكَ ..
اجابه الطِفلُ بكل برود :
ومن انتَ لكي اهربَ مِنك ..!!
ثار غضب السّفاح وقال : انا قاطع الاعناقِ والارزاقِ حارقُ القرى والبيوت
والاطفالِ ..بسيفي هذا لا افرق بينَ عُنقٍ وساق ..
قال الطِفل : لا اخافكَ ابدا فأنت مُغترٌ بنفسك .. ولن ينفعكَ قتلي بسيفك ..
اذهب وجر حِصانكَ للوراء فأنتَ قادمٌ بدونِ هدف ..!!
استشاط السفاحُ غضبا وقال : ايها الكفيف سأمزقك وبالنهايةِ سأحرقك ..
وستعرفُ من انا ..
اجابه الطِفلُ : ومن قالَ اني لا اعرفك .. انت سفاحٌ جبان ..
تقتل وتحرق وتدمر بدون استأذان .. سيُفكَ هذا بنظري
كمعولٍ يحفِر قبراً لحامِلة ..
زاد فضولُ السفاح وقال : ماذا تقصِد ايها الكفيف المتذاكي ..؟
قال الطفل : لربما كُنت كفيفاً بالنظر ولكنني لا زلت قادرا على السمعِ
واشتمامُ الخطر.. وانت لستَ سوا نسمةٍ عابِرة .. فأنظر خلفك
انه ضرغام يحاول افتراسك ...ليقطعك اربا بداية من راسك ..
وفعلاٌ التفت السفاح لخلفة فكان الاسدُ بارزاً انيابهُ.. ليأكله ولكنه تدارك الامر
وبضربة الحسام افقده حياته ..
اعجب السفاح بهذا الطفلِ الكفيف .. وقال في نفسه سأجرب شيئا آخر ..
رفعً السفاح سيفه ..فقال الطِفل : ارايت ايها الجبان لقد سمِعتُ صليل سيفك
قبل ان تهوي به على عنقي .. فأنت لاتحتملُ كلمة طفلٍ كفيف ..اي المقاتلينَ انت ..؟؟
تعجب السفاح من حنكةِ الطفلِ .. وسأله .. ماذا تُريد ايها الكفيف .. .؟؟
فقال الطفل : ماهو هدفك َ وما هي غايتك مِنَ القتلِ والتدمير ..
افنيت اعماراً .. وعبثت بالقرى دماراً .. تارةً حرقاً وتارةً طرقا..
فماذا جنيت ..!!
تسأئل السّفاح في نفسه ولم يجد اي اجابةٍ لهذا الطِفل .. لقد تفوق عليه كفيف
بسؤال واحد .. وفعلا لم يكن له هدفُ او غاية ..!!
.
.
انتهى
فعلينا ان نستغِل افكارنا ونحدد اهدافنا لحياتنا المستقبلية .. لاننا نسيرُ
في هذا العالم بدون ان نحدد ما نصبو اليه من اهداف ..
..
..
ايُها الاعضاء الاعزاء هل رسمتم لحياتكم اهدافاٌ مُعينة ام انكم
تآئهون في هذا العالم ..؟؟
هل حددتم ماتريدونهُ من اهداف خلال حياتكم ....؟.؟
هل فعلا يتوجب علينا ان نحدد اهدافنا من الحياة ..؟؟
يُقال ان الغاية تبرر الوسيلة .. فما غاياتكم لتبرير الوسيلة ..؟؟
..
ملاّح .. قرُصان مِن زمنِ القراصِنةِ ذو العينِ الواحِدةْ .. يمتطي حِصاناً قاتم اللونِ
اســـــودا .. لايبرزُ البياضُ مِنهُ الا مِن تلكَ العينينِ الواسعتين .. بنظرِتهما ثاقبتين
..للأمامِ نَقعت حوافِره بوجهتين .. بدونِ هدف .. سفاحٌ كانَ اذا دخلَ قريةً عاثَ فيها
فساداً وبطشا ..فكانَ يفتكُ بالجميعَ فتكا.. بِحُسامهِ الذي يُسمع صليله عندَ دقِ
الاعناق ... وقطعِ الارزاق .. لايفرقُ بينَ شيخٍ وطفلٍ وعجائِزا ومُعاق .. كانَ هواية
الحُسام الذي يحملهُ قطعِ اي عُنقٍ يريده ..وأي جزءٍ يُصيبه .. كانَ يهوي بضربتهِ
على كُلِ مايشتهيه .. بدون غاية .. لايحمل اي عنوانٍ وراية .. بدونِ سبب او
بالاحرى بدونِ هدف ...
ذاتَ يومٍ وكالعادة ..دخلَ السفاحُ قريةً للفقراء بِسعادة .. وكالمعتاد
جلب معه العِدةَ والعتاد .. حُسامهُ في غِمدهِ مربوطاً على خِصرهِ للاستعداد
.. دخلَ السفّاح وابرز السيف مِن مكانِه .. وصاحَ بصوتِه الخشِن المُخيف ..
سأحرقكم سأدمركم سأقطعكم ارباً اربا .. وسأصنعُ من جمامكم وعِظامكم دربا
.. صاحَ كبيرُ القوم .. اهربو تفرقوا فالاسدُ الضاري قد وصل ..وليسَ للغزلانِ
مكانٌ هُنا اومحّل .. اهربوا وانجوا برؤسكم كي لا تُقطعَ.. فان العينَ لرؤيةِ
الســــفّاحِ وسيفهِ البتّار تُفجع .. مُخيفٌ كالظلام قويٌ صـــــلبٌ العِظام ..
ذو جثةٍ ضخمه لاتعرفُ اي عطفٍ ورحمه.. صوتهُ كالرعدِ وسيفه سريعٌ
يقطعُ كوميضِ البرق ..
هربَ كُلُ من كانَ في القرية ..الا طِفلٌ كفيف لم يتجاوز العاشِرةَ مِن عُمرِه
..حينها بدا السفَاح بالحرقِ والطرقِ والتدمير .. مرَ على كُلِ بيتٍ واحرقه
..وكلُ ما بداخلها سرقه ... وعندما وصلَ الى بيتِ الكفيف وقفَ استغراباً
وفضولاً من ذاكَ الطفلِ الذي لم يهرُب .. رفعَ السّفاحُ سيفه نحو عُنقِ الطِفلِ
ولكن الطِفلَ لم يكُن يعلم بما كان يجري حوله فقد كان يبادلهُ بأبتسامةٍ بريئة
.. صدره خالٍ من اي اوصافٍ رديئه ..كفيفٌ عفيفٌ بريءٌ ابتسامته غريبة ..
كالمُستهزيء المُتعابط .. تعجبَ السّفاح من ابتسامة هذا الطفلِ العنيد .. شاخَصاً
وجهه البريء في وجه السّفاحٍ كالحديد .. سألة السّفاح : لماذا لم تهرُب
مع الهاربين ..لتنجو برقبتك وتسلم بحياتكَ ..
اجابه الطِفلُ بكل برود :
ومن انتَ لكي اهربَ مِنك ..!!
ثار غضب السّفاح وقال : انا قاطع الاعناقِ والارزاقِ حارقُ القرى والبيوت
والاطفالِ ..بسيفي هذا لا افرق بينَ عُنقٍ وساق ..
قال الطِفل : لا اخافكَ ابدا فأنت مُغترٌ بنفسك .. ولن ينفعكَ قتلي بسيفك ..
اذهب وجر حِصانكَ للوراء فأنتَ قادمٌ بدونِ هدف ..!!
استشاط السفاحُ غضبا وقال : ايها الكفيف سأمزقك وبالنهايةِ سأحرقك ..
وستعرفُ من انا ..
اجابه الطِفلُ : ومن قالَ اني لا اعرفك .. انت سفاحٌ جبان ..
تقتل وتحرق وتدمر بدون استأذان .. سيُفكَ هذا بنظري
كمعولٍ يحفِر قبراً لحامِلة ..
زاد فضولُ السفاح وقال : ماذا تقصِد ايها الكفيف المتذاكي ..؟
قال الطفل : لربما كُنت كفيفاً بالنظر ولكنني لا زلت قادرا على السمعِ
واشتمامُ الخطر.. وانت لستَ سوا نسمةٍ عابِرة .. فأنظر خلفك
انه ضرغام يحاول افتراسك ...ليقطعك اربا بداية من راسك ..
وفعلاٌ التفت السفاح لخلفة فكان الاسدُ بارزاً انيابهُ.. ليأكله ولكنه تدارك الامر
وبضربة الحسام افقده حياته ..
اعجب السفاح بهذا الطفلِ الكفيف .. وقال في نفسه سأجرب شيئا آخر ..
رفعً السفاح سيفه ..فقال الطِفل : ارايت ايها الجبان لقد سمِعتُ صليل سيفك
قبل ان تهوي به على عنقي .. فأنت لاتحتملُ كلمة طفلٍ كفيف ..اي المقاتلينَ انت ..؟؟
تعجب السفاح من حنكةِ الطفلِ .. وسأله .. ماذا تُريد ايها الكفيف .. .؟؟
فقال الطفل : ماهو هدفك َ وما هي غايتك مِنَ القتلِ والتدمير ..
افنيت اعماراً .. وعبثت بالقرى دماراً .. تارةً حرقاً وتارةً طرقا..
فماذا جنيت ..!!
تسأئل السّفاح في نفسه ولم يجد اي اجابةٍ لهذا الطِفل .. لقد تفوق عليه كفيف
بسؤال واحد .. وفعلا لم يكن له هدفُ او غاية ..!!
.
.
انتهى
فعلينا ان نستغِل افكارنا ونحدد اهدافنا لحياتنا المستقبلية .. لاننا نسيرُ
في هذا العالم بدون ان نحدد ما نصبو اليه من اهداف ..
..
..
ايُها الاعضاء الاعزاء هل رسمتم لحياتكم اهدافاٌ مُعينة ام انكم
تآئهون في هذا العالم ..؟؟
هل حددتم ماتريدونهُ من اهداف خلال حياتكم ....؟.؟
هل فعلا يتوجب علينا ان نحدد اهدافنا من الحياة ..؟؟
يُقال ان الغاية تبرر الوسيلة .. فما غاياتكم لتبرير الوسيلة ..؟؟
..
تعليق